Uplifting Syrian Women

قصة نجاح

Mechelin Wehbi

ميشلين وهبي: قصَّة نجاح

Meshleen Wehbi: A Success Story

ميشلين وهبي: قصَّة نجاح

"أؤمن بدعم المرأة للمرأة ولا أرى سوى اتجاه واحد للطريق وهو إلى الأمام"

ميشلين وهبي الشَّخصيَّة القياديَّة المُتقدَّة بالحماس، تجعلك أكثر حماساً للعمل والاجتهاد في سبيل تحقيق ذاتك، لا تترك مجالاً لليأس أو الفشل، بل تدعوك إلى التِّكرار والتعلم من التَّجربة حتَّى النَّجاح وتحقيق الذَّات.

اللَّافت أنَّ ميشلين وهبي مُهندسة زراعيَّة، بدأت دراسة الإعلام في الجامعة الافتراضيَّة السُّورية لكنها لم تنهِ دراستها لظروفٌ عديدة.

الآن تعمل في مجال العلاقات العامة في الإمارات العربيَّة المُتحدة، فكيف استطاعت أن تُثبت مهارتها وقدرتها على الإنجاز وتحقيق النَّجاح دون شهادة جامعية في المجال؟ ولاجتهادها ومثابرتها نالت جائزة مجلة استثمارات الإماراتية عن فئة الإنجاز الفردي في مجال العلاقات العامة والتواصل عام 2023م. 

دعونا نتعرَّف إلى هذه الشَّخصيَّة القياديَّة.

كيف تُحبيِّن أن تُقدمي نفسك إلى مجتمع Uplifting Syrian Women؟

أنا شابَّة سوريَّة، من قرية جميلة اسمها قطينة، أؤمن أن السعي المتواصل سيؤتي ثماره عاجلاً أم آجلاً، عملت وكافحت لتحقيق أحلامي في ظلِّ الظّروف الصَّعبة.

أفرح لأيّ ولكلّ إنجازٍ بسيطٍ للنساء وخاصَّةً السُّوريات فأنا أؤمن أنهنَّ بطلات وخارقات بالفطرة والممارسة، أسعى وأفخر بتسليط الضَّوء على نجاحات المرأة السُّوريَّة عبر فقرة قصص نجاح في مبادرة Uplifting Syrian Women.

نلاحظ أنه لا مجال لليأس أو الكلل في حياتك، فكيف لغت ميشلين من حياتها فكرة الفشل؟

لا يأس مع الحياة، ومع كُلِّ محاولةٍ حتَّى وإن لم نصب الهدف يجب أن نتعلَّم منها كيف يُمكن أن نُعيد التَّجربة مع تلافي الأغلاط الَّتي وقعنا فيها، ولابُدَّ لكلِّ طموحٍ ومجتهد في سبيل حُلمه أن يصل. في النهاية الاستسلام لا يفيد والحياة مستمرة ونحن في سباق مع الزمن، فلنكن دوماً ساعياتٍ نحو الأفضل. فأنا لا أرى سوى اتجاه واحدٍ للطريق في كافة مجالات حياتي وهو إلى الأمام.

نلتِ شهادةً في الهندسة الزِّراعيَّة، لكنَّك تعملين في مجال الإعلام، وأثبتِ جدارتك فيها بشكلٍ مُمَيَّز، فكيف بدأت رحلتك في الإعلام؟

إنَّ دراستي في مجال الهندسة الزِّراعيَّة جاء نتيجةً للمجموع العام الَّذي حصلتُ عليه في نهاية الثَّانويَّة العامَّة، وهو الحال بالنسبة للغالبية العظمى في سوريا. أمَّا الإعلام فقد كان شغفي وهدفي، واهتمامي باللُّغة العربيَّة في المدرسة ومتابعتها بشكلٍ جيّدٍ ساعدني في تقديم نفسي ككاتبة وكمدققةٍ لغويَّةٍ.

بدأتُ رحلتي الفعليَّة في مجال الإعلام مع تجربة إعادة إحياء جريدة حِمص بشكلٍ إلكترونيٍّ (وهي أقدم جريدة في سورية منذ عام 1909) الَّتي دُمِّرَ موقعها بسبب الحرب، وكانت المَهمَّة على قدر عالٍ من المسؤولية، بسبب اسم الجريدة وتاريخها العريق وأصالتها ومكانتها في ذاكرة وقلوب أهالي حمص.

بالتزامن مع ذلك بدأت رحلتي مع مجلة شبابيك، حيث ساهمت بالكتابة بأكثر من مجال، والأقرب إلى قلبي كان فقرة قصص نجاح سورية، لأنَّني أؤمن دوماً أن لكلٍّ منا قوة قصَّةٌ ملهمةٌ ومسيرةٌ مميزةٌ يجب الإضاءة عليها.

من كان الدَّاعم لكِ في رحلتك في الإعلام؟

في الحقيقة لم أجد دعماً في البداية حتى أن عائلتي رفضت فكرة أن أدرس الإعلام في الجامعة وساهموا بتوجيهي إلى دراسة الهندسة الزراعيَّة، لكن ذلك لم يثنني، فتابعت شغفي بالتوازي مع الدِّراسة.

ولا أغفل دور أحد ممن عملت معهم، من أعطوني فرصةً لتكوين خبرتي، وأخصُّ بالذِّكر (كارول زخور) مؤسسة مبادرة Uplifting Syrian Women التي آمنت بي منذ اللحظة الأولى وكانت داعمةً لرؤيتي وأفكاري ومعاً عملنا على الوصول إلى الشكل الحالي للمحتوى الكتابي في المبادرة ولن نتوقف عند أي حدّ.

ما نصيحتك للشباب الذين يدرسون تخصُصًّا دراسيًّا لا يتوافق ورغباتهم – كما حصل معك-؟

في البداية لكلِّ فردٍ منَّا تجربته الخاصَّة وحالته الفريدة وظروف حياتيَّة عليه أن يُجاريها، لكن من تجربتي الَّتي مررتُ بها، لم أرَ أنَّ دراستي لمجال الهندسة الزِّراعيَّة كان مضيعةً للوقت، بل على العكس كنت أرى الجوانب الإيجابية دوماً وأنتبه لكل ما يمكن أن يفيدني، وفي المقابل لم أتوانى عن تحقيق طموحي ورغبتي في الحياة في دخول مجال الإعلام، وقد استطعت ولا زلت أسعى للتطور وزيادة خبرتي في هذا المجال.

وعليه أدعو كلَّ فردٍ إلى أن يكون منطقيًّا قارئاً لكلِّ الظُّروف المحيطة فيه، وألَّا يتخلى عن حُلمه أبداً مهما طال وقت الوصول إليه.

أنت الآن تعملين أيضاً في مجال العلاقات العامَّة في دولة الإمارات العربيَّة المُتحدة، ونلتِ جائزةً فرديَّة في المجال عام 2023م؟ هل ترغبين بالتحدث عن ذلك أكثر؟

هناك قولٌ أحبّه يوضِّحُ أنَّ العلاقات العامّة مهمَّةٌ "كلُّ ما نقولهُ أو نفعلهُ هو علاقاتٌ عامَّةٌ" وعليه فإنَّ العلاقات العامَّة تعمل على ربط العميل مع كافة الجهات الأخرى، وإرشاده وفقاً لاحتياجاته إلى الشَّركات والخدمات الَّتي تصب في مصلحته ومنها الإعلام الذي ينقل لنا الخبرات والخدمات المختلفة التي يُمكن أن يُقدمها العميل لزبائنه من جهة مطالبهم واحتياجاتهم.

وعلى اختصاصيّ العلاقات العامَّة أن يكون على اطلاع كافٍ، فهو قد يعمل لصالح عميل في مجال الاقتصاد فعليه أن يقويّ معلوماته في الاقتصاد والإدارة العامَّة ليستخدمها في عمله، وإن كان في مجال الفنّ كذلك الأمر، إذ إنَّ طبيعة العمل تختلف وفقاً لطبيعة الجهة الَّتي يعمل معها الخبير. فهناكَ اختصاصيو علاقاتٍ عامةٍ يعملون في مجال نمط الحياة الذي يتضمن الفنّ والموضة والأماكن التَّرفيهيَّة مثل المطاعم والحدائق. وهناكَ اختصاصيو علاقاتٍ عامَّةٍ يعملون في مجال الشركات والأعمال التجارية والشركات الناشئة. والعلاقات العامَّة جزءٌ لا يتجزأ من عمل الإعلام، والعلاقة في شكلها السليم هي فائدة متبادلة.

ما الإيجابيَّات والسَّلبيَّات لعملك بعيداً عن وطنك، وكيف حققت النَّجاحات في عملك، على الرغم من الصُّعوبات البالغة الكائنة في سوق العمل الإماراتي؟

كُلَّ شابٍ في مُقتبل العُمُر يبتعد عن محيطه ووطنه سيشعر بصعوبة، لكن ظروف البلد الصَّعبة ساهمت بدفعي نحو الهجرة، وهذا الأمر عمل على تقوية شخصيِّتي بشكلٍ كبيرٍ، وزيادة قدرتي على اتخاذ القرارات بشكلٍ دقيق ومنطقيّ، وتحمليّ لنتائجها مهما كانت.

فكل شيءٍ سلبيّ أو صعبٍ نُقابله في حياتنا يجب أن نعمل على تحويله إلى شيءٍ إيجابيّ نستفيد منه في رحلتنا. أمَّا سوق العمل الإماراتيّ فهو من الأسواق الكبيرة والأكثر قوَّةً في العالم وأكثرها منافسة ففيه تجد مواهب من العالم كله مع أشخاص درسوا في جامعات عريقة ويتكلمون لغاتٍ مختلفةٍ ويتركون الكثير من المهارات، لذلك يجب أن نحضر أنفسنا بشكلٍ جيدٍ كي نتمكن من النجاة فيه ومن ثم النجاح.

