”من السهل أن تُكسر وتُدمر، ولكن الأبطال هم أولئك الذين يبنون ويصنعون السلام.“
-نيلسون مانديلا. [1]
”في كل عامٍ، في هذا اليوم، الذي هو عيد ميلاد نيلسون مانديلا، نشيد بهذا الرجل الاستثنائي الذي جسد أسمى تطلعات الأمم المتحدة والأسرة البشرية.“
-أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة. [1]
”إنها مسؤوليتنا الفردية أن نتبع مثال ماديبا* في التواضع والتسامح والرحمة، بينما ندافع عن الديمقراطية والسلام في جميع أنحاء العالم“.
-أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة. [5]
لعلكم سمعتم باسم نيلسون مانديلا سابقاً. وربما تعلمون أنه أحد أعظم صناع السلام وأنه كان رئيس جنوب أفريقيا سابقاً. دعونا نتحدث ونلقي الضوء على هذا الرجل والتغيير الذي قام به.
ولد نيلسون مانديلا يوم 18 يوليو في بلدة "مفيزو" في منطقة ترانسكاي بجنوب أفريقيا. كان متفوقاً في دراسته والتحق بكلية "فورت هاري" لكنه طرد منها لمشاركته في الاحتجاجات ضد التمييز العنصري عام 1940. ولذلك أكمل دراسته بالمراسلة في جوهانسبرغ وحصل على شهادته بالحقوق. افتتح مكتباً للمحاماة مع رفيقه "أوليڤر تامبو” عام 1952.
بدأت رحلته السياسية في العشرين من عمره، فانضم عام 1944 إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي المعارض للتمييز العنصري. تم سجنه عدة مرات نتيجة نشاطه السياسي قبل صدور حكمٍ بالسجن المؤبد عليه عام 1964. وخلال فترة سجنه أصبح رمزاً دولياً للكفاح ضد العنصرية، لذلك رضخت حكومة جنوب أفريقيا للضغوط الداخلية والدولية وأطلقت سراحه عام 1990.
تم انتخاب مانديلا رئيساً لجنوب أفريقيا سنة 1994 فكان أول رئيسٍ أسود يحكمها ويتم انتخابه ديمقراطياً. وفي سنة 1999 قرر التقاعد فلم يترشح لفترة رئاسية ثانية، واشتغل بالأعمال الخيرية من خلال مؤسسة مانديلا الخيرية لمكافحة الإيدز، وصندوق نيلسون مانديلا للطفولة. توفي نيلسون مانديلا في 5 ديسمبر عام 2013. [6]
اعترفت الأمم المتحدة بإسهام نيلسون في الكفاح من أجل الديمقراطية دولياً وفي الترويج لثقافة السلام في شتى أرجاء العالم. تحتفل الأمم المتحدة بتاريخ 18 يوليو باليوم الدولي لنيلسون مانديلا. وذلك لإحياء ذكرى ميلاد الرئيس السابق لجنوب أفريقيا ومساهمته الكبيرة في ثقافة السلام والحرية. إذ تم الإعلان عن هذا اليوم في نوفمبر عام 2009. [1]
بالنسبة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) فإنَّ هذا اليوم يلفت الانتباه إلى السجناء كافة. إذ تشير التقديرات أنه يوجد أكثر من 10 ملايين سجين حول العالم. [2]
اقرأ أيضاً: اليوم العالمي لمهارات الشباب.
