"من خلال خلق فرص العمل، والخدمات العامة الجيدة، وظروف العمل الأفضل، يمكن للأفراد والمجتمعات والبلدان أن ينتشلوا أنفسهم من براثن الفقر، ويحسِّنوا سبل العيش، ويشتركوا في التنمية المحلية والعيش معاً في سلام. ولا يحدث هذا إلا عندما يكون العمل لائقاً - وسليماً بيئياً ومنتجاً- يوفر أجوراً عادلة وتدعمه حقوق" [1]
-شاران بورو، الأمينة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال والرئيسة السابقة لمجلس نقابات العمال الأسترالي.
لا يزال عشرات الملايين من الأشخاص في العالم غير ملتحقين بسوق العمل في يومنا هذا. [2]
حسب إحصائيات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي:
تحثّ أهداف التنمية المستدامة على تنامي النمو الاقتصادي بشكل مطرد وعلى زيادة مستويات الإنتاجية والابتكار التكنولوجي. يسعى الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة إلى "تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع".
يشمل الهدف الثامن، بالنسبة لمنظمة العمل الدولية، الأولويات التالية:
اقرأ أيضاً: أهداف التنمية المستدامة- الهدف السادس.
يؤدي النمو الاقتصادي المرتفع إلى زيادة ربحية الشركات، مما يتيح المزيد من الإنفاق على البحث والتطوير. يمكن أن يؤدي هذا إلى تطورات تكنولوجية تزيل الكثير من العوائق في كثير من المجالات، مثل التحسن في المجال الطبي وتطور التكنولوجيا الأكثر مراعاةً للبيئة. كما أن النمو الاقتصادي المستدام يزيد الثقة ويشجع الشركات على المخاطرة والابتكار. لم يكن من قبيل المصادفة أن الاقتصاد العالمي شهد أسوأ حالة بطالة خلال أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير.
تعتمد البطالة بشكل كبير على النشاط الاقتصادي؛ في الواقع، يمكن اعتبار النمو والبطالة وجهين لعملةٍ واحدة: عندما يكون النشاط الاقتصادي مرتفعاً، يحدث المزيد من الإنتاج بشكلٍ عام، وهناك حاجة إلى المزيد من الأشخاص لإنتاج كمية أكبر من السلع والخدمات. عندما يكون النشاط الاقتصادي منخفضاً، تقوم الشركات بإلغاء الوظائف وترتفع البطالة.
معاكسة للتقلبات الدورية، بمعنى أنها ترتفع عندما يكون النمو الاقتصادي منخفضاً والعكس صحيح. [5]
وفقاً لتقرير عام 2020 الصادر عن منظمة العمل الدولية، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، يبلغ معدل بطالة الشباب العالمي 13.6%. ترجع العوامل المساهمة في هذا المعدل المرتفع لبطالة الشباب العالمية إلى حد كبير إلى نقص فرص العمل ولكنها تشمل أيضاً العوائق التي تحول دون دخول سوق العمل، مثل خبرة العمل المحدودة وزيادة حجم السكان نفسه - في جميع أنحاء العالم، هناك ما يقرب من 1.3 مليار الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاماً.
يمكن أن يكون لوجود عددٍ كبير من الشباب العاطلين عن العمل تأثيرٌ سلبي على النمو الاقتصادي للمجتمع وتطوره. إذا تُركت بطالة الشباب دون رادع، يمكن أن يكون لها تداعيات اجتماعية خطيرة لأن الشباب العاطلين عن العمل يميلون إلى الشعور بالإهمال، مما يؤدي إلى الإقصاء الاجتماعي والقلق وانعدام الأمل في المستقبل.
بالنظر إلى أن ما يقرب من 90 % من جميع الشباب يعيشون في دول منخفضة الدخل، فإن عدم الشعور بإمكانية تحقيق حياةٍ أفضل يمكن أن يؤدي إلى تخبط ملايين الشباب في براثن الفقر والإحباط - مما يؤدي إلى سقوط الدول الهشة معهم. [6]
اقرأ أيضاً: أهداف التنمية المستدامة- الهدف السابع.
في حين أن البطالة هي تجربةٌ سلبيةٌ في جميع أنحاء العالم تقريباً وبالتالي فهي مرتبطةٌ بنتائجَ سيئة، لا سيما نتائج الصحة العقلية السيئة، لكن قد يكون التوظيف إيجابياً أو سلبياً، اعتماداً على طبيعة الوظيفة (على سبيل المثال، الاستقرار، الإجهاد، ساعات العمل، الأجر، إلخ).