ذكرتي في مقابلةٍ لكِ مع تلفزيون SUBORO أنَّ لُغتك العربيَّة جيِّدة جدَّاً، أخبرينا عن أكثر النُّصوص والكتّاب قُرباً لقلبك؟

منذ صغري أحببت القراءة، فقد امتلك والدي مكتبة مهمّةً وأذكر بشكلٍ واضحٍ أنّ أوّل روايةٍ قرأتها وعمري لا يتجاوز ال12 سنة كانت "قصة مدينتين" لتشارلز ديكنز وهي من الروايات الغزيرة والمؤثرة.

أحببت الشعر العربي القديم وكنت أتناقش مع جدي رحمه الله بمعاني الأبيات الشعرية وقصص القصائد، من الروائيين المفضلين (غابرييل غارثيا ماركيز) خاصَّةً "قصة موت معلن"، وكأدبٍ عميقٍ أحبُّ (دوستويفسكي). التغذية الصحيحة تعطي نتائجها والقارئ سيكون بالضرورة كاتباً يوماً ما.

وقد كان لي شرف لقاء الكاتب السوري القدير الراحل (خالد خليفة) والاستزادة من خبرةٍ عميقةٍ في الأدب والتاريخ والحياة في أثناء ثلاث ورشاتٍ كتابيةٍ كان نتاجها عملي الأدبي الأول "لمَّا تشرق الشمس بعد" المنشور في مجموعة قصصيَّة بعنوان "نكتب لننجو" بإشراف الكاتبة الملهمة (سلوى زكزك).

ما أُثر مبادرة Uplifting Syrian women في حياتك العمليَّة والشَّخصيَّة؟ 

إنَّ مبادرة Uplifting Syrian women هي جزءٌ لا يتجزأ من يومي وحياتي وأحلامي، فهي تمثل كل ما أؤمن به وأرغب بأن أكون جزءاً منه، من خلق مساحةٍ آمنةٍ للنساء حتى مساعدتهم في كل ما قد يحتاجه وصولاً إلى العمل على رفع وعي المجتمع والمساهمة بخلق عالم أفضل.

أمّا على الصَّعيد المهني فأنا أعدُّ أن عملي الحالي نتيجةً مباشرةً للخبرات والمهارات الَّتي طوّرتها أثناء عملي مع مبادرة Uplifting Syrian women كمسؤولةٍ عن قسم المحتوى الكتابي وقسم العلاقات العامَّة.

ما نصيحتك للنِّساء بشكل عامّ؟

إنَّ النَّصيحة الذَّهبية من وجهة نظري للنِّساء عامَّةً هي عدم تبرير بالفشل، بل تحليل وفهم التجربة والاستفادة منها في طريق النجاح، وعدم التذرع بالظُّروف المحيطة لتحقيق ما نصبو إليه. الفرصة لن تأتِ إلى عتبة بابك عليكِ الخروج والسعي نحوها.

ما أهدافك القادمة؟

أهدافي القادمة هي البقاء على قدر المسؤولية في تطوير قسمي المحتوى الكتابي والعلاقات العامّة في المبادرة، والحفاظ على الفرق المميزة في كل منهما وهنا أرغب بتوجيه شكر حقيقي لكل فرد فهم جزء لا يتجزأ من رحلتي ولكل منهم مساحة في قلبي.

أرغب بالتطور في مجال العلاقات العامَّة والعودة للكتابة والصحافة، أما الحلم الكبير يبقى النجاح بكتابة رواية.

اقرأ أيضاً:

ميشلين وهبي: قصَّة نجاح قراءة المزيد »

Reem Missi

ريم ميسي- قصة نجاح

Reem Missi

ريم ميسي- قصة نجاح

لقد خاضت ريم ميسي رحلة رائعة تستحق التقدير، حيث تلهمها حكمة نيلسون مانديلا "أنا سيد قدري، وأنا قبطان سفينة روحي.."

كيف لا وهي التي اختارت بكل ما عندها من فرح، على مفترق طرق الهندسة والشركات الكبرى، عالم الطفولة والرسم والألوان فكانت ريم ميسي مؤسسة نادي "Artokids"، حيث يتم صقل الموهبة بحبّ. 

كيف تقدّم ريم ميسي نفسها لمجتمع "Uplifting Syrian Women"؟ 

سعيدة بهذه الفرصة الاستثنائية لتقديم نفسي عن طريق مبادرة "Uplifting Syrian Women". لكوني امرأة أولاً ولكوني امرأة سوريّة على وجه الخصوص، فشكراً بدايةً لمنحي مكاناً بينكم أتحدث فيه عن نفسي ومشروعي. اسمي ريم يعقوب ميسي، سورية وأعيش في قطر منذ سنة 1982 مع أسرتي.

لدي ابنتان توأم بعمر تسع سنوات. درستُ الهندسة المدنية في جامعة تشرين في مدينة اللاذقية، سوريا. ثم عدتُ للعمل في قطر في شركة خطيب وعلمي للاستشارات الهندسية. بعدها، بدأت رحلتي في هذا العالم الواسع والممتع وامتهنت تخصصي في إدارة المشاريع والمخاطر مع البنوك الخاصة.

كيف بدأت فكرة "Artokids Club"؟ حدثينا عن رحلة مشروعك الخاص.

لطالما حلمت أثناء عملي الوظيفي أن يكون للفن -بكافة مجالاته- حيز في حياتي العملية أياً كان البلد الذي سأستقر فيه. وعلى ما يبدو أنّ المصادفات في الحياة قد تخلق لدى الشخص فرصاً لا يتوقع متى وأين وكيف تحدث. إذ تزامن انقطاعي عن العمل الهندسي لفترة مؤقتة مع انتشار الموجة الثانية من وباء فيروس كورونا. عندها رغبت في أن أملأ وقتي بشيء مفيد وأحبه طيلة هذه الفترة، بالإضافة إلى أنّ بعض الأصدقاء طلبوا مني تدريب أبنائهم على الرسم عن بعد.

فعملت بشدة وحماس لتنفيذ فكرتي. وبمساندة أخي، جورج ميسي الذي يعمل كمصمم جرافيك مذهل، ولديه بودكاست يتمحور حول الفنون بكافة أنواعها، قمنا ببناء الهوية البصرية للنادي. بما فيها اختيار الاسم، والشعار، وكافة التصاميم المرئية لمنصة التواصل الاجتماعي، والملموسة كالمطبوعات والعلب المقدمة لأدوات الرسم، الإعلانات، والملصقات..إلخ. 

 

أمّا أسرتي الأولى وأهلي، فدعمهم بدأ منذ طفولتنا ولا يزال مستمر حتى هذه اللحظة. بدءاً من إيمانهم بقدراتنا وصقلهم لمواهبنا وصولاً إلى منحنا كافة التسهيلات لتحقيق أهدافنا. الأمر الذي كان له الأثر الأكبر في أن نحقق ما نصبو إليه باحترام وحب للعمل الذي نقوم به أياً كان، كلٌ في مجاله. 

كما لا أنسى دعم زوجي وبناتي وأصدقائي أيضاً في "Artokids Club". من خلال منحي كامل ثقتهم منذ اليوم الأول وعلى مدى عام ونصف بدروس الرسم المستمرة لأطفالهم وغيرها من النشاطات. وكذلك ثقة جميع طلابي وكل من تفاعل مع الخدمات التي يقدمها Artokids.

هل واجهتِ في مسيرتك انتقادات ومحاولات إحباط؟ وكيف كان تأثيرها عليكِ وتعاملكِ معها؟ 

لا بد من وجود منتقدين لعملك مهما كان وأينما كنت. ولكن ليس بالضرورة من يعارض عملك أن يكون كارهاً لنجاحك. مثلاً في تجربتي، لم أواجه انتقادات، بقدر ما كانت تنبيهات لكي أتوقع التحديات ولا أقع في دوامتها. وأعتبر أنّه من حظي وبركة الرب لي أن أحظى بهذا القدر من الحب والاهتمام.

والدكِ المهندس المعماري والتشكيلي يعقوب ميسي، حدثينا عن دوره في مسيرتكِ

والدي زرع فينا حب الفن، لم يمسك يوماً يدنا كي نرسم، أو ننحت، بل جعلنا ننظر إليه يرسم ويخلط الألوان حيناً أو الصلصال حيناً آخر. يطلب رأينا في كلّ عملٍ فنيّ يقوم به، لا للأخذ به فقط، بل لخلق حوار هادف يثري به فكرنا ومعلوماتنا وكذلك ثقتنا بأنفسنا. 

جميع من في عائلتي يرسم، بما فيهم أمي، وأخي وأختي. لم تكن طاولة الطعام مجرد مكان للاجتماع عند الفطور أو العشاء، بل كانت مكتب الرسم الخاص بنا. ولا تزال هكذا حتى يومنا هذا، أي بالمختصر، لقد تعلمنا الفن كنمط حياة. 

أثناء دراستي الجامعية، انتسبت لمركز الفنون التشكيلية في اللاذقية، حيث درس أبي الفن قبل سفره لتركيا لنيل شهادة الهندسة المعمارية. وهناك روى أبي الكثير من قصصه في بدايات مسيرة فنه التشكيلي. وهذا ما جعلني على دراية بأسس الفن وممارسته. أبي الآن هو شريك فعليّ في "Artokids". إذ يساعدني في كلّ التحضيرات التي تسبق الورشات الفنيّة وكذلك في المنتجات الفنيّة التي نقدمها.

