متلازمة النوم القهري
متلازمة النوم القهري
متلازمة النوم القهري، عندما يكون النوم نقمة.
تخيل أن تصحو وتجد نفسك نائماً في المدرسة أو العمل أو حتى أثناء قيادتك للسيارة، بالرغم من أنك تنام لساعاتٍ كافيةٍ في الليل، وتحظى بساعة القيلولة خلال النهار. ويتجدد الأمر عندما تصحو فتشعر بالنعاس الشديد، وعدم القدرة على مقاومة رغبتك بالنوم. بهذه الحالة أنت غالباً تعاني من متلازمة النوم القهري.
ما هي متلازمة النوم القهري؟
متلازمة النوم القهري هي اضطرابٌ دماغيٌّ نادرٌ ومزمنٌ. يتسم بالنعاس المفرط أثناء النهار وفي الأماكن غير المناسبة للنوم؛ كالعمل أو القيادة. وذلك على الرغم من النوم لساعاتٍ كافيةٍ خلال الليل.¹
متى تظهر الأعراض؟
النوم القهري مرض يصيب جميع الأعمار من كلا الجنسين ولاسيما الشباب بين سن ال15 و25 عام. عادةً ما تبدأ أعراضُه في سنوات المراهقة المبكرة. ويختلف انتشاره بين المناطق الجغرافية، إذ يؤثر غالباً على اليابانيين، كما ينتشر بنسب قليلة في الولايات المتحدة وأوروبا بنسبة تبلغ 1 من بين 2000 شخص.²
ما سبب متلازمة النوم القهري؟
لم يتم تحديد الأسباب المسؤولة عنه بدقة حتى اليوم، لكن هناك عدة عوامل لظهوره. منها:
- فقدان انتقائي للخلايا العصبية التي تحتوي الناقل العصبي الأوركسين [الهيبوكريتين] في منطقة تحت المهاد الجانبية ويعزى لسبب مناعي. إذ أنّ الأوريكسين ناقل عصبي ينظم النوم وتوازن الجسم، بالإضافة إلى العواطف والسلوك. كما يعدّ منشّطاً لهرمون السيروتونين والدوبامين. عند فقدان هذا الناقل يحدث خلل في تنظيم النوم والاستيقاظ ويصاب الشخص بالنعاس والخدار.⁴
- التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء البلوغ أو عند انقطاع الطمث أو بسبب الضغوط النفسية.¹
- حدوث إصابات في الرأس أو بسبب السكتة الدماغية.¹
أعراض متلازمة النوم القهري
- الشلل المفاجئ أثناء اليقظة، ويحدث فيه ضعف أو شلل مفاجئ في عضلات الجسم مثل العنق أو الفك السفلي.
هذه الأسباب تجعل الكلام غير واضح وقد تسبب سقوط المريض على الأرض، فيظهر كأنه مغمى عليه. لكنه في الحقيقة يكون بكامل وعيه، ويطلق على هذه الحالة اسم "الجمدة". ويمكن أن يتمّ تحريض شلل عضلي مفاجئ بسبب مشاعر قوية إيجابية، مثل الضحك أو مقابلة صديق غير متوقع أو بسبب مشاعر سلبيه مثل الغضب. - شلل النوم، يتسم بعدم القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه عند بداية النوم أو الاستيقاظ.¹
- اضطراب نوم حركة العين السريعة. وهو اضطراب تترافق فيه الأحلام غير السارة بحركات لاإرادية، مثل الأصوات الصاخبة وحركات عنيفة للذراعين والساقين.⁴
- عند الأطفال قد يترافق بزيادة مفاجئة في الوزن تتراوح بين 5 و15 كيلوغرام في غضون بضعة أشهر فقط.²
كما يشعر المصابون بالراحة عند الاستيقاظ أو عند القيلولة، ولكن بعد مرور ساعات، يبدأ الشعور بالنعاس، مثل شعور الشخص السليم إذا بقي مستيقظاً طول الليل.
ما هو العلاج الدوائي وغير الدوائي؟
حتى الآن لا يوجد علاج نهائي للنوم القهري، وطرق العلاج المتوفرة حالياً ليست فعالة تماماً لجميع الأعراض. كما يبدأ عادةً العلاج الطبيعي عندما يكون عمر المريض بين ال10 و20 عام. أما دوائياً، فلم توافق وكالة الطب الأوروبية ولا منظمة FDA على عدد كبير من الأدوية المستخدمة لعلاج هذه المتلازمة. ويقتصر تطبيق هذه الأدوية على توصيات الخبراء. ومن هذه الأدوية نذكر: مودافينيل - Modafinil. أرمودافينيل - Armodafinil. بيتوليستان - Pitolistan.
العلاج غير الدوائي: تلعب العلاجات السلوكية دوراً مهماً في إدارة المرض والسيطرة عليه. كما أنّ الدعم العاطفي له دور مهم في تحسين حالة المريض.³
إذا كانت أعراض النوم القهري تظهر لديك أو لاحظتها لدى أحد معارفك لا تتردد بتوعيتهم بضرورة زيارة الطبيب المختص. وإذا لاحظت أنّ أحد أقربائك مصابٌ به، لا تتوانى عن تقديم الدعم النفسي والعاطفي له، إذ يمكن أن تكون سبباً في تحسين حالته.
اقرأ أيضاً:
المصادر
[1] MOH
[2] Pubmed
[3] Springer
[4] Statpearls
متلازمة النوم القهري قراءة المزيد »