هل يمكننا كسب المال من أصواتنا؟ قد يبدو أمراً غريباً أو مستحيلاً للوهلة الأولى، لكنه حقيقي بسبب وجود مهنة التعليق الصوتي. فبعض الأشخاص ومع التدريب الجاد والسليم يصبحون قادرين على استخدام طبقات مختلفة من أصواتهم وذاك ما يؤهلهم لاتخاذ التعليق الصوتي كمهنة.
وفي هذا المقال سنتعرّف معاً على مجال التعليق الصوتي ومتطلباته.
يسمّى أيضاً "التعليق بعيداً عن الكاميرا"، وهو أسلوب يكون فيه الصوت هو الأداة الرئيسيّة. ويكون إمّا في الإذاعة أو في الإنتاج التلفزيونيّ أو في كرة القدم ومجالات أخرى غيرها... في التعليق الصوتي يتمّ قراءة النصّ المكتوب مسبقاً، ولا يُشترط أن يكون الشخص الذي يقوم بهذه المهمة موجوداً في مكان الحدث. وفي حالات أخرى، يقوم المذيع بالتعليق الصوتي بشكلٍ مباشرٍ على العروض الحيّة كالألعاب الرياضيّة أو حفلات تقديم الجوائز. أمّا في حالات الأفلام الوثائقية أو النشرات الإعلامية، يتمّ تسجيل التعليق الصوتي في وقت سابق. بالإضافة إلى ذلك، يتمّ استخدامه أيضاً في ألعاب الفيديو ورسائل الانتظار الإلكترونية والإعلانات.
من أجل أن تصبح معلّقاً صوتياً يجب أن تمتلك عدّة مهارات، منها:
ومع التدريب والتمرين يتمّ تطوير وتحسين هذه المهارات.
من الجدير بالذكر أيضاّ أنّه لبعض الممارسات اليوميّة للمعلّق الصوتي تأثيرٌ مباشرٌ على عمله، ومثالنا على ذلك هو تجنّب تناول الأطعمة الحارّة ذات النكهات القويّة المخرّشة للحبال الصوتية، إضافةً إلى شرب المياه الباردة. والأهمّ من ذلك كلّه التحلّي بالصبر والالتزام، لأنّ الاستمرارية ناتجة عن الالتزام.
كأيّ مهنة، لا يجب أن نمارسها إلّا بعد امتلاك المعرفة الكافية بها وبتفاصيلها. لذا يجب البحث عن متطلبات هذه المهنة، ومعرفة ما إذا كانت هذه المهنة مناسبة. وإذا تواجدت الرغبة في اتخاذها كعملٍ حرّ، يجب الحرص على أن تكون الأجور مناسبة مع الحالة المعيشية.
هل تساءلتم يوماً عن صاحب صوت شخصيتكم المفضلة في برامج الرسوم المتحركة؟ أجل، هو شخص اختار التعليق الصوتي كمهنة في حياته.
كالشابة (ضحوك قاسم)، أحد الأشخاص الذين عاشوا تجربة في هذا المجال وأصبح جزءاً من حياتهم. وفيما يلي تروي لنا ضحوك تجربتها في هذا المجال:
دوماً ما أُسأل في البداية عن سبب اختياري لمجالِ التعليق الصوتي؟ وعمّا إذا كان العمل في هذا المجال مرتبطاً بالموهبة؟ سوف أجيبكم من خلال تجربتي المتواضعة عن هذه الأسئلة بكلّ مصداقية. منذ أن كنتُ فتاةً صغيرة كنتُ أبحث عن موهبتي في المدرسة نظراً لأنّني لم أكن بارعةً في أيّ مجالٍ فنيّ أو رياضيّ. لكن بالصدفة اكتشفتُ قدرتي على التحكم بطبقات صوتي والتغيير فيها. ومع التدرب وبذل الجهد لتنمية هذه الموهبة وصلتُ لدرجاتٍ كبيرة من التقدّم، مستحقّةً بعد كل هذا التعب الدؤوب لقبَ "المعلق الصوتي". ورُغمَ ذلك ما زال ينبغي أن أتدرب أكثر لأنال شرف لقبِ (الاحتراف في التعليق الصوتي).
لا أريد أن تأخذوا من كلامي هذا مصدراً للتشاؤم أو الخوف من دخول المجال. بل ليكن دافعاً لكم لكي تتطوروا وتتمرنوا وتحاولوا الوصول -كما فعل الكثيرون قبلكم- إلى لقب الاحتراف.
ففي بداية العمل في أيٍّ من مجالات العمل الحرّ تكون فرصة كسب العميل الأول صعبةً. كما أنّ الدخل الذي تجنيه لا يكون كافياً ولا حتى مستقرّاً ليكفي كدخلٍ وحيد. لكن امتلاكك لمعرض أعمال غني تظهر فيه شغفك وموهبتك في أيّ مجالٍ من مجالات العمل المنتشرة في الوقت الراهن بالإضافة إلى التسويق الشخصيّ لهذه الموهبة وإظهارها على مواقع التواصل الاجتماعي كفيلان بأن يصنعا لك اسماً وفرصاً لا يمكن حصرها. فأنا حالياً نلتُ فرصة العمل في شركة لطالما حلمتُ أن أعمل بها فقط بسبب تسويقي الشخصيّ لنفسي وجرأتي بإظهار موهبتي.
فقط كن جريئاً، كن شغوفاً، وتحلّى بالصبر والتزم في خطتك لتحقق ما تطمح إليه.
إشراف: ضحوك قاسم- معلّقة صوتية مستقلة
للتواصل والاستفسار: Dahoukkasem@gmail.com
اقرأ أيضاً: