Uplifting Syrian Women

International Day for Countering Hate Speech

اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية

"الكلمات تقتل مثل الرصاص... يجب أن نتذكر أن جرائم الكراهية، يسبقها خطاب الكراهية".
أداما ديانغ المستشار الخاص للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية. [1]

الكره عكس المحبة، وبالتالي يمثل النقيض لكل ما نسعى للحصول عليه كبشر، ولكنه عنصرٌ متواجدٌ في هذا العالم، بل عنصرٌ منتشرٌ بشكلٍ واسع، ويمثل زر إطلاقٍ ليندفع البشر تحت تأثيره لارتكاب الجرائم والمجازر، والتاريخ مليء بالأدلة والشواهد على تأثيره.

مفهوم خطاب الكراهية

لم نصل بعد لتعريف عالميٍ موحد وقانوني لمصطلح "خطاب الكراهية" ولكن برنامج الأمم المتحدة الذي يحمل اسم استراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة بشأن خطاب الكراهية وصفه بأنه "أي نوع من التواصل، بالقول، بالكتابة أو بالفعل، يستخدم لغة تمييزية تحقيريّة تهجّمية عند الإشارة إلى شخص أو مجموعة على أساس هويّته، أي بعبارة أخرى على أساس دينه أو عرقه أو جنسيته أو لونه أو نوعه الاجتماعيّ أو أي عامل آخر يحدّد هويّته." [2]

فنحن جميعنا بشر، نملك مبادئ وعاداتٍ مختلفة، فما الدافع الذي نملك لنشعر بالكره المسبق لشخص ما، دون أن نتعامل معه مسبقاً؟ فقط نكرهه لأن الصوت الداخلي النابع من الأفكار المغروسة في اللاوعي لدينا، تلك الأفكار التي نمتصها من محيطنا، لذلك علينا أن ننتبه من هذه الأفكار ونبحث عن مصدرها ونصلحه، لأن المحبة شعورٌ أفضل بكثير.

و ذلك لا يعارض حرية التعبير والرأي على الإطلاق، بل هي فقط الأداة التي تمنع هذا الرأي من التحول من حريةٍ شخصية، لتهجّمٍ على شخصٍ أو طائفةٍ ما، ووسيلةٌ للتحريض والعدائية ضد الآخرين.

اقرأ أيضاً: اليوم الدولي لمكافحة عمالة الأطفال.

الخلفية التاريخية وراء اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية

في مسيرنا الحالي نحو عالم أفضل، واستجابةً للاتجاهات المثيرة للقلق المنتشرة في هذا العصر، من عنصرية لكره الأجانب، للحركات المناهضة للمسلمين، للعنف القائم على النوع الاجتماعي، تنوعت وتعددت الخطط والإنجازات في هذه المجالات ولكن في 18 يونيو 2019 أطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة " استراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة بشأن خطاب الكراهية" كأول مبادرةٍ على امتداد الأمم المتحدة الموجهة بشكل خاص لمكافحة خطاب الكراهية. [3]

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بإجماع دولها الأعضاء البالغ عددهم 193، بتأييد أزيد من 75 بلداً، قراراً تقدم به المغرب بشأن مناهضة خطاب الكراهية، والذي يعلن ، لأول مرة في سجلات الأمم المتحدة، 18 يونيو من كل عام "اليوم الدولي لمناهضة خطاب الكراهية". [4]
وسيُحتفل به لأول مرة في عام 2022 [3]، ليكون فرصةً لشعوب العالم لتتوحد في مواجهة خطاب الكراهية والصور النمطية التي تنشر بذور الشقاق والعداء بين الشعوب، لنتصدى لها ونعمل معاً يداً بيدٍ في بناء العالم الآمن الذي نحلم به.

