ابنة شهيد وزوجة أحد قادة الثورة ضد الإنكليز في العراق، رائدة العمل النسائي، تركت لنا إرثاً فكرياً ونضالياً يُضيء هذا الدرب في سورية، الروائية والأديبة السورية ثريا الحافظ.
ولدت في دمشق سنة 1911 لأسرةٍ مناضلةٍ ومجاهدةٍ ضد الاستعمار الفرنسي، فهي ابنة المناضل أمين لطفي الحافظ أحد شهداء السادس من أيار عام 1916 الذي أُعدم شنقاً. [1]
درست في دمشق وقادت مع رفيقاتها النضال والمظاهرات ضد الاستعمار الفرنسي للضغط عليه للإفراج عن السجناء جميعهم بما فيهم زوجها منير الريّس. [2]
عملتْ معلّمةً في مدارس دمشق، ثمّ مديرةً لعدّة مدارس، وبعدها اُحيلت إلى التقاعد. [3]
اقرأ أيضاً: قصة نجاح- ليلى ديب.
شاركت في أول مظاهرةٍ نسائيةٍ ضد الاستعمار الفرنسي، وعملت على مكافحة الأميّة ولا سيما أميّة المرأة العربية، وتشغيل الأيدي العاملة، ورعاية الأيتام، كما ساهمت في تأسيس أول جمعيةٍ نسائيةٍ شعبيةٍ، وفي تأسيس جمعية "خريجات دور المعلمات" التي تسلّمت أمانة سرّها، "و "جمعية نقطة الحليب" و "جمعية الفنون السورية"، وكانت عضواً في "النادي العربي"، و "جمعية نساء العرب القوميات" و"نقابة المعلمين"، و "الاتحاد القومي" أثناء وحدة سورية ومصر. [3]
وفي ظل ذلك النضال والكفاح المستمر، كان لا بد من وجود من يشجعها على الاستمرارية، فقام بهذا الدور زوجها الذي كان نصيراً لها وداعماً في كل المواقف.
شاركت زوجَها في تأسيس جريدة "بردى"، وأصبحت تكتب مقالاً أسبوعياً تطالب فيه بحقوق المرأة الاجتماعية والسياسية، وفي نفس العام 1945، قامت بتأسيس "دار كفالة الفتاة" من أجل مساعدة بنات شهداء العدوان الفرنسي على البرلمان السوري. [1] [2]
استمرت في نضالها من أجل حق المرأة السورية في الانتخابات، وبذلك تكون أول امرأةٍ سوريةٍ ترشح نفسها للانتخابات، وأيضاً كانت أول امرأةٍ سوريةٍ تحمل سلاحاً ضد الاستعمار الفرنسي.
كانت متأثرةً جداً بحفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم، سكينة التي أنشأت أول صالونٍ أدبي في الإسلام، دفعها ذلك لإنشاء منتداها الذي أطلقت عليه اسم "منتدى سكينة الأدبي"، حيث أسّسته في منزلها في دمشق، وقد اُفتتح في مقر النادي العربي عام 1953، ساهم تأسيسه في نشر الأدب والفن وعالج القضايا القومية والوطنية، ورفع مستوى الحياة الاجتماعية. [2]
كان من أُسرة المنتدى السيدات: زاهدة حميد باشا، مرزية القوتلي، وماوية الشيخ فضلي، وألفة عمر باشا الأدلبي، وأمل جزائري، عزيزة هارون، وعناية رمزي التي كانت أمينة سرّ المنتدى. [3]
لّفت ثريا كتابين أدبيين، الأول بعنوان "حدث ذات يوم" عام 1961، تحدثت فيه عن نضالها وحياتها بشكل عام، أما الثاني فحمل عنوان "الحافظيات" عام 1980، وفيه تحدّثت عن تاريخٍ كاملٍ لسيرةٍ مليئةٍ بالكفاح والإخلاص والمعتقدات التي كانت تتبناها آنذاك، وقد أهدت ذلك الكتاب لمجاهدات تحرير فلسطين. [2]
انتهى ذلك النضال والكفاح عام 2000، حيث رحلت عنّا بجسدها في ذلك العام، تاركةً منتدياتها ومؤلفاتها واسمها مخلداً عبر التاريخ.
♀مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر
[1] Dampedia
[2] Raseef22