Uplifting Syrian Women

قضايا احتماعية إنسانية

Illegal Migration

الهجرة غير الشرعية- نساء وأطفال في عرض البحر

Illegal Migration

الهجرة غير الشرعية- نساء وأطفال في عرض البحر

الهجرة غير الشرعية وما يتبعها من خطر وخرق للقوانين الدولية، أصبحت الحل الوحيد لكثير من الناس. وما يحزن في هذا الأمر أننا اعتدنا على هجرة الرجال في أغلب الأحيان. لكن أن نرى أطفالاً ونساءً يحاولون النجاة من الغرق هو الألم الكبير.

"إن حقيقة وجود أطفالٍ في صفوف أولئك المعرضين للخطر، وأنه يتعين علينا بكل أسفٍ انتشال عدد من جثامين من لقوا مصرعهم منهم، تمس أوتار قلوبنا. فالأطفال رموزٌ يجسدون الأمل فى الحياة، وفى تلك الظروف يعتصرنا الشعور بالخيبة والآلام لا بالنشوة والآمال"
- ميشيل نيوسي: القائد البحري بحرس السواحل الإيطالي. [1]

بالطبع إن انتقال الأشخاص ليس بالأمر الجديد. فهجرة الأشخاص سواء من أجل اللجوء أو لما خالف ذلك من أسبابٍ حدثت في عصورٍ سبقت حتى ما دوّنه الإنسان من تاريخٍ. وإذا ما تتبعنا أصولنا لمدةٍ كافيةٍ في الماضي فإننا جميعاً سنجد أننا ننتمي لمكانٍ آخر.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة: هل أضحت الهجرة غير الشرعية السبيل الوحيد؟

أسباب الهجرة غير الشرعية

في كل عام يتكرر مشهد الشبان والأطفال والنساء الغارقين في مياه البحار. إذ يحاول آلاف الأشخاص الفارين من الحرب والاضطهاد والفقر في بلادهم الإقدام على رحلةٍ مثل هذه الرحلات. ويتم فقدان عددٍ لا يحصى من الأرواح. إذ لا يفرق الموت بين طفلٍ رضيعٍ أو شابٍّ في مقتبل عمره. هذا المشهد المأساوي أصبح الأكثر تكراراً في الوقت الذي تغيّب فيه كل خيارٍ أمنيٍّ وقانونيٍّ لكل شخصٍ رغب بالوصول إلى أوروبا. إذ أضحى هؤلاء الأشخاص غنائم في أعين تجار البشر. [2]

المخاطر التي يتعرض لها أفراد الهجرة غير الشرعية

بالإضافة للأثمان الباهظة والتي يتعين على المهاجرين دفعها فإن رحلتهم غير آمنةٍ وحافلةٌ بالكثير من المخاطر. تبدأ من اعتراض خفر السواحل للمراكب وإجبارها على العودة. كما أن الكثير من المراكب غير الشرعية تعرضت لما يسمى باعتراض السبيل أو الإرجاع القسري من قبل القوات البحرية. إذ قامت البلدان الأوروبية بتشكيل قواتٍ مشتركةٍ لاعتراض طريق القوارب التي على متنها لاجئون. إذ يتعرضون للكثير من الاضطهاد والعنف في سبيل إعادتهم إلى موطنهم دون التفريق بين طفلٍ أو امرأة.

في السنوات القليلة الماضية سجلت منظمات دولية عدداً لا يستهان به من المهاجرين غير الشرعيين. ولا يمكن القول أن كل هذه الأعداد التي تعرضت للغرق تم إنقاذها.

الكثير ممن اختاروا الهجرة غير الشرعية اتخذوا من مراكبَ غيرِ آمنةٍ ومهيئةٍ للسفر لمسافاتٍ كبيرةٍ طريقةً للوصول إلى أوروبا. إذ بعد الإبحار لعدة كيلومترات فإن هذه المراكب تتوقف تاركة من يركبها من النساء والأطفال في عرض البحر. وفي كثير من الأحيان لا تأتي فرق الإنقاذ للمساعدة أو تأتي متأخرةً بحيث تنجح في مساعدة القليل منهم فقط. [2]

الحلول المقترحة للتقليل من مخاطر الهجرة غير الشرعية

يمكن تسهيل مهمة حماية اللاجئين من خلال المبادرات التي تحد من عدد الأشخاص الذين يتخذون من الهجرة غير الشرعية سبيلاً لهم. والذين يتقدمون بطلبات لجوء لا تستند إلى أسباب مقنعةٍ لأنهم لا يملكون سبلاً قانونيةً أخرى لدخول بلدٍ آخر والإقامة فيه. ويحتاج المهاجرون المتوقعون إلى توعيتهم بشكلٍ أفضل بشأن عواقب الهجرة غير الشرعية. وذلك بشأن الفرص الجديدة المتاحة أمامهم للهجرة بطريقة شرعية مأمونة مثل: برامج لم شمل الأسر الموسعة، وهجرة العمالة. [3]

في كل عام تنقل إلينا وسائل الإعلام العالمية أنباءً مماثلةً عن مسافرين تم إطلاق الرصاص عليهم. أو تم إلقاؤهم من على متن المراكب في عرض البحر. أو تم إبراحهم ضرباً حتى الموت. وفى بعض الحالات، أبلغ طاقم البحارة عن رؤسائهم للسلطات المختصة. وفى حالاتٍ أخرى، نجا المسافرون خلسةً وقصّوا حكايتهم. ورغم ذلك فالملاحقات القضائية نادرة جداً، إذ غالباً ما تضيع أدلة الجريمة فى أعماق المحيط. جنباً إلى جنبٍ مع الأسباب التى ولدت اليأس لدى الآباء وأطفالهم ونسائهم لدرجةٍ دفعت بهم إلى مغادرة بلدان منشئهم الأصلية بصورة غير شرعية. [3]

اقرأ أيضاً: جرائم ضحاياها أطفال.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] UNHCR REFUGEES Magazine

[2] MSF

[3] UNHCR

الهجرة غير الشرعية- نساء وأطفال في عرض البحر قراءة المزيد »

Crimes Against Child Victims

جرائم ضحاياها أطفال

Crimes Against Child Victims

جرائم ضحاياها أطفال

كيف كانت طفولتك؟
قد يتبادر إلى أذهاننا بعد هذا السؤال، مرور شريط من الذكريات الوردية والأيام الجميلة التي كنا ما نزال نجهل فيها الكثير عن الحياة ومصاعبها، ولكن ماذا عن الوجه الآخر لهذا السؤال؟

ماذا عن الّذين كانت ذكريات طفولتهم مليئة بالعنف؟ الّذين عاشوا مصاعب الحياة وتعرضوا لمختلف أشكال الاستغلال منذ نعومة أظفارهم؟ قد تختلف التسميات والمظاهر ولكن مفهوم العنف ضد الأطفال واحد.

تعريف العنف ضد الأطفال

هو أحد الممارسات التي تصنف كشكلٍ من أشكال انتهاك حقوق الإنسان وتتنوع لتشمل مختلف مظاهر العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال وسوء المعاملة والاستغلال بما فيها الإساءة الجنسية. بحيث تكون موجهةً ضد الفئات دون سن الثامنة عشر. 

وعندما نتساءل عن مرتكبي هذه الأشكال من العنف سنجد تنوع الأشخاص المتورطين بها لتشمل أقرب الأطراف من الطفل وهم الأهل والعائلة بالإضافة لأطرافٍ أخرى كمقدمي الرعاية والأقران وكذلك بعض المؤسسات. [1]

أشكال العنف ضد الأطفال

1. سوء المعاملة والعقاب العنيف: قد تمثل صورة تعنيف الطفل مظهراً طبيعياً بالنسبة لبعض العائلات الّتي يعتبر فيها الوالدان العنف ضد الأطفال شكلاً من أشكال القسوة التي لا بد منها للحصول على نتائج تربويةٍ أفضل. ويعود سبب اتباع هذا الأسلوب التربوي إما إلى التداول الثقافي نظراً لتعرض أحد الوالدين أو كلاهما له في مرحلة طفولتهم أو لأسبابٍ تتعلق بعدم استقرار الوضع النفسي للوالدين. كالتعرض للضغوط الاقتصادية وتعاطي المخدرات أو الكحول أو لأسبابٍ أخرى كنقص المستوى التعليمي للوالدين.
ويندرج تحت هذا التصنيف مختلف أشكال العنف البدني، الجنسي والنفسي بالإضافة للإهمال. ولا يقتصر اتباع هذا الأسلوب على الوالدين بل يتسع ليشمل مقدمي الرعاية والأشخاص ذوي السلطة كما في المدارس ودور الأيتام.