حدّثينا عن ريم ميسي الزوجة، الأم، والمسؤولة. ماذا عن العقبات والتحديّات التي واجتهكِ؟ وكيف تعاملتِ معها؟ 

لا تزال التحديّات كبيرة جداً.. وكلّما تقدمت خطوة تظهر تحديّات أخرى بشكل واضح. 

من هذه التحديّات، عامل الوقت، إذ تبدأ دروس الرسم في "Artokids" في المساء. وأنا كأمّ أحرص كلّ الحرص على متابعة دراسة بناتي عن قرب، فيشكل هذا التضارب في الوقت تحديّاً مهماً يكاد أن يرزح تحت ثقل نظرية "أكون أو لا أكون". هل أستمر وبجهد مضاعف في تنسيق الأوقات أم أتوقف؟ والحمدلله استطعت خلال عام ونصف أن أمارس أمومتي وعملي معاً على أكمل وجه. 

التحدي الآخر هو الانتشار، والذي لا أزال أواجه صعوبات فيه ولكني أؤمن أنّ لكل شيء وقته الصحيح.

ما هو أهم شيء يقدمه "Artokids Club"؟ إلى جانب تنمية المواهب وتطوير المهارات. حدّثينا عن الجلسات التفاعلية للأمهات وأطفالهم، وما رأيكِ بتأثيرها عليهم؟ 

يقدم Artokids كمشروع صغير في طور النمو، خدمات كثيرة. أولها تعليم الرسم للأطفال وللكبار، مع تقديم علبة أدوات رسم منوعة عند بداية التسجيل. كما نقوم بورش فنية للسيدات، للأطفال، للأمهات وللأطفال. 

نشارك من خلال Artokids بكثير من الفعاليات والأنشطة في قطر بما فيها المدارس والاحتفالات. إذ نقوم بعمل أنشطة للرسم وكذلك بيع منتجات فنية من صنع العائلة جميعنا بما فيهم بناتي أيضاً. 

كلّ شيء تشاركيه مع طفلك بهدف الإثراء الفني أو العلمي أو الثقافي، هو كنز في ثنايا الروح والعقل والحكمة. فحين يتمّ صقل الموهبة بحبّ... ستعِدُ بالكثير.

ماذا عن أحلام وأهداف ريم ميسي خلال الفترة القادمة؟ 

لا أخفيك سراً أنّه بقدر حبي للرسم فأنا أحبّ الكتابة أيضاً، ولديّ الكثير من الخواطر التي أتمنى في يوم من الأيام أن أنشرها. وهدفي هو أن أستطيع المضي قدماً نحو تحقيق حلمي الأكبر وهو النادي الثقافي الذي أنقل فيه دفء طاولة الطعام في بيت أهلي وغنى ما يتمّ تقديمه عليها من فن إلى النادي. عسى أن يكون مساحة ممتعة وآمنة للسيدات والعائلات. لكي ينتسبوا إليه ولتنمية ثقافتهم وهواياتهم، كالكتابة، والقراءة، والرسم والنحت وغيرها الكثير. 

أعي أنّ التخطيط هو أساس النجاح، ولكني أؤمن بتلك القوة التي تتسرب للنفس رويداً رويداً وتهمس في داخلك أنّه قد حان الوقت لقفزة أكبر. سأبقى أخطط وأحيا بشغف ووعي كلّ يوم وأنتظر تلك الهمسة.

ما هي النصائح التي تودين مشاركتها مع النساء اللواتي يملكن طموحات ولا يزلن يبحثن عن طريقهنّ؟ 

آمنوا بأنفسكنّ، وتعلمن من كلّ شيء، صغيراً كان أم كبيراً. لا تيأسن مهما شعرتنّ أن الوقت مضى وفات، فالوقت هو مجرد رقم أمّا العمر هو ما نفعل وننفذ وننجز. ولتبحثن عن نماذج ناجحة في محيطكن واكتسبن منها. لقد راقبت الكثير من النماذج و أمثلة نسائية كثيرة في حياتي. ومثَلي الأقرب أمي التي كانت تثابر لتحصل على شهادتها الجامعية وأنا طفلة صغيرة فتتركني مع والدي في قطر لتذهب لدمشق لتقديم امتحاناتها حتى تخرجت.

وأذكر أختي التي التحقت بجامعة الفنون التشكيلية في لبنان وهي أمّ لثلاثة يدرسون الجامعة والمدرسة، وقد حصلت على امتياز وجائزة رئيس الجامعة.

ما المقولة التي تعتقد ريم ميسي أنّها تختصر المسير وتنيرالدرب؟

أنا ممتنة للرب، للعائلة التي منحني إياها، لرفاق الدرب، للنماذج المشرفة في حياتي، للحظ العاثر، للقيامة التي تلت الوقوع، للفشل القادم والنهوض الذي سوف يليه. للبحث المستمر عن حياة جديرة بأن تُعاش، وللخبرات والتجارب التي ساعدتني كثيراً لأبني مهارات جديدة. 

المقولة التي أسقطها دائماً على لحظات تعبي هي لنيلسون مانديلا: "لا يهم أنّ البوابة ضيقة وأن لفافة الأحكام مفعمة بالعقوبات، فأنا سيد قدري، وأنا قبطان سفينة روحي."

اقرأ أيضاً:

ريم ميسي- قصة نجاح قراءة المزيد »

Manar Abboud

منار عبود: قصة نجاح

Manar Abboud

منار عبود: قصة نجاح

أمرٌ يسيرٌ أن تعيش الحياة لمجرد أنّها حياة تمضي، لكن الصعوبة تكمن في أن تحيا وتعيش الحياة كما يجب. أيّ أن تبدأ يومك وأنت مصرٌّ على البحث والسعي لفهم الموجودات كلها من حولك. وأن تسعى لتحقيق رغباتك وطموحاتك، وتلاحق الشغف الذي يقودك للنجاح والإنجاز.

قصتنا اليوم عن السيدة "منار عبود": فتاة تحيا كما تستحق، فهي تسعى دون كلل، وتؤمن أنّ كونها الداخليّ ينطوي على عالم أكبر تكتشفه يوماً بعد يوم.

خبرات إنسانية وعلمية توّجتها "منار عبود" في تأسيس مبادرة "ضيعتنا"

تصف "منار عبود" نفسها بأنّها إنسانة في رحلة سعي وتعلم مستمرة وتفاعل مع الموجودات. فمنذ صغرها راودتها الأسئلة الوجودية عن الإنسان والكون والحياة والله وغاية الوجود على هذه الأرض.

لطالما تمنت "منار" أن تكون الفرصة متاحة لجميع الناس كي يفصحوا عن حقيقتهم أمام ذواتهم والآخرين في حدث أو مكان ما. إضافةً إلى تقديم الدعم الكافي حتى يستطيع -هؤلاء الناس- تلبية حاجاتهم بأنفسهم، ويكونوا صانعين للتغيير، وقادرين على قيادة أنفسهم وتطوير ذواتهم.

ولأنّ "منار عبود" تدرك أنّ نقطة الضعف لدى الغالبية من البشر تكمن في جهلهم -وإنكارهم حتى- لمواضع القوة لديهم، وتجاهلهم للأمور التي تحتاج إلى التغيير والتطوير في شخصياتهم، فقد حرصت على الانضمام لكلِّ عملٍ تطوعيّ وإنسانيّ. ولكلِّ مساحة وورشة تعليميّة وفعالية تُغني فيها خبراتها الحياتيّة و تصقلها. وذلك إلى أن جاء اليوم الذي قرّرت فيه تتويج هذه الخبرات بتأسيس مبادرة "ضيعتنا" بعد رحلة تدريب لليافعين على برنامج عالمي، قرّرت خلالها الاستفادة من حصاد السنين الماضية وخبراتها.

انطلاق مبادرة "ضيعتنا" والتوجه العام لها

أمّا عن انطلاق العمل بمبادرة "ضيعتنا"، فتقول منار: "بدأ العمل بشكل رسميّ عام 2016 مع مجموعة من الأصدقاء الذين كانت لهم مساهمات فعّالة وخبرات جيدة. وانضم لاحقاً للمبادرة أشخاصٌ يشاركوننا الرؤية والشغف والهمّ الإنسانيّ".

وتضيف واصفةً الرؤية العامّة لمبادرة "ضيعتنا": "القيام بدور فاعل في بناء مجتمع إنساني، وكون الدافع المحرّك وراء كلّ تغيير هو إيمان الإنسان بنفسه واقتناعه بأنّ مفتاح التغيير يبدأ من ذاته. وذلك من خلال تبني قدراته على معرفة نفسه ومحيطه وأدوات عمله، لكي يستطيع تحقيق المستحيل".

وفيما يتعلّق بمنهجية عمل المبادرة، فهي تقوم على التمكين المعرفي والاقتصادي والاجتماعي. وذلك من خلال تصميم برامج متخصصة وفعاليات وأندية تساهم بكلّ نوع من أنواع التمكين.

الداعمون لنجاح "منار عبود" ومبادرة "ضيعتنا"

ترى "منار" في عائلتها بأنّها كانت الداعم الأول لها وما زالت حتى هذا اليوم داعم كبير. ففي أيّ قرار أو سلوك يصبّ بعملها الإنساني، كانت العائلة إلى جانبها، إضافةً إلى كثير من الأصدقاء المؤمنين برسالتها.

ومن الداعمين أيضاً، شريك حياتها الذي تعرّفت إليه عام 2018. فهو من جعلَ الدافع مضاعفاً لدى "منار" لامتلاكه الشغف والهمّ الإنساني نفسه. وبعد أن تزوجا، أضاف من خبرته العلميّة والإنسانيّة، فكان سنداً لمنار في العمل.

