Uplifting Syrian Women

قضايا احتماعية إنسانية

التّنمر

التّنمر

يتعرّض الكثير من الأشخاص -من مختلف الفئات العمريّة- للتنمر بشكلٍ يوميّ. قد يكون من شخص غريب والأصعب أن يكون من شخص قريب من أفراد العائلة أو الأصدقاء. فيبقى أثر تلك الكلمات وصداها في ذاكرتهم وينعكس على سلوكهم. ”يمكن أن ينسى الآخرون ما قلت وما فعلت، ولكن لن ينسوا أبداً ما جعلتهم يشعرون به.“ هذه كلمات من شخصٍ تعرّض للتنمر. وإن توقفنا لثانية واحدة سيخطر في بالنا على الأقل شخص واحد نعرفه قد تعرّض إلى شكل من أشكال التنمر. في هذا المقال سنتعرف إلى ظاهرة التنمر ومجالاتها وآثارها وأشكالها.

ما هي ظاهرة التنمر؟ 

تعدّ ظاهرة التنمر مشكلةً اجتماعيّةً يواجهها العديد من الأفراد حول العالم. ويتمّ تعريفها على أنّها سلوك عدواني يتمثل في استخدام العنف اللفظيّ أو الجسديّ أو الانتهاكات النفسيّة لإيذاء شخص آخر بشكلٍ متكرر.² يؤثر التنمر في الصحة النفسيّة للمُتنمَّر عليهم وفي بعض الأحيان الصحة الجسديّة بل قد يصل حتى التأثير على سلامتهم. كما يؤثر في علاقاتهم الاجتماعيّة والعاطفيّة.²

ما مجالات التنمر؟ 

تنتشر ظاهرة التنمر في مختلف المجالات، بدءاً من المدارس وصولاً إلى أماكن العمل ووسائل التواصل الاجتماعي. وبالرغم من أنّ التنمر قد يحصل في كل الفئات العمريّة، إلَّا أنّه أكثر شيوعاً بين الأطفال والمراهقين بشكلٍ خاصّ. ذلك أنّ الأطفال والمراهقين يحاولون بجهد كبير أن يثبتوا شخصياتهم بمختلف الطرق المتاحة. والتي قد يكون منها للأسف نبذ وكره كلّ اختلاف عنهم والتنمر عليه.²

ما هي أشكال التنمر؟ 

من أكثر الأشكال شيوعاً: الشتم، والتهديد، والتهكم، والتجاهل، والأذى الجسديّ. كما قد يتمّ تنفيذ التنمر بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، وقد يكون مرئيّاً أمام الآخرين أو خفيّاً عن أنظارهم.²

ما هي آثاره؟

يعاني الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر من آثار سلبيّة على مستوى الصحة النفسيّة والعاطفيّة. بدءاً من انخفاض في مستوى الثقة بالنفس، والرغبة بالانعزال وحتى الشعور بالاكتئاب والقلق الذي قد يصل بهم إلى التفكير بالانتحار. كما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في التعلّم والتركيز والتحصيل الدراسيّ. وقد يكون التنمر مؤثراً في المتنمَّر عليه بشكلٍ فوريّ، أو يستمر تأثيره لمدّة طويلة بعد انتهاء الحادثة.³

كيف يتم الحد من هذه الظاهرة؟

تعدّ ظاهرة التنمر مسألة جديّةً تستدعي تدخلاً صارماً من المجتمع. فيجب على المدارس والأهل والمجتمعات الإنسانية ووسائل الإعلام أن يعملوا معاً لمكافحته وتوعية الناس بأضراره وكيفية التصرّف للحدّ من آثاره.¹

ونذكر من الأمور التي يمكن تطبيقها:

  1. تبني المدرسة لسياسات حازمة ضدّ التنمر، وتوفير بيئة آمنة للطلاب. فيمكن للطفل أو المراهق في المدرسة أن يبوح بما حصل معه للمشرف الاجتماعي، فتتمّ معالجة الأمر بسريّة حتى لا يتسبب الموقف بإحراج من تعرّض للتنمر أكثر.¹
  2. اشتمال النظام التعليمي دروساً إرشاديّة في هذا المجال.¹
  3. دعم الأهل لأطفالهم وغمرهم بالحب والحنان لترسيخ فكرة أنّهم مقبولون ومحبوبون وبالتالي زرع الثقة بالنفس وتعزيز النقاط الإيجابيّة لديهم.
  4. تشجيع الأهل لأطفالهم على مشاركة تجاربهم والبحث عن المساعدة عند الحاجة مع أشخاص موثوقين في المدرسة والمنزل.²
  5. زرع الأهل في عقول أطفالهم أفكاراً إيجابيّة حول تقبل الآخرين بكلّ اختلافاتهم، وتقديم الدعم إن استطاعوا.²
  6. توفير المجتمع للموارد اللّازمة للأفراد الذين تعرضوا للتنمر، بما في ذلك الاستشارة النفسيّة والدعم العاطفيّ. وأن تكون هذه الموارد متاحة لكلّ فئات المجتمع.
  7. توفير الجمعيات والمنظمات غير الحكوميّة الدعم النفسيّ والتوعية والتأهيل للأفراد المتضررين من التنمر.

باختصار، يجب على المجتمع بأسره أن يعمل يداً بيد لمكافحة ظاهرة التنمر. سواء عن طريق توعية الناس بأضراره، وكيفية التصرف في حال مواجهته، أو توفير الموارد اللازمة لمساعدة الأفراد المتعرضين للتنمر. فبالجهود المشتركة، يمكن بناء مجتمع أكثر احتراماً وتسامحاً وتعاوناً.

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] StopBullying

[2] PsychologyToday

[3] VeryWellFamily

التّنمر قراءة المزيد »

Resorting to Fortune-telling, Witchcraft, and Clairvoyants

اللجوء للتبصير والسحر والعرافين

Resorting to Fortune-telling, Witchcraft, and Clairvoyants

اللجوء للتبصير والسحر والعرافين

يمكن اختصار ضرورة الابتعاد عن التبصير والسحر في هذه الجملة "كذب المنجمون ولو صدقوا".

توقّع ومعرفة ما يُخبّئه لنا المستقبل كان ولا يزال مِن أكثر الفكر إغراءً للنَّفس البشريَّة. ونتيجةً لذلك رافق التبصير والسِّحر حضاراتٍ عديدةً وكان كلامُ العرّافين والعرّافاتِ يُؤخذُ فيه فِي معظم القرارات. حتَّى تِلكَ المرتبطة بتحديد المصير، وبقي هذا الأمر ضمن حَيِّز الاهتمام حتى وقتنا الحالي.

أصل التبصير والسحر 

يُعرَّفُ التبصير أو "التَّنجيم" بأنَّه فضولٌ ورغبةٌ فطريّةٌ لدى الإنسان، نتيجةَ شعورِ الفرد بالفضول تجاه المستقبل. نشأ التَّنجيم بسببِ ما يمنحهُ من شعورٍ بالأمان وقدرةٍ على تقليل الخوف من المجهول بشكلٍ أو بآخرٍ، ولو كان ذلك يُعدُّ أمراً مؤقّتاً أو مخادعاً.

فكرةُ رؤية المستقبل في فنجان القهوة، ومعرفة مقدار التَّوافق مع شخصٍ ما من ترتيب حروف اسمه، أو معرفة صفاتنا وصفات الآخرين من معرفتنا لتاريخ ميلادهم فقط قد تبدو فكرةً ساحرةً ومُمتِعَةً.

التبصير والسحر والعرافة قديماً

تمَّ الاعتماد على التبصير من قبل شعوبٍ عديدةٍ في تحديد أمورٍ هامَّةٍ، منها: موعدُ فيضان نهرٍ، وموعد جفافه، وثورانُ البراكين. بالإضافة إلى مدى جودةِ المحاصيل الزِّراعيَّة، والشِّفاء من الأمراض التي كانوا يعتقدون أنَّها من عملِ أرواحٍ شريرةٍ تَدخُلُ جسدَ الإنسان، ووسيلةً من أجل إقامة طقوس مخاطبةِ الإله وعبادته.¹

انتشار التبصير والسِّحر في عصرنا الحاليّ

تنتشر ظاهرة التبصير والسِّحر في عصرنا الحالي بشكلٍ كبيرٍ جدّاً، مع إحاطتها بنوعٍ من القُدسيَّة والسِّريَّةِ. وإن اختلفت التَّسميات والأساليب. فبات سماع فقرة الأبراج الصَّباحيَّةِ ومعرفة ما ستكشفه وتتنبأ به من أحداثٍ عادةً صباحيَّةً يوميَّةً وضروريَّةً عند البعض قبل القيام بأيِّ عملٍ. حتى المواضيع الحياتيَّة والمصيريَّة كاختيار شريكِ الحياة، باتت أموراً مرهونةً بمدى توافق أبراج الطَّرفين ووجهةِ نظر المنجمين في الأمر.

ومن المَلْحُوظِ بشكلٍ كبيرٍ مبالغةُ دعوةِ القنواتِ التِّلفزيونيَّة للمنجّمين والعرّافين واللقاء بهم في أغلب المناسبات الاجتماعيَّة. وذلك لأخذ مشورتهم وتنبؤاتهم في القضايا المصيريّة. ولا يتوقف الأمر هنا فمواقع التَّواصل الاجتماعيّ تضجّ بتصريحاتهم وفكرهم.