2. العنف الجنسي: والذي يتضمن المعاشرة الجنسية الكاملة أو محاولة المعاشرة الجنسية غير الرضائية وأيضاً الأفعال ذات الطابع الجنسي كالتحرش والتلصص. ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ووصولها لأيدي الأطفال أصبح للمتحرشين الجنسيين منفذٌ جديد لتحقيق هذه الأهداف. حيث نلاحظ انتشار ظاهرة الاستغلال الإلكتروني في الآونة الأخيرة. ومن أشكال العنف الجنسي أيضاً ظاهرة الاتجار الجنسي بالأطفال واستغلالهم واستخدامهم في أعمال البغاء دون أن يكون للطفل حقٌّ في الرفض أو القبول.

3. العنف الوجداني أو النفسي: يتضمن أشكالاً غير جسديةٍ لا تقل أهمية عن الأشكال الأخرى كتقييد تحركات الطفل وتوبيخه والسخرية منه وكذلك التهديد والترهيب والتمييز.

4. عنف الشريك الحميم: ويشمل العنف الجسدي والجنسي والعاطفي من قبل شريك حميم. وغالباً ما يكون ضحايا هذا الشكل هم الفتيات القاصرات في نطاق زيجات الأطفال والزيجات القسرية المبكرة. وكذلك في أوساط المراهقين المرتبطين عاطفياً لكن دون زواجٍ و يدعى أحياناً عنف المواعدة.

5. التسلط أو التنمر: عادة ما يحدث من جانب طفلٍ آخر أو مجموعة أطفال ويحدث غالباً في المدارس أو الأماكن التي يتجمع بها الأطفال بالإضافة لمواقع التواصل الاجتماعي. [1]

أسباب العنف ضد الأطفال

مع تنوع الأطراف المتسببة بالعنف تتنوع أيضاً الأسباب لتشمل الأسباب داخل الأسرة كنقص الدخل وانعدام العلاقات العاطفية بين الأطفال والوالدين وسوء الممارسات التربوية والزواج المبكر أو القسري.

أما بالنسبة للمجتمعات التي ينتشر فيها العنف فقد لوحظ وجود خصائص مشتركةٍ بينها مثل الفقر، ارتفاع الكثافة السكانية، سهولة إتاحة الكحول والأسلحة النارية، وجود تركزات عالية للعصابات والأوضاع اللاحقة للنزاعات أو الكوارث الطبيعية. [1]

تأثير العنف ضد الأطفال

تعتبر مرحلة الطفولة المرحلة الأهم لتكوين الإنسان من الناحية البدنية والنفسية وإن نشوء الطفل ضمن هذه الظروف غير الطبيعية والبيئة غير الآمنة سيخلف تأثيراتٍ وخيمةً عليه ومنها:

  • ضعف النمو العقلي ونمو الجهاز العصبي وما يترتب عليه من تأثيراتٍ سلبيةٍ على نمو الطفل الإدراكي وضعف مستوى التحصيل الدراسي والإنجاز المهني. فضلاً عن تأثيراته السلبية على الغدد الصماء، الدورة الدموية، النسيج العضلي الهيكلي والأجهزة التنفسية والتناسلية والمناعية.
  • التكيف السلبي والسلوكيات ذات المخاطر الصحية إذ غالباً ما يتجه الأطفال المعنَّفون للتدخين والكحول والمخدرات وسلوكٍ جنسيٍّ شديد الخطورة.
  • تأثيراتٌ سلبيةٌ على الصحة النفسية حيث يتعرض هؤلاء الأطفال لصدمات طفولة كما ترتفع لديهم معدلات القلق والاكتئاب والانتحار والكثير من المشاكل النفسية الأخرى.
  • حالات الحمل غير المقصودة والإجهاضات المفتعلة ومشاكل تتعلق بأمراض النساء بالإضافة للأمراض المنقولة بالجنس كفيروس HIV.
  • إصاباتٌ وخيمةٌ تحدث غالباً لدى الذكور عند تعرضهم لمشاحنات واعتداءات جسدية.
  • الوفاة نتيجة القتل عن طريق الخطأ.
  • الأطفال الّذين تعرضوا للعنف قد يتوجهون لارتكاب عنفٍ شخصيٍّ موجه للذات لاحقاً أو للآخرين مما يخلق حلقةً مفرغةً من العنف ستؤثر حتماً على الأجيال القادمة. [1]

إحصائياتٌ حول العنف ضد الأطفال

- حسب منظمة الصحة العالمية فإن حوالي مليار طفلٍ في العالم قد تعرض لأحد أشكال العنف العاطفي أو الجسدي أو الجنسي.

- أما الدراسة التي أجرتها the global partnership to end violence against children 2016 قد بينت أنه في كل 5 دقائق يموت طفلٌ في العالم نتيجة العنف.

- كما أن اليونسيف وضحت أن 1 من أصل 10 فتيات تحت سن ال20 قد تعرضن لسلوك جنسي قسري. وكذلك بينت الدراسة أن طفل من أصل 10 أطفال في العالم يعيش في بلدان متأثرة بالصراعات. [3]

بعض الحلول المقترحة

اقترحت العديد من المنظمات حلولاً واستراتيجياتٍ لمعالجة هذه المشكلة وكان منها:

  1. تعزيز الدعم الاقتصادي للأسر.
  2. تغيير المعايير الاجتماعية لدعم الآباء والأمهات والأبوة والأمومة الإيجابية.
  3. توفير التعليم والرعاية الجيدين منذ المراحل المبكرة.
  4. تعزيز مهارات الأبوة والأمومة لتعزيز نمو الطفل الصحي عبر الزيارات المنزلية في مرحلة الطفولة المبكرة.
  5. التدخل لتقليل الأضرار ومنع المخاطر المستقبلية عبر تقديم الرعاية الأولية المعززة وبرامج تدريب الوالدين السلوكية وتوفير العلاج لتقليل أضرار التعرض للإساءة والإهمال.
  6. إنشاء مبادراتٍ عالميةٍ جديدةٍ للتصدي للعنف والتنمر. [2]
  7. الحملات الإعلامية الهادفة لزيادة الوعي بالأثر السلبي للعنف على نمو الطفل وأثر الممارسات الإيجابية في منع حدوثه.
  8. تم اعتماد معايير دوليةٍ جديدةٍ لحماية الأطفال من العنف وسنّت بعض الدول تشريعاتٍ لحظر العنف البدني والعقلي والجنسي لحماية حقوق الضحايا من الأطفال. [4]

وفي النهاية نتوجه برسالةٍ لكل شخص قد تعرضت طفولته للتشويه بإحدى هذه الانتهاكات. عليك أن تعلم بأن صدمات طفولتك تحتاج لرحلة تشافٍ طويلةٍ ودعمٍ نفسي من المحيطين بك ومن المعالجين النفسيين بالإضافة للكثير من الصبر. فإن إنهاء حلقة المعاناة والعنف تستوجب منك أن تكون أكثر وعياً بها وألا تنكر وجودها. اطلب المساعدة متى احتجت إليها وتذكر دوماً أنك لست وحيداً.

اقرأ أيضاً: ظاهرة رمي الأطفال حديثي الولادة في سوريا.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] WHO

[2] CDC

[3] SOS

[4] UN

جرائم ضحاياها أطفال قراءة المزيد »

The Role of Syrian Women in Peacebuilding

دور النساء السوريات في بناء السلام

The Role of Syrian Women in Peacebuilding

دور النساء السوريات في بناء السلام

"دائماً ما يقال للنساء السوريات أن المساواة المبنية على النوع الاجتماعي تأتي في المرتبة الثانية بعد حقوق الإنسان ووقف الحرب. لكن دون المساواة المبنية على النوع الاجتماعي، لن يكون هناك سلام ولا حقوق إنسان".
- زينة أرحيم؛ صحفية وناشطة نسوية ومستشارة/مدربة اتصالات. [1]

أهمية المرأة في عملية صنع السلام

إن إشراك المرأة في عمليّة صنع السلام هو ضرورة لا بد منها فهي تشكل أكثر من نصف المجتمع من ناحية العدد ومن ناحية حجم دورها في كل المجالات. فقد أثبتت دورها كمعيلة لأسرتها، ومستجيبة إنسانية أولية، وقائدة، وبانية للسلام. [1]

لذا يُعدّ بناء قدرة المرأة كعاملة من أجل السلام وصانعة قرار ضرورياً من أجل مستقبلٍ عادلٍ في سوريا. فالمساواة لا تحقق العدالة للمرأة فقط، بل للمجتمع بأسره، ودور المرأة في بناء السلام وصناعته لا يجب أن يكون شكلياً فحسب، بل دبلوماسياً، وفي الميدان، وتحديداً مع قوات حفظ السلام. لأن المساواة الجندرية هي إحدى الوسائل التي يمكن أن توقف العنف في المجتمعات وتفرض السلام بين البشر. لذلك فإن تحقيق المساواة يعد أحد أهداف التنمية المستدامة لمستقبل أفضل للبشرية. [3]

وقد توصّل تحليل كمّي شمل 156 اتفاق سلام إلى أن مشاركة النساء المحليات في مفاوضات السلام زادت من احتمال توقُّف العنف في غضون عامٍ واحد بنسبة 24.9 في المئة. 