مميزات وأهداف فريق مبادرة "ضيعتنا"

تعتقد "منار عبود" أنّ ما يميّز مبادرة "ضيعتنا" هو الشعور بأنّها "عائلة واحدة". إذ أنّ باب الانضمام مفتوح لكلّ من يود أن يتعلم. علماً أنّها المبادرة الأولى التي بدأت في الريف وما زالت مستمرة حتى الآن. كما تمّ ترخيص "ملتقى ضيعتنا الثقافي" ليكون الكيان الرسميّ والمظلة للعمل.

تستهدف المبادرة كلّ الفئات العمرية والمجتمعية، هذا ولم يتمّ اختيار اسم القرية التي انطلقت منها المبادرة إيماناً بفكرة أنّ "الإنسانية قرية واحدة".

أمّا عن أهداف المبادرة، أكدّت منار على كونها: "أهداف مرحلية وبرؤية بعيدة، مع السعي للاستمرار وعدم التوقف عند حدّ معيّن وأن يكون الأثر أوسع، وبأن تكون هذه المبادرة ابتسامة المهموم ودواء للموجوع".

"كن حقيقيّاً في كلّ شيء، فتتجلى لك حقيقة كلّ شيء": نصيحة توجهت بها "منار عبود" لكلّ شخص يملك الطموح ويسعى لتطوير ذاته، ويؤمن بقدراته ويعتقد أنّ التغيير للأفضل يبدأ حتماً من داخل الإنسان.

اقرأ أيضاً:

منار عبود: قصة نجاح قراءة المزيد »

Reem Shtayh

قصة نجاح: ريم شطيح

Reem Shtayh

قصة نجاح: ريم شطيح

ابنة الفكر والقلم المبدع. 
تعرَّف إلى الكاتبة ريم شطيح. "ما الكتابة إلاّ فيض من المعرفة والعِلم والثقافة التي وصل لها الكاتب" بهذه الكلمات بدأت ريم شطيح بالتعريف عن نفسها ككاتبة. وانطلاقاً من هذه الكلمات سنروي لكم قصة نجاحها مع الإضاءة على تجربتها وبعض جوانب حياتها. كاتبة موهوبة، طرقت بكتاباتها أبواب الفكر والسياسة وعلم النفس، "ريم شطيح" امرأة سورية تشرّبت الثقافة السورية إلى جانب الثقافة الأمريكية كونها تقيم هناك منذ 25 عاماً. 

تقول شطيح: "نشأتُ في بيئة هادئة في قريتي الجميلة "عمار الحصن" وسط جوٍّ ثقافي فنّي. تربّيتُ على الموسيقا والفرح والثقافة، أبي "خليل شطيح" فنان ومطرب وعازف عود، كان أيضاً قارئاً ومحباً للشعر والكتابة والأدب".

ريم شطيح والكتابة

تقول ريم شطيح عن علاقتها بالكتابة: "ربطتني بالكتابة علاقة خاصّة. فهي موهبتي وإحدى أدواتي لطرح الكثير من الأفكار والتساؤلات، كما أنّها ملاذي للتعبير عن الذات. تطورَتْ لاحقاً لتشمل كتابات وطروحات عميقة ومقالات متنوّعة تمّ تداولها على نطاق واسع في الجرائد والمواقع. وتركتْ هذه الكتابات أثراً على القرّاء خلال العشر سنوات الماضية، ومنها أعرّف بنفسي ككاتبة".

ولطموح ريم شطيح العلميّ نصيبٌ من مسيرتها، إذ وظّفت موهبتها وقدراتها الفكريّة لتترك بصمةً متكاملةً في عقول الجيل الجديد من طلاب الجامعات في أمريكا. فقد عمِلت أستاذةً جامعيّة بعلم النفس لثلاث جامعات في أمريكا، حيث تحاضر حالياً في:

  • The Ohio State University.
  • Otterbein University.
  • Columbus State Community College.

قصة نجاحها والوصول إلى الحلم 

لها مقالٍ سابقٍ تمّ نشره عام 2016، تحدّثتْ فيه عن معرفة الذات والقدرات ووضحتْ الطريق والرؤية. إذ قالتْ: "وأنت تُقيِّم دوافعَك الخاصّة للنجاح ولتحقيق أهدافك أو لمشروعك الإنسانيّ؛ ستجد أنّك كنتَ الدافع الأول لنجاحك حين علمتَ تماماً ماذا تملك من قدرات وآمنتَ بنفسك وكنتَ صادقاً في تحديد هدفك ومستواك. يَلي هذا إيمان الآخرين بك وغالباً لا يسبقه". وتضيف: "يقول جلال الدين الرومي: "عندما تُقرّر أن تبدأ الرحلة سيظهر الطريق."

هذا القرار لا يتحقق من دون الإيمان والثقة بالنفس ومعرفة القدرات الذاتية". "اعرف نفسك وقدراتك كي توظّفها بما يتناسب مع مستواك الفكريّ والثقافيّ والإبداعيّ في سبيل تحقيق أهدافك الإنسانيّة. ولتعلم أنّ التفوُّق ليس بهدف؛ بل هو نتيجة لما تملك. الأمر الذي سيظهر جلياً مع النتائج ومع ما تصل له من نجاح شخصيّ وعمليّ ومِهنيّ إضافةً إلى تأثيرك على الآخرين". "إنّ ما يفصلنا عن أهدافنا هو سعينا وجهدنا في العمل للوصول لها بكلّ السبل الممكنة.

الأهداف لا تتحقق بالأمل وحده أو الصبر والانتظار بل بالعمل والإصرار. يسيطر شعور اليأس والعجز على الفرد فقط حين يستسلم لعدم فعل شيء. العجز هو حين تقول لنفسك "لا أستطيع".. لكن حاول، فقط حاول؛ ويكفيك شرف المحاولة".

الكتابة، وما هو الدافع الرئيسي لدخول هذا العالم 

تقول ريم شطيح: "الكتابة كانت موهبة أولاً وأداة للتعبير عن الذات ثمّ تحوّلتْ لمشروع. مشروع ثقافيّ فكريّ لاﺳﺘﺨﻼﺹ التجارب والمعرفة وتقديم رأي أو ﺣﻜﻤﺔ ﺃﻭ ﻣﺎﺩﺓ ﺗﻨﻮﻳﺮية نفيد ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. فاهتمامي الفكريّ والثقافيّ ومحاولة طرح قضايا إنسانيّة ومناقشتها وإيجاد حلول لها كانت دافعاً للولوج في هذا العالم الواسع. إضافةً إلى شغفي الكبير للمعرفة التي هي أساس كلّ فِكرٍ حُرّ.

كما تأتي الرّغبة بتفعيل هذا الفِكر في المجتمع واستِثماره ونشره بحسب نسبة هذه المعرفة لدى الفرد، فهي ليست قراراً وحسب. إذ غالباً ما يَصِل الكاتب إلى مستوى من المعرفة يجعله شريكاً في كلّ ما يحدث في هذا العالم بشكلٍ تِلقائيّ. وبالتالي لن يستطيع أن يَنأى بنفسه وبهذه المعرفة عن المجتمع ولا يجب أن يَنأى بنفسه من الأساس. بل عليه أن يكون شريكاً حقيقيّاً وفعّالاً في النهوض المجتمعيّ. وكي يكون كذلك، ﻻ ﺑﺪَّ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﺪّﻣﻪ الكاتب هو ﻧِﺘﺎﺝ ﺻﺮﺍﻉ ﻓﻜﺮﻱ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﻲ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﻧِﺘﺎﺝ ﻋﻘﻞٍ ﺣُﺮّ.

ﻭﻻ ﺑﺪَّ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻷﺳﻤﻰ ﻫﻮ ﺇﻓﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺨُﻼﺻﺎﺕ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔِﻜﺮﻱّ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻲّ، ﻭﺗﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ -ﺃﻓﺮﺍﺩﺍً ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ- ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﺋﺐ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺣﻠﻮﻝ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻬﺪﻡ".

الفرق بين الكتابة الأدبية والكتابة في الفكر والسياسة 

"ما الكتابة إلاّ فائضٌ من المعرفة والعِلم والثقافة التي وصل لها الكاتب. هذه المعرفة هي عمليّة تراكميّة بالضرورة ونِتاجُ عقلٍ منفتح. إذ أنّ آفاق الاحتمالات والتساؤلات والأجوبة ليس لها نهاية في الفِكر الإنسانيّ. تأتي الموهبة باستعمال اللّغة والصياغة لتَنقُلَ هذا الفِكر من الخاصّ إلى العامّ بتحويله لمادة كتابية "وجدانية" بالضَّرورة".

تقول ريم من مقالها المنشور عام 2017: "أيّ أنّ موهبة الكتابة هي الأداة لنقل الفِكر، وهذه هي العلاقة بين الأدب والفِكر. وبينما يخدم الأدب الفِكر إلاّ أنّ الأصل والأساس هو في الفِكر المَطروح بمختلف المواضيع الاجتماعيّة أو السياسيّة، إذ كلّها مواضيع علميّة تنقلها الكتابة. والكتابة -بما تنقله من هذا الفكر- هي عِلم وأداة المعرفة والكلمة الحُرّة للنُّهوض بالمجتمعات والإنسان على حد سواء. لطالما اجتهد الكاتب عبر العصور لتقديم واقع ما يرمي له كهدف، وليوصل بالتالي هذا الواقع للقارئ كحالة إنسانيّة أو كحِكمة أو جدلية أو مادة تعليمية. ويَحضُر الكاتب في النَّص كحضوره تماماً في الواقع المَطروح، وما النَّص إلاّ بصمة توقيع روح وذات الكاتب لحضوره الإنساني الوجودي".