الآثار السَّلبيَّة للتبصير والسِّحر والعرافة على المجتمعات

نظراً للظُّروف السَّائدة والصَّعبة التي يعاني منها النَّاس فإنّ اللُّجوء إلى عرّافٍ أو مُنجِّمٍ أمرٌ مُحبَّذٌ. وذلك لسهولته وللاعتقاد بأنّ نتائجه ستكون سماعَ تنبؤاتٍ مُريحةٍ قد تُسعد الشَّخصَ وتُذهبُ القلق عنه. ونتيجةً لكون المرأة في مجتمعاتنا تعيشُ ضمنَ ظُروفٍ وتوقعاتٍ صعبةٍ ورسمٍ مُسبَقٍ لخياراتها وترتيب حياتها، فستكونُ بالطَّبع أكثرَ ميلاً لهذه الأمور. إذ تحتاج لِسَمَاعِ أنَّ كُلَّ شيءٍ سيكونُ بِخيرٍ وذلكَ قد يدفعها للسَّعي خلفَ التَّنجيم والسِّحر، على أنَّه الحلُّ لتجاوز مشاكلها.²

هؤلاءِ العرَّافين -وعلى اختلاف تسمياتهم- يمتلكون قاعدةً شعبيَّةً وجماهيريَّةً تُؤمِنُ بهم وبفكرهم. فهم يشكلون بؤرةً حرجةً قد تُسهِم بنشر الإشاعات والفكر السَّلبيَّة المغلوطة. وهذا ما أثبتته الأحداث المختلفة، ففي حادثة زلزال 6 شباط عام 2023 الذي ضربَ سوريا وتركيا شكّلوا عاملاً سلبيّاً في ترهيب السُّكان عند نشرهم لإشاعات غير صحيحةٍ. وأغلب تصريحاتهم كانت خاليةً من أيّ استنادٍ علميٍّ أو واقعيٍّ. فكان هدفها الوصول إلى الجماهير وزيادة شهرتهم فقط بغض النظر عن النتائج.

إنَّ الانتشار الكبير لمثل هذه الظَّواهر يُهدِّد المجتمعات. وتأتي المعالجة لمثل هذه الظَّواهر بالأخذ بالعلم والمعرفة والوعي لحماية أنفسنا من الغرق في الفكر والإشاعات الكاذبة. وللأمر علاقةٌ مباشرةٌ بالحالة النَّفسيَّة وأسلوب تفكير المجتمعات. وهذا الأمر يُلزِمُنَا بتوجيه اهتمامٍ أكبرَ نحو هذا الموضوع حتَّى ندفع النَّاس للتفكير بإيجابيَّة وإيجاد حلولٍ منطقيَّةٍ (بغض النظرِ عن الظُّروفِ) وإيجادِ الأمان من أفعالهم وأقوالهم وليس من أقوال المنجّم.³ 

علم الفلك والتَّنجيم

انتشرت ثقافة ربط التَّنجيم بعلم الفلك، واعتبار المنجّم متخصصاً بدراسة الفضاء والأجرام السَّماويَّة. لكنْ بالحقيقة توجد اختلافاتٍ جذريّةٍ بين المفهومين، فعلم الفلك هو العلم الذي يدرس الأجرام والكواكب والفضاء. يتمّ فيه تقسيم السَّماء إلى 12 برجٍ فلكيٍّ وهي الأبراج المعروفة لدينا جميعاً.

ومنه فإنَّ ولادة الأطفال في يومٍ مُحدَّدٍ من السَّنة يجعل لهم برجاً سماويّاً خاصّاً ضمن هذه المُدَّةِ، إذ يتحدَّد بحسبِ توضُّع مجموعاتٍ نجميَّةٍ مُحدَّدةٍ حول الشمس. إلّا أنّه ينفي تماماً وجود علاقةٍ بين البرج السَّماويِّ وصفاتٍ مُحدَّدةٍ يمتلكها مواليد هذا البرج. كما ينفي فكرة وجود آثار دخول أيِّ كوكبٍ إلى هذه المجموعة النَّجميَّة وانعكاسها شرّاً أو خيراً على مواليد هذه الأبراج. ناهيك على أنَّ عالم الفلك تمتدّ دراساته إلى دراسة الكيمياء والفيزياء الكموميَّة والنَّظريَّات النِّسبيَّة. ولذلك فإنَّ تصريحاته مبنيَّةٌ على أساسٍ علميٍّ وتجاربٍ دقيقةٍ.⁴

في الختام، علينا التَّنبيه إلى ضرورة الابتعاد عن كلام السِّحرة والعرّافين، وعدم الاستناد إلى التبصير والسحر في حياتنا اليوميّة. وذلك نظراً للآثار السَّلبيَّة التي يمكن أنْ يسبّبها لنا. ومن الأفضل أيضاً التَّأكد من صحَّةِ مصادر معلوماتنا بعنايةٍ بعيداً عن الهرطقات والإشاعات.

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] Almada

[2] Alwatan News

[3] Aljazeera

[4] Mawdoo3

اللجوء للتبصير والسحر والعرافين قراءة المزيد »

Disguised Illiteracy

الأمّية المقنّعة

Disguised Illiteracy

الأمّية المقنّعة

تتظاهر الأمّية المقنّعة بمستوى أساسي من القراءة والكتابة ولكن بمستوى متدني من الفهم والتحليل. بالإضافة إلى التخفّي عن الأنشطة اليومية والاجتماعية ذات الطابع المعرفي وتجنبها.

قد نعتقد أنّ الأمية -بمفهومها التقليدي- تشكل تهديداً حقيقياً للأجيال القادمة. إذ على الرغم من العمل الجاد والحثيث من قبل الأنظمة والمؤسسات الحكومية والجمعيات الأهلية لردم الهوة التي تخلّفها الأمية في المخططات التعليمية. إلّا أنّنا حقيقةً أمام معضلة أكبر وأشدّ خطورة. إذ هناك شكل آخر من الأمية، والذي يتجسّد بمظهر أساسي من المعرفة والثقافة مع وجود عجز عن مواكبة الأنشطة المعرفية وتحليل وفهم المعطيات.

حقائق حول الأمية المقنعة

تُعتبر الأمية المقنعة مشكلة ذات أثر سلبيّ على المجتمع. ”وتكمن خطورتها بأنّ الأميّين المقنعين يجهلون أمّيّتهم، أي أن أميتهم مخفية عن أنفسهم وعن الآخرين أيضاً. وتعني الأمية المقنعة أنّ الأميّين المقنعين لا يفهمون تماماً المعلومات والأفكار التي يتمّ تلقيها أو دراستها أو تطبيقها. إذ تقوم أفعالهم ومشاعرهم ومعتقداتهم على افتراضاتهم وأفكارهم ومفاهيمهم الخاطئة غير المعروفة.“¹

إضافةً لذلك، بحسب الأمم المتحدة: "يفتقر 617 مليون شاب حول العالم إلى مهارات الحساب والقراءة والكتابة الأساسية."² لذلك من الممكن أن تشكل الأمية المقنعة أرضيةً لانتشار الأمية الوظيفية المتمثلة بأماكن العمل الاقتصادية أو التعليمية وغيرها.

ويُعتبر الشخص أميّاً وظيفيّاً إذا ما كان يعجز عن المشاركة في جميع النشاطات التي تفترض إجادة القراءة والكتابة في عمله. والتي تساهم في تفعيل المجموعة أو المجتمع الذي ينتمي إليه. فنجد أنّ الأمية المقنعة لها يد في الخلل الوظيفي الذي يشهده المجتمع.³ ورغمَ أنّ الأمية المقنعة مرتبطة بمعدلات الفقر والخلفية المجتمعية، إلّا أنّها قد تؤدي بدورها إلى الإقصاء الاجتماعي والافتقار لاحترام الذات وانعدام التطوير والتفاعل مع المجتمع. وقريباً سوف نكون في صدد مواجهة مخاطر الأمية المقنعة عند الأطفال الذين يعانون من عسر قراءة وكتابة غير مُشخص.

وذلك بازياد ظواهر التسول والنمو الفكري السلبي لديهم على أرضية إقصائهم سواء من العائلة أو المدرسة.

علامات الأمية المقنعة

لعلّ أبرز سمة تزرعها الأمية المقنعة في نفس الأميّ المقنع هي الخجل، والقلق من المعرفة، وعدم الثقة بالنفس. كما أنّها تتجلى بعلامات يتمّ عادةً إخفاؤها من قبل الأميّين المقنعين.

وتتمثل الأمية المقنعة عند الكبار بما يلي:

  • لا يقرؤون من أجل المتعة، كما يتجنبون القراءة بصوتٍ عالٍٍ.
  • يطلبون من شخص ما قراءة شيء لهم لعذر قد لا يكون صادق (مثلاً، لنسيان نظارتهم).
  • يترددون في القراءة للأطفال.
  • ينفعلون إذا طلب منهم قراءة شيء ما ويقولون إنّهم ليسوا مدققين رائعين.
  • يتجنبون كتابة الشيكات أو قوائم البقالة أو البطاقات.

بينما تتجسد علامات الأمية المقنعة عند الأطفال بما يلي:

  • يريدون قراءة الكتب التي قرؤوها من قبل فقط وقد يقولون أنّهم لا يحبون القراءة حتى.
  • يخطئون في اللفظ أو القراءة عموماً، خاصةً عند القراءة بصوتٍ عالٍ.
  • يقومون بتخمين الكلمات بدلاً من نطق الأصوات أثناء انتقالهم إلى كلمة غير مألوفة.
  • ينظرون إلى وجه المستمع لمعرفة ما إذا كانت قراءتهم صحيحة وسليمة.
  • يصابون بألم في المعدة وصداع ويضطرون للذهاب إلى الحمام عندما يُطلب منهم القراءة أو الكتابة. وقد يكون هذا صحيحاً لخوفهم وتوترهم من هذا الأمر أو قد يتظاهرون بذلك.
  •  كما قد يسيء الطفل التصرف عندما يُطلب منه قراءة أو كتابة شيء ما.⁴

بين سندان الصمت ووصمة العار

عموماً، يشعر الأميّ بالخجل والإحراج من أميّته نتيجة الوصم المجتمعي الذي يتعرض له وعدم حصوله على حقوقه. أمّا في حالة الأمية المقنعة، يكون الأميّ متجاهلاً لجهله، بل ويدّعي المعرفة. وذلك لعدم ثقته بنفسه لمواكبة التطورات والمعارف من حوله، وهذا يزيد من سوء حالته النفسية وينعكس سلباً على أدائه الاجتماعي.