وفي العقدين الأخيرين بدأنا نلمس تسارع في عجلة الحركات النسوية في الشرق الأوسط، ومنها على الصعيد السوري والحركة السياسية النسوية السورية. [4]

الأزمات التي بلورت دور المرأة في صنع السلام

  • الحرب السورية: 

نتيجة للحرب السورية تأثرت المرأة السورية بالنزاع، فباتت تشكّل قرابة نصف الأشخاص الأكثر احتياجاً إلى المساعدة الإنسانية. كما زادت مستويات فقر المرأة السورية عن الرجل السوري، وزاد خطر تعرّضها للعنف القائم على النوع الاجتماعي، فضلاً عن أنها ما زالت تتولى مسؤولية رعاية الأطفال وأفراد العائلة الآخرين. وأصبحت النساء، خلال الحرب السورية، مُعيلات أساسيات لأسرهن. ويعود ذلك جزئياً إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في صفوف الرجال خلال الحرب. ويُشار في هذا الصدد إلى أن المرأة باتت مسؤولة عن نحو ثلث الأسر في سورية، وعن نحو 40 إلى 50 بالمئة من الأسر في دول اللجوء، وتسعى هؤلاء النساء جاهدات لتغطية التكاليف الأساسية لعائلاتهن، ويتحمّلن مسؤوليات هائلة.

فضلاً عن الآثار التي تخلفها الحرب على النساء كالعنف القائم على النوع الاجتماعي، والاعتقال والقتل، واستهداف الناشطات المدنيات والمدافعات عن حقوق الإنسان، واللجوء والنزوح والتهجير القسري. [2] [3]

  • جائحة كورونا:

أدت جائحة فيروس كورونا إلى زيادة العنف ضد النساء عالمياً بسبب تدابير الإغلاق والحجر، ويذكر أن المرأة تشكل نسبة 70% من القوى العاملة في القطاع الصحي الأمر الذي يجعلها أكثر عرضة للعدوى والمرض. [2]

المرأة ومؤتمرات السلام، بين التوصيات والمشاركة الفعلية

كل تلك المصاعب لم تمنع كثير من النساء من لعب دورهن سياسياً ودبلوماسياً، وأيضاً في بناء السلام وتحقيق العدالة، بل أثبتن وجودهن في الميدان، وفي دول الاغتراب واللجوء. [3]

إضافةً إلى هذه التحديات، طالبت النساء السوريات بإشراكهن في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة. في عام 2000، أقرّت الأمم المتحدة القرار رقم 1325 الصادر عن مجلس الأمن حول المرأة والسلام والأمن، وأوصت بأن تشكّل المرأة ما لا يقل عن 30 في المئة من المشاركين في محادثات السلام في عام 2002.

أصدرت المنظمة العالمية بيان جنيف 1 الذي ينص على أنه "من الواجب أن تُمثَّل المرأة تمثيلاً كاملاً في جميع جوانب العملية الانتقالية".

كما تم إجراء تعديلات على قانون الأحوال الشخصية، وزيادة المشاركة في أنشطة التدريب وتنمية المهارات، والزيادة في ريادة الأعمال النسائية في البلاد منذ بداية الصراع. ومع ذلك، لا تزال المشاركة المباشرة للمرأة في مفاوضات السلام رفيعة المستوى ونسبة مشاركة النساء في صنع القرار السياسي على المستويين الوطني والمحلي منخفضة بشكل مخيب للآمال.

إذ شكّلت النساء، في المعدّل، 13% فقط من المفاوضين، و6% من الوسطاء، و6% من الموقّعين في عمليات سلام أساسية في مختلف أنحاء العالم بين عامَي 1992 و 2019. [4]

بينما خلال اجتماع اللجنة الدستورية في أغسطس 2020، وهي الهيئة التأسيسية التي تتولى الأمم المتحدة تيسيرها من أجل اعتماد دستور جديد لسورية في إطار عملية السلام، كان غياب المساواة الجندرية واضحاً. فالنساء لم يشكّلن سوى ثلاثة عشر عضواً فقط من أصل 45 عضواً في لجنة الصياغة. [4]

ونظراً لما سبق، نجد أن إشراك النساء السوريات في عملية السلام وصنع القرار إلى تقدم ملحوظ، لكنه بطيء وغير مرضٍ. ويحتاج إلى تحركات أكبر من قبل المؤسسات المحلية والعالمية من جهة، ومطالبات من قبل الجهات النسوية من جهة أخرى، حتى نصل لواقع تكون مشاركة المرأة في صنع السلام من المسلمات في كل المؤتمرات.

ونظراً لما سبق، نجد أن إشراك النساء السوريات في عملية السلام وصنع القرار إلى تقدم ملحوظ، لكنه بطيء وغير مرضٍ. ويحتاج إلى تحركات أكبر من قبل المؤسسات المحلية والعالمية من جهة، ومطالبات من قبل الجهات النسوية من جهة أخرى، حتى نصل لواقع تكون مشاركة المرأة في صنع السلام من المسلمات في كل المؤتمرات.

في مبادرتنا نسعى لتقوية ودعم المرأة وسد الفجوة المبنية على الجنس. ولأن المرأة بطبيعتها مسالمة وجزء جوهري هام لتحقيق العديد من مساعي البشرية على كافة المستويات. نرى أن تشجيع ودفع النساء للمشاركة الفعالة في تحقيق السلام واجب على الأفراد والجماعات أو الحكومات معاً.

اقرأ أيضاً: دور التعليم في بناء السلام.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] UN Women News

[2] UN Women Articles

[3] The Syrian Women PM

[4] Carnegie

دور النساء السوريات في بناء السلام قراءة المزيد »

The phenomenon of Infant abandonment

The phenomenon of Infant abandonment

The phenomenon of Infant abandonment in Syria

ظاهرة رمي الأطفال حديثي الولادة في سوريا

ظاهرة رمي الأطفال حديثي الولادة في سوريا لم تعد غريبةٍ على أي سوري للأسف، هي ظاهرةٌ خطيرة تمثل أوضح مخلفات الحرب والجهل، وأكثرها إيلاماً وقسوة.
حسب مقال ورد في جريدة الوطن بتاريخ 12 مايو 2022: "كشف المدير العام للهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور زاهر حجو أنه تم توثيق 38 حالة عثور على لقطاء منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخ إعداد الخبر منهم 17 أنثى و21 ذكراً." [1]

هذه الظاهرة هي انعكاسٌ واضح للظروف الكارثية التي يعانيها الشعب السوري، والتي تتضمن ظروفاً اقتصادية، ومآسٍ أخلاقية نتيجة بشاعة الحرب وعنفها التي عاشها الشعب لمدة طويلة.

إضافةً لصعوبة الحياة الروتينية البسيطة المحملة بعبء الانتظار الدائم لأبسط مقومات الحياة. والتأثيرات النفسية الناجمة عن هذا الأمر، وتوقع الأسوأ دائماً، فالأوضاع في انحدارٍ دائم.

الأسباب وراء ظاهرة رمي الأطفال حديثي الولادة

يوجد العديد من الأسباب التي تخلق هذه الظاهرة القاسية:

  • أسباب اقتصادية:

مع دخول الحرب في سوريا عامها الحادي عشر، تواجه الأسر في جميع أنحاء البلاد مستوياتٍ غير مسبوقة من الفقر وانعدام الأمن الغذائي. يكافح المزيد من السوريين اليوم أكثر من أي وقت مضى لوضع الطعام على موائدهم.

إن الأعمال العدائية واسعة النطاق، والنزوح الجماعي عبر المحافظات الشمالية، إلى جانب التراجع الاقتصادي الحاد، تشير إلى أن الوضع العام للأمن الغذائي آخذٌ في التدهور في جميع أنحاء البلاد، وتحتاج الأسر إلى الدعم لتلبية احتياجاتها وإعادة بناء حياتها.

ويقدر برنامج الأغذية العالمي أن 12.4 مليون سوري يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي. وهذه زيادة قدرها 4.5 مليوناً في العام الماضي وحده وأعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق.

أدت الحرب السورية المستمرة إلى استنفاد أصول المجتمع والقضاء على سبل كسب العيش وتآكل قدرة الأسرة والمجتمع على الصمود. [2]

  • أسباب اجتماعية:

بالرغم من سوء الأوضاع الاقتصادية والتدهور الدائم لها، لكن الأنماط الاجتماعية السائدة تشكل السبب الرئيسي في الإساءة إلى الأطفال.

الضغط الاجتماعي الدائم من قبل المجتمع فيما يخص حتمية الزواج والإنجاب يشكل السبب الأكبر لظواهرٍ مثل ظاهرة رمي الأطفال، والعنف الأسري، وعمالة الأطفال. لأن الأسباب التي تدعو الأفراد للإنجاب ليست مبينة على قناعاتٍ شخصية.