ريم شطيح كمحاضرة وكاتبة سورية تمثّلُ بلادها في المؤتمرات العربيّة والعالميّة

"المُحاضِرة والكاتِبة السوريّة ذلك يعني لي هويّة اجتماعيّة وتاريخ وانتماء وليس فقط جنسيّة. فأنا أحمل جينات هذا البلد وثقافته وما حمّلني من نِتاجٍ استطعتُ استثماره لأكون إنسانة تمثّل المرأة السوريّة في مؤتمرات المرأة العربيّة. حاضرتُ في المؤتمرات إلى جانب سوريا، كما أحاضر كلّ عام في مراكز ثقافيّة مختلفة بعدة محافظات خلال فصل الصيف. وتكون حول مواضيع مختلفة مثل علم النفس والثقافة والفكر".

الصعوبات والعثرات التي واجهتها وكيف تجاوزتها

"واجهتُ بعض الصعوبات المتعلّقة بإيجاد الوقت الكافي للقيام بمسؤوليات كثيرة إلى جانب الدراسة والكتابة والعمل. فحين عدتُ للجامعة في أمريكا وتخصّصتُ، كان أولادي أطفالاً صغاراً، وكان عليّ خلق الوقت وليس انتظاره. لذلك استثمرتُ الوقت في أيّ مكان أو نشاط أمارسه سواء لي أو لأولادي، لذا كنتُ أستثمر الوقت للدراسة والمتابعة وللعمل لاحقاً".

وتكمل: "عائلتي من زوجي وأولادي إضافةً إلى أهلي وأخواتي، كانوا كلّهم داعمين لي وكان هذا إيجابيّاً جداً. وأرى أنّ أهم ما يساعد الإنسان على تخطّي الصعوبات، هو أن يعرف ما الذي يريده، ويتوجّه نحو هدفه بإرادةٍ قويّة وإيمان بنفسه وقدراته لتحقيق طموحه وخاصّةً المرأة، فإذا ما ملكت الاستحقاق؛ ستجد للصعوبات حلول كثيرة".

تحقيق الإنسان لنجاحٍ وتوفر الظروف المواتية لذلك 

"الظروف تُظهِر ما لدى الإنسان من مقدرات ولا تصنعها، إذا كان لدى الإنسان مقدرات ويعرفها ولديه طموح، فتأتي الظروف المواتية وتساهم بتحقيق ما يريده. وفي الأساس، نحن نصنع حاضرنا ومستقبلنا بما نطمح ونعمل ونرغب به. باستثناء ظروف الحروب والتغييرات التي تنتجها من ضيقات وصعوبات. كما قد تأتي الظروف المواتية لشخصٍ لا يملك طموحاً أو مقدرات، لكن لن تفعل الظروف شيئاً في هذه الحال. 

هنالك مثل أمريكي يقول: "تستطيع أن تأخذ الحصان إلى النهر ولكن لا تستطيع أن تجعله يشرب." فإذا كان لا يريد، قد يتقاعس ولن يحاول، رغم توفّر الظروف المواتية أو الموارد إذا صحّ التعبير. خلاصةُ القول، إنّ الظروف مهمّة في حال وجود الطموح والرغبة والإرادة، فيكون النجاح مُستحَقّاً". 

أهداف وتطلّعات ريم شطيح المستقبليّة

"أن أساهم بتوعية الناس أكثر عن علم النفس والاضطرابات النفسيّة وأهميّة العلاج والمعرفة. وكأكاديميّة، أسعى لإحداث تغيير ثقافيّ وعلميّ في بلدي من خلال إدخال مواد علم النفس في المناهج وتغيير مواد أخرى في المناهج التعليميّة بحيث تساعد على نشر ثقافة العلمانية وقبول الآخر والعمل على التغيير القانوني في هذا السياق".

وفي الختام ترى الكاتبة "ريم شطيح" في معرض مقال لها، بعنوان "القيمة والنوعية" أنّه: "يجب أن يتمّ مقاربة القيمة الاجتماعيّة بالقيمة الفكريّة للإنسان والمستوى الأخلاقي له. وإلّا فإنّنا سوف ننتهي بمجتمعٍ يعوّم المتسلقين والفاسدين ويهمش النخبة والمبدعين الحقيقيين". وعليه، فكم تبدو الحاجة ملحة لهذه "المقاربة" في مجتمعنا بغية تقييم الأفراد فيه -رجالاً ونساء- تبعاً للفكر والأخلاق؟ وعندما يبدأ ذلك، يصبح قادة الفكر -على اختلاف مجالاتهم- رواداً ورائدات في إحداث التغيير الإيجابي الذي سيقود حتماً لمستقبلٍ أفضل.

اقرأ أيضاً:

قصة نجاح: ريم شطيح قراءة المزيد »

Najah Khamasmieh

قصة نجاح: نجاح خماسمية

Najah Khamasmieh

قصة نجاح: نجاح خماسمية

من هي نجاح خماسمية؟ وكيف تحبين أنْ تقدمي نفسكِ لمجتمع Uplifting Syrian Women؟

سيدة سوريّة ألمانيّة، كاتبة ومحفزة. بعدما وصلتُ إلى أوروبا سنة 2012 مع زوجي وأولادي، فهمتُ مع الوقت الفرقَ بين أنْ أكون أنثى وسيدة مجتمع، وبين أن أكون سيدة قراري وحياتي في عالم الأرقام والاختيارات. أحببتُ جداً الدمج بين حرارة الشرق وشغفه، وبين انضباط الغرب وترتيبه. لذلك أجدُ في كينونتي الجديدة توازن وثقة وقدرة على التخطيط الصبور المتجدّد.

كيف بدأتِ خطواتكِ الأولى في مجال السوشال ميديا، ومقاطع الفيديو التحفيزيّة ومن ثمَ البودكاست مع ابنتك؟

منذ عشرة سنوت تقريباً بدأتُ بكتابة مقالات على السوشال ميديا، جمعتها فيما بعد في كتابين، تمّ نشر أحدهما بثلاث لغات. ولكنّ الكتابة لم تكن كافية في زمن كوفيد-19، إذ كان الناس في عزلتهم بحاجة إلى صوت وصورة. فملامحُ الوجه ونبرةُ الصوت تعمل على إيصال الفكرة بانطباعات أشدّ قوة وتأثيراً. شجعتني عائلتي -وخاصّة ابنتي- بأنْ أبدأ بإعداد مقاطع فيديو تحفيزيّة.

البداية لم تكن سهلةً لشخصٍ اعتادَ الكتابة بصمت. ولكنّي وجدتُ في ذلك التغيير حضوراً مختلفاً ورسالةّ جديدةً. بعدها، بدأتُ ألاحظُ خلال لقاءاتي ومحاضراتي مع العائلات في أوروبا أنّ الحوار غالباً ما يكون غائباً بين الأجيال لأسبابٍ عديدة. فأرادتْ ابنتي أن ننقل تجربتنا في الحوار بين الأجيال من خلال بودكاست، وما زلنا في البدايات، إلّا أنّها تجربة أكثر من رائعة. كما أعتبرها توثيق زمن فكريّ مختلف مع ابنتي.

كم هو هامّ وجود أمّ ناجحة داعمة وكيف يؤثر ذلك على عائلتكِ وخاصّة ابنتكِ؟

من هي الأمّ الناجحة وبأيّ مقاييس؟ هل هو مقدار الإنجازات خارج المنزل أم داخله؟ هل يتمّ تقييمه حسب مستوى الدخل أو المكانة الاجتماعية؟ تساؤلات كثيرة!

ولكن بالنسبة لي، الأمّ الناجحة هي التي وجدتْ الطمأنينة والفرح، واستطاعتْ أن تنقلهما إلى عائلتها. ولا يمكن أن تصل الأمّ الى تلك الحالة ما لم تحقّق ذاتها، عندها فقط تستطيع أن تدعم كلّ فردٍ من أفراد عائلتها ليحقّق ذاته وفرحه. إذ أنّها لن تنتظر من أيّ فرد فيهم أن يحقّق ما لم تستطع هي تحقيقه! كما أنّها ستفرح بفرادتهم وتشجعهم ليكونوا كما يريدون. 

بالنسبة لابنتي، أنا أرسل لها رسالة ثابتة دوماً "ليكن حضوركِ قوياً فلا يُستطاع الاستغناء عنكِ". إذ لا أريدها أن تبدّد طاقاتها في السعي نحوَ المساواة بل أن تكتشف نقاطَ القوّة التي تملكها لإثبات حضورها وجعله فعّالاً وراسخاً.

ماذا عن عن رحلتكِ في النجاة من مرض السرطان؟ ما دورها في رسم خريطة حياتكِ وكيف تتعايشين معها؟

خبرتي مع مرض السرطان تشبه إلى حدّ بعيد خبرتي مع الغربة القسريّة، إذ يشعر الإنسان بأنّه قد خسر كلّ شيء في لحظة واحدة! الفرق بين الخبرتين أنّه في خبرة الهجرة، كنتُ أتمنى في السنوات الأولى أن يمرّ الوقت سريعاً من مبدأ "عمر وبيمضي". ولكن مع السرطان كنتُ متمسكةً ومتشبثة بهذا العمر للغاية، لم أعد أريده أن "يمضي سريعاً" ولا أن يمضي بهذا الشكل. أصبحَ الاستيقاظ صباحاً سبباً للاحتفال بأنّي تمكّنتّ من النجاة والعيش ليومٍ إضافيّ.

في خبرتي الحالية، أقدر عدم الاستسلام للغاية، وأدركتُ أنّ قوّة اللَّه تظهر وتشع فعلاً في ضعفنا. في زمنٍ ما وخلال رحلة العلاج فقدتُ القدرة على الكلام والمشي وكانتْ الآلام شديدة. لم أحاول أن أكون قويّة، ركزتُ على الاستمرار فقط، وجعلتُ من اللَّه قوتي.