وعلى الرغم من انتشار هذه الظاهرة إلّا أنّه ما زال الصمت مخيماً حول الحديث عنها ومعالجتها. وذلك بسبب المشاكل والقضايا المتشابكة معها. والطريقة الأهم لمعالجة الأمية المقنعة تتمثل باعتماد استراتيجية تعليمية تنقل جميع الأفراد في مختلف المراحل التعليمية من مرحلة التلقين إلى مرحلة التفاعلية.

دور المجتمع في مواجهة الأمية المقنعة

يعد انتزاع جذور المشكلة أهمّ من معالجة آثار المشكلة. وباعتبار التعليم المحور المُشوه في الأمية المقنعة، يكمن النجاح في مواجهتها والقضاء عليها في تبني ثقافة التعليم التفاعلي والمستمر. كما يُعتبر التشجيع على عمليات التعلم الذاتي، بما فيها التعلم عبر الإنترنت خياراً جيداً للحاق بالركب.

ولا يمكن تحقيق هذه الإجراءات من دون التمتع بالمسؤولية المجتمعية والتشاركية. ويمكن لكلّ فرد أن يساعد أقارنه في عملية التعلم وكسب المعارف. بالإضافة إلى تمكينه من الاستمرار في استخدام القراءة والكتابة والحساب لتطوّره الشخصي وتطوّر مجتمعه.

أهداف مبادرة Uplifting Syrian Women تصبّ في معالجة الأمية

التعليم الجيد يعتبر من أهمّ الأهداف التي تسعى المبادرة للعمل على تحقيقها من خلال خدماتها المتنوعة. وذلك لتمكين النساء والنهوض بهن عموماً والسوريات خصوصاً.

إذ تقدّم المبادرة دورات تعليمية شهرية. تتمركز هذه الدورات التعليمية حول اختصاصات مختلفة تدعم التعليم الأكاديمي الذي تلقته الفتاة أو تتلقاه حالياً. وأيضاً، للراغبات في التعلم من الصفر، هناك دائماً دورات للمبتدئات في مختلف المجالات.

بالإضافة لورشات العمل التي تساعد الفتيات على امتلاك المهارات والأدوات اللازمة لدخول سوق العمل. فعليّاً تعدّ الأمية المقنعة كارثة متعددة الجوانب، سواء من الناحية الاقتصادية، أو تدهور الصحة النفسية والجسدية، والعزلة الاجتماعية، والتبعية، والمسائل القانونية وغيرها.

وإذا لم يتمكن التعليم أو الأسرة من تأمين شريان الحياة للطفل وتخصيب تعليمه، سيكون هناك فرصة خطيرة ومرعبة للمستغلين لضخ أفكارهم ومبادئهم في ذهنه، خاصةً في زمن التكنولوجيا المعاصر.

لذلك لا تتوقفوا عن التعلم وتطوير أنفسكم، وساهموا بمساعدة شبابنا وأطفالنا وآبائنا وادعوهم لتطوير أنفسهم علمياً ومعرفياً.

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] Shafaq

[2] UN

[3] UNESCWA

[4] E3arabi

الأمّية المقنّعة قراءة المزيد »

Spinsterhood and Girls' Lurking Ghost of Marriage

Spinsterhood and Girls’ Lurking Ghost of Marriage

Spinsterhood and Girls' Lurking Ghost of Marriage

العنوسة وشبح الزواج المتربص بالفتاة

كصخرة جاثمة في مجرى ماءٍ عذبٍ، تتخيل فتاةٌ جاوزت من عمرها الأربعين، حالة "العنوسة" التي تعيشها. وحيدةً في غرفة بيت والديها، تجري الحياة أمامها دون انتظار. قريناتها متزوجاتٌ وسيداتٌ وأمهاتٌ، ولهذا تغمرها اللهفة حيناً لتكون أمّاً، وحيناً تصيبها الغيرة والحسرة على حالها.

أطلقَ عليها مجتمعها الصغير لقب "عانس"، وخافت نساء الحي منها على أزواجهن. ورغم خوفها من عدم الزواج، ما زال باعتقادها أنَّ مسألة اختيار شريك الحياة، ليست عبثية، بل تحتاج الكثير من الصبر والتأني. ولربما كانت مسألة "العنوسة" بالنسبة لها متعلقة بظروفٍ شخصية أو مهنية تمنعها من الزواج أو تؤخره، أو لرغبةٍ بعدم الزواج!

فهل يجوز وصفها ونعتها "بالعانس"؛ لأنَّ هواها حرة القرار والاختيار أو لأنَّها مشيئة الأقدار؟

التعريف اللغوي لكلمة "العنوسة"، وبدايات تداولها في وصف ظاهرة "تأخر الزواج"

يُطلق عادةً، لفظ "العنوسة" على النساء والرجال الذين تأخروا في الإقدام على الزواج أو الذين لم يتزوجوا أبداً. وقد ارتبط لفظ "العانس" بالنساء أكثر من الرجال، لاعتباراتٍ اجتماعية. والعنوسة في اللغة العربية، هي الصَّخرة في الماء التي تسبب الركود، ويقال: "عنس الرجل"، أي كبر ولم يتزوج. ويطلق على الرجل "عانس" إذا شبَّ وأدرك سنَّ الزواج ولم يتزوج.

وعنست المرأة، فهي عانس، إذا كبرت وعجزت في بيت أبويها.¹ هذا وورد مصطلح "عانس" في الشعر العربي القديم، وكان يُقصد به الرجال على وجه الخصوص. إذ قال الشاعر "أبو قيس بن رفاعة": "منا الذي هو ما إن طر شاربه والعانسون ومنا المرد والشيب".¹ ويشير مصطلح "Spinster" "العانس" في اللغة الإنجليزية، إلى الفتيات اللواتي لم يتزوجن أو تأخرن في الزواج، ممن كُنّ يمتهنّ غزل الصوف.

ويعود استخدام هذا المصطلح إلى ماقبل الثورة الصناعية. أما قاموس "Oxford American Dictionary" فيضع كلمة "Spinster" في خانة الكلمات "المهينة". أي التي تمتلك دلالات قوية، ولا يمكن الأخذ بها بمعنى محايد.²

لماذا ارتبطت "العنوسة" بتأخر سن الزواج عند الفتاة أكثر من تأخره عند الرجل؟

يبقى السؤال بدون إجابةٍ منطقيةٍ ومرضيةٍ، لمن يؤمن بضرورة المساواة بين الرجل والمرأة. حتى ولو كان الأمر متعلقاً، بإطلاق الصفات على الظواهر "الجندرية". فإذا كانت طبيعة بعض المجتمعات، وخلفياتها وموروثاتها الدينية والثقافية والاجتماعية، تفرض أحكاماً تمييزية على المرأة أكثر من الرجل، فهل يجوز الاستسلام لها؟

في الغالب، يتم لوم المرأة على عنوستها وتعدُّ فاشلةً في تسويق ذاتها، أو ربما أنَّها افتقدت للصِّفات التي تجعلها مرغوبةً للزَّواج. جميعها معانٍ مُتضمنة غير دقيقة ومغلوطة يخطئها الواقع المشاهَد. كما أنَّها تنطوي على مفاهيم اجتماعية وثقافية خاطئة تعتبر المرأة مجرد سلعة تسويقيَّة. في حين لا يتم النظر إلى الرجل الذي تقدم في السن من غير زواج بنفس النَّظرة. وهو ما يتعارض مع النظرة الشمولية للمرأة بأن تُعدّ إنسانة مكتملة بذاتها.³

أسباب تفاقم هذه الظاهرة في المجتمعات العربية

لا شكَّ أنَّ أسبابَ تفاقم ظاهرة "العنوسة" في المجتمعات العربية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأوضاع الاجتماعيَّة والاقتصادية والسياسية في هذه البلدان. فعلى سبيل المثال: "إنَّ نسبة العنوسة في سوريا تتصاعد لتقترب من 70%، بحسب آخر بيانات وزارة الشؤون الاجتماعية. والأسباب متعدِّدة، في مقدّمتها الحرب، والهجرة، والفقر، وعزوف الشَّباب عن الزواج في عموم المناطق السورية."⁴

ووفقاً لاحصائية الوزارة، فإنّ نحو 3 مليون فتاة سورية عازبة تجاوزن سنّ الثلاثين عاماً. ونسبة العنوسة في سوريا تقترب من 70%، وفق المعايير الاجتماعية المحلية.⁴ هذا وتختلف أسباب تفاقم ظاهرة " العنوسة" بالنسبة لباقي البلدان العربية. وذلك تبعاً لعوامل اقتصادية واجتماعية بحتة، كغلاء المهور، والبطالة، وتدخل أهل الفتاة في تقرير مصيرها.

فضلاً عن تمكن العديد من النساء في العالم العربي من تحقيق الاستقلالية المادية، واقتناعهن بفشل مؤسسة الزواج. وعزوف البعض من الرجال والنساء عن الزواج، لاعتباراتٍ شخصية، تتمثل في استساغة بعضهم لقبول فكرة العلاقة "خارج إطار الزواج".

مصطلح "غير منصف" للمرأة، ومثير للجدل!

رسّخ استخدام لفظ "العنوسة"، في وصفه لحالة تأخر المرأة في الإقدام على الزواج، الظلم الواقع عليها من قبل المجتمع. وبالنظر إلى هذا الوصف التمييزي، يبدو جلياً واقع التطرف والمغالاة والمعاداة ضدها.

كما أنَّ مصطلح "العنوسة" نجح في خلق وإثارة جدل كبير عند الأوساط المدنية، من منظمات ومؤسسات وأفراد مدافعين عن حقوق المرأة. وأيضاً عند التيارات الرجعية التي تريد المرأة بالصورة التي كونتها الموروثات المنبثقة من رحم أفكار ومعتقدات، لا تناسب مكانة المرأة في العصر الحديث.

