Uplifting Syrian Women

Mayada Bseliss

ميادة بسيليس- امراة من التاريخ

على مرّ التاريخ كان للمرأة مثل ميادة بسيليس مساهمات عظيمة في مختلف المجالات سواء كانت علميّة أو عمليّة أو فنيّة. وضعت بها لمساتها وجعلت التاريخ يتغنّى بذكرها، والأجيال تتناقل إرثها جيلاً تلوَ الآخر. 

وكما قالت الكاتبة السورية غادة السمان: "الفن وحدَه يُنقلنا من الجنون".¹
من عذوبة صوتِها وُلد الجمال ومن نقاء روحها وُلد الحبّ، جعل اللّه لها صوتاً عذباً وأداءً باهراً. لم تكن ابنة القدود الحلبية الملتزمة ولا ابنة سوق "الفيديو كليب" السريع، قدمت فنّاً مميّزاً حاضراً بقوّة. فمن منا لم تطرب مسامعه أغنية "كذبك حلو". والتي كانت في يوم من الأيام اختباراً صوتياً لكثيرين ممن أرادوا التعبير عن نقاء واتزان أصواتهم. فأن تغني "كذبك حلو" بطريقة جيدة هذا يعني أنّ صوتك جيد. 

من هي ميادة بسيليس؟ 

وُلدت الفنانة السورية ميادة بسيليس عام 1967 في مدينة حلب بسوريا. تلقّت علومها الابتدائية والمتوسّطة والثانوية فيها واحترفت الغناء منذ صغرها من خلال الترانيم والتراتيل الكنسية. ميادة بسيليس ابنة لعائلة مُحافِظة، فكانت بداياتها في مجال الغناء والموسيقى تقتصر على التراتيل والترانيم الدينية. ولم تكن انطلاقتها الفعليّة حتّى تزوّجت بالموسيقار سمير كويفاتي.²

بداية ميادة بسيليس الفنيّة 

بدأت مسيرتها الفنيّة في حوالي التاسعة من عمرها، وسرعان ما تدرّجت على سلّم الغناءِ العربيّ حتّى أصبحت من أهم وأشهر الأصوات العربية إلى أن وافتها المنية.

شكّلت مع زوجِها الموسيقار سمير كويفاتي ثنائيّاً فنيّاً راقياً لحوالي أربعينَ عاماً متتاليًاً، لطالما نظرَ له الجمهور العربي بأعينٍ لامعةٍ وقلوبٍ ممتنّة لتلك الأصالة والصدق والثبات في تقديم الفن الراقي. أصدرت ميادة بسيليس خلال هذه الأعوام العديد من الألبومات الغنائية وشاركت بالعديد من الحفلات والمهرجانات المحليّة والدوليّة والأغاني الخاصّة والشارات الدرامية التلفزيونية الشهيرة.³

المسيرة الحياتيّة والفنيّة الحافلة لميادة بسيليس

صُدر للفنانة ميادة بسيليس 14 ألبوم منذ عام 1986. فكانت البداية مع ألبوم "يا قاتلي بالهجر" وهي أغنية من الفلكلور السوري القديم. وتعتبر أغنيتها "كذبك حلو" التي حازت على الجائزة الذهبيّة كأفضل أغنية عربية عام 1999 بمثابة جواز سفرها نحو عالم الشهرة. وفي عام 2010 صُدر لها ألبوم بعنوان "إلى أمّي وأرضي" وهو عملٌ تأخر موعد صدوره كثيراً، لكنه جاء بالمستوى الذي أمله واعتاده الجمهور من ميّادة. كما قامت ميّادة أيضاً خلال مسيرتها الفنية بغناء العديد من الشارات لمسلسلات كبيرة مثل: "إخوة التراب" و"أيام الغضب". 

أيضاً أحيت الكثير من الحفلات في مختلف المحافل، من أبرزها: 

  • حفل في مجمع "قصر الفنون الجميلة" في سان فرانسيسكو، الولايات المتحدة. 
  • بالإضافة إلى حفلتيها في دار الأوبرا في مدريد وفي دار الأوبرا المصرية عام 1998.³