وتعلّم أفراد عائلتي في زمن ضعفي أن يكونوا هم الأقوياء. إذ بينما نعتقد أنّ أولادنا يتعلمون ويأخذون القوة من قوتنا، إلّا أنّهم في الحقيقة يتعلمون القوة والحكمة في زمن ضعفنا. وأنا كنتُ أعيش فرح رؤيتهم ينضجون بمحبة. كما كنتُ أعيش حياة صحيّة للغاية خوفاً من المرض، ولكنّني أيقنتُ اليوم أنّ الخوف هو المرض بحدّ ذاته! الإنسان قادر بنعمة اللَّه على تحقيق أمورٍ لا يستطيع هو أن يصدّق أو يتخيّل أنّه قادر عليها. 

ما زلتُ أعيش حياةً صحيّةً ولكن بدون أيّ "خوف"، بل مع شعور بالمسؤوليّة تجاه نعمة الصحة. لقد أصبح الوقت مقدّساً بالنسبة لي، ليس هناك وقتٌ للحزن والسلبيّة والانتباه للأقاويل. إنّه زمن الفرح وتحقيق ما يجب أن نحقّقه.

ما الصعوبات التي واجهتكِ؟ وكيف تجاوزتيها؟

أولاً بدأتُ بتسمية الأمور بأسمائها، إذ برأيي هناك "صعوبات" وهناك "أشراك". الصعوبات تكون بينكِ وبين نفسكِ، مثل الكسل، التردّد، التأجيل، النسيان، التضجر، الأفكار السلبيّة، النمطية والخوف. وهي أمور يجب أنْ تواجهي نفسكِ بها وتتعاملي معها بجديّةٍ وحسمٍ وقوةٍ كلّ يومٍ وكلّ ساعةٍ في حياتكِ. العمل يحتاج لمثابرة واجتهاد بشكلٍ مستمر.

الأشراك هي كلام الناس وانتقاداتهم المُهدِّمة، الاستخفاف بعملكِ مهما كان جيداً فقط لأنّكِ سيدة، قلّة التفاعل، وما إلى هناك. والإنسان لا يجب أن يتفاعل مع الأشراك ولا أن يواجهها، بل أن يتجاهلها ويتجاوزها بحكمة. لأنّ الوقوع فيها والاستسلام لها سيأخذ منه وقتاً طويلاً حتى يخرج منها.

لذلك أتعاملُ مع الصعوبات بصبر وقوة وإيجابية، وأتجاهلُ الأشراك كي لا تستنفد طاقتي.

ما هي نصائحكِ لكلّ من لا يزال يبحث عن طريقه؟

تعلّموا من الآخرين وخذوا من خبراتهم، لكن لا تقارنوا أنفسكم بهم. لا يوجد زمن محدّد للبداية ولا عمر ولا ظروف، ابدؤوا بالإمكانيات الصغيرة المتاحة في هذه اللحظة، فقط ابدؤوا.

ابحثوا في مواطن قوتكم وستجدون طريقكم، لا تستهينوا بما تملكون، بل انتبهوا لحقيقة أنّ كلّ ما منحكم إيّاه اللَّه فهو لغاية ما وعن قصد.

عندما تشعرون بالفرح والطمأنينة فهذا يعني أنّكم على الطريق الصحيح. الاستسلام مرفوض سواء كان الاستسلام لنجاح ما والتوقف عنده أو الاستسلام لفشل ما وعدم المحاولة من جديد. قد نفشل في عملٍ ما ولكن هذا لا يعني أنّنا فاشلون، فاللَّه لم يعطنا روح الفشل.

ما الفرق بين الشخص الناجح والعادي؟

لا يوجد إنسان عاديّ، يوجد إنسان لم يكتشف تميّزه بعد. من الجيّد أنْ نُحِب ذواتنا ولكن الأمثل أن نُحِب ما هو الأفضل لذواتنا. علينا أن نسأل ماذا أريدُ لنفسي لتكون أفضل؟ وكيف أحقّقُ ذلك؟ ولماذا أريدُ تلك الأمور؟

هذهِ الأسئلة هي التي تُعيد توجيهي كلّما انحرفتُ عن غايتي ورؤيتي لنفسي. الشخص الذي اكتشف تميّزه لم يعد يبحث عن لفت لانتباه واستجداء التقدير والإعجاب من غيره، بل يبحث عن السلام والرضى الداخليّ. كلّنا نخضع لتأثيرات نفسيّة وحياتيّة تجعلنا نغيّر آراءنا بحسبها، لذلك من الخطأ أن أقيس نجاحي على أساس آراء الآخرين. بل عليّ أن أقيسه على أساس نتائج الفعل نفسه. 

كلّ شيء يبدأ من الداخل، فالإنسان تحرّكه أفكاره. لذلك لنجعل أفكارنا إيجابيّة تحفيزيّة فضوليّة، تبحث عن حلولٍ أخرى وطرقٍ جديدة مبتكرة وفعّالة. وعندها سنفرض وجودنا بلطف وقوة. ويبقى السؤال لماذا أريد ما أريده؟ وهنا يظهر التميّز.

ما هي أحلامك وأهدافك القادمة؟

حتى أتكلّم عن المستقبل يجب أن أنظر إلى الماضي. في الماضي، كلّ المهن التي عملتُ بها كانت متميّزة بامتلاكها لروح الفرح والجمال.

إذ عملتُ كمصمّمة مواقع إلكترونيّة، وبعدها في وكالة استيراد فساتين أعراس و"هوتكوتور"، كلّها تعاملات فيها فرح وجمال. اليوم أعمل في مجال السوشال ميديا والكتابة، وأتمنّى أنْ أحقّقَ المزيد من الفرح وأنْ أنشرَ المزيد من الجمال. نحن نحتاج إلى الكثير من الجمال الحقيقي في كلّ الأمور. أتمنّى أن تنجح روايتي الأولى، إذ هي أوّل عمل روائيّ لي، بعد كتابة ونشر المقالات التحفيزيّة. ولطالما خبأ لي المستقبل مفاجآت كثيرة قد تبدو للوهلة الأولى كما لو أنّها نهايات، ولكن نعمة اللَّه جعلتها بدايات جميلة وقويّة. لذا أشعر أنّ المستقبل هو الذي ينتظر مني، يفاجئني وأفاجئه بدوري. ليس لديّ مخطّطات بعيدة المدى. إذ بعد التهجير والمرض والخسارات الماديّة والمعنويّة الكبيرة أصبحتُ أضع أولوية للحياة بفرح وأمل.

هدفي الأساسيّ هو الاستمرار بفرح وتجدّد وأملٍ جميل. مثل نبعٍ صغيرٍ قادمٍ من الجبال، قد تغيِّر مسيرته صخرة كبيرة أو جرف قاس ولكنّه يستمر، وأينما مرَّ يترك وراءه أثراً جميلاً منعشاً.

اقرأ أيضاً:

قصة نجاح: نجاح خماسمية قراءة المزيد »

A'zza Al-Abdullah

A Success Story: A’zza Al-Abdullah

A'zza Al-Abdullah

قصة نجاح- عزة العبدللّه

لأننا نؤمن أن كل ساعٍ هو ناجح بالنتيجة، وكل شخص قادرة على الوصول إلى هدفه، سنخصص زاوية شهرية تتحدث عن قصص نجاح نساء من تاريخ سوريا الحديث والمعاصر.

وقصتنا اليوم تتحدث عن بطلة سوريا وبطلة الوطن العربي لعدة مرات (فردي وزوجي مختلط وزوجي سيدات) في لعبة كرة الطاولة "البينغ بونغ".
عزة هاني العبدالله من مواليد مدينة حماة، وسكان دمشق، انتقلت بعد زواجها إلى حمص وعلى الرغم من التغيير الكبير في حياتها آنذاك، إلا أنها أحبت حمص وسرعان ما شعرت بالانتماء إليها.

شغفها الأول هو الرياضة واهتمامها تجاوز لعبة البينغ بونغ، فكانت حاضرة دوماً في مباريات كرة السلة وكرة القدم في زمن لم يكن يتواجد أي فتاة أخرى غيرها بين الجمهور، لكن ذلك لم يمنعنها من متابعة شغفها.
بدأت التدريب في مرحلة الدراسة الإعدادية وبشكل تدريجي تطورت من رياضية هاوية إلى محترفة وبطلة.

تعتَبر بطلتنا فترة الرياضة من أجمل فترات حياتها مع كل ما عاشته فيها من مصاعب وأزمات، فقد كانت تلك الفترة غنية بالتدريبات والسفر والمعسكرات داخل سوريا وخارجها. وتقول:
"الشرط الأول للنجاح بالرياضة هو الشغف والثاني هو الالتزام سواء بالتدريبات فردياً أو مع الفريق".

اعتزلت اللعب ولم تصبح مدربة لأنه ليس بالضرورة أن يصبح كل لاعب مدرباً، إلا أنها ما زالت متابعة شغفة للعبتها (كرة الطاولة) من مباريات وتطورات.

وعلى الرغم من نجاحها المبهر في الرياضة إلا أنها لم تهمل أي جانب آخر من جوانب حياتها، فتخرجت من المعهد الهندسي وعملت في الإسكان وبعد ذلك تفرغت للاعتناء بأولادها.

أما عن اهتماماتها الأخرى فهي متابعة وزائرة دائمة للمركز الثقافي في حمص، وما يشغلها مؤخراً هو نشاطها مع شبكة "نور إميسا" النسوية تحت إشراف UNDP، وهي جزء من مجموعة شبكات في كافة المحافظات السورية.
بالإضافة لكونها عضواً في مجلس إدارة نادي الرابطة الأخوية مع خمسة رجال، يعملون بجهد جبار لإعادة إحياء النادي المتأذي بعد سنوات الحرب، وسيضم المبنى الجديد Study Zone مع مطبخ.