عزوف عن الزواج، وهروب من العنوسة

بين "ظل راجل، ولا ظل حيطة" و"تزوجنا لننستر" نجد في بعض الأمثال الشعبية العربية، تعبيراً صادقاً عن الخوف المتربص في نفس الفتاة من شبح العنوسة أو الزواج. ففي المثل القائل: "ظل راجل، ولا ظل حيطة"، وصف للحالة المريبة التي اعترت بعض الفتيات المرتابات من فكرة عدم زواجهن أو ارتباطهن برجل! أمَّا في المثل القائل: "تزوجنا لننستر، اسقالله ع أيام الفضيحة"، صورة واضحة عن فشل مشروع زواج، كان يُعقد عليه الأمل! 

وبين مثلٍ قائل، وواقعٍ حالي مغاير لما كان عليه حال المرأة في زمن اختلاق هذه الأمثال وتأليفها، لا ضير من الاعتراف بأنَّ ظاهرة "العنوسة" -بأسبابها وإشكاليَّاتها- ما تزال تؤرق بعض المجتمعات. لكنَّ علاج "العنوسة" ممكن، عبر زوال المسببات، عبر وسائل مختلفة، أهمها تمكين المرأة وإعلاء شأنها، وتغيير الصورة النمطية عنها.

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] Wikipedia

[2] Wikipedia

[3] Aljazeera

[4] Alaraby

Spinsterhood and Girls’ Lurking Ghost of Marriage قراءة المزيد »

School Dropout

التسرب المدرسي- الأسباب والحلول

School Dropout- Causes and Solutions

التسرب المدرسي- الأسباب والحلول

تتمثل المؤشرات الواضحة الدالة على تدهور الأحوال التعليمية، بارتفاع معدل الجريمة، وانتشار الفقر وغيرها الكثير. ولكن أخطر هذه المؤشرات - التي يمكن أن تكون سبباً ونتيجةً في آنٍ واحد - هي التسرب المدرسي.

تعد هذه المشكلة أخطر ما يمكن أن تتعرض له دولة ما لكونها دليلاً حاسماً على سوء الأحوال المعيشية ناهيك عن نتائجها السلبية على المجتمع مثل انتشار الجهل والتسول والنتائج الكارثية التي تظهر في المستقبل القريب والبعيد.

تعريف التسرب المدرسي

تُعرف ظاهرة التسرب المدرسي على أنها انقطاع الطالب عن الدراسة وعدم إتمامه لها. وتعد أحد الظواهر الخطيرة المنتشرة كثيراً في مختلف المجتمعات، إذ تؤثر بالأطفال سلباً وتعيق نمو المجتمع وتطورِّه في مختلف مجالات الحياة. [1]
ومن أجل معالجة ظاهرة التسرب المدرسي، لا بد من تسليط الضوء على العوامل المؤدية إليها.

الأسباب

تتركز الأسباب الرئيسة للتسرب المدرسي فيما يلي:

  • تردّي الأوضاع الاقتصاديّة:
    تُعد الأوضاع الاقتصادية طرفاً رئيسياً في انتشار هذه المشكلة في أي بلد كان، ولا يمكن إنكار التكاليف الباهظة للتعليم. صحيح أن التسجيل في المدارس الحكومية في كثيرٍ من الدول مجاني لكن تكاليف المستلزمات المدرسية، والحاجة إلى دروس خصوصية في كثير من الأحيان يزيدان من تكلفة التعليم بدرجة كبيرة مما يصعب الموضوع على أهالي الطلبة، ولا سيما في حال وجود أكثر من طالب في العائلة.
  • عمالة الأطفال:
    إنّ سوء الأحوال الاقتصادية يدفع الكثير من الأهالي إلى استغلال أبنائهم بالعمل بدلاً من إعطائهم حقهم في التعليم. هذا الأمر لا يقتصر على حرمان الأطفال من حقهم في التعليم فحسب، وإنما يجبرهم أيضاً على أداء مهن شاقة كونهم لا يمتلكون شهادة وهذه المهن لا تتناسب مع قدراتهم وأعمارهم.
  • الإهمال في المدارس:
    ينتشر الإهمال في المدارس وخصوصاً الحكومية منها كثيراً فيما يخص موضوع التسرب المدرسي. وذلك نتيجةً لعدم اكتراث كثير من المعلمين والمدراء والموجهين في المدارس حيال تسرب الطلاب كونه أصبح باعتقادهم أمراً طبيعياً في مجتمعاتنا، أو أمراً لا يخصهم مباشرةً.
  • المبادئ التعليمية في المدارس:
    يًفضل الكثير من المدرسين مؤخراً اتّخاذ الطريق السهل في مساعدة الطلاب المتفوقين ودعمهم لتوفر الفرص وإمكانيات النجاح لهم. ويترافق ذلك بتناسي المعلمين لدورهم الأساسي في دعم الطلاب الأقلّ حظاً. ما بسبب التسرب المدرسي إذ أنهم في كثير من الأحيان يوجهون صفات لمثل هؤلاء الطلاب تجعلهم يشعرون بعدم جدوى الذهاب إلى المدرسة فتصبح مكاناً يرتبط بمشاعر سلبية مثل الشعور بالدونية، وعدم الترحيب.
  • النتائج التي يحققها الالتزام بالمدراس:
    أصبح وضع الخريجين في كثير من الدول خاصة العربية منها يؤثر مباشرةً على نظرة الأطفال وذويهم إلى الدراسة. فعند كثرة الحديث عن تردي الأوضاع الاقتصاديّة للخريجين والمصاعب التي تواجههم في الحصول على عمل براتب لائق، تتغير نظرة كثير من الأهالي وحتى الطلاب للدراسة عامةً. وتجعلهم يرون الدراسة بوصفها استثماراً فاشلاً للوقت والموارد المالية. لذا يفضّلون اختصار الطريق -على حسب قولهم- واتباع طرقٍ أخرى قد تضمن لهم مستقبلاً أكثر استقراراً بنظرهم مقارنة مع ما قد تضمنه الدراسة، وهذا الأمر يُشجع على التسرب المدرسي.
  • زواج القاصرات:
    يعد زواج القاصرات من المشكلات المنتشرة في المجتمع العربي عامةً والمجتمع السوري خاصةً. تلجأ أسر كثيرة إلى هذا الأمر بسبب موروثات ثقافية بالية، إضافةً إلى استخدام الأوضاع الاقتصادية السيئة كعذر منطقي برأي المجتمع للاتجار بالقاصرات. وللأسف، على المستوى المحلي كان للحرب الدور الأكبر في تعزيز أسباب التسرب المدرسي، بل كانت سبباً رئيساً للتسرب في الكثير من المناطق السورية.

مخاطر التسرب المدرسي

يترتب على التسرب المدرسي العديد من المخاطر. منها:

  • ارتفاع معدل الجريمة بسبب إهمال الأطفال وتركهم عرضةً لمواقف قد تجعل منهم ضحايا سهلة المنال للمجرمين. وفي الوقت نفسه تُزرع في أنفسهم مبادئ خاطئة تَعُدهم ليصبحوا مجرمين بدورهم مستقبلاً.
  • غرق المجتمع في الجهل وتراجعه علمياً واجتماعياً. فالدراسة ليست مجرد معلومات وإنّما ثقافة يجب اكتسابها للتخلص من الجهل الاجتماعي.
  • ولا بد من التنبّه إلى أن ابتعاد الأطفال عن الجو المدرسيّ -الذي يجب أن يكون مثالاً للتنوّع الاجتماعي والثقافي- يجعلهم محصورين ببيئة منغلقة ممّا يؤدي إلى نشوء أفراد متعصبين غير متقبلين للآخرين.

الحلول المقترحة للحد من هذه الظاهرة

تكمن الحلول في يد القانون، فيجب وضع قوانين واضحة، وعقوبات شديدة لكل من يمنع طفلاً من إكمال تعليمه.

من المهم أيضاً تطبيق ما يلي:

  • متابعة المدرسين للطلاب جميعهم بنفس الدرجة من الاهتمام.
  • توفير الأدوات الضرورية للتعليم مجاناً ضمن المدارس من أجل جعل التعليم متاحاً للجميع وللحد من ظاهرة التسرب المدرسي.
  • توفير رواتب تتناسب مع جهود المدرسين المبذولة، وذلك حرصاً على جودة عملهم، ومنع الدروس الخصوصيّة عامةً.
  • تفعيل عقوبات صارمة فيما يخص عمالة الأطفال وزواج القاصرات لمنع الأهالي من استغلال أبنائهم.
  • تحسين الوضع الاقتصادي العام للمواطنين.
  • توفير فرص عمل للخريجين الجدد، ممّا يعطي دافعاً للأطفال وذويهم للاهتمام بالعلم والدراسة.

التسرّب المدرسي في سوريا

بالرغم من وجود قوانين تدعم التعليم الإلزامي والمجاني وتجرّم عمالة الأطفال، مثل:

  1. تنص المادة 36 من القانون رقم 21 الصادر عام 2021، التي تحظر عمل الأطفال دون سن الخامسة عشرة. وتحاول تحقيق شروط مناسبة للعمل للأطفال الذين تجاوزوا سن الخامسة عشرة. [2]
  2. تنص المادة 6 من نفس القانون السابق: «لكل طفل الحق في التمتّع بالحقوق والحريات العامة، والحصول على الحماية والرعاية من دون أي تمييز على أساس الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون أو اللغة أو الدين، أو على أي أساس آخر». [2]
  3. تنص المادة 2 من القانون رقم 7 الصادر عام 2012: «يُلزَم جميع أولياء الأطفال السوريين (ذكوراً وإناثاً) الذين تتراوح أعمار أطفالهم ما بين 6- 15 سنة بإلحاق أطفالهم بمدارس التعليم الأساسي». [3]

لكن للأسف فإن جميع القوانين السابقة لا تطبق على أرض الواقع، ولذلك نرى أن ظاهرة التسرب المدرسي ما زالت منتشرة بكثرة. تبقى مشاهد التمييز بين الأطفال الذكور والإناث دون حسيب أو رقيب إلا نادراً، إضافةً إلى عمل الأطفال بظروف شاقة وصعبة حتى على من تجاوزوهم عمراً.

