"السوشال ميديا".. قالبٌ جديدٌ لمهنة الإعلام العصري. واحدةٌ من أسرع المهن نمواً وتطوراً في العالم، هي مهنة أخصائي السوشال ميديا أو أخصائي التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي. باتت من أكثر المهن انتشاراً وأكثرها طلباً في عالم العمل الحرّ. إذا كنتَ تريد أن تعرف أكثر عن هذه المهنة، أو تريد أن تعمل بها، إليك هذا المقال.
أخصائي السوشال ميديا هو المسؤول عن إنشاء ونشر المحتوى على جميع منصات التواصل الاجتماعي، مثل تويتر /Twitter، فيسبوك/Facebook،وانستغرام/Instagram ولينكدإن/LinkedIn وغيرها من المنصات.¹ بهدف زيادة وصول وشهرة العلامة التجارية وتوسيع مساحة جمهورها. كما يشرف الأخصائي على مؤشرات الأداء ويتفاعل مع الجمهور المستهدف، ويتواصل مع الفريق القائم على صناعة المحتوى المناسب لمنصّاته. وذلك عبر وضع استراتيجية التسويق وخطة المحتوى، وتحديد الشرائح المُستهدَفة وتحليلها واستهدافها بشكل مناسب.
تتعدد مهام أخصائي السوشال ميديا، ونذكر منها:
أولاً، يجب أن تصبح بارعاً في استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي. يمكنك البدء في هذا المجال من خلال إنشاء صفحات خاصّة بك على وسائل التواصل الاجتماعي التي تتبعها، والعمل على تنمية علامتك التجارية الشخصيّة. على الرغم من أنّك ستحتاج إلى تدريب ومتابعة مصادر تعليميّة خاصّة بإدارة وسائل التواصل الاجتماعي، فذلك سيمنحك تجربة شخصيّة مبدئيّة جيدة لفهم آليّات جذب الجمهور المختلفة.³
عليك أيضاً تعلّم أساسيات مهامّ أخصائي السوشال الميديا المختلفة عبر البحث عنها عبر الإنترنت. إذ يمكنك أخذ دروس مجانيّة أو مدفوعة تؤهلك لتلقي المعرفة والخبرة المبدئية والشهادة التي تثبت ذلك. كلّ ما عليك فعله هو البدء بالبحث عنها عبر الإنترنت أو منصة "يوتيوب/Youtube"، أو "لينكدإن/LinkedIn". كما توجد منصات تعليمية تحوي مساقات مختلفة مثل"Coursera وUdemy وedX"، والمنصات العربية مثل "إدراك". وقد تجد الكثير من الحسومات أو حتى مساقات مجانية بشكلٍ كاملٍ.
حاول أن تواظب على إنتاج المحتوى المكتوب أو المرئي، وشارك تجاربك مع متابعيك على صفحاتك الخاصة. واستغل هذه الصفحات لتعرف أكثر عن آرائهم عبر تفاعلهم بالإعجاب والتعليقات والمشاركات. وبذلك تتمكن من فهم مبادئ بسيطة قد تمكنك من تكوين معرض أعمال خاص بك يؤهلك لتقديم نفسك كأخصائي سوشال ميديا مبتدئ. ممّا يوفر لك فرص عمل مستقل، أو مع إحدى الشركات، أو كمدير لحسابات أشخاص تودّ التسويق لمنصاتها ولنفسها.
