ما الذي يدفع مجموعات من البشر إلى الاجتماع معاً في المدرجات وأمام الشاشات؛ لمشاهدة مباراة تجري بين فريقين لا يوجد أي رابط بينهم إلا كونهم يتنافسون على لقب معنوي أكثر ممّا هو مادي؟
ما الذي يدفع الكثير من الناس إلى قضاء ساعات أسبوعياً في ممارسة رياضة ما؟
ما الفوائد التي يجنونها من ممارسة الرياضة وكيف تطوّرت لتصبح بهذا الشكل؟
تاريخ الرياضة عبر العصور
يعود تاريخ الرياضة الموثوق إلى ما لا يقلّ عن 3000 عاماً. في بداياتها، غالباً ما تضمّنت الرياضة التحضُّر للحرب أو التدرّب على الصيد، وهو ما يفسّر سبب احتواء العديد من الألعاب المبكّرة على رمي الرماح، والأوتاد، والحجارة، والتنافس واحداً لواحدٍ مع الخصوم.
وللاحتفال بكلّ ما تقدّمه الرياضة، وما تمثّله من قيم إنسانية مختلفة -أهمّها الانتماء إلى الفريق تلك الصفة المهمّة التي ساهمت في تطوّر المجتمعات البشريّة، إضافةً إلى الروح الرياضية والمنافسة الشريفة والرغبة في التطوّر على الصعيد الشخصي- اختارت الأمم المتحدة يوم 6 نيسان من كلّ عام للاحتفال بالرياضة وأهميتها وتشجيع الجميع على الاستفادة منها.
ونظراً لتأثيرها على آراء الناس لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع، فلا يمكن إنكار أن للرياضة تأثير كبير على مشجعيها. وبالإضافة إلى تأثير الرياضة على المجتمع بشكل عام، فإنها تحمل تأثيراً إيجابياً يشعر به كل من يمارسها بشكل مستمر.
فوائد الرياضة
- من الناحية الجسدية:
-التقليل من خطورة الإصابة بأمراض القلب.
-المساعدة على ضبط الوزن.
-خفض كوليسترول الدمّ.
-مساعدة الجسم على التحكم بمستويات السكر، والأنسولين في الدم.
-التقليل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات.
-المساعدة على الإقلاع عن التدخين والتخلص من الإدمان.
- من الناحية العقلية والنفسية:
أظهرت الكثير من الدراسات أن التمرّن يومياً لمدة 20 إلى 30 دقيقة يقلّل من التوتّر ويخفّف حالات الاكتئاب، إذ أنّ التمرين يساعد على تخفيف الأفكار السلبية والهموم اليومية، ويحسّن من جودة النوم.
وتعود هذه الفوائد إلى انخفاض نسب الهرمونات المسؤولة عن التوتر مثل الكورتيزول في الدماغ، وارتفاع نسب الهرمونات المسؤولة عن تحسين المزاج مثل الإندورفين.
إضافةً إلى الفوائد السابقة ذكرها، يوجد فوائد إضافية لممارسة الرياضة تتجلى لدى جميع الفئات العمرية:
- فعند الأطفال الذين هم بطور النمو، تؤمّن الرياضة أفضل نموّ للعظام والعضلات والأربطة والأوتار، وتحدّ من خطر الإصابة بالسمنة.
وزيادة على ذلك فتأثير الرياضة واضح على الناحية النفسية والاجتماعية للأطفال، فهي تساعدهم على بناء مهارات اجتماعية وقيادية وتطوّر ثقتهم بأنفسهم. - كذلك في مرحلة المراهقة والبلوغ وحتى المهولة، فالجسم البشري يحتاج للرياضة للحفاظ على سلامة أعضائه وصحة عضلاته.
وبعد كلّ الفوائد المذكورة ليس من المفاجئ اعتبار الرياضة حقّ من حقوق الإنسان لا مجرّد ترف أو رفاهية.
الآثار السلبية للرياضة
ومن أبرزها الإصابات الناجمة عن بعض الرياضات الخطرة، والضغط الناتج عن محاولة الوصول إلى الجسم المثالي الذي قد يؤدي إلى الاكتئاب واضطرابات الشهية. كما أن ارتفاع أسعار الملابس والمعدات الرياضية واشتراكات الأندية، كمحاولة لتحقيق الصورة المثالية التي يفرضها الإعلام، حوّل الرياضة من نشاط حق وطبيعي إلى نوع من التجارة.
وهذه الصورة الشائعة للجسم الرياضي هي صورة غير ثابتة ومتغيّرة من فترة إلى أخرى؛ بهدف الحصول على أدوات وموارد جديدة يستفيد منها التاجر، كما أنها تتطلّب الكثير من الموارد المادية والجهد النفسي والجسدي للوصول إليها؛ مما أدى إلى ارتباط الرياضة بشعور من الخيبة والإحباط، بدلاً من أن تكون مصدراً للسعادة والثقة.
لكن مع كل هذا التطورات التي أدت إلى تغيير شكل الحياة، ظهرت الكثير من الحلول التي تساعد على إعادة الاتصال مع طبيعتنا الإنسانية مرةً أخرى، تجلّت ببعض الطرق البسيطة لممارسة الرياضة، فكثرت الطرق المتاحة لممارسة الرياضة بشكل مجاني ومتاح للجميع من أجل الحفاظ على صحّتنا الجسدية والنفسية.
ومن هذه الحلول استخدام تطبيقات الرياضة المتوفرة على الانترنت مجاناً، ومنها تطبيق Fit on الذي يحتوي على عدد كبير جداً من التمارين الرياضية المسجلة لمدربين موثوقين بمجالات مختلفة، منها:
- الكارديو
-تمارين القوة
-اليوغا
-تمارين التأمل
متوفرة بأوقات مختلفة ودرجات مختلفة لتناسب جميع المستويات. مع تحديد هدف أسبوعي لتحفيز الأعضاء على متابعة التمارين. يمكن أيضًا مشاركة الإنجازات مع الأصدقاء للتشجيع.
وعلينا ألا ننسى أن الهدف الأساسي من الرياضة هو تحسين اللياقة، وليس الوصول إلى الصورة التجارية للأجسام الرياضية، فلكل جسم طبيعة مختلفة.
كما يركّز المدرّبون دائماً على أهمية تقبّل الجسد بكلّ أشكاله، وأهمية الرياضة بغض النظر عن الشكل الخارجي الذي يعتبر أمر شخصي يخصّ كلّ فرد.
وفي هذا اليوم لا يوجد أفضل من البدء بممارسة الرياضة مهما كان نوعها احتفالاً بأنفسنا، ورغبةً منا في المحافظة على صحتنا الجسدية والنفسية دون أية ضغوط اجتماعية.
إذن ما نوع الرياضة التي تفضلها؟ وكم ساعة تخصصها للرياضة بشكل يومي وأسبوعي؟
المصادر
- Webmd
- Med-Line Plus
- National Day Calendar
- Thoughco
- Better Health