هل يعدُّ تكافؤ الفرص الحل الوحيد لتحقيق المساواة بين الجنسين؟ أم أنَّ هذا المقصد قد أصبح يعترض تحقيقه عدد أكبر من المشكلات والقضايا؟
حقيقةً، يعتبر تحقيق المساواة بين الجنسين تحدٍ عالميّ. إذ صرَّح الأمين العام للأمم المتحدة أنَّ ”تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات هو عمل غير مكتمل في عصرنا، وأكبر تحدٍ لحقوق الإنسان في عالمنا.“ ¹
وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته سوريا في ظل المتغيرات الدولية على صعيد المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من التعليم والعمل، إلّا أنّه لا يزال العنف ضد المرأة يشكل عقبة في تحقيق التنمية وبناء السلام في المجتمع.
إنَّ المساواة بين الجنسين ليست مجرد حقّ أساسي من حقوق الإنسان. بل هي قاعدةُ أساسٍ ضرورية لعالمٍ مسالمٍ ومزدهرٍ ومستدام. ²
لكن تُشكل الأعراف الاجتماعية وأشكال العنف المختلفة الموجهة ضدّ المرأة عائقاً في طريق تحقيق هذه المساواة. كما تُشكل ضغطاً على الجهود الرامية لتفعيل دور المرأة وتمكينها. لذلك كانت مقاصد الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة ترمي إلى:
إنّ توفير تكافؤ الفرص أمام المرأة في الحصول على التعليم، الرعاية الصحية، والعمل اللائق بالإضافة لاتخاذ أدوار سياسية واقتصادية يمثل عمود التنمية المستدامة. كما أنَّ تمكين المرأة ضمن مجتمعها يلعب دوراً أساسياً في تقدم المجتمع وريادته.
في سوريا، يوجد العديد من المبادرات الشبابية والمجتمعية تسعى إلى تحقيق المساواة بين الجنسين. بالإضافة للجهات الحكومية والجمعيات الأهلية التي تسعى -من خلال أنشطتها وأهدافها- إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع.
ومنها مؤسسة موج، وهي مؤسسة محلية مدنية غير ربحية، تعمل بشكل تشاركي على معالجة قضايا مجتمعية وتنموية وتربطها بمحتوى إعلامي ينطلق من الواقع ويسعى لخلق حالة من التغيير. كما تسعى مؤسسة موج لتحقيق التوازن الجندري بتغطيتها الإعلامية لتجاوز التمييز الموجه ضد المرأة ولتحقيق المساواة بين الجنسين من خلال أنشطتها المجتمعية والتنموية. ³
إنَّ المساواة بين الجنسين تقتضي اعتماد نهجٍ يكفل انتفاع الفتيات والفتيان، والنساء والرجال، في مراحل التعليم وإتمامها. إضافةً إلى تعزيز قدراتهم على نحو متساوٍ في التعليم. ⁴
إلّا أنَّه توجد فجوة مجتمعية تحرم عدداً كبيراً من الفتيات من ممارسة حقهنّ في التعلم أو ممارسة التعليم، وذلك على أرضية من أسباب مختلفة مثل: الفقر أو الزواج أو الحمل الباكر. إضافةً لأثر العنف القائم على النوع الاجتماعي في تحديد وتنميط دور المرأة.
لذلك تعدُّ تنمية استراتيجيات التعليم ليصل لمختلف فئات المجتمع دون تمييز حلقة مهمّة وفعّالة في سبيل المساواة بين الجنسين. من هذا المنطلق ترمي خطط واستراتيجيات المؤسسات الحكومية والمجتمعية في المجالات التعليمية والمهنية إلى توفير فرص تعليم متناسبة مع الفئات المجتمعية، بالإضافة إلى تكافؤ الفرص لتحقيق المساواة بين الجنسين.
تهدف مبادرة Uplifting Syrian Women إلى النهوض بالمجتمع مجدداً عبر النهوض والارتقاء بنسائه. وذلك عبر مساندة هذه النساء والسير معهنّ خطوة بخطوة حتى يحققهن أهدافهنّ المنشودة. وهذه من الخدمات والأنشطة المختلفة التي تقدمها المبادرة في سبيل تمكين المرأة في المجال التعليمي والاقتصادي والمهني والاجتماعي. والتي تعدّ علامةً فارقةً في تحقيق المساواة بين الجنسين في المجتمع السوري.
اقرأ أيضاً:
المصادر
[2] UN- Sustainable Development
[3] Mauj Foundation
[4] UNESCO