لا نستطيع أن نوفي حقّ المعلم علينا مهما قلنا ومهما فعلنا في عيد المعلم. إذ يقضي المعلم طوال عمره في تعليم الأطفال وتوجيههم إلى طريق العلم والنجاح والسعي الدائم لتحقيق الأحلام. ولا يقتصر دور المعلم فقط على العملية التعليمية بل يتعدى ذلك ليشمل الكثير من الأشياء، فهو القدوة والمربّي والنلصح وأحياناً الصديق.
”أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ مِنَ الذي يبني وينشئ أنفساً وعقولاً.“
- الشاعر أحمد شوقي.²
هو يوم عالمي يتمّ الاحتفال به سنويّاً في الخميس الثالث من شهر مارس.¹ تحتفل بهذا اليوم أكثر من 100 دولة حول العالم، وذلك تكريماً لدور المدرسين والمدرسات في كل مكان وزمان. يتمّ الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين في 5 أكتوبر. وهو اليوم نفسه الذي تمّ فيه اعتماد التوصية المشتركة بين اليونيسكو ومنظمة العمل الدولية لتنظيم أوضاع المدرسين. إذ تضمّ مبادئ متعددة تتعلق بالسياسات التربوية، والبرامج التعليمية، بالإضافة إلى إعداد المدرسين وتأمين الوظائف لهم ودراسة ظروفهم. ولا ننسى السعي إلى تحقيق الهدف الذي يضمن مشاركتهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمستوى التعليمي والتعليم.²
هناك علاقة وثيقة بين جودة التعليم وكفاءة المعلمين. فالدولة التي تمتلك جودة تعليم مرتفعة من الضروري لها وجود مدرسين ومعلمين ذو كفاءة تدريسية مرتفعة لديها. ولأنّ مكانة مهنة التعليم تنخفض في بعض دول العالم، لذلك يأتي يوم عيد المعلم ليذكرنا بأهمية هذه المهنة ورسالتها وأهمية المعلمين والمعلمات في المجتمع.
المعلمون يساعدون الطلاب في التفكير النقدي، والتعامل مع المعلومة من جهات مختلفة، ويدفعونهم إلى العمل التطوعي، ودراسة القرارات قبل اتخاذها. والمعلمون يعتبرون من أهم الموارد البشرية في جميع المجتمعات، إذ لا يمكن توفير جودة تعليم عالية دون وجود معلمين جيدين.
في العديد من الحالات نعزو سوء التعليم ونقص المعلمين إلى حقيقة عدم تقدم البلدان. هذا ما يجعل أول ما نفكر به هو أنّ البلدان النامية هي فقط من تعاني من هذا النقص. لكن في الحقيقة الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وأيرلندا وإيطاليا والسويد جميعها تعاني من نقص في أعداد المعلمين. إذ يمكن ردم فجوة النقص في الولايات الأمريكية بتوظيف 0.5% من عدد السكان. وفي الصين نحتاج إلى 1%. كما أنّ نيجيريا تحتاج إلى 1.2%. في حين أنّ البلدان جنوب الصحراء الكبرى تحتاج إلى توظيف 1.8 مليون معلم. وهكذا نرى أنّه بغض النظر عن مدى تطور البلدان إلّا أنّنا ما زلنا جميعاً نعاني من نقص المعلمين.²
الدول التي تملك نقصاً في وظائف المدرسين هي:
أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ عدد المعلمين فيها هو 243 ألف معلم. إضافةً إلى جنوب وغرب آسيا بعدد معلمين يقدر ب 292 ألف معلم. وعدد المعلمين في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية هو 155 ألف معلم. كما أنّ أوروبا الوسطى والشرقية وآسيا الوسطى وشرقها بالإضافة إلى أمريكا اللاتينية والكاريبي تمثل فقط 11% من عدد المعلمين الإضافي الذين من اللازم توظيفهم وذلك على المستوى العالمي بهدف تحقيق تعميم التعليم الابتدائي.²
نحن في مبادرة Uplifting Syrian Women نحترم رسالة المعلم ونكرّمها، خاصة أننا مبادرتنا هي تعليمية أولاً ففي كل تدريب أو كورس نحرص على اختيار المعلم المناسب، وفي هذا اليوم نتقدم بالتهنئة لكل من أعطى من وقته وطاقته وجوده بشكل مجاني بهدف المساعدة والتنمية. فنحن نسعى دائماً للرفع من قيمة المدرسين، وإبراز دورهم الكبير في المجتمعات.
اقرأ أيضاً:
المصادر
[1] Faharas
[2] Marefa