فحسب تقرير الأمم المتحدة لعام 2021: «داخل سوريا، هناك أكثر من 2.4 مليون طفل يعاني التسرب المدرسي، وحوالي 40% منهم من الفتيات، وقد يرتفع هذا الرقم في عام 2020 بسبب تأثير جائحة كورونا التي أدت إلى تفاقم تعطل التعليم في سوريا». واحدة من كل ثلاث مدارس داخل سوريا تعرضت للتدمير أو الضرر، ما أدى إلى قلة في عدد المدارس مقارنةً مع أعداد الأطفال المتواجدة.

غالباً ما يتعلم الأطفال القادرين على الالتحاق بالمدرسة في الفصول الدراسية المكتظة، وفي المباني التي لا توجد بها مرافق مياه وصرف صحي كافية أو كهرباء أو تدفئة أو تهوية. الأمم المتحدة قادرة على تأكيد ما يقارب من 700 هجوم على منشآت التعليم والموظفين في سوريا منذ بدء التحقق من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال. في العام الماضي، تم تأكيد 52 هجوماً. [4]

ندرك في مبادرتنا أن بناء الوطن وحمايته ينطلقان من بناء مجتمع مثقف ومتعلم، هذا ما يدفعنا لجعل العلم متاحاً للجميع، والعمل معاً للحد من ظاهرة التسرب المدرسي، وخصوصاً لدى النساء. في محاولةٍ منا للوصول إلى جميع من لم يكن له الحظ في التعليم لأحد الأسباب الآنفة الذكر إن التسرب المدرسي يعتبر مشكلة جليّة في مجتمعنا. كما التفكير بأن هذه المشكلة صغيرة وغير مهمة يؤدي إلى تفاقمها. فالحرص على تعليم وتثقيف الأجيال هو المنجي الوحيد وهو الطريق إلى مستقبل أكثر وضوحاً. واجب علينا كأفراد أن نزيد وعي الأهالي والأطفال حول سلبيات التسرب المدرسي ومساعدتهم على اتخاذ القرار الصحيح. إن التسرب المدرسي يعتبر مشكلة جليّة في مجتمعنا.

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] Mawdoo3

[2] SANA

[3] Parliament Government

[4] Relief Web

التسرب المدرسي- الأسباب والحلول قراءة المزيد »

Youth Unemployment

بطالة الشباب

Youth Unemployment

بطالة الشباب

بطالة الشباب، إحدى أهمّ المشكلات التي نعيشها في عصرنا الحالي والتي يكاد لا يخلو أيُّ مجتمعٍ منها. بالإضافة لكونها مشكلةً اقتصاديةً تواجه جيل الشباب تعتبر أيضاً مشكلةً نفسيةً واجتماعيةً وسياسيةً. وبالتالي تهدِّد استقرار الأمم والدول.

قال فلاديمير دروبنجاك، نائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة: "إن ​​ضمان فرص العمل الكافية وتوفير العمل اللائق للجميع هو أحد أكثر التحديات إلحاحاً التي تواجهها الدول اليوم." [1]

ما هي البطالة؟

البطالة هي عدم الحصول على فرصة عمل على الرغم من البحث الدائم عنه وتوافر القدرة على القيام به. وهي ظاهرةٌ اقتصاديةٌ نشأت بسبب اختلال التوازن بين معدل الطلب والفرص المتاحة.

منذ عام 1975 أصبحت البطالة جزءاً أساسياً من الواقع الاقتصادي العام لا يمكن فصلها عنه. كما تم وضع حدٍّ رئيسيٍّ يدعى "معدل البطالة الطبيعي" الذي لا يمكن التقليل منه دون التسبب بتضخم في الدولة. ولا يعتبر كل من لا يعمل عاطلاً عن العمل، بل يجب أن يكون باحث وساعٍ بشكل فعلي للحصول عليه. الطلاب والتلاميذ وكل من لا يبحث عن عمل ولا يريده واستغنى عن فكرة العمل لا يعتبر عاطلاً عن العمل. [2]

البطالة في المنطقة العربية

تصدّرت الدول العربية بأعلى معدلات البطالة بين الشباب في العالم. حيث بلغ معدل البطالة فيها ما يقارب ضعف المعدل العالمي. وقد تزايد بمقدار 2.5 مرة أسرع من المتوسط العالمي بين عامي 2010 و2021. الأمر الذي يستنزف وبشكل كبير إمكانات المنطقة الاقتصادية. لأنه وبهذا الشكل تكون المنطقة غير قادرةٍ على استغلال كامل طاقتها من شبابها. أو الاستفادة منهم لتحقيق نموها الاقتصادي واستقرارها وسلامها.

وتبعاً لهذا ستحتاج المنطقة إلى إيجاد وتوفير 33.3 مليون فرصة عمل بحلول 2030. وذلك لخفض معدل البطالة إلى 5%. أحد أهم الأسباب التي تسببت بهذه النتائج هي أنظمة التعليم والمناهج المتبعة حالياً. والتي لا تتناسب مع التطورات الحاصلة والتقدم المؤثر بسوق العمل. ولا تضيف للشباب أي مهارة فعالة تقودهم للنجاح في ظل الاقتصاد الحالي. [3]

بطالة الشابات في المنطقة العربية

تشكل نسبة البطالة المرتفعة بين الشابات في المنطقة العربية مشكلة شديدة التأثير والإعاقة للمجتمع ككل. وبالمقارنة ما بين نسبة البطالة بين الرجال مع نسبتها بين النساء سنلاحظ الفارق الكبير جداً فيما بينهما. فقد وصل معدل بطالة النساء حوالي 47.9% وأما الرجال 23.2%!

وهذا الفرق يشكل فجوة كبيرة في المعدلات. وبدراسة الأمر يتبين أنَّ هناك مظاهر كثيرة جداً مثل القيود الاجتماعية والثقافية التي تعاني منها المرأة، ومنها عدم الالتزام بتحقيق المساواة بين الجنسين شكّلت سبباً رئيسياً لذلك.

كل هذه المظاهر شكّلت عائقاً كبيراً أمام خيارات المرأة وأجبرتها على اختيار فروع تعليمية محددة أكثر من غيرها، فأحكمت بذلك من قيودها وأغلالها تحت اسم "المهن غير المناسبة للمرأة". والتي منعتها من خوض غمار العمل والتحصيل العلمي في أماكن تعتبر على حد زعمهم حكراً على الرجل. [4]

البطالة في سوريا

مشكلة البطالة في الاقتصاد السوري هي مشكلةٌ متجذرةٌ فيه منذ عقود. ولكن مع اندلاع الحرب وتدهور الاقتصاد ازدادت حدّة هذه المشكلة بشكل خطير. فالحرب في سوريا خلّفت دماراً كبيراً وحمّلت البلاد تكاليف باهظة الثمن خلال العقد الماضي. وتزايد معدل البطالة الذي كان 20% عام 2010 حتى 78% في عام 2015! [5]

في هذا الوضع المتأزم للاقتصاد السوري اليوم لا بد من اتخاذ خطوات جدية فعالة في حل أزمة البطالة. وذلك بالتركيز على زيادة معدلات الاستثمار في الاقتصاد السوري. إضافة إلى تحسين ظروف سوق العمل، ورفع مستوى التنمية البشرية والتطوير العلمي التقاني في الفروع الاقتصادية كلها. [6]

الحلول المقترحة من منظمة الأمم المتحدة

  • خلق فرص للعمل خاصةً للإناث. من خلال رصد عدد الفرص المتاحة الناتجة عن كل استثمار، وتقديم الحواجز الضريبية. وهذا سيساعد في تأمين أساس اقتصادي متنوع ومتوازن يمكن من التوزيع العادل للنمو الاقتصادي. [4]
  • التوعية بأهمية وسائل الربط بين التعلم وسوق العمل إضافةً إلى العمل لتحسين أنظمة التعليم. [3]
  • المساواة بين الجنسين والتطور الاجتماعي. يتم بمواجهة المعتقدات الاجتماعية الخاطئة والمنتشرة التي تقف دون دخول الشابات إلى عالم العمل. [4]
  • العمل على إظهار الشخصيات النسائية الرائدة في المجتمع. والهدف وراء هذا هو تشجيع الشابات ودعمهن للمحاولة والتقدم، إضافة إلى تسليط الضوء وتوعيتهن بحقوقهن. [4]
  • إن تعلم الشباب للمهارات الحياتية من شأنه المساهمة في تعزيز القيم الإيجابية فيما يتعلق بحقوقهم. وهذا بدوره سيرسخ فكرة المساواة بين الجنسين التي ستنعكس إيجابياً على الأفراد والمجتمعات. وأيضاً تجعل المجتمعات أكثر قدرةً على حل المشكلات التي تواجهها مثل البطالة والانهيار الاقتصادي.