بدايةً، لا يمكننا إنكار أهمية وسائل التواصل الاجتماعي اليوم كطريقة مهمة للحصول على المعلومات والتسلية والتواصل مع الآخرين. إذ باتت جزءاً لا يتجزأ من نشاطاتنا وعاداتنا اليومية. فمن منا لم يسمع بمنتج ما أو سبق أن اشتراه عبر الإنترنت؟ هنا تكمن أهمية أخصائي السوشال ميديا في تأثيره على قراراتنا في الشراء وزيادة معرفتنا بالمنتجات والخدمات التي يقدمها الأشخاص والشركات. تعمل شركات اليوم -مهما كان حجمها بدءاً من المتاجر الصغيرة ووصولاً إلى الشركات العملاقة- على توظيف أخصائيي سوشال ميديا.³ إذ أنّ جميع المهام التي سبق وذكرناها تخدمهم ويحتاجون لها. فتعمل هذه الأمور على تعزيز مكانة علامتهم التجارية في أذهان الجمهور المستهدف عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. كما تعزز سمعة خدماتهم ومنتجاتهم وتزيد من عدد الأشخاص الذين قد يعاودوا شراء منتجاتهم أو خدماتهم مستقبلاً.
الجدير بالذكر أنّ 71% من المستهلكين تكون تجربتهم إيجابيّة عبر السوشال ميديا، كما ينصحون بالتعاون مع الشركات واللجوء إلى أخصائي سوشال ميديا لإدارة أعمال التسويق الإلكتروني.² لذا لا بدّ لأخصائي السوشال ميديا مراقبة الجمهور، واختيار أفضل "الهاشتاغات" المستخدمة، والأوقات المثالية للنشر للحصول على أفضل المشاهدات والنقرات. كما عليه أن يكون متابعاً للخوارزميات والطرق الجديدة لتحقيق أفضل وصول عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.³
كما أنّ عمل أخصائي السوشال ميديا يعدّ جزءاً مهماً ورئيسياً من التسويق الإلكتروني أو "Digital Marketing" أحد أكثر قطاعات الأعمال نمواً في عصرنا الراهن وفي المستقبل أيضاً. إن فهمنا لطريقة عمل أخصائي السوشال ميديا يزيد من إدراكنا لقطاعات الأعمال المستقبلية هذه. وبذلك نحجز لأنفسنا مكاناً في عالم المهن الأكثر رواجاً، ونحقق استقرارنا المادي والمهني.
بتول غدير، شابّة سورية تعمل في مجال التسويق الإلكتروني منذ حوالي ثمان سنوات، تخرجت من كلية الاقتصاد باختصاص التسويق. وتدير الآن وكالة "Mints Creative Agency" للتسويق، التي تعمل في سوق الخليج وسوريا. تَعتبِر بتول مجال التسويق أسلوب حياة؛ يمكننا استخدامه في جميع المجالات، حتى على الصعيد الشخصيّ في علاقاتنا اليوميّة. تقول غدير: "إنّ فهم مجال عمل أخصائي السوشال ميديا وتأثيره على حياتنا اليومية وقرارات الشراء لدينا، يزيد من فهمنا لكيفية الاستفادة المتزايدة من منصات التواصل الاجتماعي. كما يساعدنا على تحقيق الاستفادة القصوى منها".
قدّمت غدير الكثير من النصائح للأشخاص الراغبين بالبدء بمجال "أخصائي سوشال ميديا":
في الواقع، لقد نقلت لنا غدير الطاقة الإيجابية التي أبرزت مدى شغفها في هذا المجال من جهة، ومدى حيويته وتجدده من جهة أخرى. إذ رغمَ أنّها بدأت في هذا المجال صدفةً لكنّ التجديد والتطوير المستمرّ حقق لها نجاحاً يستحق الذكر.
وإذا كنت راغباً في تعلّم والدخول بهذا المجال، ماذا تنتظر؟ يمكنك البدء بالبحث والاجتهاد والتعلّم، لتجد لنفسك مكاناً في واحدة من أكثر المهن طلباً في المستقبل.
إشراف: بتول غدير - شريك مؤسس ومدير تنفيذي في وكالة Mints Creative.
للتواصل والاستفسار: batoul.m.ghadeer@gmail.com
اقرأ أيضاً:
المصادر
[1] Learn.org
[2] Max burst
[3] Brain Station