أثر جائحة COVID-19 على انتشار خطاب الكراهية

عندما فُرض الحجر الصحي وحظر التجوال على شعوب العالم، كان الهدف منها هو الحرص على سلامة جميع البشر وحمايتهم من الفيروس الذي لما يكتشف له علاج بعد، ولجأ الناس للعالم الإلكتروني لتيسير أعمالهم، ودراستهم، والاستمتاع بأوقاتهم، ولكن لاحت ظاهرة بشعة في الأفق، أبرزت البغض الدفين في نفوس بعض البشر، وقد انتشرت أسرع من النار في الهشيم تلك الأصوات التي تبثُّ سيلاً من مشاعر الحقد وكراهية الأجانب وإلقاء اللوم على الغير.

وازداد الوضع شناعةً كلما ضيق الفيروس قبضته علينا، حيث بدأت الأصوات تنادي بحرمان الأجانب من الرعاية الصحية، وأن المسنين –الأكثر تأثّراً بالفيروس- يمكن الاستغناء عنهم.
ونتيجةً لذلك ازدادت الحاجة للحركات المناهضة لتلك الأصوات، وكان أنطونيو غوتيريش من الأشخاص الذين نبّهوا العالم الدولي لمخاطر هذه الظاهرة فقال: "من واجبنا أن نبادر إلى تعزيز مناعة مجتمعاتنا من فيروس الكراهية.

ولهذا السبب فإنني أوجه اليوم نداءً من أجل العمل بكل ما في وسعنا لإنهاء خطاب الكراهية على الصعيد العالمي، وأناشد المؤسسات التعليمية أن تركز على محو الأمية الرقمية في وقت يرتاد فيه الإنترنت بلايينُ الشباب ويسعى فيه المتطرفون إلى كسب الأتباع بالترويج لأفكارهم في أوساط المحتجزين والأشخاص الذين قد تستحوذ عليهم مشاعر اليأس."

خطاب الكراهية والمرأة

تعرضت المرأة على مر الأزمان بشكل مستمر لخطاب الكراهية، الأمر الذي أثر على قدرتها على التعبير عن رأيها، ثم قدرتها على تحصيل حقوقها، حتى قدرتها على الحياة الكريمة والحرة.
الجرائم التي ترتكب بحقها شنيعة، وتزداد شناعتها عندما يظهر من يبرّئ الجاني ويظهره على أنه البطل في هذه القصص، فهناك جرائم التحرش الجسدي والاتجار بالنساء، وهناك العنف المنزلي وجرائم الشرف، وجميعها تحمل في طياتها كرهاً موجهاً ضد المرأة التي تقف في وجه المعتدي، فيقف العالم في وجهها.

ظهرت الحملات والمبادرات التي تحاول إنصاف هؤلاء النساء، فهناك حملة ال16 يوم لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وقدمت الأمم المتحدة العديد من المشاريع التي تساعد المرأة في الحصول على حقوقها في المجالات المتنوعة. وفي هذا المجال كان العالم الإلكتروني سيفاً ذو حدين، فقد ازدادت الخطابات التي تدعو للمحبة وحقوق المرأة وبنفس الوقت ازدادت الخطابات التي تنشر الكره.
ظهر التنمر الإلكتروني الذي أضر بثقة النساء بأنفسهن، ووضع معاييراً غير واقعية للجمال. ولكن لا يزال الأمل، فكما ظهر الكره ظهرت المحبة، وظهر من يقف في وجه هذا الظلم، من رجالٍ ونساء، وظهر من أنصف المرأة، بالطبع لم ننه العمل بعد، ولكننا بالتأكيد على الطريق الصحيح.

ونحن في مبادرة Uplifting Syrian Women نسعى دائماً لنشر المحبة والسلام بين جميع أطياف البشر، وندعو لإنصاف الضعيف في هذا المجتمع.
نحن أبناء هذا العصر التكنولوجي المتسارع، نملك واجباً على الأجيال القادمة أن ننشر القدر الأكبر من السلام والمحبة بين أبناء هذا العالم، لن نستطيع في هذا العصر القضاء على الكراهية، ولكن هذا لا يمنعنا كأشخاصٍ مسؤولين من أن نسير في ذلك الاتجاه ونبذل أقصى جهدنا، ونترك أكبر أثرٍ ممكن .

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] United Nations- News

[2] United Nations- Human Rights

[3] United Nations- Hate Speech

[4] Maroc.ma

[5] United Nations- COVID 19 Response