كما أن العديد من الآباء والأمهات قد يكونون غير مؤهلين نفسياً لتحمل مسؤولية الأطفال.

إضافة للعديد من الأفكار السائدة التي تشجع على الإنجاب دون الاكتراث للواقع الاقتصادي الذي تعيشه الأسرة مثل المقولة الشائعة: "الولد بيجي وبتجي رزقتو معو"، التي للأسف يصدقها العديدون وتكون سبباً للانحدار الدائم في الوضع المعيشي للكثير من الأسر.

  • ضعف الوعي بالصحة الإنجابية:

في كثير من المناطق السورية لا تزال ثقافة تحديد النسل ضعيفةً نتيجة الجهل وعدم الدراية الكافية بكيفية وأهمية استخدام وسائل منع الحمل.

  • جرائم الاغتصاب والعلاقات غير الشرعية:

ما زال الكثير من أفراد المجتمع لا يفرّقون بين المجرم والضحية في جرائم الاغتصاب، ويعاقبون الطرف الأضعف دائماً الذي هو المرأة. بالتالي بدلاً من أن تسعى الضحية لكشف المجرم والحصول على حقها، تكتفي بالسكوت خوفاً من أحكام المجتمع وفي كثير من الأحيان خوفاً على حياتها من المقربين منها، وخصوصاً في حالة حصول حمل. فإما أن تلجأ للقيام بالإجهاض بطرق غير شرعية مما يعرّض حياتها للخطر، أو تنتظر قدوم الطفل وتتخلص منه بطرقٍ قاسيةٍ في حال لم يتم قتلها من قبل المقربين منها.

أما العلاقات الغير شرعية فتتسم عادةً بالتهرب من المسؤولية دون إدراك الآثار الكارثية التي تنجم عن التخلي عن الأطفال.

الجانب القانوني لهذه الظاهرة

المادة 484 من قانون العقوبات تنص على أنه من طرح أو سيب ولداً دون السابعة من عمره أو أي شخص آخر غير قادر على حماية نفسه بسبب حالة جسدية أو نفسية عوقب بالحبس من 3 أشهر إلى سنة. وإذا طرح الولد أو العاجز أو ترك في مكان مقفر كان العقاب من سنة إلى 3 سنوات.

المادة 487 من قانون العقوبات: "إن الأب أو الأم اللذين يتركان ولدهما الشرعي أو غير الشرعي أو ولداً تبنياه سواء رفضا تنفيذ موجب الإعالة الذي يقع على عاتقهما أو أهملا الحصول على الوسائل التي تمكنهما من قضائه يعاقبان بالحبس مع التشغيل ثلاثة أشهر على الأكثر وبغرامة لا تتجاوز المائة ليرة." [3]

مصير الأطفال بعد التخلي عنهم

يُعرّف القانون السوري مجهول النسب بأنه "الوليد الذي يُعثر عليه، ولم يثبت نسبه أو لم يُعرف والده، بالإضافة إلى الأطفال الذين لم يثبت نسبهم ولا يوجد معيل لهم، والذين يضلّون الطريق، ولا يملكون القدرة للسؤال عن ذويهم لصغر سنهم، والمولود من علاقة غير شرعية وإن كانت والدته معروفة".

سُنَّ القانون السوري لمجهولي النسب عام 1970، ولم يخضع لأي تعديل جوهري منذ ذلك الوقت، سوى بصدور بعض المراسيم، مثل تغير كلمة "لقيط" إلى "مجهول النسب". وفي عام 2018، طُرح مشروع قانون جديد لمجهولي النسب تحت قبة مجلس الشعب لمناقشته. وعلى الرغم من أنه ليس جديداً بمضمونه، ومصاغٌ فحسب وفق صياغة تشريعيةٍ جديدة، فلم يتم إقراره.

لا توجد سوى دار رعاية حكومية واحدة لمجهولي النسب، وهي في دمشق. في مدينة حلب، تمّ السماح مؤخراً لجمعية "كفالة الطفولة" الأهلية - بتكليف من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل - بإنشاء دارٍ لهم تملك صلاحيات الدار الحكومية نفسها، وتطبق عليها القوانين نفسها تحت إشراف الوزارة. أما الأطفال الذين يتم العثور عليهم في باقي المحافظات، فيتم تحويلهم إلى دمشق.

وفق القانون، يجب على من يعثر على طفل تبليغ الشرطة أو المختار فوراً، بغية تنظيم المحضر اللازم بذلك، وتسليمه إلى إحدى المؤسسات أو الأشخاص الذين تعتمدهم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. [4]

للأسف بغض النظر عن المعاناة التي قد يعانيها هؤلاء الأطفال في دور الرعاية، والإحساس الدائم بأنهم غير مرغوب بهم من قبل ذويهم، فالمجتمع هو الذي يلعب الدور الأكبر بالإساءة لهم بدلاً من التعاطف معهم بوصفهم ضحايا لا ذنب لهم. فالمجتمع يعزز لديهم الإحساس بالرفض عن طريق نبذهم في كثير من المواقف، خصوصاً فيما يتعلق بالزواج وإنشاء عائلة، وهو أكثر ما قد يحتاجوه، الشعور بالانتماء والدفء.

الحلول

  • يكمن الحل بشكل أساسي بتوعية الأفراد بالمسؤوليات المترتبة عن الإنجاب اجتماعياً، واقتصادياً، وأخلاقياً.
  • إضافة لزيادة الوعي بأهمية استخدام وسائل منع الحمل وتوفيرها مجاناً لمن يحتاجها بكافة المشافي والمستوصفات الصحية الحكومية.
  • كما أن تحسين الوضع المعيشي بشكلٍ عام ينعكس إيجاباً على جميع جوانب الحياة، ومنها الجانب الأخلاقي الذي من شأنه أن يحد من ظاهرة رمي الأطفال الغير أخلاقية.
  • تطبيق قوانين تضمن حقوق الأطفال المولودين إثر جرائم الاغتصاب، والعلاقات الغير شرعية وتأهيل ذويهم نفسياً ليكونوا أهلاً للاهتمام بهم.
  • ضمان حماية المرأة التي تعرضت للاغتصاب من أية إساءةٍ قد تتعرض لها، مما يحد من اتخاذها لإجراءات مؤذية بحقها أو بحق طفلها.
  • تغيير الصورة النمطية في المجتمع تجاه الأطفال مجهولي النسب.

الجهود المبذولة للحد من ظاهر رمي الأطفال حديثي الولادة

للأسف لم يتم اتخاذ أي إجراءٍ حقيقيٍّ على أرض الواقع للحد من هذه الظاهرة، ولم يتم اعتبارها ظاهرة أصلاً. أفاد عضو المكتب التنفيذي لقطاع الصحة والشؤون الاجتماعية والدفاع المدني في محافظة دمشق، باسل ميهوب، لإذاعة "شام إف إم" المحلية: "أن الخط البياني المتعلق بوجود أطفال متروكين في الشارع لا يدل على وجود ازدياد، وخلال مدة شهر إلى شهرين تبين أن الحالة نقطية"، مشيراً إلى أن "الازدياد يعني تحول الحالة من سلوك إلى ظاهرة وإيجاد 4-5 حالات يوميا". [5]

على أمل أن يتم أخذ هذه الظاهرة بعين الاعتبار وما لها من آثار كارثية على بنية المجتمع، ومعالجة أسبابها التي قد تؤدي إلى مشاكل أخرى.

في مبادرتنا نسعى لتغيير الأفكار السائدة الخاطئة في المجتمع، ونحاول نشر الوعي بأهمية المساواة بين الرجل والمرأة وإحداث تغييرٍ إيجابيٍّ من خلال مناقشة المواضيع التي تهم المجتمع. فالتغيير الحقيقي ينتج عن التغيير التدريجي للأفكار.

اقرأ أيضاً: دور التعليم في بناء السلام.

مبادرة USW مبادرةٌ تسعى لتحقيق السلام وبنائه في المجتمع السوري خاصةً والمجتمعات العالمية عامةً من خلال التعليم وما تقدمه بشكل تطوعي خدمي ومجاناً من دوراتٍ تعليميةٍ وورشاتٍ تفاعليةٍ وجلساتٍ نقاشيةٍ حوارية لتفعيل حرية النقاش والتشاركية، وبهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح سلام المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] Alwatan

[2] WFP

[3] Learning Partnership

[4] Assafir Alarabi

[5] Al7al

The phenomenon of Infant abandonment قراءة المزيد »

Cyberbullying and Cyber Harassment - In Disguise Crimes

Cyberbullying and Harassment- In Disguise Crime

Cyberbullying and Cyber Harassment - In Disguise Crimes

التنمر الإلكتروني والتحرّش الإلكتروني- جرائمُ متخفيّةٌ

التنمر الإلكتروني والتحرش الإلكتروني، كيف يمكن الحد من تحول التكنولوجيا إلى أداة خطيرة تستخدم في التحكم بحياة شخص أو إنهائها من وراء شاشة؟

التنمر الإلكتروني والتحرش الإلكتروني مظاهرُ قد سمعنا بها وشاهدناها تحدث بدون أن يكون لدينا ردّة فعلٍ واضحةٌ غير الغضب والاستنكار. لا يمكن أن يكون حدوث أمر كهذا سبباً للاختباء والخوف. يجب على كل من يتعرض إلى التنمر الإلكتروني والتحرش الإلكتروني عرض هذه الجرائم وعدم الخوف من الإفصاح عنها. مع تقدّم الحياة والتّطور الذي نشهده في عالم الجرائم الإلكترونية، أصبحت عقوبات هذه الجرائم موجودةً ضمن الدستور وتُطبَّق على مرتكبها. لذلك إن عدم طلب المساعدة يمكن أن يودي بضحايا هذه الجرائم إلى القلق والاكتئاب وفي حالاتٍ أخرى إلى الانتحار.

