الهجرة غير الشرعية- نساء وأطفال في عرض البحر
الهجرة غير الشرعية- نساء وأطفال في عرض البحر
الهجرة غير الشرعية وما يتبعها من خطر وخرق للقوانين الدولية، أصبحت الحل الوحيد لكثير من الناس. وما يحزن في هذا الأمر أننا اعتدنا على هجرة الرجال في أغلب الأحيان. لكن أن نرى أطفالاً ونساءً يحاولون النجاة من الغرق هو الألم الكبير.
"إن حقيقة وجود أطفالٍ في صفوف أولئك المعرضين للخطر، وأنه يتعين علينا بكل أسفٍ انتشال عدد من جثامين من لقوا مصرعهم منهم، تمس أوتار قلوبنا. فالأطفال رموزٌ يجسدون الأمل فى الحياة، وفى تلك الظروف يعتصرنا الشعور بالخيبة والآلام لا بالنشوة والآمال"
- ميشيل نيوسي: القائد البحري بحرس السواحل الإيطالي. [1]
بالطبع إن انتقال الأشخاص ليس بالأمر الجديد. فهجرة الأشخاص سواء من أجل اللجوء أو لما خالف ذلك من أسبابٍ حدثت في عصورٍ سبقت حتى ما دوّنه الإنسان من تاريخٍ. وإذا ما تتبعنا أصولنا لمدةٍ كافيةٍ في الماضي فإننا جميعاً سنجد أننا ننتمي لمكانٍ آخر.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة: هل أضحت الهجرة غير الشرعية السبيل الوحيد؟
أسباب الهجرة غير الشرعية
في كل عام يتكرر مشهد الشبان والأطفال والنساء الغارقين في مياه البحار. إذ يحاول آلاف الأشخاص الفارين من الحرب والاضطهاد والفقر في بلادهم الإقدام على رحلةٍ مثل هذه الرحلات. ويتم فقدان عددٍ لا يحصى من الأرواح. إذ لا يفرق الموت بين طفلٍ رضيعٍ أو شابٍّ في مقتبل عمره. هذا المشهد المأساوي أصبح الأكثر تكراراً في الوقت الذي تغيّب فيه كل خيارٍ أمنيٍّ وقانونيٍّ لكل شخصٍ رغب بالوصول إلى أوروبا. إذ أضحى هؤلاء الأشخاص غنائم في أعين تجار البشر. [2]
المخاطر التي يتعرض لها أفراد الهجرة غير الشرعية
بالإضافة للأثمان الباهظة والتي يتعين على المهاجرين دفعها فإن رحلتهم غير آمنةٍ وحافلةٌ بالكثير من المخاطر. تبدأ من اعتراض خفر السواحل للمراكب وإجبارها على العودة. كما أن الكثير من المراكب غير الشرعية تعرضت لما يسمى باعتراض السبيل أو الإرجاع القسري من قبل القوات البحرية. إذ قامت البلدان الأوروبية بتشكيل قواتٍ مشتركةٍ لاعتراض طريق القوارب التي على متنها لاجئون. إذ يتعرضون للكثير من الاضطهاد والعنف في سبيل إعادتهم إلى موطنهم دون التفريق بين طفلٍ أو امرأة.
في السنوات القليلة الماضية سجلت منظمات دولية عدداً لا يستهان به من المهاجرين غير الشرعيين. ولا يمكن القول أن كل هذه الأعداد التي تعرضت للغرق تم إنقاذها.
الكثير ممن اختاروا الهجرة غير الشرعية اتخذوا من مراكبَ غيرِ آمنةٍ ومهيئةٍ للسفر لمسافاتٍ كبيرةٍ طريقةً للوصول إلى أوروبا. إذ بعد الإبحار لعدة كيلومترات فإن هذه المراكب تتوقف تاركة من يركبها من النساء والأطفال في عرض البحر. وفي كثير من الأحيان لا تأتي فرق الإنقاذ للمساعدة أو تأتي متأخرةً بحيث تنجح في مساعدة القليل منهم فقط. [2]
الحلول المقترحة للتقليل من مخاطر الهجرة غير الشرعية
يمكن تسهيل مهمة حماية اللاجئين من خلال المبادرات التي تحد من عدد الأشخاص الذين يتخذون من الهجرة غير الشرعية سبيلاً لهم. والذين يتقدمون بطلبات لجوء لا تستند إلى أسباب مقنعةٍ لأنهم لا يملكون سبلاً قانونيةً أخرى لدخول بلدٍ آخر والإقامة فيه. ويحتاج المهاجرون المتوقعون إلى توعيتهم بشكلٍ أفضل بشأن عواقب الهجرة غير الشرعية. وذلك بشأن الفرص الجديدة المتاحة أمامهم للهجرة بطريقة شرعية مأمونة مثل: برامج لم شمل الأسر الموسعة، وهجرة العمالة. [3]
في كل عام تنقل إلينا وسائل الإعلام العالمية أنباءً مماثلةً عن مسافرين تم إطلاق الرصاص عليهم. أو تم إلقاؤهم من على متن المراكب في عرض البحر. أو تم إبراحهم ضرباً حتى الموت. وفى بعض الحالات، أبلغ طاقم البحارة عن رؤسائهم للسلطات المختصة. وفى حالاتٍ أخرى، نجا المسافرون خلسةً وقصّوا حكايتهم. ورغم ذلك فالملاحقات القضائية نادرة جداً، إذ غالباً ما تضيع أدلة الجريمة فى أعماق المحيط. جنباً إلى جنبٍ مع الأسباب التى ولدت اليأس لدى الآباء وأطفالهم ونسائهم لدرجةٍ دفعت بهم إلى مغادرة بلدان منشئهم الأصلية بصورة غير شرعية. [3]
اقرأ أيضاً: جرائم ضحاياها أطفال.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر
[2] MSF
[3] UNHCR
الهجرة غير الشرعية- نساء وأطفال في عرض البحر قراءة المزيد »