"حرية الصحافة إن كانت تعني أي شيء فهي تعني حرية الانتقاد و المعارضة".
جورج أورويل. [1]
يعدّ الثالث من مايو فرصة سنوية للإشادة بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، ورصد الوضع الذي تؤول إليه حرية الصحافة حول العالم، والذّود عن وسائل الإعلام وحمايتها من الهجمات التي تستهدف استقلاليتها، ناهيك عن تكريم الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في الميدان.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت اليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 1993 بموجب توصية تم اعتمادها في الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا القرار جاء استجابة لدعوة من الصحفيين الأفارقة الذين أصدروا في عام 1991 إعلان ويندهوك التاريخي بشأن تعددية وسائل الإعلام واستقلاليتها.[2]
حرية الصحافة والإعلام تعني حق الحصول على المعلومات من أي مصدر ونقلها وتبادلها والحق في نشر الأفكار والآراء وتبادلها دون قيود والحق في إصدار الصحف وعدم فرض رقابة مسبقة على ما تقدمه وسائل الإعلام إلا في أضيق الحدود وفيما يتّصل بالأمن القومي، مع تحديد نطاق ذلك، والأمور العسكرية وما يتّصل بحرمة الآداب العامة. [3]
كما ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تبنّته الأمم المتحدة عام 1948 أن: ""لكلِّ شخص حقُّ التمتُّع بحرِّية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ودونما اعتبار للحدود" [4]
بالتالي يمكن أن نستنتج أن حرية الصحافة هي حق من حقوق الإنسان كونها أداة للتعبير عن الرأي.
الحفاظ على أسرار المهنة: تعتبر من أهم المبادئ التي يجب على الصحفي الحفاظ عليها وخاصة فيما يتعلق بالمواضيع أو الحقائق الإعلامية الحساسة، كما أنه لا بُدّ من أن تتسم هذه الأسرار بالصدق، بمعنى أن تحتوي على معلومة صادقة وغير مبالغ فيها.
كما أنه لا بد من التأكيد على أهمية إخضاع الأسرار المهنية لمجموعة من القوانين القضائية، التي لا يجب التعدي عليها وخاصة فيما يتعلق بالموضوعات والمجالات الآتية: الإعلام الذي يتخصص بالمراهقين والأطفال، الإعلام الذي يمس الأمن الدولي، والقطاعات المتعلقة بالاقتصاد الدولي والاستراتيجي.
الاستقلال الصحفي في أداء الأعمال الإعلامية: يعتبر الاستقلال الصحفي من الضروريات في العمل الصحفي، يتطلب من الصحفي والقائم بالاتصال أن يلتزم بالموضوعية والصدق في تناوله للمحتويات أو المعلومات الإعلامية. كما أنه لا بد من أن يستقل الصحفي في أداء أعماله دون أن يكون هنالك تدخل من أي طرف سواء كان سياسي أو اقتصادي أو إعلامي، حيث تعتبر الأخطاء الإعلامية من أخطر الأخطاء التي يقع فيها الإعلاميين والتي قد تعرّض حياتهم للخطر والتهديد من قبل أطراف معينة أو من قبل الدولة. [5]
يمكن أن نضمن حرية الصحافة والإعلام من خلال ضمان حقوق الصحفي والإعلامي في مجال الاتصال في عدة نواحي، منها الاقتصادية التي تتعلق بضمان معيشي لائق به وتنظيم حقوقه المالية، وثانياً الأمنية لمنع الظلم عنه من قبل الأجهزة الأمنية وحمايته من التعرّض للإيذاء البدني كالسجن والاعتقال والتعذيب وغير ذلك، وكذلك حمايته من صاحب العمل (في حالة الصحف الخاصة) ومن اضطهاد رئيس التحرير أو رؤسائه المباشرين.
من ناحية ثالثة يوجد ضمانات تتعلق بممارسة المهنة والوظيفة: مثل توفير الإمكانيات للصحفي والإعلامي للوصول إلى المعلومات والاطلاع على الوثائق الرسمية وغير الرسمية دون التحجج لمنعه من ذلك، وإعطائه الحصانة الملائمة للحماية من كافة الضغوط الداخلية والخارجية لإجباره على عمل غير صحيح أو محرف، بالإضافة لحمايته من المخاطر أو الأضرار التي قد يتعرض لها أثناء ممارسة مهنته بما يتلاءم مع الطبيعة الخاصة لمهنة الإعلاميين أو الصحفيين أو المندوبين والمراسلين، وتوفير أفضل الظروف لهم من أجل ممارسة مهنتهم المقدسة.[6]
الصحافة الحرة تساعد في الحفاظ على توازن القوى في الحكومة، لأن إحدى الوظائف المهمة للصحافة في الإعلام هي مساعدة المواطنين على فهم العمليات الحكومية المعقدة في كثير من الأحيان، وتوعية الناس بكيفية تأثير القرارات المتخذة في المستويات العليا عليهم. [7]
وبالتالي، عندما يتعرض الصحفيون للتهديد والاعتداء والرقابة أو السجن، فإن ذلك يعد هجوماً مباشراً على حرية التعبير في المجتمع. [8]
أشارت وكيلة الأمين العام للإعلام الدولي أليسون سميل من خلال خطابها في منتدى أقيم في نيويورك عام 2018 بمناسبة يوم الصحافة العالمي إلى التحديات والقيود التي تواجه الصحافة:
"الصحافة اليوم تواجه تحديات وتهديدات جسيمة منها الرقابة والترهيب والاعتداء المباشر ضد الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام. فهي قد ظلت تتلقى، وبصورة مضطردة، اتهامات حول إيرادها تقارير مزيفة. كل هذه التهديدات بحاجة الى المعالجة للتأكد من سلامة الصحفيين والمشتغلين بمجال الإعلام لأن ذلك ضروري جداً. الهجمات الأخيرة في أفغانستان أكدت بجلاء أن حياة الصحفيين في خطر في الأماكن التي يؤدون فيها واجبهم. أود هنا أن أشير أيضاً إلى أن الصحفيات يواجهن خطراً مزدوجاً بسبب جنسهن وعملهن الصحفي. الصحفيون والعاملون في وسائل الإعلام المحلية الذين يساعدون المراسلين الأجانب والمترجمين يواجهون أخطاراً كبيرة أيضاً لأنهم وبمجرد مغادرة هؤلاء المراسلين فإنهم يتعرضون إلى التهديد وسوء المعاملة". [9]
بحسب التصنيف العالمي لحرية الصحافة في عام 2021 تأتي النرويج، فنلندا، والسويد في المراتب الثلاث الأولى عالمياً، بينما سوريا تأتي في المركز 173 عالمياً من أصل 180 دولة. [10]
باعتبار أن مبادرتنا هي مبادرة تسعى لتحقيق المساواة بين أفراد المجتمع وبناء سلام مستدام، يمثل يوم حرية الصحافة العالمي تاريخ مهم بما أنه يؤكد على مفهوم حرية التعبير عن الرأي التي هي الأداة الأساسية لتحقيق أهداف المبادرة وأهداف التنمية المستدامة.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.