يعتبر اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أو ما يعرف ب ADHD من الاضطرابات الشائعة المرتبطة بالصحّة العقليّة، وغالباً ما يتمّ اعتبار المصابين بهذا الاضطراب متأخرين دراسيّاً أو غير مسؤولين إلّا أنّهم في الواقع مبدعين ومتميزين بطريقتهم الخاصة.
هل سبق وتعاملت مع طفل كثير الحركة ودائم التشتت؟ هل خطر لك يوماً أنّ ذلك قد يكون ناتجاً عن اضطراب مشخّص؟ ما هو هذا الاضطراب وكيف نعالجه؟
إنّ نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) هو من الحالات المزمنة والشائعة جداً، والتي يتم تشخيصها عادةً في مرحلة الطفولة. هناك العديد من المسببات للإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط إلّا أنّ معظم المصابين يبدون استعداداً جينياً للإصابة به، ولكن شدّة الحالة تختلف حسب العوامل البيئية، فمثلاً التواجد في بيئة متوترة يزيد من شدّة الحالة، علماً أنّه يمكن أن يظهر بدرجات وأشكال مختلفة فالحالة تختلف من شخص لآخر.
كما يشير اسمه، يعاني المصابون بهذا الاضطراب من حالتين:
على الرغم من أنّ المصابين بهذا الاضطراب قد تكون لديهم مشاكل في المدرسة أو العمل أو العلاقات العاطفية أو الالتزامات بشكلٍ عامّ، إلّا أن أهمّ ما علينا معرفته عن هذا الاضطراب هو أنّ المصابين به ليسوا "أغبياء" ولا يعانون من مستوى فكريّ منخفض.
لا يوجد حتى الآن سبب واضح للإصابة بهذا الاضطراب وما زالت الجهود البحثية مستمرة. إلّا أنّه كما أشرنا سابقاً يتعلق بالاستعداد الجيني والبيئة أو مشاكل الجهاز العصبي المركزي أثناء النمو.
من عوامل الخطورة المرجحة التي يمكن أن تؤدي إلى اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط:
للوقاية من هذا الاضطراب يجب تجنب التعرّض لأيّ سموم بيئية وتجنب تعرّض الأم لأيّ شيء يمكن أن يعيق نمو الجنين كالتدخين وشرب الكحول. [2]
هناك بعض المعتقدات الشائعة عن سبب الإصابة بهذا الاضطراب، كالإفراط في تناول السكر أو قضاء الكثير من الوقت أمام التلفاز، وغيرها من المعتقدات الخاطئة التي لم يجد العلم إثباتاً لها حتى الآن. [3]
لا يوجد فحص محدّد بذاته يمكنه تأكيد تشخيص طفل أو بالغ ما باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، لذلك تكون عملية التشخيص عبارة عن خطوات عديدة منها الفحوصات الطبية، ويستند التشخيص بشكلٍ أساسيّ إلى قائمة مرجعية بأهمّ الأعراض.
أولاً: نقص الانتباه. يمكن ملاحظة نقص الانتباه أو التشتت والصعوبة في التركيز لدى الأطفال أو البالغين من خلال الأعراض التالية:
ثانياً: فرط النشاط والاندفاع يمكن ملاحظة فرط النشاط والاندفاع لدى الطفل أو البالغ من خلال الأعراض التالية:
كما هو ملاحظ من الأعراض الرئيسية لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط يمكننا أن نرى أنّ من يعاني من هذا الاضطراب هو شخص واعٍ وذكيّ و"طبيعيّ". وهذا ليس للتقليل من معاناتهم أو ما يخوضونه، لأنّه صعب ومرهق، وإنّما لنشر فكرة التقبل واحترام الآخر.
على الرغم من عدم وجود علاج يقضي على اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط تماماً. إلّا أنّه يوجد العديد من الخيارات المفيدة للعلاج. الهدف من العلاج هو مساعدة الأطفال على تحسين العلاقات الاجتماعية، وتحسين أدائهم في المدرسة، والحدّ من سلوكياتهم التخريبية أو الضارة إلى الحدّ الأدنى. يمكن أن يكون الدواء مفيداً جداً، وغالباً ما يكون ضروريّاً.
تشمل طرق العلاج الأخرى (الغير دوائية)، المستخدمة بمفردها أو مجتمعة، ما يلي:
نظراً لأنّ العديد من الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط يعانون أيضاً من ضعف الدرجات ومشاكل السلوك المدرسيّ، فقد تحتاج المدارس إلى توفير تعديلات وتدخلات تعليميّة (مثل خطة تعليميّة فرديّة) لخلق أفضل بيئة تعليميّة ممكنة للطفل. [1]
رحلة العلاج قد تكون متعبة ومملة للأهل والطفل لكنها ضروريّة لضمان عدم تأثير هذا الاضطراب على حياة من يعاني منه بشكلٍ سلبيّ.
نحن كمبادرة نسعى دائماً إلى نشر الوعي حول مشاكل الصحة النفسية من أجل نشر ثقافة التقبل واحترام المصابين بهذه الاضطرابات أو الحالات. وهذا ما ندعو إليه اليوم، فإنّ اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط هو حالة عصبيًة تؤثر على تركيز ونشاط صاحبها. في الواقع لها ميزاتها الكثيرة، فمعظم من يعاني من هذا الاضطراب يكون له حس إبداعي مميز ومهارات نادرة وعديدة، بالإضافة إلى امتلاكه للنشاط والطاقة الدائمين.
اقرأ أيضاً:
المصادر
[1] Health Harvard
[2] Mayo Clinic
[3] CDC
[4] CDC