التنمر الإلكتروني والتحرّش الإلكتروني

على الرغم من أن التنمر الإلكتروني والتحرّش الإلكتروني يظهران عادةً كأنهما ظاهرة جديدة مرتبطة بالأجهزة ووسائل التواصل الاجتماعي. إلا أنهما يعتبران امتداداً للتنمر والتحرّش الذي يحصل في الطرقات والمواقف والأسواق وغيرها.

تعرّف منظمة اليونسيف التنمر الإلكتروني على أنه "تنمرٌ باستخدام التقنيات الرقمية، ويمكن أن يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة ومنصات الألعاب والهواتف المحمولة، وهو سلوك متكرر يهدف إلى إخافة أو استفزاز المستهدفين به أو تشويه سمعتهم" [1]

ذُكر التحرّش الجنسي للمرّة الأولى عام 1973 على يد الباحثة ماري روي في تقرير لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. ومنذ ذلك الوقت تعددت التعاريف واختلفت. أصبح تعريف التحرّش الإلكتروني "استخدام شبكة الإنترنت أو وسائل الاتصال الحديثة للتواصل مع أنثى بغير رغبتها باستخدام كلماتٍ أو إيحاءاتٍ أو صورٍ ذات طبيعة جنسية ما قد يؤدي إلى تعرضها إلى أذى نفسيٍّ أو جسدي" [2، ص6]

آثار التنمر الإلكتروني والتحرّش الإلكتروني على الأفراد

تشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى 7 من كل 10 شباب قد تعرضوا للإساءة عبر الإنترنت في مرحلة ما. كما أن واحداً من كل ثلاثة ضحايا للتنمر قد تعرض لأذى في الشخصية من جراء ذلك، وأقدم 1 من كل 10 على محاولة الانتحار. [3]
وقد حذرت اليونيسف اليوم من المخاطر التي تشكلها ظواهر العنف و"التنمر والتحرش الإلكتروني" على أكثر من ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة من مستخدمي الإنترنت عالمياً . ودعت إلى اتخاذ إجراءات تتناسق وتتضافر فيها الجهود، للتصدي للعنف ضد الأطفال والشباب ومنعه على الإنترنت. [4]

لا يمكن حصر آثار التنمر الإلكتروني والتحرّش الإلكتروني في القلق والخوف فقط. حيث توجد العديد من القصص حول العالم لأشخاص قاموا بالانتحار بسبب تعرضهم للتنمر الإلكتروني.

يمكن أن يسبب التنمر الإلكتروني العديد من المضار على الصحة العقلية والجسدية للضحايا. حيث أن التفكير الزائد والقلق يمكن أن يؤدي إلى الإكتئاب والحرمان من النوم. وهذا ما يسبب الإرهاق الجسدي وعدم القدرة على أداء المهام اليومية بنفس الهمّة. كما أن التنمر يمكن أن ينقص من ثقة الضحية بالآخرين ويبعده عن الاتصال الاجتماعي مع محيطه. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يسبب فقدان الشهية وإهمال الطعام مما يجعل الحالة الصحية للجسم سيئة جداً.

يختلف التحرش الإلكتروني عن التحرش الجسدي بعدم وجود اتصالٍ جسديٍّ واضحٍ بين المجرم والضحية. ولكن هذا لا يعني الاستخفاف بمضاره التي يمكن أن تسبب الكثير من الأذى النفسي للمرأة. يُلحق “التحرش الإلكتروني” أذى نفسياً واجتماعياً كبيراً بالضحية لا يقل عن تعرضها للتحرش الجسدي، بينما يبقى المتحرش/ة -في أغلب الأحيان- بمعزلٍ عن العقاب نتيجة التغطية التي يؤمنها له اختباؤه/ا -معظم الأوقات- تحت مسمياتٍ وهميةٍ على شبكة الإنترنت. [5]

قصص ووقائع

لا يمكن إثبات مضّار التنمر الإلكتروني والتحرّش الإلكتروني حتّى نسمع الحقيقة من أفواه الضحايا. انتشرت العديد من القصص على الإنترنت لضحايا تعرضوا لهذه الجرائم. وحتى يكون للجميع صوتٌ في التعبير عن مخاوفه، هذه بعض من القصص المنتشرة:

  1. لميس. س، طالبة جامعية سورية، تروي قصّة تعرضها لمحاولة ابتزازٍ وتحرشٍ إلكترونيٍّ من شخص قدّم نفسه كباحث قام باختراق مشروع بحثي كانت تعدّه. تقول الجامعية: "تواصلت مع صفحة تقدّم الخدمات الجامعية وتساعد الطلاب بالأبحاث، لأتعرّف على شخص تعهّد بالمساعدة المأجورة". وتضيف: "بدأت القصة بشكل طبيعي حيث كان يطلب مني معلومات حتى ينجز البحث بشكل أفضل. وبعدها أصبح يكرر طلب اللقاء والاجتماع بذريعة إنجاز البحث على أكمل وجه، وهنا بدأت أشعر أن الوضع بات يأخذ منحىً آخر". وبعد فترة، طلب الشخص من الطالبة فتح الكاميرا بذريعة إتمام البحث، وهو ما استجابت إليه لميس لتتفاجأ أن محدّثها ظهر بمنظر غير لائق إطلاقا، وتكلم معها بألفاظ خادشة للحياء. تقول لميس: "لم أعرف كيف أفصل الاتصال، لقد ارتبكت جداً، حينئذ وما إن أغلقت الهاتف، حتى وصلني تسجيل مصوّر للمكالمة، أبدو فيه كأنني متقبلة لهذا المنظر". وتضيف بدأ الشخص الذي بدا محترماً في البداية بابتزازي، وتهديدي بنشر التسجيل في حال لم أستجب لطلباته، بأن ندخل في علاقة ومن ثم طلب آلاف الدولارات. استمر الابتزاز أياماً "عصيبة" على الطالبة الجامعية التي أخبرت شقيقتها وشقيقها طلباً للمساعدة للخروج من الورطة. ورفضت لميس الإفصاح عن الطريقة التي تخلصت فيها من هذا المأزق الذي أرّق حياتها لأيام وليال طوال، لأن الأمر لم يكن سهلاً على حد قولها. [6]
  2. قصة أخرى وقعت ضحيتها كاسي من المملكة المتحدة. تقول كاسي: كنت في الثالثة عشر من عمري عندما بدأت شخصية ما مراسلتي على الإنترنت على أنها عارضة أزياء. بدأت بالتعرف علي وجعلتني أرسل صوراً لها من دون ملابس لإقناعي بالتحوّل إلى عارضة أزياء مثلها. أصبحت تهددني بالصور إن لم أتابع معها وأفعل ما تريد. وطلبت مني إرسال عنواني ومعلومات أخرى من أجل مقابلة مديرها. في اليوم التالي جاء رجل إلى منزلي واعتدى علي جنسياً والتقط صوراً لكل شيء. لم أعرف ماذا أفعل ولم أرد إخبار الشرطة لأنني اعتقدت أن الشرطة ستقول إنني أضيع وقتهم. بدأت في إيذاء نفسي وإهمالها. بعد ستة أشهر اتصلت بي الشرطة بعد إلقاء القبض على المجرم، حيث اتضح أنه قام بجرائم مماثلة. استمر الاكتئاب والقلق طوال فترة مراهقتي، وتناولت جرعتين زائدتين. لم أحصل على استشارة حتى بلغت الثانية والعشرين من عمري. وذلك عندما قررت أن ما حدث لا يجب أن يحدد هويتي وقد ساعدني حقاً أن يكون لدي شعور بأن العدالة قد تحققت. بدون ذلك، كان من الصعب التعافي" [7]

جميعنا نملك قصصاَ مشابهة عن أشخاص ومشاهير تعرضوا للتنمر من العامّة وانتهى الأمر بهم إلى العزلة والاكتئاب وأحياناً الانتحار.
نحن في Uplifting Syrian Women لا نملك سوى مكانٍ يمكن للجميع فيه الإفصاح عن مشاعرهم ومشاكلهم. لا يمكننا محاسبة المجرم. ولكن يمكننا دعم وتشجيع الضحايا على الإفصاح عن الجريمة للمسؤولين وعدم الخوف. هنا في هذا المكان قمنا بخلق بيئةٍ آمنةٍ للجميع.