مساهمة مبادرة Uplifting Syrian Women في التخلص من البطالة

مبادرة Uplifting Syrian Women مؤمنة ومتيقنة من حق كل فرد بالحصول على فرصة للعمل وخاصةً النساء، بعيداً عن تأثير النوع الاجتماعي في مجالات التعليم والعمل. وتحرص من خلال نشاطاتها على تقديم مهارات فعالة للشباب تمكنهم من دخول سوق العمل. لأنّ النفع في ذلك يعود ليس على الأفراد بشكل خاص وإنما سيشمل المجتمع ككل. كما سيشكل خطوة قوية في سبيل تحقيق سلام مستدام على أرض الواقع.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] UN News

[2] Aljazeera

[3] UNICEF

[4] ESCWA

[5] Arab Reform

[6] Syrian Researchers

بطالة الشباب قراءة المزيد »

Domestic Violence

العنف الأسريّ

Domestic Violence

العنف الأسريّ

يشكل العنف الأسريّ إحدى المشاكل التي تواجه مختلف المجتمعات حتى يومنا هذا. رغم كل التقدّم في قوانين حماية الإنسان وسنّ القوانين العالميّة التي تجرّم الممارسات التي تقوم على العنف. ونرغب هنا بإلقاء الضوء على هذا الموضوع لأهميته وخطورته.

إن كان المنزل مملوءاً بالعنف وممارساته عوضاً عن الأمان والمحبة، فإنّ آثار هذا العنف سوف تصيب وتلازم كلّ أفراد الأسرة. من كبيرها إلى صغيرها.

ما هو العنف الأسريّ وما هي أنواعه؟

يعرّف العنف الأسريّ حسب منظمة الأمم المتحدة بأنّه: "نوع من السلوك، يتمّ استخدامه لاكتساب أو الحفاظ على السلطة والسيطرة على الشريك. تكون الإساءة جسديّة أو نفسيّة أو اقتصاديّة أو على شكل تهديدات تؤثر على الطرف الآخر. وتكون على شكل أفعال تتضمن ترهيب أو تخويف أو تلاعب أو أذيّة أو إهانة للطرف الآخر. يمكن أن يحدث العنف الأسريّ لأيّ شخص بغضّ النظر عن العرق، الجنس، الدين أو الخلفيّة الماديّة والتعليميّة." [1]
يتضمن العنف الأسريّ العديد من الأنواع، نذكر بعضها:

  • العنف الجسديّ: استخدام وسائل مخلتفة تسبب أذى بدنيّ كالضرب والدفع والحرق والكثير من الممارسات غيرها. والتي تكون نتائجها خطيرة وواضحة وقد تصل إلى تعطيل الحواس أو حتى الموت. ونرى هذه الممارسة غالباً عندما يمارس الزوج العنف ضدّ زوجته أو عندما تقوم الأم بمعاقبة أطفالها.
  • العنف النفسيّ: منتشر بكثرة ويعدّ من أنواع العنف التي لا تظهر بشكلٍ واضحٍ ولا يجرؤ المُعنَّف دائماً على البوح بها. ويتضمن السبّ والشتم والحرمان من رؤية الأولاد وزيارة الأهل والتهديد بالطلاق والمنع من ممارسة الحقوق اليوميّة وغيرها. ويظهر أثرها على الفرد نفسياً ومعنوياً.
  • العنف الجنسيّ: أيّ ممارسة تنتهك خصوصيّة جسد الإنسان أو تجبره على القيام بأفعال لا يريدها بغرض الوصول للإثارة الجنسيّة.

ومن الجدير بالذكر أنّ المتحرش -خاصة إذا كان الهدف طفلاً- قد يكون أحد الأقرباء وهذا أمر شائع. والطفل الذي يتعرض لهذا النوع من العنف الأسري يتكتّم على الأمر خوفاً من عدم تصديق من حوله لما يقوله. لكن آثار التعرض لهذا النوع من التحرش تكون مؤذية جداً ومدمّرة على المدى البعيد. فقد يظهر عند الفرد خوف من الجنس، بالإضافة إلى احتماليّة إصابته بالاكتئاب وغيره من الأمراض النفسية.

علامات التعرض للعنف الأسريّ

لعلّ الحدود ما بين ما يعتبر "طبيعي" في مفاهيمنا الفرديّة وما هو حقاً "طبيعي" غير واضحة. لذا نودّ مشاركة بعض العلامات التي تؤكد تعرّض أيّ شخص للعنف الأسريّ. منها: عندما يقوم الشريك بإحراجك أمام الأشخاص أو تسخيف قراراتك. منعك من العمل وقمع حرياتك المختلفة لإشباع رضاه/ها. وجود آثار جسديّة ونفسيّة، مثل ظهور كدمات على الجسد أو آثار حروق ودماء أو قد يظهر المُـعنَّف خائفاً من الشريك ولا يستطيع البوح بما يفكر به.

آثار العنف الأسريّ على النساء والأطفال

العنف من الظواهر التي تترك آثارها على الفرد وتحدّه من أداء واجباته تجاه المجتمع. إذ يعيش الفرد ضمن حالة من الاكتئاب والقلق، ونجد ذلك بشكلٍ خاصّ عند النساء. إذ إنّ إعطاء العديد من -أو ربما معظم- المجتمعات السلطة للرجل وترسيخ فكرة أنّه المتحكم والآمر الناهي في عائلته ساهمت بهذا الأمر.

إذ زرعت هذه المفاهيم والقوالب النمطية -عند الرجال والنساء على حدّ سواء- الاعتقاد بأنّ المرأة هي ملك خاصّ للرجل. وبالتالي يستطيع فعل ما يحلو له بها. وتطورت هذه الفكرة لديه فأصبح يفرض سيادته باستغلال قوته الجسديّة فقد يضربها ويمنعها عن العمل وغير ذلك.

والأطفال لا يسلمون من نتائج العنف الأسريّ أيضاً، إذ سوف يشكل نقطة حساسة لديهم نتيجةً لآثاره المدمرة المرافقة لحياتهم. فقد تظهر بعض هذه العلامات عند الأطفال: 

  • قبل سنّ المدرسة: تظهر على الطفل عادات كالتبول الغير إراديّ والتأتأة وعلامات القلق ومصّ الإصبع.
  • في سنّ المدرسة: يصبح الطفل الذي شهد حالات عنف أسريّ يلوم نفسه. فقد تقلّ نشاطاته ويصبح أكثر انطوائية ويجد صعوبة في تكوين صداقات.
  • في سنّ المراهقة: يقلّ احترامه لنفسه ويقوم ببعض النشاطات الخطيرة كتعاطي المخدرات والكحول.
  • على المدى الطويل: يكون الطفل الذي شهد حالات عنف ضدّ والدته أكثر عرضة بعشر مرات لممارسة العنف على شريكته في المستقبل. وذلك بالمقارنة بمن لم يشهد هذا النوع من العنف في طفولته. كما أنّ الطفلة التي شهدت تعرُّض والدتها لعنف تكون معرضة لأن تكون ضحيّة للعنف الأسريّ أكثر بست مرات مقارنةً بغيرها. [2]

مركز خطّ الثقة

تمّ تأسيس مركز خطّ الثقة في سوريا عام 2007 ليكون آلية لدعم ضحايا العنف الأسريّ. وهو وسيلة أثبتت فائدتها في الكثير من البلدان وهي فكرة قائمة على البوح بسريّة تامّة للمتصلين/ات. تمّ تجهيز الفريق بكادر من أخصائيين نفسيين وخبراء قانويين واجتماعيين. بالإضافة إلى أشخاص مدربين للإصغاء إلى شكوى المتصلين ويتمّ متابعة كلّ حالة من قبل الفريق لإيصالها لبرّ السلام.

رؤيتهم: الحدّ من العنف الأسريّ في سوريا.
رسالتهم: مساندة ضحايا العنف الأسريّ في سوريا.
قصتهم: من خلال إدراكهم أنّ ”الصمت لن يحل المشكلة“ والبوح هو أول الطريق لاكتشاف مكامن الألم وهو البداية للوصول إلى نقاط الضعف في بنيان مجتمعنا. عملوا على فكرة آمنوا بها وبمدى أهميتها من أجل مجتمع يخطو نحو الأفضل. [3]

الحدّ من العنف الأسريّ

لا بدّ من وضع حدّ لهذه الظاهرة وتسليط الضوء عليها بإقامة الندوات التوعوية. أمّا الأشخاص الذين يتعرضون للعنف ضمن نطاق أسرتهم، يجب عليهم إبلاغ السلطات المختصة بذلك. وإخضاعهم لجلسات لإزالة الأعراض السلبية المتروكة لديهم بغية تحريرهم من ماضيهم. إضافةً إلى العمل على تقويتهم ودعمهم وإعادة دمجهم بالمجتمع.

وتؤكد المبادرة دورها في مناهضة العنف الأسريّ لما له من آثار خطيرة تؤدي إلى تفكّك المجتمعات. كما تدعو مبادرتنا لنشر الحب والسلام بين أفراد الأسرة كونها البذرة التي تؤسس الفرد وتدمجه بالمجتمع.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] UN

[2] Women’s Health

[3] Pen SY

العنف الأسريّ قراءة المزيد »

Violence against women

Violence against women- Has it become commonplace and considered an axiom?

Violence against women-has it become commonplace and considered an axiom?

Violence against women- Has it become commonplace and considered an axiom?

"يعتبر العنف ضد المرأة بجميع أشكاله انتهاكاً لحقوق الإنسان، إنه ليس شيئاً تنشره أي ثقافة أو دين أو تقليد."
- ميشيل باشليت، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. [1]

لربما كثرة العنف الموجه ضدّ النساء سيحوله لصفةٍ مجتمعيّةٍ راسخة تجعلنا نتجاهل الضرر المترتب عليه. هناك كثير من النساء أرضخهن المجتمع وأذاقهن شتى أشكال العنف، حتى اعتدنها وأصبحنَ يفضلنَ شكلاً على آخر.

