المرأة الكاتبة والناقدة الفنية، المظلومة بحقّ إنجازها العملي ذي الطابع الأدبي، إذ عرفت بألقاب ك"زوجة الشاعر" أو ""ابنة أخ الشاعر".
السيدة رنا قباني، ابنة السفير السوري صباح قباني، والمولودة عام 1958- دمشق.
نشأت السيدة قباني في دمشق، وتنقلت بين بلدان عدة (لندن، نيويورك، جاكرتا وواشنطن) وذلك بحكم عمل والدها كسفير ودبلوماسي. [1]
متأثرة بالخلفية الثقافية والأدبية ضاربة الجذور في عائلتها، انطلاقا من جدتها سلوى غازي النسوية الرائدة، ووالدها الذي عمل كسفير إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وصولاً إلى عمها نزار قباني، مروراً بالفترة التي عاشها جيلها "1967" فكان متوقعاً ما نبض به فكرها الأدبي والفني.
أبت السيدة قباني على تلقي العلم وكانت محبة له، ومارست الكتابة والقراءة منذ صغرها.
فعلى الصعيد العربي كانت تفضل الشعر جاهلياً كان أم شعراً حديثاً، أما عن الأدب الإنجليزي فقد أحبت وبشدة أدب الكاتبات الإنجليزيات في القرن التاسع عشر وأتمت روايتها الإنجليزية الأولى "جين آير، للكاتبة شارلوت برونتي" في عمر التاسعة. [2]
عند انتقالها مع عائلتها إلى أندونيسيا -فترة عمل والدها كسفير هناك- درست في المدرسة الثانوية، وعادت إلى دمشق لتكملها.
تزوجت -وعلى خاطر السرعة- من الشاعر الفلسطيني محمود درويش فكما سبق، أحبّت السيدة قباني الشعر الحديث وعلى وجه الخصوص الشعراء الفلسطينيين على رأسهم محمود درويش، لكن زواجهما لم يدم فترة طويلة إذ تطلقت منه مرتين وكانت الأخيرة عام 1978.
بعد أعوام تزوجت من الصحفي البريطاني باتريك سيل وأنجبت طفلين. [2]
تقدمت السيدة قباني للدراسة في في جامعة Cambridge في إحدى كلياتها " Jesus college" فترة 1984 وكانت واحدة من أوائل النساء اللاتي قبلن في هذه الجامعة، فعانت هناك من التمييز لكونها امرأة وخاصّة امرأة وعربية، لكن ذلك كان درساً وحافزاً لها، فقد تقدمت برسالة دكتوراه عنوانها "أساطير الغرب عن العرب" والتي تطورت بعدها إلى كتاب متداول، دافعت فيه عن العربي وحضارته وثقافته. [2]
كتبت كتاب آخر بعنوان "رسالة إلى الغرب"، ولها العديد من المقالات التي نشرت في صحف أجنبية وعربية، منها "القدس". [2]
حصلت كذلك على درجة البكالوريوس في الفنون من جامعة Georgetown. كما درست في الجامعة الأمريكية في بيروت. [1]
قالت السيدة رنا قباني في مقابلة لها: "عندما دخلت إلى أطروحتي، كان هناك أستاذين كبيرين ومعروفين، شهق أحدهما وقال أنت بيضاء حسبناك سوداء... هذا النوع من الصدام بيني وبين الغربيين كان مفيداً لي، لأني تعلمت كيف أحاور الغربيين السلبيين، وهو شيء يجب على كل عربي أن يتعلمه". [2]
للمرأة القوية الواثقة، حق لها فعلاً ألا تغيب عن الذاكرة، عند ذكر الكاتبات والأديبات العربيات، فهي التي لم يوقفها تأثر جيلها بويلات الحروب ولا الأزمات ولا تنقلاتها الكثيرة عن طلب العلم، حتى طلاقها من زوجها محمود درويش والذي يعتبر في يومنا عثرة تعيق طريق العديد من النساء في مسيرتهن الشخصية.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.