اقرأ أيضاً: العنف ضد المرأة.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] UNICEF

[2] Academia

[3] UN Chronicle

[4] UN News

[5] STJ- SY

[6] Syria TV

[7] Globalcitizen

Cyberbullying and Harassment- In Disguise Crime قراءة المزيد »

Violence Against Women

قضايا اجتماعية إنسانية: العنف ضد المرأة

Violence Against Women

قضايا اجتماعية إنسانية: العنف ضد المرأة

هل تعلمون أن الدفاع عن حقوق المرأة هو أمر مصيري حتى الآن؟ هل تعلمون كم عدد النساء المتعرضات للعنف حول العالم؟

العنف ضد المرأة مشكلة عالمية الانتشار، مشكلة موجودة ومتأصلة منذ القدم ولا تزال مستمرة حتى هذا اليوم. حتى الآن، حتى ساعة كتابة هذا المقال، توجد فتاة على الأقل أو عدة فتيات يتعرضن لشكل من أشكال العنف. وإن لم نرفع صوتنا ونطالب بحقوق المرأة ونسعى للمساواة فإن العنف سوف يستمر وقد يزداد خطورةً وانتشاراً.

”هناك حقيقة كونية واحدة، تنطبق على جميع البلدان والثقافات والمجتمعات: أن العنف الموجه نحو المرأة غير مقبول، ولا يمكن التماس أي عذر مقبول له، ولا يمكن تحمله.“
- بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة 2008. [1]

تشير التقديرات العالمية المنشورة من منظمة الصحة العالمية (WHO) أن واحدة من كل 3 نساء حول العالم تتعرض في حياتها للعنف البدني و/ أو العنف الجنسي على يد الشريك أو غير الشريك. [2]

العنف ضد المرأة

تعرف الأمم المتحدة العنف ضد المرأة بأنه أي فعل عنيف نابع من التعصب الجنسي. وقد يكون تعنيف نفسي، جسدي، جنسي، اقتصادي ويترتب عليه أذى أو معاناة المرأة. وذلك قد يكون في الحياة العامة أو الخاصة. [2]

ونتيجة لذلك نشأ مصطلح العنف القائم على النوع الاجتماعي (GBV) والعنف ضد النساء والفتيات (VAWG). وللتوضيح يشير ال GBV إلى كل فعل ضار موجه ضد فرد أو جماعة بسبب نوعهم الاجتماعي. وهو ناتج بشكل أساسي عن عدم المساواة المبنية على النوع الاجتماعي والقوالب النمطية أو المعايير والأدوار الاجتماعية في كل مجتمع. وفي حين تعاني النساء والفتيات بشكل كبير من هذا العنف إلا أنه يمكن استهداف الرجال والفتيان أيضاً.

بينما يُعرف ال VAWG على أنه أي فعل من أفعال العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي يؤدي إلى أذى أو معاناة للنساء والفتيات بشكل خاص. [3]

أنواع وأشكال العنف ضد المرأة

كما ذكرنا فإن العنف يتجسد بعدة طرق وقد تتداخل أو تتواجد عدة أنواع منه معاً. من أشكال العنف ضد المرأة:

  • أولاً، العنف المنزلي. أو الاعتداء المنزلي أو عنف الشريك الحميم وهو أحد أكثر أشكال العنف شيوعاً في العالم. إذ نسبة جرائم قتل النساء التي يرتكبها شركاؤهن 38% عالمياً بينما تبلغ نسبة الاعتداء الجنسي على يد شخص آخر غير الشريك 6%. [2]

والهدف الأساسي من العنف المنزلي اكتساب أو الحفاظ على السلطة والسيطرة على الشريك. ويشمل العنف الاقتصادي مثل السيطرة على الموارد المالية وحجب الوصول للمال. العنف النفسي والعاطفي مثل الإهانات والشتائم والتلاعب الذهني والضغط النفسي. العنف الجسدي والجنسي مثل الضرب أو استخدام القوة البدنية لإيذاء الشريك والإجبار على المشاركة بفعل جنسي. [3]

غالباً ما تكون هناك دلالات سابقة في تصرفات الشريك ووجود تصاعد في العنف وحب السيطرة.

  • ثانياً، قتل الإناث. وهو قتل النساء عمداً لأنهن نساء. ويختلف عن قتل الذكور بشكل أساسي بأن معظم حالات قتل الإناث يرتكبها شركاء حاليون أو سابقون أو أي شخص تعرفه الضحية. وغالباً ما تُسبق باعتداءات في المنزل، أو تهديدات بالقتل بشكل مستمر. [3]

وقد تُقتل الأنثى من قبل أحد أفراد أسرتها أو أسرة زوجها لغسل "العار" الذي جلبته وهو ما يُعرف بجريمة الشرف. بالإضافة إلى ذلك، يقع الاتجار بالبشر وتشويه الأعضاء التناسلية للمرأة وزواج القاصرات وغيرها الكثير تحت عنوان العنف ضد المرأة.

آثار العنف على المرأة والطفل

يترتب على العنف الذي تتعرض له المرأة نتائج جسيمة حتى بعد أن تنجو منه، كما أن له نتائج وخيمة على الأطفال سواء أكانوا يتعرضون للتعنيف مع أمهاتهم أو أنهم مجرد شاهدين للعنف. قد تكون قصيرة أو بعيد المدى، نذكر من آثار العنف على المرأة:

  • احتمال الإصابة بالاكتئاب والاضطرابات المسببة للقلق، والمعاناة من صعوبات في النوم إضافةً إلى التفكير بأذية النفس أو الانتحار.
  • حالات حمل غير مرغوب فيها، وحالات إجهاض متعمدة، وانتقال أمراض جنسية.
  • قد تشمل الآثار الصداع ومتلازمات آلام الظهر والحوض المزمنة. علاوةً على اضطرابات المعدة والأمعاء.
  • بينما قد يعاني الأطفال الناشئين ضمن بيئة أسرية غير مستقرة ويصحبها العنف من اضطرابات سلوكية وعاطفية. كما قد يميلون للعنف واستخدام القوة لمواجهة أو تحقيق أي شيء بعمر لاحق. [2]

اقرأ أيضاً: عمل المرأة.

احترام المرأة (RESPECT)، إطار للوقاية من العنف ضد المرأة

بهدف منع العنف ضد المرأة فقد نشرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة عام 2019 الإطار المعنون "احترام المرأة" (RESPECT). وذلك بتأييد 12 وكالة أخرى من وكالات الأمم المتحدة والوكالات الثنائية. وهذا الإطار موجه إلى راسمي السياسات. ويمثل كل حرف من حروف كلمة (احترام) واحدة من الاستراتيجيات السبع المتبعة التالية:

ا- إرساء مهارات تعزيز العلاقات.

ح- حماية النساء وتمكينهن.

ت- تقديم الخدمات.

ر- الريادة في الحد من الفقر.

ر- الريادة في ضمان بيئة مساعدة (المدارس، أماكن العمل، الأماكن العامة).

ا- الأطفال والمراهقين محميون من الإساءة إليهم.

م- المفاهيم والمعتقدات الإيجابية.

من أمثلة التدخلات المنفذة

  1. أولاً. تزويد الناجيات من عنف الشريك بالدعم النفسي والاجتماعي. بالإضافة إلى برامج التمكين الاقتصادي والاجتماعي المشتركة.
  2. ثانياً. العمل مع الأزواج لتحسين مهارات التواصل وإقامة العلاقات الناجحة والتعليم التشاركي للنساء والرجال لتوليد أفكار نقدية حول علاقات القوة غير المتكافئة بين الجنسين.
  3. ثالثاً. تعبئة طاقات المجتمعات المحلية من أجل تغيير المعايير المروجة لعدم المساواة بين الجنسين.
  4. رابعاً. البرامج المدرسية التي تعزز السلامة في المدارس وتحد من ممارسات إنزال العقوبة القاسية أو تلغيها. كما تتضمن مناهج دراسية تتحدى القوالب النمطية الجنسية وتعزز العلاقات القائمة على المساواة. [2]

وفي الختام نود ذكر أن الأزمات الإنسانية والتشريد الجماعي كلها تساهم في تفاقم معدلات العنف. على سبيل المثال، فقد ارتفعت حالات العنف المنزلي منذ بداية جائحة كوفيد-19. [2]

وفي سورية، بحسب اليونيسيف فقد كانت نسبة زواج القاصرات تبلغ 13% قبل بداية الحرب وفي عام 2019 بيّن برنامج مناهضة العنف في الأمم المتحدة أن هذه النسبة ارتفعت لتصل إلى 46%. ورغم عدم توافر التقارير إلا أن معاناة وتعرض النساء السوريات للعنف بمختلف أشكاله في تزايد مستمر. [4]

ولكن لا "عادات" ولا قوالب نمطية تسمح للخطأ بأن يصبح صحيحاً. القتل جريمة. العنف جريمة. التنمر جريمة. السكوت وعدم التدخل خطأ. عدم المساعدة خطأ. حالياً الكثير من النساء تُضرب وتُعنف وتُقتل. لذا دعونا نعمل على حماية ودعم النساء. دعونا نقوي ونشجع النساء. لأنهم قبل كل شيء بشر. مثلكم ومثلنا. وبالتأكيد لديهم حقوقهم. 

