"التأثير الإيجابي على حياة الآخرين -لو كان شخصاً واحداً- ذلك كافٍ لمعرفة الطريق والاستمرار به".
بطلة قصتنا اليوم هي شابةٌ سوريةٌ، تأثرت بالوضع الذي تعيشه الجالية السورية في إسبانيا بشكل عام، وانعدام الاهتمام بهذا المكون من المجتمع الإسباني وبخاصة النساء. فلاحظت التحديات التي يعانيها أبناء بلدها وأنّ صراعهم من أجل النجاة لا زال مستمراً.
فلاحظت التحديات التي يعانيها أبناء بلدها وأنّ صراعهم من أجل النجاة لا زال مستمراً. حرّك ذلك روح المبادرة في داخلها، مترجمة ذلك عملياً بتأسيس منظمة "قدوة" لتكون بذلك قدوة لأبناء جيلها في تحويل التحديات إلى إنجازات.
رزان إسماعيل. سورية مقيمة في برشلونة إسبانيا. مؤسِّسة منظمة قدوة،واحدة من مجموعة الخبراء في سياسات الهجرة مع المفوضية الأوروبية ومديرة قسم التدريب في منظمة New Women Connectors.
بدأت الخطوة الأولى عندما انتقلت من إنكلترا إلى برشلونة حيث أحسست بانعدام الدعم للمجتمع السوري /والناطق باللغة العربية في إسبانيا/ وخاصة للنساء. بالإضافة لانعدام فرص العمل الكريم. دوناً عن ذكر الصعوبات التي يسببها هذا التهميش في تحقيق الاندماج في المجتمع الجديد، وفهم فرص التقدم عندما يكون الشغل الشاغل هو النجاة. أنشأت "قدوة" لخلق مجتمع دعمٍ بين أفراد الجالية وتبادل الخبرات والمعلومات، ومن هناك، نمت "قدوة" بناءً على حاجات هذا المجتمع.
بدأت "قدوة" للسوريين المتواجدين في إسبانيا وتوقعت لتشمل عدة جنسيات ناطقةٍ باللغة العربية. بسبب التشابه الكبير في الحالات والظروف، فالتحديات ذاتها والأهداف ذاتها أيضاً.
الصعوبات كانت عموماً صعوباتٍ هيكليةً وتأسيسية. من صعوبات تسجيل المنظمة وتحصيل دعم مادي للقيام بنشاطات ذات معنى. فبدأت بالعمل التطوعي لمدة طويلة قبل تحصيل تمويل كافٍ لدعم النشاطات.
تجاوزتها بدعم من المجتمع الذي قمنا ببنائه. وإبقاء حاجات هذا المجتمع كبوصلة لأخذ القرارات والاستمرار بالعمل.
نصيحتي هي أن يستكشفوا قيمهم الشخصية كدليل على الطريق الصحيح. وأن يتبعوا حدسهم ويثابروا في عملهم. و"التأثير الإيجابي على حياة الآخرين -لو كان شخصاً واحداً- ذلك كافٍ لمعرفة الطريق والاستمرار به".
الفرق بين الشخص الناجح والعادي هو الظروف. أنا أؤمن أن أي شخص يمكن أن يكون ناجحاً إن توفرت له الظروف المناسبة. من الممكن ألا يستطيع أحدنا إحداث فرق حتى تتوفر له الظروف المناسبة. أو بالأحرى حتى تتوفر الأسس لخلق الظروف المناسبة.
أحلامي هي أن أتمكن من صنع مجتمعٍ قادر على دعم أفراده، وأن يشعر كل فرد فيه أنه يستطيع تحقيق أحلامه بمساعدة الآخرين. مجتمعٌ ينمو بنمو أفراده. من مشاريع صغيرة حتى تغيير السياسات والقوانين المتعلقة به.
أهدافي القادمة هي أن نعمل على زيادة التمثيل لمجتمعنا من المهاجرين في كل مراحل صنع القرارات والسياسات على المستويين الوطني والأوروبي وأن نزيد من وعي وانخراط المجتمع في الحياة السياسية الإسبانية والأوروبية.
من عائلة Uplifting Syrian Women نتمنى كل النجاح والتوفيق لرزان، في مسعاها السامي، ونحن على يقينٍ أننا سنرى "قدوة" بين أنجح المنظمات التي تسعى لدمج المهاجرين السوريين في مجتمعاتهم الجديدة.
اقرأ أيضاً: براءة الطرن.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.