تقول بطلتنا: "النجاح هو أن تحبّ ما تفعله وتكون مسكوناً بالشغف تجاهه ومؤمناً به وبرسالته، مع الكثير من الالتزام، هذه التوليفة هي وسيلة كل إنسان لتحقيق النجاح".

وفي الختام وجهت كلمة لمبادرة Uplifting Syrian Women: "أنا أشجع وأؤيد كل مبادرة تسعى إلى تمكين المرأة ومنحها حقوقها، لنصل معها وبها إلى العدالة والتماسك المجتمعي، ومن المفرح أن أرى فتيات شابات تعملن بشكل تطوعي من أجل هذا الهدف".

A Success Story: A’zza Al-Abdullah قراءة المزيد »

Christina Al-Maari

A Success Story: Christina Al-Maari

Christina Al-Maari

قصة نجاح- كريستينا المعري

"آمِن باللّه، ثمَّ بنفسك. لا ترسم لأحلامك حدوداً، وابقِ عينيك على الهدف وقلبك على الشّغف، فتصل بإذن الله."

بطلتنا لشهر ابريل هي كريستينا المعرّي من مدينة صيدنايا في سوريا. أمّ لطفلين ومدرّبة مهارات حياتيّة للمراهقين، واستشاريّة أسريّة وتربويّة معتمدة. حاصلة على دبلوم بالبرمجة اللغويّة العصبيّة.

تقول كريستينا: مُنذ كنتُ صغيرة وعالم الكتب الّتي تتحدّث عن التّنمية البشريّة يستهويني. لقد كانت دراستي الجامعيّة باختصاص التّرجمة في كليّة الآداب بعيدة عن الشيء الّذي يُشبهني. لكن رغم ذلك نجحت وعملت في مجال البنوك، وهنا تطوّرت خبراتي بعالم التّنمية وأصبحتُ ألتقي بأنماط مختلفة من العقول والشخصيات، وكلّ شخصيّة علّمتني أكثر وأوصلتني لتحليلات تُؤكّد قناعتي بوحدة الروح والعقل والجسد. 

أمّا نقطة التّحوّل الأكبر في حياتي كانت الأمومة، حينها لم أكُن أعلم بأنّ أمومتي لألفريد وجاد سوف توصلني للمكان الّذي سأجد فيه نفسي، المكان الّذي تحوّلت فيه هذه الموهبة لعلم ودراسات وتدريب. أمومتي كانت نقطة تحوّل في حياتي تجاه كلّ طفل في هذا العالم وأوّلهم طفلي الدّاخلي. 

هُنا بدأت رحلة الوعي والتّشافي ومعرفة الذّات للوصول لذاتي الحقيقيّة. بدأتُ بالتخلّص والتحرّر من صدمات الماضي الّتي تركّزت بشكل كبير في مرحلة المُراهقة. بعد أن تشافيتُ انصبَّ تفكيري على كيفيّة مساعدة كلّ مُراهق، لتمرّ هذه الرحلة من حياته بسلام ومرونة وبأقلّ قدر من التحدّيات.

في بداية جائحة كورونا والتزامنا البقاء في المنازل بشكل كامل، بدأتُ بالبحث عن مستقبل جديد لي. وحينها تعرّفت على معلّمتي القديرة آية خانجي، وبعد حديث معها أدركتُ أنّ ما أبحث عنه موجود في الأكاديميّة الدوليّة لإعداد المدرّبين في لندن، ولكن أحتاج الكثير من الوقت والجهد والتدريب لأصبح مدرّبة مهارات حياتيّة معتمدة من الأكاديمية. فكّرت كثيراً وكان زوجي الداعم الأكبر لي لإيمانه بقدرتي على النجاح في هذا المجال، فهو يعلم تماماً كم أحبّ مساعدة الآخرين.

بدأتُ الرحلة الجديدة ولم يكن الطريق سهلاً، فقد حملت على عاتقي مسؤوليات كبيرة بدءاً من الاهتمام بأولادي الّذين هم أولويّتي في الحياة ومسؤوليات المنزل، وكان التحدّي الأكبر هو الخروج من منطقة الراحة خاصّتي، لكن كلّما شعرتُ برغبةٍ بالتّراجع ذكّرت نفسي بالدافع وراء دراستي والهدف الّذي أريد الوصول إليه. أكملتُ الطريق، وقرّرت أيضاً أن أدرس اختصاص الاستشاري الأسري التّربوي المُعتمَد وذلك لأنّي شعرتُ بأهميّة العمل مع الأهل لتصبح مهمة مساعدة الأهل على بناء علاقات صحيّة مع أولادهم جزءاً من رسالتي.

بعد سنتين من التدريب والدراسة والتعب أصبحت رسمياً: مدرّبة مهارات حياتيّة للأطفال والمراهقين معتمَدة من الأكاديمية الدولية لإعداد المدربين في لندن. حصلتُ على شهادة دبلوم البرمجة اللّغوية العصبيّة. استشاريّة أسريّة وتربويّة مُعتمدة من أكاديمية‏ North Texas Leadership Development Academy ومعتمدة من معهد Wideview وهيئة المعرفة في حكومة دبي. ثمّ أسّستُ أكاديميّة صنّاع المستقبل للتدريب إيماناً مني بأنّ الأطفال والمراهقين هُم صنّاع الغدّ، وهم البذور التي إذا تم وضعها في تربة خصبة تعطي أفضل المحاصيل.

أمّا اليوم وبعد أن بدأتُ بمجال العمل والتطبيق العمليّ، لا يمكنني وصف سعادتي في كل مرّة أكون فيها الإنسان الذي يساعد أيّ شاب أو فتاة في عمر المراهقة ليجدوا أنفسهم، وليعرفوا كنوزهم الداخلية. كما أنّ سعادتي الأكبر تكون عندما أقدّم المساعدة لعائلة أو لمربّي كان بحاجة لها ليعيد بناء علاقته الوالديّة مع أطفاله وفي أحيانٍ كثيرةٍ مع نفسه. أنا أؤمن أنّ حلّ كلّ شيء يبدأ من الداخل والتغيير يبدأ من عمقنا.

هدفي القادم هو التّطوّر وزيادة المعرفة بعالم التّنمية لأنّ المعرفة هي القوّة. بالإضافة إلى الوصول لكلّ مراهق بحاجة إلى من يفهمه ويسمعه ويستطيع تقديم المساعدة دون إطلاق أيّ أحكام.

ورسالتي اليوم لكلّ من يقرأ هذا المقال: "استمرّ وتقدّم بالحياة فالشغف لا ينتهي عند عمرٍ أو ظرفٍ معيّن. سخّر ظروفك لخدمة أحلامك واسعَ دوماً لأن تكون أفضل نسخةً من نفسك. لا تقارن نفسك بأحد، فكلّ منّا خليقة فريدة خرجت من يد اللّه. ابحث في داخلك لتجد كنوزك الداخليّة ومنها انطلق وحقّق أهدافاً تُناسب حياتك."

مبادرة Uplifting Syrian Women تحتفي بنجاح كريستينا المعري، وتتمنى لها مزيداً من القوة والقدرة على العطاء. وتتمنى أن تكون هذه القصة درساً في الإرادة والتصميم والسعي المستمرّ نحو الهدف.

A Success Story: Christina Al-Maari قراءة المزيد »

Carol Zakhour

A Success Story: Carol Zakhour

Carol Zakhour

قصة نجاح- كارول زخور

"علينا تغيير نظرتنا إلى العالم قبل محاولة تغيير العالم". بهذه الكلمات تخبرنا "كارول جرجس زخور"، مؤسسة مبادرة "Uplifting Syrian Women" عن رؤيتها للتغيير. هذه المبادرة التي أحدثت تغيير في حياة كارول، وفي حياة مئة متطوع ممّن يعملون فيها. إلّا أنّه لم يكن تغييراً عادياً؛ لقد كان كأثر الفراشة، يحطّ برقّة، وينثر بريقه في الهواء الرحب.

 

شغف لتحقيق الأحلام وإحداث التغيير

حُلمٌ حرّك الشغف في نفس "كارول" لتأسيس المبادرة، إذ لطالما رأت أنّ محرّكها الداخليّ بحاجة إلى إحداث تغيير في هذا العالم. لم تعتد الاكتفاء بالنقد وانتظار الآخرين في مسألة طرح الحلول، فكان لا بدّ من العمل والتحرّك دون انتظار أيّ أحد أو أيّ شيء.

 

اختارت "كارول" المرأة لتكون الشريحة المستهدفة في المبادرة، انطلاقاً من فكرة أنّه لا يفهم معاناة المرأة سوى المرأة. والسؤال هنا: كيف تشكّل النساء أربعة أضعاف نسبة الرجال في سوق العمل ولا يتولين مناصب قيادية؟ والسؤال الأخطر: لماذا هناك فجوة بين الجنسين، في التحصيل العلميّ والكفاءة المطلوبة لسوق العمل؟ إضافةً إلى تساؤلات أخرى دفعت بكارول من خلال مبادرة "Uplifting Syrian Women" للسير مع النساء خطوة بخطوة. على أمل تحقيق أحلامهنّ بالشكل الذي يحسّن المستوى الاقتصاديّ لهن أولاً لينعكس على البلاد، ويقلّل الفجوة بين الجنسين.

 

رحلة مثيرة بين محطات الماضي والحاضر

"كانت رحلتي، أمّا اليوم فهي رحلتنا أنا وأكثر من مئة متطوع مبدع". بهذه المشاعر والإحساس بروح الجماعة تصف "كارول" رحلة المتطوعين والعاملين في المبادرة. وتقول أيضاً: "رحلتي منذ تأسيس المبادرة تخلّلها كثير من الجهد والضياع والتشتت أحياناً. لكن هذه اللحظات بالذات هي مصدر فخر كوني خرجت منها أقوى ممّا كنتُ عليه سابقاً". وتتابع: "خلال هذين العامين، أصبحتُ أكثر صبراً وقوة وثقة بنفسي، والأهمّ من كلّ هذا، أصبح طريقي للمستقبل أكثر لمعاناً ووضوحاً".

