من هي لين؟ لين وضاح صائب
درستُ الهندسة المدنية اختصاص ري وصرف في جامعة دمشق وتخرجتُ عام 2011، ثم تابعتُ دراستي للماجستير في جامعة دمشق اختصاص تقانة المعلومات عام 2012. حصلتُ على منحة مؤسسة رضا سعيد لدراسة الماجستير في بريطانيا والتحقت بجامعة إيكستر عام 2015 لدراسة اختصاص إدارة الموارد المائية.
واجهتني صعوبات عندما كنت في دمشق وعندما وصلت إلى بريطانيا. الصعوبة الأولى والتي تركت الأثر الأكبر فيّ هي الحرب. بدايةً كنت أعمل مع المؤسسة العامة للنقل والمواصلات في مقر الدوير. كنّا نذهب للعمل خلال القصف، الخيار الآخر كان التوقف عن العمل والبقاء في البيت خوفاً من القصف، لكن ككل الشعب السوري تعلمنا مقاومة الخوف، نستيقظ صباحاً ونعيش حياتنا و ننطلق إلى أشغالنا وكأن شيئاً لم يكن. علمتني هذه الحرب أنني إذا كنت قادرةً على إكمال طريقي خلالها، فأنا حتماً قادرةٌ على تجاوز أية مخاوف. كنت خلال هذه الفترة أدرس الماجستير وأشارك في دورات لتعلّم الأوتوكاد. الانشغال بهذه الدورات والدراسة كان يلهيني عن ألم الحرب ويعطيني دافعاً للمتابعة. عملت بعدها كمدير فريق هندسي في منظمة أوكسفام، وكنا نسافر إلى مناطق خطرة بهدف إيصال المياه.
الصعوبة الثانية: إدارة فريق من المهندسين الأكبر مني عمراً وجميعهم رجال لم يكن بالأمر السهل. كنتُ بحاجة لأعمل بجهد أكبر لأثبت نفسي، ولأقنع الجميع بالتعامل مع عقدة المرأة المدير الموجودة في مجتمعنا.
من بعدها جاءت صعوبة التقدم إلى منحة دراسية والحصول على تمويل. قمت بالتقدم إلى عدد كبير من الجامعات حتى حصلت على قبول جامعي، بالإضافة لدراسة اللغة الانكليزية بهدف تجاوز فحص الآيلتس المطلوب للمنحة، كما أريد أن أضيف لكل من يحاول الحصول على منحة دراسية، لا تيأسوا من أول رفض وتابعوا المحاولة.
عندما سافرت إلى بريطانيا كانت صعوبة الغربة والتأقلم تقف في وجهي، وصعوبة البعد عن الأهل والأصدقاء التي يصعب تجاوزها حتى لو أحطت نفسك بأصدقاء جدد. ومن بعدها صعوبة إثبات الذات كسورية تعمل بلغة ليست لغتها الأم وببلد متقدم لا مجال للخطأ فيه.
نصيحتي ألّا يكتفوا بما تعلموه في الجامعة، بل عليهم استغلال الإنترنت المتاح الآن الذي يحتوي كل الوسائل التي تساعد الإنسان ليصل إلى مبتغاه. استغلوا هذا التقدم والانفتاح على العالم وهذه الوفرة بالمعلومات لتتقدموا في المجال الذي تحبونه. خاصة عمر الشباب، فهو العمر الأنسب للتعب والسهر والسعي. استغلوا وقتكم بتطوير ذاتكم. هذه هي النصيحة الأهم.
النصيحة الثانية، لا تتوقفوا، أنا أؤمن أن لكل مجتهد نصيب. لا يمكن أن يضع الإنسان جهداً وطاقةً في مكان ما وتذهب سدىً. إنّ الطاقة لا تفنى في الكون حقيقة علمية وتطبيقها العملي في حياتنا أن كلّ جهد يوضع في مكان ما سيلقى نتيجة حتماً يوماً ما، قد تأخذ بعض الوقت لتظهر هذه النتيجة لكنها ستظهر.
النصيحة الثالثة أن تحددّ هدفك ولا تعمل بشكل عشوائي. عند وضع الهدف، ضع أيضاً خطة للوصول لهذا الهدف. حدد هذه الخطة وابدأ بتنفيذها بشكل واقعي يناسب نمط حياتك، وآمن أنك قد تفشل في البداية لكن عليك الاستمرار. آمن أن النجاح عملية تراكمية ولن يحدث بين ليلة وضحاها.
الاستمرارية. الناجح يسعى خلف ما يريد بصبر، الشخص العادي يصاب بالملل ويفقد الأمل من التحدي الأول. الفرق حتماً ليس بذكاء الشخص أو بعقله، الفرق يكمن في إيمانه بذاته وقدراته، الفرق أن الناجح يحدد ما يريد، ويعمل ليصل لما يريد، أما الشخص العادي فيفقد اهتمامه بما يريد ويتشتت انتباهه بسهولة.
النجاح يحدث في اللحظة التي يتعاظم فيها التعب، لا تيأس، في هذه اللحظة فقط يكمن النجاح؛ في الجهد الإضافي.
أريد أن أنجح في عملي الحالي كمدير مشروع أول لمشاريع تمديد خطوط مياه في بريطانيا في شركة Arcadis. إحدى الخطط التي أفكر فيها حالياً هو مشروع ميديا اجتماعي لنشر المعرفة بين الشباب لمناقشة مشاكل مجتمعنا السوري والسعي إلى تطويره.
"المثابرة مفتاح النجاح، بالمثابرة تتخطى كل شيء حتى اللامعقول".
اقرأ أيضاً: قصة نجاح: رؤى حمزة.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.