أهم إنجازاتها الفنية

  • في منتصف السبعينات كانت أوّل مشاركة فنية عامّة لميادة بسيليس من خلال أحد برامج الهُواة في إذاعة حلب، إذ حصلت على المرتبة الأولى. لتُشارِك بعدها وتحديداً في عام 1978 بأوبريت ملكة القطن والشمس الذي نالت من خلاله كأس أجمل صوت في مهرجان الطلائع. إضافةً لمهرجان بغداد للناشئين الذي حازت من خلاله على جائزتين؛ الأولى هي جائزة أفضل صوت والثانية جائزة أفضل أداء.³
  • في عام 1982 شاركت في أوبريت عروس القلعة. كما أحيَت العديد من الأغاني والأناشيد القديمة من خلال إعادة توزيعها من قِبَل الموسيقار سمير كويفاتي وأدائها من جديد. مثل "سُليمى" و"يا زائري في الضُحى" وغيرها الكثير.³
  • عام 1986 صدر أوّل ألبوم خاص لها بعنوان "يا قاتلي بالهجر"، وكان أيضاً بالتعاون مع السيّد سمير كويفاتي. والذي لحَّنَ ووزّع بعضاً من الأشعار والقصائد العربية القديمة من خلال هذا الألبوم.³
  • في عام 1995 شاركت ميادة بسيليس في مهرجان الأغنية السورية الثاني وحفل افتتاح الفضائية السورية. وبعد ذلك بفترة قصيرة أطلقت ألبوم "حنين". والذي ضمّ 10 أغاني من بينها أغنية للفنان حسام تحسين بيك وهي "نتالي"، إلى جانب كل من أغنية "كذبك حلو" و"يا طيوب" و"فقدت السحر" و"حنَينة" وغيرها الكثير. كان لهذا الألبوم انتشاراً واسعاً على المستوى المحلّي والدولي.³
  • في عام 1998 شاركت بالليلة السورية في دار الأوبرا المصرية. كما قدَّمت عدّة حفلات في قصر الفنون الجميلة في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية. بالإضافة إلى حفلتين في مدينة مدريد في إسبانيا.³
  • وفي عام 1999 استلمَت ميادة بسيليس جائزة أفضل أغنية عربيّة لهذا العام عن أغنية "كذبك حلو" المطروحة سابقاً.³
  • وأصدرت فيما بعد ألبوم "يا غالي" الذي ضمّ 9 أغانٍ. أشهرها "هوى تاني" التي حازت على الجائزة الذهبية كأفضل أغنية مصوَّرة -أفضل كليب أغنية- ضمن الجوائز الصادرة من مهرجان البحرين عام 2001. وحازت أيضاً هذه الأغنية على جائزة الأورنينا الذهبية كأفضل أغنية وأفضل لحن.³
  • في عام 2002 أصدرت ألبومًا خاصاً يضمّ 9 أغانٍ وطنية عامةً وأغانٍ تخصّ القضية الفلسطينية خاصةً وكان بعنوان "أجراس بيت لحم". من أغانيه "صمتاً صمتاً" و"القدس" و"باقيين" و"يا جبل ما يهزّك" و"زفّة الشهيد" وغيرها، كما شاركت بمهرجان المحبة.³
  • في عام 2016 أصدرت آخر ألبوماتها الموسيقية بعنوان "إنت بقلبي" وضمّ 10 أغاني. منها "الشهيد"، و"حلب"، و"ما بخاف"، و"وسختوا الصابون"، و"يضلّوا" وغيرها.³
  • وفي نوفمبر عام 2020 أصدرت أغنية منفصلة (أو "سينغل") تحت عنوان "دخلك لا تشرح". وهي من كلمات الشاعر السوري سمير طحّان وألحان وتوزيع سمير كويفاتي.³
  • إلى جانب الإصدارات الخاصّة والحفلات والمهرجانات المحليّة والدولية، فلطالما اعتُبرت ميادة بسيليس من أهم وأشهر مؤديّي الشارات الدرامية عند غالبية الجمهور السوري.³

وفاة الفنانة ميادة بسيليس

مع منتصف ليل يوم الأربعاء، وفي الساعات الأولى من صباح يوم الخميس الواقع في 18 مارس 2021، تُوفيَت السيّدة ميادة بسيليس. وذلك بعد صراعٍ مريرٍ مع مرض السرطان الذي كان قد كُشف عنه حديثاً للعلن. ليشكِّل غيابها فاجعة كبيرة في الوسط الفنّي منذ اللّحظات الأولى. عبّر غالبية نجوم سوريا والعديد من جماهير السيّدة ميادة عن حزنهم بكلماتٍ مؤثّرة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي.³

من افتتن بعذوبة الصوت وجماله لن ينساه، ستبقى الأغاني الجميلة حاضرةً يتغنّى بها النّاس، فموت الفنانة ميادة بسيليس "كذبة بس مو حلوة".
والسؤال هنا للناس، هل يستطيع أياً كان أن يملأ فراغ ميادة بسيليس؟ 

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] Hekam

[2] Marefa

[3] Arageek