حقوق المرأة هي حقوق الإنسان. ونحن كمبادرة تركز على الارتقاء بالنساء عموماً وخصوصاً السوريات نرغب بأن نقول لكِ أننا موجودون. لن نتوقف حتى تعاملي على قدم المساواة مع غيركِ. لذا تشجعي، وانهضي وحاولي. لا تيأسي.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] WHO PDF

[2] WHO

[3] UNWomen

[4] Suwar

قضايا اجتماعية إنسانية: العنف ضد المرأة قراءة المزيد »

Women’s Employment

قضايا اجتماعية إنسانية: عمل المرأة

Women’s Employment

قضايا اجتماعية إنسانية: عمل المرأة

"أقوم بجمع الكرتون والبلاستيك يومياً من أجل تأمين لقمة عيش لي ولطفلي"
-لمياء خالد.

هذا هو حال لمياء، اللاجئة السورية في تركيا بعد أن توفي زوجها وبقيت هي الوحيدة المعيلة لابنها والمشرفة على تعليمه وبالرغم من كافة الظروف المحيطة إلا أنها لم تقم بإخراج ابنها من المدرسة حرصاً منها على إكمال تعليمه ومهما ازدادت عليها مصاعب الحياة فقد كانت دراسة ابنها أولوية عندها. [1]

تاريخ عمل المرأة

عند قراءة التاريخ القديم سوف يتبين لنا أن المهنة الرئيسة للبشر في تلك الأيام كانت فقط الزراعة ولم يقتصر العمل الشاق فقط على الرجل، بل بالإضافة إلى الاهتمام بالأطفال والمنزل قامت المرأة بالأعمال التي تتطلب جهداً بدنياً شاقاً مثل طحن الحبوب، حمل الحطب وسحب المياه وحملها، ولم يكن هناك فترات راحةٍ للمرأة إلا عند الولادة، استمرّ هذا الدور التقليدي لربة المنزل طوال القرن التاسع عشر وفي بداية القرن العشرين ومع ظهور الطاقة الكهربائية واختراع الأجهزة الموفرة للجهد مثل الغسالات والمكانس الكهربائية التي ساعدت بالتخفيف من الجهد والتعب الذي تقوم به ربة المنزل، إلا أنها قامت فقط بتقليل الوقت الذي تستغرقه السيدات لأداء الواجبات المنزلية.

بشكلٍ عام ارتبط عمل المرأة خارج المنزل بالأعمال المنزلية المعتادة لها، حيث اعتادت الكثير من النساء التي فقدن معيل أسرتهن العمل من داخل منازلهن في خياطة الملابس وبيعها لأصحاب المحلات أو كخادماتٍ لمنازل الأغنياء، ثم كانت التطورات الاجتماعية والاقتصادية التي ساعدت على تغير طبيعة عمل المرأة، نمو التعليم أدى إلى زيادة الطلب على المعلمين بالإضافة إلى الأعمال المكتبية ومندوبي المبيعات، إذ وجد أرباب العمل أنه يمكنهم توظيف النساء بأجورٍ أقل من الرجال باعتبار أن الرجال مسؤولون عن إعالة الأسرة أما النساء فقد كانت معظمهن في هذه الأعمال هنّ نساءٌ عازبات وبالتالي يمكن أن يحصلوا على أجرٍ أقل. [2]

خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، تم تجنيد النساء للعمل التطوعي أو المأجور من أجل إرسال الرجال إلى القوات المسلحة مما خلق مجالاتٍ جديدةً لعمل النساء مثل معامل الذخيرة وقيادة الحافلات وإدارة المصارف والمكاتب مما ساعد على تقبل المجتمعات موضوع عمل المرأة ولكن هذا أثر سلباً عند انتهاء الحرب وعودة الرجال إذ استمرت النساء بالعمل إلى جانب الرجال ولكن بأجورٍ منخفضةٍ مما أدى إلى تراجع عمل المرأة خطوةً إلى الخلف في ذلك الوقت. [3]

عمل المرأة حالياً حول العالم

أكدت خطة التنمية المستدامة لعام 2030 على ضرورة توفير وظائفَ ذات نوعيةٍ جيدة للجميع والمساواة الاجتماعية للجميع وذلك بهدف الحد من الفقر وتحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز النمو الاقتصادي في كافة الدول، ولكن هذا الأمر يبدو أنه من الصعب تحقيقه لأن وبالرغم من ازدياد نسبة التحصيل العلمي للنساء مقابل الرجال ومساعي الدول والأمم المتحدة لتحقيق هذا الأمر، مازالت الكثير من النساء حول العالم في خضم معاناةٍ عند انطلاقها بمسارها المهني أو العملي وذلك ابتداءاً من صعوبة إيجادها فرصة عملٍ ذات نوعية جيدة وانتقالاً إلى عدم المساواة في الدخل مع الرجال مما يؤثر سلباً على حياة المرأة الاقتصادية. [4; p.1]

إذ أشارت إحصائياتٌ نُشرتْ عام 2018 إلى أنه لا يزال معدل مشاركة النساء في القوى العاملة البالغ 48.5% في عام 2018 أقل بمقدار 26.5 )نقطة مئوية) من معدل مشاركة الرجال، بالإضافة إلى أنه مقابل كل عشرة رجال يعملون هناك ست نساء فقط يعملن، كما أن النساء تواجهن فجواتٍ كبيرةً في جودة المهن التي تمارسها إذ مازالت نسبة العاملات في الأعمال الأسرية تفوق ضعف نسبة الرجال وظروف العمل غالباً ما تتسم بالضعف والهشاشة لعدم وجود عقود عمل خطية وعدم احترام قوانين العمل بالإضافة إلى قلة عدد النساء في المناصب الإدارية بسبب وجود عوائق في سوق العمل تمنع النساء من العمل في مناصب إدارية. [5]

ولعل مشكلة سيطرة حركة طالبان على القيادة والحكم في أفغانستان من أكبر المشاكل في هذا الخصوص حول العالم، وبعد أن تمكنت المرأة الأفغانية من زيادة خبراتها الأكاديمية واستطاعت الدخول في سوق العمل والسياسة خلال العقدين الماضيين جاءت سيطرة حركة طالبان على الحكم في البلاد محاولة إلغاء كل ما قامت به المرأة الأفغانية، إذ منعت النساء من العمل ومن الصعود إلى سيارة الأجرة بدون وجود رجل معها وسرحت العديد من المدرسات من المدارس. [6]

عمل المرأة في الدول العربية

على صعيد الدول العربية فإن أكثر ما يصعب ظروف عمل المرأة هو الفكر الاجتماعي السائد بعدم أحقية المرأة بالعمل بالإضافة إلى مشكلة التحرش التي قد تحول بين كثير من النساء وأحلامهم ورغباتهم في الحياة، بالإضافة إلى أن أعباء رعاية الأطفال وكبار السن غالباً ما تقع على عاتق النساء، وبالرغم من تحقق بعض التقدم في معدلات بالالتحاق بالتعليم مازالت تقل نسبة التحاق النساء في مجالات العلوم والهندسة والرياضيات التي توفر وظائف أعلى أجراً، بالرغم من تميز الإناث بشكل عام في التعليم مما أدى تعزيز حصول النساء على وظائف محدودة الدخل وزيادة فجوة التمييز في الأجور حسب الجنس. [7]

اقرأ أيضاً: جريمة الشرف

عمل المرأة في سوريا وتأثيرات الحرب

حملت الحرب المرأة السورية هموماً وأعباءً كبيرة ونسفت أمام عينها جميع أحلامها بالحياة الجميلة، فقد أصبحت الكثير من النساء السوريات تأخذن دور الأب والمعيل خارج المنزل بالإضافة إلى أدوارها الرئيسية بالاهتمام بالمنزل والاعتناء بالأطفال فأضحت المرأة السورية تتخبط بين رغباتها بتأمين لقمة عيش كريمة لعائلتها بعد فقدانها زوجها نتيجة الحرب أو السفر ورغباتها بالانتباه إلى أطفالها والاعتناء بتربيتهم ودراستهم، وهذا الموضوع لم يقف هنا إذ عندما تختار المرأة عملاً لتعمل به فإن أول ما تفكر به من الذي سيرعى الأطفال أثناء غيابها ولا سيما في حال كان وزجها أو معيلهم ليس موجوداً مما يزيد العبء عليها، والذي جعل الكثير من النساء السوريات تعمل في ظروفٍ سيئةٍ ودخلٍ محدود لمجرد طلبها لما يكفي من أجل العيش واستمرار الحياة، وتشير الإحصائيات أن قوة العمل النسائية باتت تعادل 4 أضعاف الرجال في سوريا وقد فرضت الأزمة على المرأة السورية تجربة كافة أنواع المهن بما فيها البناء والكهرباء والإمدادات الصحية وقيادة السيارات، إلى جانب أعمال مارستها سابقاً كالخياطة والزراعة والتعليم. [8]

