Uplifting Syrian Women

Decent Work

العمل اللائق ونمو الاقتصاد - أهداف التنمية المستدامة في سوريا

عند الحديث عن العمل اللائق؛ فإن توافر البيئة المناسبة التي تحتضن الإنسان وتقدر جهوده من أبسط الشروط التي يجب توفيرها. وعلى الرغم من أننا وصفناها للتو بأنها "بسيطة" ، إلا أن تحقيقها يضمن إنتاجية عالية للأفراد وتحسينًا لاقتصاد الدول. ومن هنا يعتبر "العمل اللائق" أحد أهداف التنمية المستدامة. حيث أن هذا الهدف يضمن تحقيق اقتصاد منتج ومستدام في حال أن العمل ينفذ الحد الأدنى من مكونات الرزق لموظفيها / أصحابها.

ما هو العمل اللائق؟

العمل اللائق مفهومٌ واسع يشير إلى تحقيق النُّمو المُستدام والشَّامل، والذي يمكن أن يتيح فرصاً للجميع ويساعد الكثيرين على التَّخلص من الفقر. كما يشير إلى النُّمو الاقتصادي الذي يوفر عمالةً كاملةً ومُنتجةً، مع توفير ظروفِ عملٍ لائقةٍ.

إذ تشمل هذه الظروف: تحقيق السَّلامةِ والأمنِ الوظيفيّ، والمساواةِ في الظُّروف بين النِّساء والرِّجال. كما يشير العمل اللائق إلى النُّمو الذي يحمي البيئة ويضمن الاستغلال المُستدام للموارد.¹

متى يكونُ العمل لائقاً؟ 

وفقاً لمعايير منظمة العمل الدوليّة، تقيس الأبعاد التالية مستوى العمل اللائق:

  • توافر فرص العمل والأرباح الكافية: وذلك بتوفير فرص مناسبة لكلّ الأفراد الراغبين والقادرين على العمل. وبأجرٍ كافٍ يمكِّنهم من عيشِ حياةٍ كريمةٍ، ويتناسب مع أسعار السلع والخدمات التي يحتاجها الأفراد.
  • الاستقرار والأمن في العمل: وذلك يتضمن حماية واستقرار العمالة بما يتفق مع المتغيّرات الاقتصادية، والحماية من الفصل التعسفي. إذ أنّ فقدان الوظيفة يمثّل حدثاً خطيراً بالنسبة لمعظم الناس.
  • تكافؤ الفرص والمعاملة في العمل: يجب أن يضمن العمل اللائق فرصاً متساوية للرجال والنساء دونَ أيّ نوع من التمييز في الفرص أو المعاملة. ويعكس تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية المساواة بشكل كبير، ممّا يؤدي إلى إحداث تحسينات ملموسة ومُستدامة في العمل.
  • الحماية الاجتماعية: ويشير ذلك إلى الإجراءات العامة التي يتمّ اتخاذها استجابةً لمستويات الضعف والمخاطر والحرمان التي تُعتبر غير مقبولة اجتماعياً داخل نظام أو مجتمع معيّن. وتشمل هذه التدابير تدخلات سوق العمل، وشبكات الأمان الاجتماعيّة والمعاشات التقاعديّة. 
  • مكافحة للعمل الذي يجب أن يُلغى: تُعبّر عبارة "مكافحة العمل الذي يجب أن يُلغى" عن الحماية من التمييز والسُخرة وعمل الأطفال، وأنّه يجب اختيار العمل بحريّة من دون جبر الأفراد عليه. يجب علينا القضاء على هذه الممارسات على النحو المتفق عليه في الإعلانات ومعايير العمل الدولية.²

يضاف إلى ذلك:

