"إن الأمم المتحدة لم تنشأ لقيادة الجنس البشري إلى الجنّة، ولكن لإنقاذ البشرية من الجحيم"
أمين عام الأمم المتحدة الأسبق داغ همرشولد، الذي دفع حياته ثمناً للسلام، حيث توفي في 18 سبتمبر 1961، جراء تحطم الطائرة التي كان تقلّه وهو في مهمّة تحقيق السلام في الكونغو.[1]
وسعياً للتأكيد على ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه لحلّ النزاعات بين الدول بالوسائل السلمية تمّ إقرار إعلان اليوم الدوليّ لتعدّدية الأطراف والدبلوماسية من أجل السلام بتصويتٍ مسجّلٍ بأغلبية 144 صوتاً مقابل صوتين، وذلك في قرار الأمم المتحدة 127/73 والذي اعتمد في 12 ديسمبر 2018.[2]
منذ بداية نشوء الأمم المتحدة في أعقاب دمار الحرب العالمية الثانية كان لها مهمة مركزيّة واحدة وهي الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، كما أكّد ميثاقها على أهمية الالتزام بتسوية المنازعات بالوسائل السلمية لتجنيب الأجيال المقبلة ويلات الحروب.[2]
إضافةً إلى أنّ طبيعة العلاقات العالمية المعقدة الحالية فرضت صعوبة في قياس تأثير الأمم المتحدة في الحدّ من اندلاع الصراعات العنيفة وتصاعدها واستمرارها وتكرارها، وهنا كان دور الدبلوماسية والتعددية كأكثر الأدوات فاعليّة، سواء كانت إقليميّة أو عالميّة لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة والسعي لتأمين حقوق الإنسان للجميع.[2]
في سبيل نجاح عملية منع نشوب الصراع، تقول روزلين أكومبي، المسؤولة في إدارة الأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، إن هناك خمسة عناصر أساسية يتعين توفرها:
أولاً، الإلمام بما يجري، بمعنى أن نكون مدركين للأوضاع الراهنة وقريبين من مكان الحدث.
ثانياً، البدء في رسم المسار السياسي مبكراً، بهدف تجنّب حدوث صراعات والتخفيف من آثار الحروب قدر الإمكان.
ثالثاً، شمول العديد من الأصوات مثل النساء والشباب.
رابعاً، خلق الشراكات مع المنظمات الإقليمية والمؤسسات المالية العالمية، وربط العمل السياسي قصير المدى مع عملية بناء السلام طويلة الأجل وجهود التنمية.
خامساً، الإرادة السياسية من كافة الأطراف بشأن منع نشوب الصراعات.[1]
كما أنّ التركيز على زيادة المشاركة الفعالة للمرأة في الجهود المبذولة لصنع السلام ومنع نشوب النزاعات يجب أن يكون من الأولويات الرئيسية، غير أن عدد النساء المشاركات في عمليات صنع السلام الرسمية ما يزال غير كافٍ رغم الالتزامات والمبادرات العديدة على الصعيدين الإقليمي والعالمي؛ وما زالت العديد من اتفاقات السلام لا تلبي احتياجات المرأة في مجالي الأمن وبناء السلام بشكلٍ كافٍ.[1]
ختاماً تدعو مبادرة Uplifting Syrian Women إلى اتخاذ خطوات جديّة وصادقة بهدف نشر السلام في جميع مناطق العالم عامة وفي سوريا بشكل خاصّ نظراً لكونها عانت ما عانته من ويلات الحرب والصراعات مع مختلف آثارها المادية والأمنية والنفسية على المدنيين، كما تدعو مبادرتنا إلى تفعيل دور المرأة بشكل أكبر في جميع الفعاليات التي تدعو إلى نشر السلام وإيقاف الحروب.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.