محو الأمية هدف تسعى نحوه كل المجتمعات، ما السبب الحقيقي الذي حرّك العالم أجمع في سبيل تحقيق هذا الهدف؟
”..”..فمحو الأمية يمكّن الأفراد، ويزيد من قدراتهم ويمنحهم حرية أكبر للاختيار.“ أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو. [7]. [7]
حق كل إنسانٍ على وجه الكرة الأرضية أن يتعلم ويقرأ، في منزله من قبل والديه وأسرته أولاً وانطلاقاً إلى المرحلة المدرسية ثم الجامعية. حقٌ يستمر مدى الحياة، لا حدود زمنيةً له ولا هدفاً نهائياً، وإنما مسيرة التعلم تكون مترافقة يداً بيدٍ مع حياتنا اليومية. ولكن، لسبب أو لآخر، الكثير من البشر محرومون من هذا الحق.
أعلنت اليونسكو عام 1966 تاريخ 8 سبتمبر كيومٍ دولي لمحو الأمية وذلك لتأكيد أهمية القراءة والتعلم ودفع الأفراد والمجتمعات على حد سواء إلى السعي وراء ذلك. كما أن فكرة اليوم الدولي لمحو الأمية كانت نتيجة فعاليات المؤتمر العالمي لوزراء التربية الذي تم عقده لمحو الأمية في 18 و19 سبتمبر عام 1965 في طهران، عاصمة إيران.
إضافة إلى ذلك، قضية محو الأمية هي هدفٌ أساسيٌّ من أهداف التنمية المستدامة. إذ تعزز أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة هدف الحصول على التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة وهو الهدف الرابع من أهدافها. [1]
والتعليم يعد مفتاحاً للتحسن والتطور الاقتصادي والاجتماعي للفرد. ورغم الإمكانيات والوسائل المتاحة والتسهيلات إلا أن ما يقارب 260 مليون طفل (أو 20% من سكان العالم في هذه الفئة العمرية) كانوا خارج المدرسة عام 2018. كما أن أكثر من نصف الأطفال والمراهقين حول العالم لا يتمتعون بالحد الأدنى من مهارات القراءة والحساب أو الرياضيات. [2]
لم يسلم التعليم من قبضة جائحة كوفيد-19. إذ كشفت الجائحة التباينات والعيوب الموجودة في الأنظمة والوسائل التعليمية الخاصة بكل مجتمع فضلاً عن نواحي اقتصادية واجتماعية أخرى.
وبينما تكيفت بعض البلدان المتقدمة مع إغلاق المدارس عن طريق اللجوء إلى التعليم عن بعد. [1]
فإن حوالي 6.1 مليار طفل وشاب كانوا خارج المدرسة بحلول عام 2020 [2]، بالتالي اضطربت مسيرة تعلمهم. وذلك نتيجةً للفجوة الرقمية وغيرها من التفاوتات بين البلدان مثل عدم التوافر الدائم للكهرباء أو الاتصال بالإنترنت علاوةً على عدم القدرة على الحصول على أدوات إلكترونيةٍ أو حتى القدرة على استخدامها. [1]
وسعياً من اليونسكو لضمان حصول الأطفال على التعليم المستمر فقد أطلقت تحالف كوفيد-19 العالمي للتعليم في مارس عام 2020. وهو شراكة متعددة القطاعات بين أسرة الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والشركاء في مجال تكنولوجيا المعلومات. وهدفها عموماً تصميم أو نشر حلولٍ مبتكرةٍ فضلاً عن معالجة فجوات الاتصال وتسهيل فرص التعلم وعودة الطلاب إلى المدرسة عند إعادة فتحها لتجنب ارتفاع معدلات التسرب. [2]
قبل كل شيء لا بد من ذكر أن منظمة اليونسكو متصدرةٌ في قضية محو الأمية منذ عام 1946. وللنهوض بمحو الأمية تتخذ اليونسكو الخطوات التالية لتعزيز الإلمام بالقراءة والكتابة:
كما أنشأت اليونسكو استراتيجيةً لمحو أمية الشباب والكبار (2020-2025) وتتضمن أربعة مجالاتٍ استراتيجيةٍ ذات أولوية:
بدأ منح جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية منذ عام 1967. بهدف تكريم الإسهامات المقدمة من مؤسساتٍ ومنظماتٍ أو أفراد في إطار محو الأمية. [1]
كما تسعى من خلال هذه الجوائز إلى دعم الممارسات الفعالة لمحو الأمية وتشجيع النهوض بمجتمعاتٍ ديناميكيةٍ لمحو الأمية.
وتوجد جائزتان دوليتان لمحو الأمية في الوقت الحالي، وهما:
أولاً. جائزة اليونسكو- الملك سيجونغ لمحو الأمية (3 جوائز) : تأسست عام 1989 بدعم وتمويل من حكومة الجمهورية الكورية. وتولي هذه الجائزة اهتمام خاص لتعزيز استخدام اللغة الأم لأغراض التعليم والتدريب في مجال محو الأمية.
ثانياً. جائزة اليونسكو- كونفوشيوس لمحو الأمية (3 جوائز) : تأسست عام 2005 بدعم من حكومة جمهورية الصين الشعبية. وتولي هذه الجائزة اهتماماً خاصاً لمحو الأمية الوظيفية وتسخير البيئات التكنولوجية لدعم البالغين في المناطق الريفية والشباب غير الملتحقين بالمدرسة.
كل فائز من الفائزين بإحدى هذه الجائزتين سوف يحصل على ميدالية، وشهادة وجائزة مالية (20 ألف دولار أمريكي للفائز بجائزة الملك سيجونغ و30 ألف دولار أمريكي للفائز بجائزة كونفوشيوس.) [5]
لطالما حاولت سوريا العمل على محو الأمية ففي عام 1972 أصدرت قانون محو الأمية. بالتالي انخفضت نسبة الأمية بشكل ملحوظ إذ تشير الإحصائيات في السنوات القليلة الماضية إلى انخفاض هذه النسبة من 19% عام 2004 إلى 14.2% عام 2007 علماً أن هذه النسبة كانت تزيد على 50% في أواخر الستينيات. كما تم إعلان محافظات القنيطرة والسويداء وطرطوس كمحافظات خالية من الأمية عام 2008.
والعديد من الجهات الرسمية ساهمت ولا تزال تساهم بمحو الأمية، منها مديرية تعليم الكبار والتنمية الثقافية في وزارة الثقافة. بالإضافة إلى عددٍ من المنظمات الشعبية كالاتحاد النسائي واتحاد شبيبة الثورة وغيرها. [6]
وفي الختام نود التنويه إلى أنه انطلاقاً من أهداف مبادرتنا لتحقيق المساواة والنهوض بالمرأة وتعليمها فإننا نرى أهميةً كبيرةً في هذا اليوم.
وندعو كل شخصٍ لمتابعة مسيرة تعلمه وعدم الاستسلام وفقدان الأمل مهما حصل. لا حدود لما يمكنكم تحقيقه.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر
[1] UN Observances
[2] UN Education
[3] UNESCO Themes
[4] UNESDOC
[5] UNESCO
[6] Alnnour
[7] UNESCO Articles