  • بيئة العمل الآمنة: إذ لا يمكن أن يكون العمل لائقاً إلّا إذا كانت بيئة العمل آمنة وصحيّة. أيّ يجب علينا التأكيد على منع الإصابات والحوادث المتصلة بالعمل والأمراض والوفيات المهنيّة. وإن وجود نظام تفتيش فعّال عنصراً أساسيّاً لتعزيز العمل اللائق لضمان حقوق العمال.
  • وقت العمل اللائق، والتوازن بين العمل والأسرة والحياة الشخصيّة: إنّ قضيّة "وقت العمل" مهمة لمنظمة العمل الدولية منذ تأسيسها. وفي الواقع، فإنّ التوازن بين العمل والأسرة والحياة الشخصيّة يرتبط عادةً بزيادة الإنتاجيّة بشكلٍ كبير. والمساهمة بتحقيق هذا الأمر يحسن استقطاب الموظفين الجدد والاحتفاظ بالموظفين الحاليين.
  • الحوار الاجتماعي وتمثيل أصحاب العمل والعمال: ويشمل جميع أنواع التفاوض والتشاور وتبادل المعلومات بين ممثلي الحکومات وأصحاب العمل والعمال بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك فيما يتعلق بالسياسات الاقتصاديّة والاجتماعيّة. الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الإنتاجيّة والإحساس بالانتماء إلى مکان العمل، وتجنب المنازعات في مکان العمل.²

ما هي التحديات؟

لا يزال الافتقار إلى فرص العمل اللائق يشكّل تحديّاً رئيسيَّاً تعاني منه الاقتصادات النَّاشئة والنَّامية. وإنَّ فهم الحواجز التي تحدُّ من الحصول على عملٍ لائقٍ له أهميَّة قصوى للتمكن من مواجهتها. ولهذه الحواجز أسبابٌ مُتعدِّدَةٌ، قد تكون: 

  1. الفجوة بين الجنسين: من ناحية تحقيق المهارات اللَّازمة، والمساواة في الأجور، والتَّحيُّز وعدم المساواة المهنيَّة. فضلاً عن التَّمييز والقوالب النَّمطيَّة في مكان العمل. 
  2. انتشار البطالة في المجتمع. 
  3. ضعف أنظمة التَّأمين الاجتماعيّ والفقر بين العمال.
  4. التحديات التكنولوجية في سوق العمل، بما في ذلك تطوّر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) والذَّكاء الاصطناعيّ والرُّوبوتات. والَّتي تتطلب وجود برامج تدريبيَّة تسمح للعمال بمواكبة هذا التقدم الهائل.³ 

المنظمات السُّورية

تسعى المنظمات السُّورية لتوفير العمل اللائق، كما تتوجه العديد من المنظمات السُّوريَّة للمساعدة في توفير فرص عمل لائقة ومناسبة. مما يُتيح للأفراد العمل ضمن ظروفٍ وبيئاتٍ مناسبةٍ. 

ومن هذه المنظمات "كاريتاس سوريا - Caritas Syria": إذ تقوم بتوفير الكثير من الخدمات للسُّوريين، مثل تقديم المُساعدة للفئات الأكثرُ ضعفاً بُغية الوصول إلى سوقِ العمل وتقديم عملهم الخاصّ.⁴

حتَّى يومنا هذا لا تزال العديد من الشُّعوب تُكافح للحصول على فرص عملٍ تُتيح لها الوصول لأدنى مقوماتِ الحياةِ الجيدة. وهذا ما يدفعُ الكثير منهم للتَّمسك بوظائفٍ لا تُلبّي حتَّى أبسط حقوقِ الإنسان وبأجورٍ زهيدةٍ لا تُناسب العمل والجهد المبذول، الأمر الذي يخلق المزيد من العجز لديهم.

لذا انطلاقاً من ذلك ومن إيمان مبادرة Uplifting Syrian Women بأهميَّة توفير عملٍ لائقٍ وتحقيق المساواة في الوصول لفرص العمل، تُقدِّم المبادرة ورشات تدريبيَّة مجانيَّة.

وتُتيح فُرصَ التَّعلم والتَّدريب للجميع عن بعد وبشكلٍ متساوٍ ممَّا يُهيئهم للدُّخول إلى سوق العمل. وكمثال عليها سلسلة ورشات "العمل الحر" التي أقامتها المبادرة والتي عرفت من خلالها المستفيدين على اختصاصات العمل الحر وكيفية الدخول في هذا العالم.

اقرأ أيضاً:

المصادر 

  1. SDG Plus
  2. Egyptian Journal
  3. International Labour Organization
  4. مؤسسة Caritas Syria