يغزو التحرش اللفظي شوارعنا، مؤسساتنا، حدائقنا وغيرها الكثير من الأماكن العامة والخاصة. التحرش اللفظي هو أحد أشكال التحرش الجنسي. يكاد هذا التحرش أن يصبح شيئاً من المسلمات التي تتعرض لها الفتيات في مجتمعنا. إن سألت أي فتاة تعرفها إذا تعرضت يوماً لإحدى التعليقات غير المرغوب بها أو النظرات الفاضحة في الشارع فمن النادر أن يكون الجواب "لا". ورغم أن ضحايا هذا الشكل من التحرش هم غالباً الفتيات الشابات، إلا أن أي فرد معرض له أيضاً، بغض النظر عن الجنس أو العمر.
هو نوع من العنف الجنسي الذي لا ينطوي بالضرورة على أي اتصال جسدي. يحدث ذلك من خلال التعليقات غير اللائقة والكلمات ذات الإيحاءات الجنسية. [1] تتعدى بذلك على خصوصية أو مشاعر الفرد وتجعله يشعر بعدم الارتياح أو عدم الاحترام أو الانتهاك أو أنه مجرد جسد. [2]
للتحرش اللفظي أشكال مختلفة، منها:
1- النداءات، التصفير، الصراخ، الهمس أو أي نوع من الإيحاءات الجنسية.
2- التعليقات. كإبداء ملاحظات جنسية حول جسد الضحية أو ملابسها أو طريقة مشيها. بالإضافة لإلقاء النكات أو الحكايات الجنسية.
3- التعبيرات الوجهية. القيام بتعبيرات وجهية ذات طابع جنسي كالغمز أو استخدام اللسان.
4- الدعوة لممارسة الجنس. كالطلب من الضحية ممارسة الجنس أو القيام بوصف الممارسة الجنسية أو تخيلات عن الممارسة الجنسية.
5- الاهتمام غير المرغوب به. الإلحاح في طلب التعارف والاختلاط أو تقديم الهدايا بمصاحبة إيحاءات جنسية.
6- المكالمات الهاتفية. القيام بمكالمات تحمل إيحاءات أو تهديدات جنسية.[2]
7- محادثات غير لائقة ذات طبيعة جنسية مع الأطفال. [3]
لا يوجد مكان واحد لحدوث هذا النوع من التحرش. إذ قد نشاهده في الأماكن العامة أو الخاصة. كما نشاهده في الأماكن المعزولة وكذلك المكتظة كوسائل النقل والشوارع والأسواق والمدارس. [2]
قد يكون مرتكبو التحرش جماعات أو أفراد من الرجال أو النساء. من الممكن أن يكون المتحرش شخصاً غريباً تماماً عن الضحية، أو زميلاً في العمل، أوحتى أحد الأقرباء. [2]
الأسوأ من ذلك كله، أن يكون ذو منصب أعلى من الضحية كأن يكون مديراً في العمل. مما يزيد من إحساس الضحية بالعجز عن الرد على هذه الإساءة.
إن التأثير الضار للتحرش اللفظي على ضحاياه من الرجال أو النساء بمختلف الأعمار يشمل الناحية العقلية والعاطفية. ليطغى عليهم شعور عدم الراحة أو التهديد. في حال حصوله في مكان العمل فقد يتداخل أيضاً مع إنتاجية الضحايا ويؤدي لخسارة الوظيفة. كما قد يكون هذا النوع من التحرش مقدمة لأنواع أخرى من الإساءة كالاعتداء الجنسي. [3]
من الناحية الأخرى، نظراً لشيوع ظاهرة التحرش اللفظي في الشوارع وقلة التوعية حوله. أصبح أمراً عادياً أن يكون جزءاً من أحاديث الفتيات اليومية. كأن تخبر إحدى الفتيات صديقاتها عن النظرات والتعليقات التي طالتها في الشارع. كنوع من التفاخر حول إعجاب الناس بمظهرها. دون أن تعلم بأن ما يعتبره مجتمعها أمراً عادياً هو ليس كذلك أبداً.
من المهم أن تعلم الفتيات أن التحرش اللفظي هو أحد أنواع العنف الجنسي. قد يعرضها هذا التحرش لخطر الملاحقة أو حتى الاغتصاب. وأن لا أحد يمتلك الحق بإبداء رأيه حول أجساد الفتيات أو ملابسهن. كما أنه لا يحق للمتحرش أن يقرر ما الذي يعد تحرشاً وما الذي لا يعد تحرشاً. فالمتحرشون من هذا النوع غالباً ما يتهمون الضحايا بتضخيم الأمور بل قد يحملون المسؤولية للضحية أيضاً.
إن مبادرة Uplifting Syrian Women تؤكد دعمها المستمر لضحايا التحرش اللفظي. وتشجع على عدم تجاهل هذا النوع من الإساءة. بالإضافة لتشجيعهم على التحلي بالقوة لمواجهة أي نوع من أنواع التحرش وعدم السكوت عن حقهم في تجريم المتحرش.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
اقرأ أيضاً:
المصادر
[1] Law Office of William M. Julien, P.A.
[2] Harass Map
[3] Manly Stewart