التعليم عن بعد، الخيار المنقِذ للكثيرين وبوّابة التعلّم للعديد من الأشخاص دون الحاجة للخروج من المنزل. ويطلق عليه اسم (التعليم الإلكتروني أو التعليم أونلاين). ويعني كيفية التعليم وتلقين مختلف المعلومات في أيّ مكان أو زمان من خلال شبكة الإنترنت. ظهر هذا النوع من التعليم نتيجة الحاجة الماسّة للحصول على العلم ومواكبة التطوّر العلمي والتكنولوجي الهائل في عصرنا واستغلاله لأبعد حدّ، فكان التعليم عن بعد المفتاح لذلك.
يذهب التعليم عن بعد إلى أبعد من ذلك بالنسبة للمعلّم. فقد أصبح العديد من المعلمين يستخدمون تقنيات التعليم الجديدة في إعطاء الدروس عن طريق الإنترنت. ولا تخفى الفوائد العديدة لهذه التقنيات في تسهيل حياة المعلّم. لكن لا يمكن أن يكون خالياً من بعض السلبيات. بالرغم من ذلك، أصبح واضحاً أن التعليم عن بعد تحوّل إلى عمل واضح الأبعاد في سوريا، حيث يستخدمه العديد من المعلمين.
إذا كنت مدرساً أو تتقن مجالاً معيناً وتريد مشاركته مع غيرك، فإن التعليم عن بعد هو الحل. يوجد ميل دائم إلى تطوير الأفكار التي تتلائم وتنخرط مع الواقع الحالي. لذلك إن العمل عن بعد في أي مجال كان ضروري لمواكبة الواقع التكنولوجي.
تعود بداية ظهور هذا النوع من التعليم إلى نهاية السبعينيّات من القرن التاسع عشر. إذ كانت الجامعات الأوروبيّة والأمريكيّة صاحبة الفكرة والبداية. وذلك من خلال إرسالها البرامج التعليميّة للطلبة متمثلةً حينها بالكتب، وشرائط التسجيل، ومقاطع الفيديو عبر البريد. وقد لقيَ هذا المنهج اندماجاً والتزاماً جيّداً من قبل الطلبة، في حين أنّ الاختبارات الجامعيّة كانت ما تزال تقام ضمن الحرم الجامعي. [1]
مع ذلك، لم يكن معظم العالم الحالي يعرف يقيناً بالتعليم عن بعد إلا بعد ظهور فيروس كوفيد 19. حيث أدى الحجر الصحي المستمر وتعطيل المدارس والجامعات إلى البحث عن طرق أخرى للتعليم. لاقى التعليم عن بعد استحساناً بين المدرسين والطلاب. بالإضافة إلى أنه أعطى مجالاً واسعاً لتنظيم الوقت.
أضفى التعليم عن بعد فوائد ومنافع عدّة، الأمر الذي أدّى لانتشاره وتطوّر أساليبه واعتماده كمصدر شهادة موثوق أيضاً. ومن أهم وأبرز مزاياه:
التعليم عن بعد كغيره من الأساليب التعليميّة يملك بعض التحديات بالرغم من مزاياه. إنّ أغلب ما تمّ ملاحظته وتسجيله حول التعليم عن بعد هو:
يحتاج المعلم إلى العديد من التقنيات التي يحتاجها في إعطاء الدروس. سواء كانت هذه التقنيات هي أدوات للتواصل مع الطلاب، أو لتنظيم الدروس بشكل رقمي. من التقنيات التي يمكن أن تساعدك في عملية التعليم عن بعد:
إنّ تطبيق التعليم عن بعد في سوريا لا يزال يعتبر تطبيقاً خجولاً إذ أنّه يقتصر على بعض المنصّات والجهات التعليميّة التي أثبتت جدارة هذا النمط من التعليم وأهميته. ومن هذه الجهات الجامعة الافتراضية السورية (SVU) وتعدّ الجامعة الوحيدة التي تطبّق التعليم الإلكتروني في سوريا بشكلٍ كاملٍ في عمليّتها التعليمية. بالإضافة إلى المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا (HIAST) ويعدّ أيضاً من المؤسسات الرائدة في هذا المجال في سوريا. [2]
لكن لا يخفى على الجميع أن العديد من المهنيين يقومون بإعطاء دورات تدريبية في المجال الذي يبرعون فيه. فهناك العديد من الكتاب والمبرمجين والمصممين يقومون بتزويد أنفسهم بمصدر دخل إضافي عن طريق تقديم معلوماتهم كمواد تعليمية.
مبادرة Uplifting Syrian Women مبادرة تعليمية تشكّل مثالاً فعليّاً وحقيقيّاً لتطبيق التعليم عن بعد في سوريا. إذ أنّها تقدّم العديد من الدورات التعليمية وورشات العمل والمناقشات والتدريبات عبر الإنترنت. ساعيةً بذلك لبناء سلام مستدام في سوريا من خلال توفير التعليم الجيّد لكلّ أفراده وخاصةً النساء.
إن التعليم عن بعد سواء في سوريا أو في أي مكان في العالم هو مجال عمل مربح إذا تم تطويره بالطريقة الصحيحة. قد تكون بدايته صعبة إذا تحتاج إلى التسويق لنفسك. لكنه أثبت نفسه بين مجالات العمل عن بعد. في النهاية فإنَّ التعليم عن بعد كطريقةٍ وأسلوبٍ للتعليم هو حاجةٌ ماسّةٌ ووليد الظروف والتطوّر.
إشراف: شذى علي- مسؤولة قسم التعليم والمناقشة
للتواصل والاستفسار: shaza.ali@upliftingsyrianwomen.org
اقرأ أيضاً:
المصادر
[1] AAU
[2] SCS