باتت قضية الحد من أوجه عدم المساواة ضرورةً ملحةً في جميع بلدان العالم لسد الفجوة السائدة بين أفراد المجتمع. إضافةً إلى تمكين فئة الأقلية بهدف الاستفادة من طاقتها، وبالتالي نحصل على مجتمع متكافل يحترم الجميع ويضمن حقوقهم الإنسانية. تكمن الأهمية الجوهرية في تقليل فرص حدوث النزاعات داخل المجتمعات، ما يؤدي إلى ترسيخ السلام والاستقرار بين الشعوب.
تُعدّ ظاهرة عدم المساواة ظاهرة في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء، وأوجه هذه الظاهرة عديدة. إذ تتمثل بما يلي: الفوارق في الدخل، والموقع الجغرافي، والجنس، والعمر، والعرق. إضافةً إلى القصور الجسدي والنفسي، أو حتى الميل الجنسي والمعتقد الديني.
حسب منظمة الأمم المتحدة، يعيش نحو 70% من السكان في بلدان متفاوتة الدخل إلى حدٍّ كبير في الوقت الحالي. ما يزيد من فجوة عدم المساواة بين الشعوب!¹ وخلال العقود الثلاثة الماضية؛ نجا أكثر من مليار شخص من الفقر المدقع. ومن ناحية أخرى، هناك النصف الأفقر من السكان ممن لم يتغير دخلهم خلال هذه الفترة. ذلك ورغم أنّ الناتج الاقتصادي العالمي تضاعف ثلاث مرات منذ 1990!².
يساعد الحد من عدم المساواة على ترسيخ العدالة بين الأفراد وحمايتهم من الظلم. فعند اختيار الأشخاص المناسبين للعمل على أساس الخبرات التي يملكونها -بصرف النظر عن الاختلافات الجسدية والجنسيَّة- ستتشكل بيئة عادلة لجميع الأفراد. الأمر الذي يمكِّنهم من توجيه خبراتهم في المجال الصحيح الذي يخدم مصلحة الجميع.
يساعد هذا الإجراء البسيط في بناء مجتمعٍ جديد تنتهي فيه أشكال انعدام الأمن والأمان، وتنتفي فيه الأسباب التي تُشعل النزاعات. وكما أنه يزيد فرص اكتساب المهارات ما يسهّل الوصول إلى الازدهار الاقتصادي والاجتماعي، ويقلل من عدم المساواة بين الأفراد.
علاوةً على ذلك، ستتوقف أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، وزرع السلام والرحمة والتفاهم بين الأفراد. هذه الأسباب جميعها تؤدي إلى الارتقاء بالمجتمع ما يزيدُ من متوسط الأعمار المقدرة وجودة الحياة.
بعد معاناة دامت أكثر من عشر سنوات من نقص الموارد وتدني الاقتصاد؛ تدهورت القدرة على تحقيق المساواة في مختلف المجالات. وزاد هذا الأمر من التمييز بين الجنسين، إضافةً إلى مساهمته في ترسيخ الفجوات والفوارق بين الأفراد.
أهم أوجه عدم المساواة الظاهرة بوضوح في المجتمع السوري هي:
إنً الإنسان الفاقد لإحدى حواسه، أو من يعاني قصورٍ جسدي ما، لا يقلُّ أهمية عن الإنسان كامل الحواس. إذ إنّ أهمّ ما يميزنا بكوننا بشراً هو إنسانيتنا وعقولنا ومهاراتنا، وأساس تقدم أيّ مجتمع يبدأ بالعدل وضمان الحقوق الإنسانية. لذلك علينا أن نبدأ بأنفسنا نحن الأفراد، وأن نتقبل الآخرين ونحترمهم بغض النظر عن الاختلافات الجسدية، والعرقية، والثقافية، وأن نتعامل برحمةٍ وتسامحٍ مع جميع إخوتنا في الإنسانية.
اقرأ أيضاً:
المصادر