مشكلة الحرب والنزوح في سوريا لم تؤثر فقط على النساء، بل امتد تأثيرها ليشمل الفتيات السوريات اللواتي أُجبرن على الزواج خوفاً من الظروف وسعياً منهن للتخفيف من الأعباء المادية على عائلتهن وحتى إن كان الشخص لا يتوافق مع عمر الفتاة ومؤهلاتها الفكرية، بالإضافة إلى ازدياد نسبة زواج القاصرات وارتفاع نسبة التسرب من المدارس للفتيات نتيجة الخوف عليهن. [9]

ختاماً ترى مبادرتنا في هذه المشكلة تحدّياً كبيراً، ويجب على كافة فئات المجتمع التعاون معاً من أجل مساعدة النساء على تخطي ظروف الحرب التي واجهت الجميع، وهذا ما سعت إليه المبادرة من خلال تقديم ورشات عمل ودورات تدريبية في كثير من المجالات لمساعدة المرأة السورية على إيجاد فرصة عمل تحقق لها عيشاً كريماً ودخلاً يؤمن الاحتياجات الأساسية لها.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] AJ+

[2] Britannica

[3] Future of Work Hub

[4] International Labour Organization-PDF

[5] International Labour Organization

[6] France 24

[7] Albank Aldawli

[8] Syrian Women for Democracy

[9] Suwar Magazine

قضايا اجتماعية إنسانية: عمل المرأة قراءة المزيد »

Honour Crime

Honour Crime- There Is No Honour In Crime

جريمة الشرف- لا شرف في الجريمة

"الناس لا يتدخلون حين يتعلق الأمر بما يسمى جريمة الشرف لأنهم يعتقدون بأن النساء ملكية خاصة للرجال والعائلة، وهناك استباحة وتواطؤ مجتمعي عنفي مع هذه الفكرة".
- المحامية عزة سليمان، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة قضايا المرأة المصرية.

تتمتع قضية جريمة الشرف بكامل العناصر التي كافحت النساء عبر العصور لمحاربتها، ففيها الظلم الشديد للمرأة، اللاعدالة في الحكم والعقاب، الصمت المجتمعي على استلاب الحقوق، القوانين الذكورية الجائرة التي لا تدعم حق المرأة، في هذا المقال سنسلط الضوء على بعض من جوانب هذه القضية آملين أن تشعل فيكم بعضاً من الاندفاع للقضاء على هذه الظاهرة المجتمعية.

مفهوم جريمة الشرف

يطلق مصطلح جريمة الشرف على الجريمة التي يرتكبها الذكر بحق الأنثى بحجة الدفاع عن شرف العائلة، أو شرفه هو. غالباً ما يكون الذكر من أقرباء الأنثى، ولكن سجلت بعض الحالات التي لم يكن هناك صلة بين مرتكب الجريمة والضحية، ويكفي الشك بتخريش الشرف ليكون زناد الإطلاق لهذه الجريمة.

وفي معظم الحالات يتم "غسل العار" على حساب المرأة فقط، دون أن يقع شيء من الضرر على شريكها المفترض. تختلف وسيلة القتل بين الذبح أو الخنق، إطلاق الرصاص، وهناك بعض الوسائل الأشنع كالدفن وهي على قيد الحياة أو الرجم، وقد ترتكب الجريمة علناً أمام أعين الناس، وقد ترتكب بالسر وتبقى طي الكتمان.

اقرأ أيضاً: ما هو مفهوم التشرد وكيف يمكننا أن نحد منه؟

السبب وراء تسمية هذه الجريمة

كانت المبارزات التي تجرى بين رجلين تنتهي غالباً بموت أحدهما تهدف للدفاع عن الشرف، ومثّلت جريمة قتل المرأة بدافع أخلاقي البديل الآمن للدفاع عن الشرف. [1]
فالشرف حسب عدة مصادر: هو مكانة الفرد الاجتماعية والاحترام الذي يحظى به، وصفات مثل النبل الأخلاقي والوفاء بالوعد وحفظ العهد والدفاع عن المستضعفين وحفظ كرامة البلاد والعباد.

ولهذه الكلمة وقع شديد على الأنفس في جميع المجتمعات وخاصّة الشرقية، وكدليل على تأثير مصطلح "جريمة الشرف" نلاحظ عدم تدخل المارّة عندما ترتكب جريمة الشرف علنيّاً بمجرد إفصاح الجاني بأن الدافع هو "الشرف"، حتى لو كان الضحية ذكراً.
فنلاحظ في هذه الحالات قبول مجتمعي واسع يمتد ليشمل أحياناً أجهزة الدولة، ولاتزال قوانين العقوبات في بعض الدول العربية تمنح حكماً مخففاً لمرتكبي جريمة الشرف. [1]

دور النساء السوريات في مناهضة جرائم الشرف

في سوريا، تجمّع القدر الأكبر من السعي لمناهضة هذا النوع من الجرائم في الجانب القانوني، وقد أشارت ريما فليحان -ناشطة في مجال حقوق الإنسان- أن القانون هو ما يسهل ارتكاب جرائم من هذا النوع، مع استفادته من تخفيف الحكم. وفي عام 2005 أطلق "مرصد نساء سوريا" حملة "لمناهضة جرائم الشرف" بهدف إلغاء المادة 548 من قانون العقوبات السوري، بهدف معاملة القتلة بهذا العذر -العذر الشريف- كالقتلة بأي عذر آخر، دون إمكانية الاستفادة المسبقة من هذا القانون. [2]

وللتوضيح؛ هذا مقتطف من المادة 548 التي تنص على أن "يستفيد مرتكب القتل أو الأذى من العذر المخفف إذا فاجأ زوجه أو أحد أصوله أو فروعه في حالة مريبة مع آخر". وبفضل الجهود السورية المستمرة والمؤتمرات والحملات المتكررة صدر في عام 2020 القانون رقم 2 القاضي بإلغاء المادة 548 من قانون العقوبات السوري. [3]
لا تزال الجهود مستمرة لمناهضة هذا القبول المجتمعي والعرف الثقافي السائد بجواز هذا النمط من العنف المطبّق على النساء.

أهمية التوقف عن استخدام مصطلح الشرف لتبرير جرائم قتل النساء

إن تعديل القوانين والأنظمة التي تحمي الجاني في مثل هذه الجرائم، خطوة لا بد منها في الطريق للقضاء على هذه الظاهرة، ولكنها وحدها لا تكفي. لأن الشرف كمفهوم له مكانة عزيزة جداً بين أفراد المجتمع، هذا ما جعله التهمة الأسهل التي ترتكب في ظلها العديد من الجرائم بحق النساء، لذلك لا بد من الفصل بينهما، حتى نتلافى القبول المجتمعي للجرائم التي تستتر بذريعة غسل العار.

وتزداد الضرورة في الجرائم التي ترتكب بناءً على الشك فقط، تحت شعار "اقتلها ثم تأكد" [1]، وذلك في العصر الحالي وتوفر وسائل التكنولوجيا التي برغم فوائدها العديدة إلا أنها يمكن أن تستخدم لتشويه سمعة فتاة بريئة، الأمر الذي يودي بحياتها في المجتمعات التي لا زالت متقبلة لجريمة غسل العار.
القتل جريمة لها أركانها كالجاني والضحية والدافع والمحاكمة والعقوبة، وهنا نتوقف للحظة ونسأل أنفسنا السؤال التالي: لماذا في حالة الضحية امرأة والدافع الظاهر هو الشرف تتغير قواعد المحاكمة، وتتغير العقوبة، وبدلاً من معاقبة الجاني تمدح شجاعته على غسل عاره؟

ختاماً، نحن في مبادرة Uplifting Syrian Woman نسعى لأن نكون المساحة الآمنة للنساء لتعبر فيها عن مشاكلها، ونقدم الحلول المتاحة والمتوفرة، لذلك نشجع النساء والفتيات اللواتي يتعرضن لأي نوع من أنواع الظلم أو التهديد بأن يستفيدوا من الخدمات التي تقدمها مبادرتنا، آملين بأن نعيش كنساء في هذا المجتمع بأمان.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] BBC News

[2] Syrian Women Organization

[3] SANA

Honour Crime- There Is No Honour In Crime قراءة المزيد »