بعض أنماط السلوك نقوم بها كلنا ويمكن أن تسهم بالقضاء على الفقر في العالم، فما هي؟
على عكس الإنتاج والاستهلاك المسؤولين، يزداد استهلاكنا في فصل الصيف وتحديداً في العطل الصيفية، فالرحلات، المناسبات الاجتماعية من حفلات الزفاف والتخرج وغيرها، نشهدها صيفاً بكثيرٍ من صور الاستهلاك الذي لا يتوقف عند شكله الفردي بل يتحول لثقافة مجتمعٍ، له أثره الإيجابي والسلبي على الاقتصاد والبيئة والتنمية.
ولذلك فإن تحقيق أنماط إنتاجٍ واستهلاكٍ مسؤولةٍ يُثمر مكاسب من حيث الكفاءة والإنتاجية، ويكفل أن يبقى استهلاكنا في إطار القدرة الاستيعابية لموارد كوكبنا، مع احترام حقوق الأجيال المقبلة. [1]
وهذا ما يرمي إليه الهدف 12 من أهداف التنمية المستدامة "إنتاج واستهلاك مسؤولان".
يعرف الإنتاج والاستهلاك السؤول: بتعزيز كفاءة استهلاك الموارد والطاقة والبنية التحتية المستدامة، بالإضافة إلى توفير فرص الحصول على الخدمات الأساسية والوظائف الخضراء -التي تعني العمل في القطاعات البيئية بما يخدم أهداف التنمية المستدامة- وتحسين نوعية الحياة للجميع. [4]
بصدد إنجاز المزيد بطريقة أفضل وتكلفة أقل. [2]
لا تقتصر التكلفة على الجانب المادي وإنما تتجاوزه لما هو أهم منه، لأننا بذلك نتكبد خسائرَ بيئيةً وزيادةً في الفوارق الاجتماعية أو الطبقية دون الإنتاج والاستهلاك المسؤولين.
يعتمد التحول إلى المنحى المستدام في أنشطتنا الإنتاجية والاستهلاكية، استخدام الخدمات والمنتجات، التقليل إلى أدنى حدٍّ من استخدام الموارد الطبيعية والمواد السامة، فضلاً عن انبعاث الملوثات والنفايات على مدى دورة حياة الخدمة أو المنتج، حتى لا تتعرض احتياجات الأجيال المقبلة للخطر. بصورٍ أبسط؛ على سبيل المثال إن ثقافة إنتاج المصانع في أيامنا لا تعتبر إنتاجاً مسؤولاً أو مستداماً. بالنظر إلى منتجات المصانع فإننا لا ننكر تحقيق الفائدة من هذه الخدمات والمنتجات، لكن خلف الستارة هناك آثارٌ لا نعيرها اهتمامنا، تتمثل بهدر الموارد الطبيعية والإساءة للبيئة والصحة.
مثالٌ آخر هو التحول الذي أحدثته مطاعم الوجبات السريعة في شطيرة البرجر مثلاً، والتي كانت في أساسها قطعة لحم على رغيف من الخبز. الآن يدخل فيها 7 مكونات أو أكثر بدلاً من 2 (اللحمة المفرومة، جبنة شيدر، كاتشب ومايونيز، بصل، خس وطماطم، خبز). تحقق الغاية نفسها بكلا الطريقتين وهي إمداد الجسم بالطاقة، أما الطريقة الثانية في إعداد البرغر فإنها تعمم -تقريباً- على أنظمة الإنتاج والاستهلاك غير المسؤولة في حياتنا. وكل ذلك لأهدافٍ تسويقيةٍ وبهدرٍ بالغٍ للموارد.
وينطوي التحول إلى أنماط الإنتاج والاستهلاك المستدامة على زيادة الكفاءة والإنتاجية على طول سلاسل الإمداد في الصناعات لدورة حياة المنتجات، انطلاقاً من المواد الأولية وصولاً إلى المنتج النهائي. [1]
بداية من تشجيع الاستدامة في استهلاك الموارد والطاقة، تيسير الحصول على الخدمات الأساسية، إتاحة فرص العمل اللائق غير الضار بالبيئة، نشر ثقافة ترشيد الاستهلاك وتحسين جودة الحياة بما ينفع الجميع. [2]
بالتحول إلى ما هو مستدام في قطاع الزراعة (الأسمدة العضوية، المحافظة الحيوية، أنظمة الري الحديثة وغيرها). الخطوة التالية، التحول للاستدامة في الصناعة والإنتاج باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، معالجة النفايات حيوياً، ضمان تأمين بيئة صحية للعاملين. وأخيراً والأهم الحصول على منتَجٍ مستدامٍ وصديقٍ للبيئة.