هل أصبح التكيّف مع أشكال العنف الموجه ضدّ المرأة أمراً عادياً؟ أم أنّه بإمكاننا أن نبني طوق نجاةٍ ينقذنا من هذا العنف؟

العنف ضدّ المرأة خلف الستار

إنّ العنف كما وصفته "منظمة الصحة العالمية" هو: "إحدى المشكلات الصحيّة العمومية التي تحدث نتيجةً لاستخدام القوة والعنف البدنيّ عن قصدٍ. سواء للتهديد أو للإيذاء الفعليّ ضدّ النفس أو ضدّ شخصٍ آخر أو ضدّ مجموعة أو مجتمع. ومن المحتمل أن يؤدي هذا العنف إلى الإصابة أو الوفاة، أو الضرر النفسيّ." [2]

نجد أنّ كلّ اعتداء جسديّ أو جنسيّ وحتى نفسيّ يتوجه ضدّ المرأة يجسّد عنف ولا بدّ من مواجهته. وما لا يستطيع المعظم بأن يتقبله هو أنّ العنف ضدّ المرأة ليس فقط الضرب والاغتصاب والتعنيف الجسديّ وسلب أموالها. إنّ هذا العنف يتماشى مع انتهاك لقراراتها وخصوصياتها تحت مسميات مجتمعية بالية.

أشكال العنف ضد المرأة

إنّ سلب حرية المرأة في اتخاذ قراراتها يمثل عنف بحق إنسانيتها، وكونها جزء من هذا المجتمع، كقرارها في متابعة التعليم وبناء مسارها المهنيّ والأكاديميّ.

إضافةً إلى ذلك، الممارسات الغير أخلاقية والمُعنِّفة كزواج الأطفال الذي يغتال الطفولة ويدفنها بقماشةٍ بيضاء مدماة على سريرٍ أشبه بالتابوت. فيتمّ حبس البراءة في سجنِ طفولةٍ مسروقة. عدا عن نتائج هذا الزواج وهو مشهد مؤلم يتم تجاهله وهو أن يرضع طفلٌ من طفلٍ آخر فرض عليه النضج قبل عمره وتقليد لدور الأم الذي لا يمثله، فلا تعلم أيّ منهما يتجرع قوة الآخر.

قرار الزواج واختيار الشريك لكلّ امرأة هو حق مشروع وانتهاكه ليس أمراً عادياً. أيضاً، يتمثل العنف ضدّ المرأة بمنعها من ممارسة العمل الذي ترغب به وتسعى لأجله، وإجبارها على الأعمال التي يفرضها المجتمع عليها لكونها امرأة.

علاوةً على ذلك، يعد قمع المرأة في حقّها في اختيار أسماء أبناءها بحكم العادات والأعراف،عنفاً. ومن المهم أن نعلم أنّ هذا ليس أمراً عادياً بل هو عنفٌ يتم ارتكابه بحقّ أمومتها. الكثير من الممارسات اليومية تجسد العنف الموجه ضدّ المرأة في المجتمع كالمضايقات الإلكترونيّة والإيذاء اللفظيّ الذي تتعرض له سواء من الشريك أو غيره هو أمرٌ ليس عاديّ.

وحسب الأمم المتحدة، فإنّ العنف يظهر في أشكالٍ جسديّة وجنسيّة ونفسيّة. وتشمل:

  • عنف العشير (الضرب، الإساءة النفسيّة، الاغتصاب الزوجيّ، قتل النساء).
  • العنف والمضايقات الجنسيّة (الاغتصاب، الأفعال الجنسيّة القسريّة، التحرش الجنسيّ غير المرغوب فيه، الاعتداء الجنسيّ على الأطفال، الزواج القسريّ، التحرش في الشوارع، الملاحقة، المضايقة الإلكترونية).
  • الاتجار بالبشر (العبوديّة والاستغلال الجنسيّ).
  • تشويه الأعضاء التناسلية.
  • زواج الأطفال. [3]

العنف ضدّ المرأة ما بين الاعتياد والمواجهة

يبقى الدور الأكبر لمواجهة العنف هو الاعتراف به، وعدم تقبله باختلاف أشكاله ومسمياته. فاعتياد المرأة على تعنيف زوجها لها ولو لفظاً هو اعتداءٌ على كرامتها الإنسانيّة. كما أنّ تبريرها للمضايقات التي تتعرض لها يومياً سواء في المنزل أو مكان التعلّم أو مكان العمل، ليس بالأمرِ العاديّ. بالإضافة إلى ذلك، حقّها في رفض كل ما تراه مهدداً لاستقرارها وصحتها وسلامتها النفسية. كأن ترفض أيّ عقد عمل يحدد لها أجرها على أنّها امرأة وليس على أنّها جديرة وذات كفاءة.

تسعى المنظمات الدولية والمؤسسات والجمعيات الأهلية لمواجهة العنف ضدّ المرأة من خلال تعزيز دور المرأة في المجتمع. كما أنّ تمكين المرأة من حقوقها ودعم قراراتها في الحياة والتعليم والعمل يشكل عاملاً مهماً في مواجهة العنف ضدّ المرأة. لن يتمّ القضاء على العنف الموجه ضدّ المرأة بالاعتياد، وإنّما بالمواجهة والاعتراف به وعدم التهاون بأيّ سلوك يهدد كيان المرأة وحريتها.

صوتكِ خيارك، وصمتكِ لم يعد مقبولاً. قد تجد بعض النساء أنّ الإفصاح عن العنف الذي يتعرضن له في بلادّ تحكمها العادات والتقاليد يشكل تحدياً كبيراً لها. فنرى أن استمرار معظم حالات العنف ضدّ المرأة يكون ناتجاً عن صمت المرأة نفسها عن حقها.

ويكون خوفاً من أن ينهشها المجتمع ويواجهها بالوصم والرفض. لكن مع التعرض الدائم لهذه الممارسات سيتحول هذا الصمت إلى قنبلة موقوتة، قابلة للانفجار ومستعدة لتصعيد الأمر حتى أقصى حد. ولأنّ كل امرأة تبحث عن الأمان والاستقرار، على كل واحدة منّا أن تواجه كل قولٍ أو سلوكٍ أو انتهاكٍ يمسّ كرامتها أو حريتها.

ارفعي صوتكِ اليوم لأنّ صمتكِ عن هذا العنف ما عاد مقبولاً.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] Glasprotivnasils

[2] WHO

[3] UN

Violence against women- Has it become commonplace and considered an axiom? قراءة المزيد »

Violence Under The Microscope

Violence Under The Microscope – Is Violence Innate?

Violence Under The Microscope

Violence Under The Microscope – Is Violence Innate?

بالتأكيد إن العنف موضوع معقد لذا ظهرت خلال التاريخ مفاهيم ونظريات مختلفة لمحاولة تفسيره. (من اعتقاد ابن خلدون بأن البشر لديهم نزعة طبيعية للعنف. ورؤية هوبز أن الطبيعة الإنسانية مشبعة بالعنف. إلى رؤية جان جاك روسو بأن البشر خيرون بطبيعتهم وفسادهم ناتج عن الحضارة الإنسانية. وأيضاً يرى دوركهايم أن العنف هو عبارة عن ظاهرة ثقافية ترافق وجودها مع مسيرة التطور الاجتماعي. [1]

ما رأيكم؟ هل المجرمون، القتلة، المغتصبون، المختلون يولدون فطرياً بهذه الطريقة؟ أم أنهم يختارون أن يصبحوا هكذا بإرادتهم؟

 لمحة تعريفية بالعنف

لعلّ كل من يقرأ هذا المقال لديه تعريفه الخاص عن العنف، لكن وجب هنا ذكر تعريف عامّ به. العنف هو ممارسة أي فعل ضار ومؤذٍ من الناحية الجسدية، الجنسية، النفسية أو حتى التهديد بها. والعنف له أنواع كثيرة ومصطلحات أكثر، والتي قد تتداخل مع بعضها البعض. إذ لدينا العنف المنزلي، والعنف النفسي، وغيرها الكثير.

بينما لدينا مصطلح العنف القائم على النوع الاجتماعي GBV، والعنف ضد النساء والفتيات VAWG كأكثر المصطلحات استخداماً. كما سبق وذكرنا حاول الكثير من الأفراد تفسير أو وضع سبب واحد على الأقل وراء العنف. إذ بهذه الطريقة يمكننا فهمه ومعالجة أسبابه. لكن ما العمل إذا الشخص لديه نزعة للعنف بشكل وراثي؟ لنرَ معاً.

الوراثة والعنف

Biomedical researchers, sociologists, and psychologists have been searching for genetic markers responsible for violent behavior in humans. Advances in neurochemistry and imaging technology have shown that many psychological or emotional and control disorders are associated with disruptions to normal brain activities. As a result of different gene expressions, chemical imbalances, and environmental factors. Among these disorders: are violence, suicide, depression, and stress. According to a meta-analysis, up to 50% of the total diversity of aggressive and violent behavior can be explained by genetic influences. The expression of certain genes in the brain can also vary depending on our genetic type and environmental factors.

إذ من خلال عدة دراسات تم كشف ما يلي: 
انخفاض مستويات MAO-A يرتبط مع وجود تصرفات غير اجتماعية أو معادية للمجتمع. ونوع معين من جين MAO-A وهو (VNTR 2R MAOA) يشكل عامل خطورة للانحراف العنيف (فقط عند الفتيان المتعرضين لضغوطات إضافية). نوع محدد من ناقل الدوبامين 1 (DAT1) وهو -DAT1*10R- قد يؤدي إلى وجود تصرف أو سلوك انحرافي خطير. نوع من DRD2 يشكل عامل خطورة لحدوث انحرافات عنيفة (فقط عند تعرض المراهقين والشباب لضغوطات زائدة).

في تحليل لحوالي 900 مجرم، تم إيجاد أن 5-10% منهم على الأقل يملك نوع جيني منخفض النشاط من MAO-A. كما تم ربط العنف أو السلوك العنيف مع جينات أخرى. إلا أن الخبراء يرون أنه من غير المنطقي لبضع جينات أن يرمزوا العنف أو الجريمة. [2]

العنف برأي العلوم الإنسانية

في كتاب "المجتمع والعنف" والمؤلف من قبل مجموعة من الباحثين الفرنسيين تم التركيز على العنف من وجهة نظر علم النفس، علم الاجتماع وعلم الاقتصاد.

