يوم الصحة العالميّ
يوم الصحة العالميّ
«عندما تكون في السجن تكون لك أمنية: الحريّة، وعندما تمرض في السجن لا تفكّر بالحرية، وإنّما بالصحّة، الصحّة إذاً تسبق الحريّة.»
-علي عزّت بيجوفيتش.
وذلك ما تجلّى لنا في أقوى صوره خلال السّنتين الماضيتين، عندما عانى العالم بأسره من جائحة صحيّة أثّرت على جميع مجالات الحياة، ولم تكن هذه هي المرة الأولى الّتي تواجه فيها الصحّة العالميّة أخطاراً شديدةً، لذا لم يكن عبثاً اعتبار (الصحّة الجيّدة والرفاه) الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة.
ما هو اليوم العالميّ للصحّة
كي نتعرف أكثر على اليوم العالميّ للصحة، سنبدأ بالتعريف عن منظّمة الصحّة العالمية (WHO)، التي تتبع لمنظّمة الأمم المتحدّة، وتهتم بأمور الصحّة والوقاية من الأمراض. تأسّست منظّمة الصحّة العالميّة في السابع من شهر أبريل من عام 1948، ومقرّها في جنيف (سويسرا)، وتهدف بشكلٍ أساسيٍّ إلى توفير أفضل الإمكانيّات الصحيّة لجميع الشّعوب، وبفرص متكافئة.
وانطلاقاً من أهميّة الصحّة، اُختير ميلاد هذه المنظّمة يوماً للاحتفال بالصحّة العالميّة. وبذلك تحتفل مختلف الشعوب في جميع أنحاء العالم بيوم الصحّة العالميّ بحملات كبيرة وبطرق مختلفة، إلا أن جميعها تصبّ في هدفٍ واحدٍ؛ ألا وهو نشر الوعي حول القضايا الصحية، والمطالبة بحق الرعاية الصحيّة.
أهداف منظّمة الصحّة العالميّة من يوم الصحّة العالميّ
سعت هذه المنظمة من خلال يوم الصحّة العالميّ لنشر الوعي حول مواضيع صحيّة عديدة والتركيز على مجالٍ محدّدٍ يثير القلق حول الصّحّة العامّة كلّ عام، وعلى مدى السّنوات الخمسين الماضية ألقت المنظّمة الضوء على الكثير من المواضيع المصيريّة في مجال الصحّة.
ومثّلت هذه المواضيع الحدَّ الفارق بين المجتمع السّليم والمجتمع الضعيف الّذي يعاني، إذ تنادي المنظّمة قادة الدّول للعمل معاً لمواجهة الأخطار الصحيّة التي تهدد مجتمعاتهم، وتحقيق العدالة والمساواة في الرّعاية الصحيّة بين جميع أفراد المجتمع وكلا الجنسين، من أضعفهم لأكثرهم قوّةً.
كما تنادي للتصدّي للإجحاف الذي تتعرّض له الطبقات الضعيفة في المجتمع، والعمل على جمع البيانات التي يمكن الاعتماد عليها في خلق قاعدة بيانات صحيّة شاملة، تمثّل خطوةً في سبيل النهوض بمستوى الرعاية الصحيّة داخل المجتمع الواحد، وخلق نوع من التعاون الدوليّ بحيث يتجاوز العمل الحدود الوطنيّة.
إنجازات منظمة الصحة العالمية
لو نظرنا حولنا لوجدنا الكثير من قضايا الصّحّة الخطيرة والمتنوّعة التي تحيط بحياة الكثير من الأشخاص، لذا تستغلّ منظّمة الصحّة العالميّة اليوم العالميّ للصحّة في كل عام لخدمة قضيّة خطيرة من هذه القضايا، ونشر الوعي حولها، وتسليط الضّوء على أخطارها.
وقد نوقشت العديد من المواضيع في يوم الصحّة العالميّ على مدى السنين الماضية، نذكر منها: السكّري وشلل الأطفال، ومواضيع أكبر، مثل السلامة الطرقيّة، وتأثير المناخ على صحة الإنسان. وآخرها كان قضيّة عام 2021، فكانت إقامة عالم يتمتّع بقدر أكبر من العدالة والصّحّة، فقد شهدنا أشكالاً متنوّعة من الظلم في ظلّ جائحة COVID-19 وتفاوتاً في مستوى الخدمات الصحيّة بين أفراد المجتمع نفسه، وبين أفراد الدّول المختلفة، بالرغم من أنّ الجائحة ألحقت الأضرار بجميع المجتمعات، لكنّ المجتمعات المحليّة التي تعاني مسبقاً من ضعف الخدمات الصحيّة وتدنّي مستوى معيشة أفرادها كانت المتضرر الأكبر.
أما في عام 2022 فستكون القضية بعنوان "كوكبنا،صحتنا"، إذ ستقوم منظّمة الصحة العالمية بتركيز اهتمام العالم على الإجراءات العاجلة اللازم اتخاذها لصون صحّة البشر والكوكب وتعزيز العمل من أجل إقامة مجتمعات تركّز على الرفاه.
كيف تساهم بدورك في اليوم العالميّ للصّحّة؟
أدركنا جميعاً أهميّة الصحّة خلال جائحة COVID-19 التي مثّلت التّهديد الأكبر للصحّة العالميّة في الفترة الحاليّة، لذلك يقع على عاتقنا كأفراد من هذا العالم أن نقدّم كلّ ما نستطيع لتحسين الظّروف والأوضاع ضمن هذا المجتمع، ولنساعد غيرنا على تحسين ظروفهم.
وبالتالي علينا أن نبدأ من أنفسنا أوّلاً، فنضمن امتلاكنا للصحّة الجسديّة والنفسيّة والاجتماعيّة، من خلال عيش حياة صحيّة عن طريق ممارسة الرياضة، وتناول الغذاء الصحيّ المتوازن. ثمّ نتوجّه لمساعدة الغير من خلال التّبرع بالدم، أو تخصيص القليل من الوقت للتطوع في الجمعيّات المحلّية، والمنظّمات الدوليّة. أو من خلال المشاركة في الفعاليّات التي تخدم قضايا معيّنة مثل الفعاليات التي تقام في شهر التوعية بسرطان الثّدي، أو التّبرّع بالأموال في الجمعيّات الخيريّة، الّتي تسعى لتقديم الرّعاية الصحية لأفراد غير قادرين على الحصول على الرّعاية التي يحتاجونها.
في الختام، تُعرّف منظّمة الصحّة العالميّة الصحّة بأنّها «حالة من اكتمال السّلامة البدنيّة والعقليّة والاجتماعيّة وليس مجرّد غياب أو انعدام للمرض والعجز.»
ونحن في مبادرة Uplifting Syrian Woman نهتم بالصّحّة العقليّة والاجتماعيّة للنساء السوريات، ونسعى لتحسينها وتقديم الدعم لمن تحتاجه، كما نسعى من خلال الإمكانيّات المتوفّرة لدينا، لتأمين الدعم النفسي للنساء اللواتي تحتجنه، والتأكيد على أهمية الصحّة النفسية.
اقرأ أيضاً:
المصادر
يوم الصحة العالميّ قراءة المزيد »