ولا يتوقف الأمر هنا؛ بإمكان الإنتاج والاستهلاك أن يتحولا إلى مستدامين في قطاع السياحة، ممارسات الشراء العمومية، المباني والأنظمة الغذائية. [2]
والواقع أن الإنتاج والاستهلاك المسؤولان يعالجان بطبيعتهما الشاملة قطاعاتٍ متعددة، من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتنمية المستدامة. فيغطي الهدف 12 من أهداف التنمية المستدامة كلاً من الكفاءة في استخدام وإدارة الموارد الطبيعية (الغاية 2) والآثار البيئية مثل إدارة النفايات (الغاية 5)، وإطلاق الملوثات، ولا سيما المواد الكيميائية (الغاية 4). ويُشرك هذا الهدف جميع الجهات الفاعلة من أجل الإسهام في التنمية المستدامة، بما في ذلك القطاع الخاص (الغاية 6).
يبرز الهدف أيضاً أهمية توفير المعلومات للمستهلكين وتثقيفهم بشأن التنمية وأنماط الحياة المستدامة (الغاية 8). كما يحدد الهدف دور القطاع العام من خلال ممارسات الشراء العمومي المستدامة (الغاية 7)، فضلاً عن التحول نحو الاستهلاك والإنتاج المستدامين في النظام الغذائي (الغاية 3) والقطاع السياحي. وتمثل أنشطة الاستهلاك والإنتاج أساس الاقتصاد العالمي. ولكن الأنماط الحالية تؤدي بشكلٍ سريعٍ إلى استنفاد رأس المال الطبيعي، وتدهور خدمات النظام الإيكولوجي، وتقويض قدرة البلدان على الوفاء باحتياجاتها بشكل مستدام. [1]
اقرأ أيضاً: أهداف التنمية المستدامة- الهدف الحادي عشر.
"الإستهلاك المستدام وفقاً لدعائم السلوك المستدام، دراسة ميدانية لمستهلك السيرغاز في قسنطينة - الجزائر" تهدف هذه الدراسة لعرض واقع الاستهلاك المستدام وفقاً لدعائم السلوك المستدام لدى مستهلكي السيرغاز بمدينة قسنطينة، بحيث قسمت دعائم هذا السلوك إلى أربعة سلوكيات، السلوكيات المؤيدة للبيئة، سلوكيات الترشيد، سلوكيات الإيثار وسلوكيات الإنصاف.
أنجزت هذه الدراسة من خلال توزيع استبيان على عينة قدرت ب 386 مستجوب من مستخدمي السيرغاز في ثلاثة محطات للخدمات بقسنطينة، وتم التحليل الإحصائي بإستخدام برنامج الحزم الإحصائية SPSS. لقد خلصت الدراسة إلى أنّ مفردات العينة يتّجهون نحو تأييد سلوكيات الاستهلاك المستدام المبنية وفقاً لدعائم السلوك المستدام. [3]
تشير هذه الدراسة الإحصائية، إلى إمكانية التحول إلى الاستدامة في مجال الإنتاج والاستهلاك، وميل البشر نحو هذه السلوكيات فيما لو انتشرت بدلاً من ثقافة الاستهلاك السائدة. يبقى الهدف 12 ضرورياً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لأنه يمكن من تحقيق العديد منها. وقد بدأ التحول نحو أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة بالفعل في كثير من أنحاء العالم.
تدعم مبادرتنا هذا الهدف مثله مثل كل أهداف التنمية المستدامة وتعمل على تحقيقه من خلال التوعية بمخاطر التلوث البيئي، وأهمية حماية البيئة. كما تقدم المبادرة العديد من الدورات التدريبية التي تدعم الأعمال التي قد تشكل خطواتٍ حقيقيةً في مجال تحقيق الإنتاج المسؤول.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر
[1] UN
[2] UNESCWA
[3] UMC
[4] Beeatna