التّنمر
التّنمر
يتعرّض الكثير من الأشخاص -من مختلف الفئات العمريّة- للتنمر بشكلٍ يوميّ. قد يكون من شخص غريب والأصعب أن يكون من شخص قريب من أفراد العائلة أو الأصدقاء. فيبقى أثر تلك الكلمات وصداها في ذاكرتهم وينعكس على سلوكهم. ”يمكن أن ينسى الآخرون ما قلت وما فعلت، ولكن لن ينسوا أبداً ما جعلتهم يشعرون به.“ هذه كلمات من شخصٍ تعرّض للتنمر. وإن توقفنا لثانية واحدة سيخطر في بالنا على الأقل شخص واحد نعرفه قد تعرّض إلى شكل من أشكال التنمر. في هذا المقال سنتعرف إلى ظاهرة التنمر ومجالاتها وآثارها وأشكالها.
ما هي ظاهرة التنمر؟
تعدّ ظاهرة التنمر مشكلةً اجتماعيّةً يواجهها العديد من الأفراد حول العالم. ويتمّ تعريفها على أنّها سلوك عدواني يتمثل في استخدام العنف اللفظيّ أو الجسديّ أو الانتهاكات النفسيّة لإيذاء شخص آخر بشكلٍ متكرر.² يؤثر التنمر في الصحة النفسيّة للمُتنمَّر عليهم وفي بعض الأحيان الصحة الجسديّة بل قد يصل حتى التأثير على سلامتهم. كما يؤثر في علاقاتهم الاجتماعيّة والعاطفيّة.²
ما مجالات التنمر؟
تنتشر ظاهرة التنمر في مختلف المجالات، بدءاً من المدارس وصولاً إلى أماكن العمل ووسائل التواصل الاجتماعي. وبالرغم من أنّ التنمر قد يحصل في كل الفئات العمريّة، إلَّا أنّه أكثر شيوعاً بين الأطفال والمراهقين بشكلٍ خاصّ. ذلك أنّ الأطفال والمراهقين يحاولون بجهد كبير أن يثبتوا شخصياتهم بمختلف الطرق المتاحة. والتي قد يكون منها للأسف نبذ وكره كلّ اختلاف عنهم والتنمر عليه.²
ما هي أشكال التنمر؟
من أكثر الأشكال شيوعاً: الشتم، والتهديد، والتهكم، والتجاهل، والأذى الجسديّ. كما قد يتمّ تنفيذ التنمر بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، وقد يكون مرئيّاً أمام الآخرين أو خفيّاً عن أنظارهم.²
ما هي آثاره؟
يعاني الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر من آثار سلبيّة على مستوى الصحة النفسيّة والعاطفيّة. بدءاً من انخفاض في مستوى الثقة بالنفس، والرغبة بالانعزال وحتى الشعور بالاكتئاب والقلق الذي قد يصل بهم إلى التفكير بالانتحار. كما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في التعلّم والتركيز والتحصيل الدراسيّ. وقد يكون التنمر مؤثراً في المتنمَّر عليه بشكلٍ فوريّ، أو يستمر تأثيره لمدّة طويلة بعد انتهاء الحادثة.³
كيف يتم الحد من هذه الظاهرة؟
تعدّ ظاهرة التنمر مسألة جديّةً تستدعي تدخلاً صارماً من المجتمع. فيجب على المدارس والأهل والمجتمعات الإنسانية ووسائل الإعلام أن يعملوا معاً لمكافحته وتوعية الناس بأضراره وكيفية التصرّف للحدّ من آثاره.¹
ونذكر من الأمور التي يمكن تطبيقها:
- تبني المدرسة لسياسات حازمة ضدّ التنمر، وتوفير بيئة آمنة للطلاب. فيمكن للطفل أو المراهق في المدرسة أن يبوح بما حصل معه للمشرف الاجتماعي، فتتمّ معالجة الأمر بسريّة حتى لا يتسبب الموقف بإحراج من تعرّض للتنمر أكثر.¹
- اشتمال النظام التعليمي دروساً إرشاديّة في هذا المجال.¹
- دعم الأهل لأطفالهم وغمرهم بالحب والحنان لترسيخ فكرة أنّهم مقبولون ومحبوبون وبالتالي زرع الثقة بالنفس وتعزيز النقاط الإيجابيّة لديهم.
- تشجيع الأهل لأطفالهم على مشاركة تجاربهم والبحث عن المساعدة عند الحاجة مع أشخاص موثوقين في المدرسة والمنزل.²
- زرع الأهل في عقول أطفالهم أفكاراً إيجابيّة حول تقبل الآخرين بكلّ اختلافاتهم، وتقديم الدعم إن استطاعوا.²
- توفير المجتمع للموارد اللّازمة للأفراد الذين تعرضوا للتنمر، بما في ذلك الاستشارة النفسيّة والدعم العاطفيّ. وأن تكون هذه الموارد متاحة لكلّ فئات المجتمع.
- توفير الجمعيات والمنظمات غير الحكوميّة الدعم النفسيّ والتوعية والتأهيل للأفراد المتضررين من التنمر.
باختصار، يجب على المجتمع بأسره أن يعمل يداً بيد لمكافحة ظاهرة التنمر. سواء عن طريق توعية الناس بأضراره، وكيفية التصرف في حال مواجهته، أو توفير الموارد اللازمة لمساعدة الأفراد المتعرضين للتنمر. فبالجهود المشتركة، يمكن بناء مجتمع أكثر احتراماً وتسامحاً وتعاوناً.
اقرأ أيضاً:
المصادر
[1] StopBullying
[2] PsychologyToday
[3] VeryWellFamily