علم الاقتصاد

يرى علماء الاقتصاد أن العنف مرتبط بالتنافس لتلبية احتياجات الأفراد الضرورية لضمان بقائهم كما يرتبط بالقوانين الاقتصادية. وقد يظهر العنف في الناحية الاقتصادية للحياة بطرق عديدة، منها:

  1. ممارسة الظلم والسيطرة من قبل الأقليات المتحكمة من ناحية الأعمال والأموال.
  2. الاستغلال تحت شعار الترويج لفكرة الحتمية الاقتصادية.
  3. توزيع الأقليات المسيطرة للثروة واستخدامها بشكل ظالم وغير عادل.
  4. وضع الأقليات لتشريعات متعسفة بغية حماية نفسها ومصالحها.

علم الاجتماع

 يرى العنف على أنه قضية معقدة مستعصية التعريف. إذ يلاحظ وجود اختلافات وتباينات بين المجتمعات والثقافات. قد يكون هذا الاختلاف شديداً بحيث يختلف مفهوم "العنف" من مجتمع لآخر جذرياً. كما أن العنف ذا طبيعية مزدوجة برأي علماء الاجتماع. إذ هناك العنف الممارَس من قبل المجتمع كجعل أفراده يمتثلون للقيم والمعايير الاجتماعية السائدة في مجتمعهم ولو بالإكراه. ومن ناحية أخرى، هناك العنف الممارس من قبل الأفراد رفضاً للخضوع لتلك الممارسات. ويتمثل بكسر القواعد، والإخلال بالمعايير، وحتى فعل الممنوع والمرفوض بنظر المجتمع.

علم النفس

 يرى علماء النفس أن هناك عقبتين تفصلاننا عن فهم العنف. وهي التركيز على أن الطبيعية الإنسانية واحدة وثابتة دون الاهتمام بالعوامل والظروف الخارجية المحيطة. والثانية هي المعاكسة لها تماماً. وبالتالي يجب التأكيد على ضرورة إيجاد حل وسط بين هذين المتناقضين.

كما يفضلون استخدام كلمة "عدوانية" بدل "عنف" إذ يرون أنها طاقة حيوية يمكن استغلالها وتوجيهها بحسب الظروف الخارجية. أي يمكن استخدامها بشكل إيجابي أو سلبي، إذاً العدوانية ليست شر مطلق. [3]

المزيد عن العنف وعلم النفس

  1. الأطفال أكثر قابلية لإظهار اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع بمعدل 2.5 مرة أكثر من غيرهم. هذا إن عانت أمهاتهم من سوء تغذية خلال فترة الحمل.
  2. الأطفال المصابين بمتلازمة الكحول الجنينية يعانون من اضطرابات عصبية قد تجعلهم أكثر قابلية لأن يصبحوا مجرمين لاحقاً. هناك رابط بين الأمراض النفسية والعنف، بالرغم من أنها ليست السبب الأساسي. إلا أن المعالجة النفسية تفيد في الحد من تصرفات عدوانية أو عنيفة ممكن أن تحدث لاحقاً.

للتوضيح، إن حضر المريض جلسة واحدة من المعالجة النفسية بالشهر، سينخفض احتمال ارتكابه لفعل عنيف ليصبح 10%. مقارنة ب 14% إن لم يحضر أي جلسة، وهو ليس فارق عظيم. إلا أنه سيصبح 3% فقط إن حضر المريض جلسة واحدة في الأسبوع. مما يجعله أكثر أماناً وأقل خطراً من جارك السليم الذي لا يملك أي اعتلال! [4]

في الختام نود التذكير بأن العنف جريمة إنسانية وأمر خاطئ مهما تنوعت الأسباب وراءه والظروف الدافعة له. هناك العديد من الجهات والمراكز المخصصة لمساعدة من يحتاج. ربما نستطيع بالتربية الجيدة وتقديم الدعم لمن نعرفهم تجنب حالات إضافية من العنف أو الجرائم. لا تواجهوا العنف بالعنف فلا فائدة من ذلك.

♀️ Uplifting Syrian Women Initiative aims at sustainable peace building in Syria through targeting women and providing them with free online courses, workshops, discussion sessions and trainings, with a view to achieving the goals of Gender Equality, Quality Education and Decent Work and Economic Growth, which all fall into the interest of society as a whole and serve the purpose of rebuilding it.

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] Annaba

[2] JAX

[3] Psychology Science

Violence Under The Microscope – Is Violence Innate? قراءة المزيد »

Verbal Harassment

التحرش اللفظي- العنف القائم على النوع الاجتماعي

Verbal Harassment

التحرش اللفظي- العنف القائم على النوع الاجتماعي

يغزو التحرش اللفظي شوارعنا، مؤسساتنا، حدائقنا وغيرها الكثير من الأماكن العامة والخاصة. التحرش اللفظي هو أحد أشكال التحرش الجنسي. يكاد هذا التحرش أن يصبح شيئاً من المسلمات التي تتعرض لها الفتيات في مجتمعنا. إن سألت أي فتاة تعرفها إذا تعرضت يوماً لإحدى التعليقات غير المرغوب بها أو النظرات الفاضحة في الشارع فمن النادر أن يكون الجواب "لا". ورغم أن ضحايا هذا الشكل من التحرش هم غالباً الفتيات الشابات، إلا أن أي فرد معرض له أيضاً، بغض النظر عن الجنس أو العمر.

تعريف التحرش اللفظي

هو نوع من العنف الجنسي الذي لا ينطوي بالضرورة على أي اتصال جسدي. يحدث ذلك من خلال التعليقات غير اللائقة والكلمات ذات الإيحاءات الجنسية. [1] تتعدى بذلك على خصوصية أو مشاعر الفرد وتجعله يشعر بعدم الارتياح أو عدم الاحترام أو الانتهاك أو أنه مجرد جسد. [2]

أشكال التحرش اللفظي

للتحرش اللفظي أشكال مختلفة، منها:

1- النداءات، التصفير، الصراخ، الهمس أو أي نوع من الإيحاءات الجنسية.

2- التعليقات. كإبداء ملاحظات جنسية حول جسد الضحية أو ملابسها أو طريقة مشيها. بالإضافة لإلقاء النكات أو الحكايات الجنسية.

3- التعبيرات الوجهية. القيام بتعبيرات وجهية ذات طابع جنسي كالغمز أو استخدام اللسان.

4- الدعوة لممارسة الجنس. كالطلب من الضحية ممارسة الجنس أو القيام بوصف الممارسة الجنسية أو تخيلات عن الممارسة الجنسية.

5- الاهتمام غير المرغوب به. الإلحاح في طلب التعارف والاختلاط أو تقديم الهدايا بمصاحبة إيحاءات جنسية.

6- المكالمات الهاتفية. القيام بمكالمات تحمل إيحاءات أو تهديدات جنسية.[2]

7- محادثات غير لائقة ذات طبيعة جنسية مع الأطفال. [3]

أين يحدث التحرش اللفظي؟

لا يوجد مكان واحد لحدوث هذا النوع من التحرش. إذ قد نشاهده في الأماكن العامة أو الخاصة. كما نشاهده في الأماكن المعزولة وكذلك المكتظة كوسائل النقل والشوارع والأسواق والمدارس. [2]

من هم مرتكبو التحرش اللفظي؟

قد يكون مرتكبو التحرش جماعات أو أفراد من الرجال أو النساء. من الممكن أن يكون المتحرش شخصاً غريباً تماماً عن الضحية، أو زميلاً في العمل، أوحتى أحد الأقرباء. [2]

الأسوأ من ذلك كله، أن يكون ذو منصب أعلى من الضحية كأن يكون مديراً في العمل. مما يزيد من إحساس الضحية بالعجز عن الرد على هذه الإساءة.

تباين ردات فعل الضحايا

إن التأثير الضار للتحرش اللفظي على ضحاياه من الرجال أو النساء بمختلف الأعمار يشمل الناحية العقلية والعاطفية. ليطغى عليهم شعور عدم الراحة أو التهديد. في حال حصوله في مكان العمل فقد يتداخل أيضاً مع إنتاجية الضحايا ويؤدي لخسارة الوظيفة. كما قد يكون هذا النوع من التحرش مقدمة لأنواع أخرى من الإساءة كالاعتداء الجنسي. [3]

من الناحية الأخرى، نظراً لشيوع ظاهرة التحرش اللفظي في الشوارع وقلة التوعية حوله. أصبح أمراً عادياً أن يكون جزءاً من أحاديث الفتيات اليومية. كأن تخبر إحدى الفتيات صديقاتها عن النظرات والتعليقات التي طالتها في الشارع. كنوع من التفاخر حول إعجاب الناس بمظهرها. دون أن تعلم بأن ما يعتبره مجتمعها أمراً عادياً هو ليس كذلك أبداً.

من المهم أن تعلم الفتيات أن التحرش اللفظي هو أحد أنواع العنف الجنسي. قد يعرضها هذا التحرش لخطر الملاحقة أو حتى الاغتصاب. وأن لا أحد يمتلك الحق بإبداء رأيه حول أجساد الفتيات أو ملابسهن. كما أنه لا يحق للمتحرش أن يقرر ما الذي يعد تحرشاً وما الذي لا يعد تحرشاً. فالمتحرشون من هذا النوع غالباً ما يتهمون الضحايا بتضخيم الأمور بل قد يحملون المسؤولية للضحية أيضاً.

إن مبادرة Uplifting Syrian Women تؤكد دعمها المستمر لضحايا التحرش اللفظي. وتشجع على عدم تجاهل هذا النوع من الإساءة. بالإضافة لتشجيعهم على التحلي بالقوة لمواجهة أي نوع من أنواع التحرش وعدم السكوت عن حقهم في تجريم المتحرش.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1]  Law Office of William M. Julien, P.A.

[2] Harass Map

[3] Manly Stewart

التحرش اللفظي- العنف القائم على النوع الاجتماعي قراءة المزيد »