لقد وجدت الدراسات حول العمل والصحة أن جودة العمل واستقراره عاملٌ رئيسيٌّ في العلاقة بين العمل والصحة: وجدت الأبحاث أن الوظائف منخفضة الجودة أو غير المستقرة أو منخفضة الأجر تؤدي إلى أو ترتبط بآثارٍ ضارةٍ بالصحة. بالتالي لا تكفي محاربة البطالة فقط، وإنما يجب توفير عملٍ لائقٍ لجميع الأفراد. [7]
يوفر لك الحصول على وظيفةٍ العديد من الفوائد بالإضافة للفائدة الأكثر وضوحاً: الدخل المادي.
إن الحصول على وظيفة يمكن أن يمنح الفرد إحساساً بالهدف والروتين وسبباً للنهوض من السرير في الصباح. كما أنها تعزز العلاقات الاجتماعية، و توفر الشعور بالإنجاز. [8]
كما كانت هناك العديد من الدراسات التي تظهر الروابط بين جودة العمل والصحة. وجدت الدراسات أن أولئك الذين يشغلون مناصب أعلى كانوا أقل عرضةً للوفاة بأمراض القلب من أولئك الذين يشغلون مناصب أدنى. يُعتقد أن أولئك الذين يشغلون مناصب عليا قادرون على اتخاذ قرارات ذات مغزى في عملهم ولديهم مستوى أعلى من التحكم في حياتهم. يبدو أن هذا له تأثير وقائيٌّ على صحتهم.
نحن نعلم أيضاً أن الدخل والوضع الاجتماعي، اللذين يتم تحديدهما غالباً من خلال الوظائف التي لدينا، مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالنتائج الصحية. تشير جميع الأدلة إلى أن العمل الجيد أمرٌ حاسمٌ في تعزيز الصحة. [9]
بالنسبة لوضع المرأة في سوق العمل حسب إحصائيات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بلغت مشاركة المرأة في القوى العاملة 48 % في عام 2018، مقارنة بنسبة 75% للرجال. حوالي 3 من كل 5 من بين 3.5 مليار شخص في القوى العاملة في عام 2018 كانوا من الرجال. [3]
حتى لو شارك عدد أكبر من النساء في سوق العمل، فإن عبء المسؤوليات الخاصة والرعاية، والعمل غير المأجور، لا يزال يقع إلى حد كبير على عاتقهن.
لا تؤدي زيادة ساعات عمل المرأة تلقائياً إلى مشاركةٍ أكثر توازناً للعمل المنزلي وتقديم الرعاية بين النساء والرجال. بشكل عام، تعمل المرأة أكثر عند الجمع بين مقدار الوقت المخصص للعمل غير المأجور (الأعمال اليومية، الواجبات المنزلية، بما في ذلك الرعاية)، والأنشطة الشخصية ووقت الفراغ.
تتزايد المؤهلات الجيدة للنساء: فعدد النساء اللاتي يتخرجن من الجامعات في أوروبا أكبر من عدد الرجال. مع ذلك، فإن العديد من النساء لا يشعرن بالحرية في اختيار الوظائف أو لا يحصلن على نفس فرص العمل التي يحصل عليها الرجال. غالباً ما يكون هذا بسبب مسؤولياتهن كأمهاتٍ أو كمقدمات رعاية لأقارب العائلة. للسبب نفسه، تزداد احتمالية أن تعمل النساء في وظائف بدوام جزئيٍّ أكثر من الرجال.
العمل هو أفضل طريقةٍ لتمكين المرأة اقتصادياً. لذلك من الضروري زيادةُ مشاركةِ المرأة في سوق العمل. [10]
تعمل مبادرتنا على تحقيق الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة من خلال توفير دوراتٍ تدريبيةٍ تساعد الشباب بالدخول إلى سوق العمل والنجاح في التحصيل العلمي. يتم التركيز على النساء بشكل أكبر لمحاولة سد الفجوة بين النساء والرجال في سوق العمل.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر
[2] France Diplomacy
[3] UNDP
[4] United Nations
[5] International Monetary Fund
[6] Mercy Crops
[8] Future Learn
[10] European Commission