إن وجود "الصناعة والابتكار" جنباً إلى جنب ليس أمراً غريباً. في الحقيقة، يولَدُ الإبداع من رحمِ الخيال ليصبح واقعاً، وينطبق ذلك على مختلف المجالات والقطاعاتِ. فما الصناعة دون الابتكار؟ يضع الابتكار بصمتَه بدءاً من حلّ المشكلات الحياتية البسيطة إلى توجيه الكوكب في مسار الاستدامة.
تحتلّ الصناعةُ في سوريا المرتبةَ الثانيةَ من ناحيةِ الأهمية الاقتصاديّة. فقد بلغت نسبة نمو الناتج المحلي في القطاع الصناعي عام 2010 نحو 23.7%،¹ وكانت سوريا قد وجهت الجهود نحو تطوير الصناعة ومواكبة التكنولوجيا والابتكار، بما يتلاءم مع أهداف الأمم المتحدة للقضاء على الفقر وتحقيق العيش الكريم، لكن الحرب أدّت إلى تراجع هذا القطاع وعادت لمراحل البناء.
"الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية" هو الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة؛ إذ جعلته الأمم المتحدة أحد أهدافها لأهميته في النمو الاقتصادي والازدهار والقضاء على الفقر،² من خلال توفير فرص العمل وتحسين سبل العيش. إضافةً إلى أنّ العولمة والتطوّر الكبير في التكنولوجيا يدعوان للابتكار والبحث عن وسائل متقدمة مناسبة مثل الطاقات المتجددة ووسائل الإنتاج المستدامة. وأيضاً الحاجة إلى أرضيّة وبنى تحتيّة متينة من طرقٍ وجسور وصرف صحيّ وغيرها.
مع ذلك، لا تزال العديد من الدول النامية تعاني نقصاً حاداً في هذه الموارد ما يحول بين التطور في قطاع الصناعة والنمو الاقتصادي. لذلك رأت الأمم المتحدة أنّه لا يمكن تحقيق هذا الهدف دون توفير الموارد بغير قيود في المدن النامية بصورة خاصة.
يتضمن الهدف التاسع العديدَ من التوصيات المرتبطة بالركائز الثلاث للتنمية المستدامة وهي: البيئة، والتنمية الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية. وتكون متصلة مع باقي الأهداف مثل الهدف الثالث الذي ينص على "ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية و برفاهية في جميع الأعمار"، والهدف السادس وهو "المياه النظيفة والتعقيم"، والسابع "الطاقة النظيفة وميسورة الكلفة".
أدتِ الحرب التي واجهت سوريا إلى خلخلة البنية التحتية وخروج كثير من محطات الكهرباء والمياه عن الخدمة، إضافةً إلى تراجع سلبي في المدارس والرعاية الصحية والصرف الصحي وخلل في قطاع الصناعة.
قد أشارت التقديرات إلى تضرّر أكثر من 50% من البنية التحتية.³ ما أدى إلى تحرّك دولي وجهود حثيثة لتدارك الوضع، وسعتِ المنظمات العالميّة إلى إصلاح البنى التحتية. ومن الأمثلة عن بعض هذه المنظمات ونشاطاتها في تحسين الصناعة والابتكار:
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو شبكة الأمم المتحدة المعنية بالتنمية العالمية، وهو منظمة تدعو إلى التغيير وربط البلدان بالمعارف والخبرات والموارد بهدف مساعدة الشعوب على بناء حياة أفضل.
يهدف البرنامج إلى المساعدة في استقرار المجتمعات، وتوفير الخدمات الأساسية للحفاظ على الحياة الجيدة والبنية التحتية السليمة وتطويرالصناعة والابتكار. وذلك من خلال المساهمة في الوصول لأهداف التنمية المستدامة (3-6-7-9) التي تتحقق عن طريق تقديم خدمات عديدة. مثل:
يُعدّ قطاع الصناعة في سوريا من القطاعات الهامة التي تساهم في زيادة الناتج المحلي. وتعمل الدولة على دعمه بما توفره من خدمات للقطاعَين العامّ والخاصّ من خلال الوزارات، وما تقدمه من تسهيلات لدعم البنية التحتية ووسائل الطاقة والتكنولوجيا.
اقرأ أيضاً:
المصادر