هل تعلم أن المستفيد الأكبر من عمل الخير الذي تقوم به هو أنت قبل أي شخص آخر؟ إننا نشعر بأن كل ما نقوم به من أعمالٍ هو قطرةٌ في محيطٍ واسع، إلا أن المحيط الواسع سينقص لو ضاعت منه تلك القطرة.
- الأم تريزا ديني (1910 - 1997) [1]
هذا ما قالته الأم تيريزا، التي كرّست حياتها للأعمال الخيرية ومساعدة الناس، فأصبحت قدوةً للسلام حتى يومنا هذا. [2]
وفي هذا السياق قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، أنّ العمل الخيري هو واحد من أفضل الاستثمارات التي يمكن أن نقوم بها لمستقبلنا المشترك. ودعا جميع الناس في كل مكانٍ إلى أن يكونوا جزءاً من شراكة الأُمم المتحدة الممتدة ل15 عاماً، والتي تهدف لجعل التنمية المستدامة واقعاً للجميع من أجل البشرية، ومساعدة المهمشين والفقراء على النهوض من براثن العوز والمعاناة. [3]
ولأن المحيط ليس سوى قطرات، وكل قطرة تُحدث فارقاً -كما قالت الأم تيريزا- فإن للأعمال الخيرية فوائدَ كثيرة، نذكر أهمها:
يتيح العمل الخيري، مثله في ذلك مثل مفهومي التطوع والإحسان، فرصة تعزيز الأواصر الاجتماعية والإسهام في خلق مجتمعاتٍ أكثر شمولاً ومرونة. فللعمل الخيري القدرة على رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات الإنسانية. كما أنّ له القدرة على دعم الخدمات العامة في مجالات الرعاية الطبية والتعليم والإسكان وحماية الأطفال. والعمل الخيري له دور أساسيٌّ جداً في تحسين الثقافة والعلوم والرياضة وحماية الموروثات الثقافية. فضلاً عن تعزيزه لحقوق المهمشين والمحرومين ونشر الرسالة الإنسانية في حالات الصراع.
كما يبرز للعمل الخيري أثرٌ إيجابيٌّ على كافة الأفراد الذين يعملون فيه عبر سعيه لتحقيق عدّة أمور أهمّها: تفعيل المشاركة بين الناس، والتقليل من أثر ظاهرة الفقر، وتنمية الشعور الداخلي بالمسؤولية تجاه ذوي الحاجة، وإشعارهم بقدرتهم على العطاء. [3]
وضعت الأمم المتحدة جدول عملٍ لأهداف التنمية المستدامة، يمكن تأطيره في أربع مجالات هي: الناس، والكوكب، والرخاء، والسلام، والشراكة. يعرض مفاهيم تسعى نحو تمكين الأفراد من الإسهام بشكل أفضل في تحسين عالمنا.
وقد أدركت الأمم المتحدة — باعتمادها جدول أعمال التنمية 2030 في أيلول/سبتمبر 2015 — أن القضاء على الفقر بجميع صوره وأشكاله وأبعاده، هو تحدٍّ عالميٌّ هائل، ومطلبٌ لا غنى عنه في تحقيق التنمية المستدامة.
وجدول الأعمال ذاك يدعو إلى تعزيز روح التضامن العالمي. ويركز تركيزاً رئيسياً على حاجات الفئات الأضعف والأشد فقراً. كما أنه يعترف بالدور الذي يضطلع به القطاع الخاص المتنوع. ابتداءً من المؤسسات المتناهية الصغر، ومروراً بالتعاونيات، وانتهاءً بالشركات المتعددة الجنسيات. ويعترف كذلك بالدور الذي تتكفل به منظمات المجتمع المدني والمنظمات الخيرية في تنفيذ جدول الأعمال الجديد. [3]
تواجه الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية صعوبات حقيقية في تفعيل العمل الخيري، يذكر منها ضعف التمويل وقلة الثقافة بمفهوم التطوع وأهميته وضعف استقطاب المتطوعين، وتأثير العلاقات الدولية السياسية ومشاكلها على تنسيق الجهود الخيرية بين الدول، إضافة إلى ما يتعلق بالبنية التنظيمية والمستوى المهني للعاملين بتلك المنظمات.
وهناك أيضاً مشكلاتٌ تتعلق بالبنية التنظيمية، مثل: ضعف البناء المؤسسي بشكل عام، وسيطرة بعض الأفراد على الأنشطة والتمويل، ضعف التوافق بين الهياكل الإدارية وأهداف المنظمة.
أما على المستوى المحلي، فإن الأعمال الخيرية في سوريا كانت كثيرةً ومتنوعةً بأشكالها الرسمية أو غير التابعة لمؤسسات بعينها، الإلكترونية أو تلك التي قامت على أرض الواقع. نذكر منها مبادرة Uplifting Syrian Women -مبادرتنا- التي تأسست عام 2021, والتي تُعنى بالمرأة السورية في مختلف الأعمار، وحديثاً توسعت بعض خدماتها بحيث شملت الذكور أيضاً ليكونوا من المستفيدين بالورشات والدورات.
يذكر أن مبادرتنا رقمية، تعليمية، توعوية، غير ربحية تهدف إلى الارتقاء بالمرأة السورية أوّلاً وأخيراً، بمساعدة النساء السوريات من مختلف الأعمار والخبرات والأفكار لبلوغ أحلامهن مهما كانت صعبةً أو بعيدة المنال.
وأهم خدماتها المقدمة حالياً:
اقرأ أيضاً: اليوم الدولي لإحياء ذكرى تجارة الرقيق وذكرى إلغائها.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر
[1] Hekam
[2] UN News
[3] UN Observances
[4] Medad Center