لم يشر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 تحديداً إلى السجناء. رغم أن الحقوق المنصوص عليها -مثل منع التعذيب والحق في محاكمة عادلة- شملتهم. لذلك في عام 1955، اعتمد مؤتمر الأمم المتحدة الأول المعني بمنع الجريمة ومعاملة المجرمين القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء. وفي عام 2015، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القواعد الموسعة، والمعروفة باسم "قواعد نيلسون مانديلا". [3]
من هذه القواعد:
وغيرها الكثير من القواعد التي تركز على احترام كون السجين إنساناً بالدرجة الأولى؛ وبعبارةٍ أخرى هدف هذه القواعد هو إعادة تأهيل السجناء ليكونوا مستعدين وقادرين على عيش حياةٍ ملتزمة بالقانون بعد الإفراج عنهم. وهو شيء ضروري للحد من معاودة الإجرام والإسهام في السلامة العامة. كما أفاد مدير (UNODC) بأنَّ "قواعد نيلسون مانديلا هي مخططٌ لإدارة السجون ... وأنها تتيح حلولاً تقوم على أساس المبادئ الأساسية للأمن والسلامة والكرامة في جميع السجون ولجميع السجناء." [2]
خلال فترة رئاسته قام مانديلا بتأسيس لجنة الحقيقة والمصالحة للتحقيق في الانتهاكات لحقوق الإنسان في ظل نظام الفصل العنصري. كما وعمل على تحسين مستويات المعيشة للسكان من خلال العديد من المبادرات في مجالات الإسكان والتعليم والتنمية الاقتصادي؛ و من إنجازاته خلال هذه الفترة:
أولاً. تقديم برنامجٍ خاصٍّ لإعادة الإعمار والتنمية لمعالجة العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية. على سبيل المثال التوظيف والإسكان والمياه والكهرباء والحد من الفقر.
ثانياً. إطلاق صندوق مانديلا للأطفال بهدف مساعدة الشباب والأيتام.
ثالثاً. تقديم دستورٍ تقدميٍّ لجنوب أفريقيا يضمن تأسيس حكومةٍ مركزيةٍ قويةٍ على أساس حكم الأغلبية وضمان حقوق الأقليات وحرية التعبير.
علاوةً على ما سبق فقد تم منح جائزة نوبل للسلام عام 1993 بشكل مشترك لنيلسون مانديلا وفريدريك ويليام ديكليرك. وذلك لجهودهما في الإنهاء السلمي لنظام الفصل العنصري وإرساء أسس ديمقراطية جديدة لجنوب أفريقيا. [7]
دعونا بهذا اليوم نتذكر هذا الشخص العظيم الذي أمضى من حياته 67 سنة لخدمة بلده والإنسانية معاً. هذا الإنسان الذي غير حياة كثيرين ولايزال تأثيره حاضراً.
نيلسون مانديلا الذي اهتم بالعديد من القضايا الإنسانية وعمل في ميادين حل النزاعات والعلاقات العرقية. عمل على تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها والمساواة بين الجنسين. اهتم بحقوق الأطفال وسائر الفئات المستضعفة وتحسين أحوال الفقراء والمجتمعات المتخلفة النمو. [1]
وتكريماً لمانديلا أسست الأمم المتحدة في يونيو عام 2014 "جائزة نيلسون مانديلا". يتم منح هذه الجائزة كل خمس سنوات لتكريم أولئك الذين يكرسون حياتهم لخدمة الإنسانية. [8]
حامٍ لحقوق الإنسان، صانع سلام دولي. بطلٌ وقدوةٌ لكثيرين.. نيلسون مانديلا. كان الناس ينادون مانديلا باسم "ماديبا" احتراماً وهو اسم قبيلته.
ولأنّ مبادرتنا تسعى لبناء السلام فإن نيلسون مانديلا يمثل قدوةً لنا أفراداً وجماعة. ونرغب في هذا اليوم أن نتحدث عن هذا الإنسان العظيم لعل قصته تحفزنا لتحقيق أهدافنا. لعلها تشجعنا لألّا نقبل الظلم ونطالب بالحق. للتذكير بأن العنف لا يجلب سوى العنف وإنما السلام والإنسانية تجاه الآخر هما حجر الأساس لكل مناحي الحياة. من تأسيس عائلة إلى بناء وتطوير المجتمعات.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر
[1] UN Events
[2] UNODC
[3] UN Chronicle
[4] UN Events- Rules of Nelson Mandela
[5] UN News
[6] Aljazeera
[7] Mawdoo3
[8] UN News