 

عامان على انطلاق المبادرة.. كثير من الجهد والكثير من الحب

بعد عامين من انطلاقة المبادرة، ما كان من السهل على "كارول" الوصول بها إلى ما هي عليه اليوم. لقد كانت أياماً مليئة بالتعب، مزدحمة بالأفكار التي كان بعضها غير قابل للتطبيق في وقت معيّن، لكنّ الإصرار على النجاح والوصول يصنع المعجزات. وتعلّق على ذلك، قائلة: "لا يمكنني أن أروي كلّ شيء في بضعة سطور خشية أن أظلم الفريق. لكن لأصدقك القول، لقد تعبنا كثيراً، وقدّم كلّ فرد منّا -رغم الإمكانيات المحدودة- أقصى جهد ممكن مع الكثير من الحب

 

"مبادرة "Uplifting Syrian Women".. قصّة نجاح فرديّة وجماعيّة

كتبت "كارول جرجس زخور" قصّة نجاحها، وما تزال تكتب كلّ يوم سطوراً جديدة في رحلةٍ مثيرةٍ بين الماضي والحاضر الممتدّ. وترى في معرض سؤالها عن إمكانية تحقيق النجاح في ظلّ الظروف المُحبِطة أنّ "الظروف الحالية هي أكبر دافع للنجاح. فالأشخاص الذين يعيشون حياة مستقرّة ومريحة، ولا يشعرون بالحاجة إلى أيّ شيء لن يقدموا على محاولة فعل أيّ شيء. كوننا نعيش في ظلّ ظروف صعبة، فهو دافع دائم لنحاول مراراً وتكراراً تأمين ظروف حياة أفضل".

 

في البداية، كانت فكرة "كارول" عن المبادرة تتمحور حول مساعدة النساء عبر الإنترنت في الحصول على خبرات عملية. وهذه الخبرات تؤهلهن للدخول الصحيح في سوق العمل وتحقيق متطلباته. إلّا أنّه لم يتوقف الأمر لدى "كارول" عند هذا الحدّ. إذ كان لا بدّ من تأهيل النساء ومساعدة الراغبات منهنّ على تحصيل منحة دراسية مثلاً، أو اكتساب خبرة تطوعية.

 

فضلاً عن ذلك، فإنّ الدعم النفسيّ كان واجباً؛ لأنّ الجميع يعاني في ظلّ هذه الظروف الصعبة، خصوصاً النساء. بدأت أسرة المبادرة تكبر يوماً بعد يوم، وازدادت أعداد المتطوعين والمتابعين لها والمستفيدين منها. لا تصدق "كارول" أحياناً أنّه قد مرّ عامان على انطلاق المبادرة. فبين بداية خجولة ودافئة وصادقة، واستمرارية حاضرة، تعمل فرق المبادرة -على اختلافها- كخلية نحل لتكتب قصة نجاح فريدة.

 

"أنا ممتنة لكل شيء جعلني على ما أنا عليه اليوم"

ليس من السهل على الإنسان العبور من الباب الضيّق في هذه الحياة، ولا اختيار الطريق الصعب المليء بالأشواك. ولكن حتماً، فإنّ هذا الطريق وذاك الباب، على ضيقهما وصعوبتهما، سيخلقان إنساناً أقوى وأكثر صلابة وقدرة على مواجهة التحديات. وفي هذه الجزئية ترى "كارول" نفسها ممتنة لكلّ شيء جعلها على ما هي عليه اليوم. كما تنتظر بابتسامة وبعزيمة جبّارة كلّ الصعاب القادمة، وتتلّهف للتعلّم منها. إذ أنّ كلّ ما عايشَته من صعاب وتحديات، إنّما هو ناجم عن اختيارها للطريق الصعب. وإن أُتيحَ لها أن تغيّر شيئاً ما حدث في حياتها، فلن تغيّر شيئاً.

 

أمنيات شخصيّة لا تنفصل عن مبادرة Uplifting Syrian Women

لا تستطيع "كارول" الفصل بين أمنياتها الشخصيّة وأمنياتها للمبادرة، إذ تعتبر أنّ المبادرة "مصدر سعادتها". أمّا بالنسبة إلى هدفها من المبادرة، فهو "استدامة الأثر، والتوسع في تقديم خدمات المبادرة. وبأن تكون جزءاً، مهما صغر حجمه، في تحسين أوضاع النساء السوريات". حتى أمنيات "كارول" الفرديّة الخاصّة تتمحور حول الأثر الجميل. إذ تتمنى بأن "تكون ذكرى جميلة في حياة كلّ من تقاطعت طرقه معها، ومصدر أمل لمتابعة السعي لتحقيق أحلامهم".

 

"لنتعاون معاً، لننجو": في ذكرى تأسيس مبادرة "Uplifting Syrian Women"، تشعر "كارول جرجس زخور" بالفخر. وهذا الشعور يأتي من مقدار التغيير الملحوظ الذي تلمسه في حياة كلّ فرد من أفراد المبادرة. "تقدّم وتطوّر داخليّ من ناحية الخبرة العملية، والثقة بالنفس، والراحة النفسية".

 

إضافةً إلى ذلك، تشعر "كارول" بالسعادة لرؤية أفراد المبادرة ينتجون، ويؤثرون في مجتمعهم، ويشعرون بالرضى. وتقدّم "كارول" امتنانها لكلّ مؤمنٍ بأهداف المبادرة وعاملٍ فيها. لكلّ الذين سمحوا لهذا المجتمع الصغير الذي أسسته بأن يكون "ملجأهم الآمن". الأمر الذي سمح لها بالمقابل أن تكون شاهدة على التطوّرات الإيجابيّة في حياة أفراد المبادرة.

 

"لنتعاون معاً، لننجو"، كانت هي الجملة التي ختمت بها كارول رسالتها لكلّ أعضاء مبادرة "Uplifting Syrian Women"، ومتطوعيهم، وجمهورهم. وهذه هي كلمتها على الدوام، فما وجود المبادرة إلا لأجل جمهورها الذي يمنحها الاستمرارية. ولا يمكن الاستغناء عن دعم الكلّ للكلّ، والتعاون يداً بيد لتحقيق الأهداف المرجوة، وإحداث التغيير.

A Success Story: Carol Zakhour قراءة المزيد »

Taghreed Qutrib

قصة نجاح: تغريد قطريب

Taghreed Qutrib

قصة نجاح: تغريد قطريب

"الشّغف مقياس النجاح".. تغريد قطريب وشغفُ الكتابة

في زمن أصبح فيه التدوينُ على منصاتِ التواصل الاجتماعي مختَصَراً وفضاءاً واسعاً يشمل الجيد والرديء، تروي لنا الكاتبة والمهندسة تغريد قطريب، تجربتها العميقة كامرأة مبدعة، كل كتاب أنتجتهُ كلّفها الكثير من الوقتِ والتجارب والنضج.

من هي تغريد قطريب؟ كيف تقدّمين نفسك لمجتمع Uplifting Syrian Women؟

تغريد قطريب مهندسة مدنية ناشطة في المجال الثّقافي، أهوى الأدب وأكتب شغفي و أحلامي وأمنياتي.

كيف بدأتِ خطواتكِ الأولى في مجال الكتابة؟ كلِّمينا عن كتابِكِ الأول؟

كتابي الأول (على قيد الحب)مجموعة قصصية صدرت عام 2014، كانت نتاج فترة زمنية امتدت لسنوات، اخترت فيها قصصاً كتبتها في مراحل مختلفة على مدى عشرين عاماً تقريباً.

ما الصعوبات التي واجهتكِ وكيف تجاوزتها؟

من يمتلك شغف الكتابة، لا يرى صعوبات في عالم الأدب، إنما هناك بعض من الفترات التي أسميها (فترات السبات الفكري) حيث أشعر أني أكرر نفسي فيما أكتبه، وهذا ما يجعلني أهجر الكتابة لفترة، ألجأ فيها للقراءةِ أكثر، مما يغني لغتي وفكري، لأعود بعدها للكتابة بحلة أدبية وفكرية يمكن أن أقول عنها أغنى وأكثر نضجاً مما قبلها.

ما هي نصائحك لكلّ من يبحث عن نفسه وأدواتِهِ في الأدب؟

في البداية لا نصيحة سوى القراءة، وأن يعرف الهاوي لونُ الأدب المناسب لمدارِكِه الفكرية، مثلاً، هناكَ الكثيرون ممن يحاولون كتابةَ الشّعر، وهم بعيدون تمام البعد عن صناعة هذا الفن الصعب، والذي يعتمد بالدّرجة الأولى على الإيقاع والوزن، فيقومون (بنظمٍ)، أو صفِّ بعض العبارات ويذيلونها بحرفين يتكرران في كل عبارة، ثم يدّعون أنه شعر ويسمّون تلك الحروف قافية. 

برأيي هؤلاء دخلاء يشوّهون المشهد الأدبي، ويمكنهم كتابة الخاطرة فهي البداية الصحيحة المتحررة من قوانين الشعر.

ما الفرق بين الشخص الناجح و العادي من وجهة نظرك؟

الشخص الناجح هو الذي يملك الشغف، والذي يحبُّ ما يفعل، فالحبّ هو أساس العمل مهما كان نوعه، هو روحَه واستمراريته، أحبِب ما تعمل حتى تعمل ما تحبّ.

ما هي أحلامك وأهدافك القادمة؟

في هذه الظروف التي يمرُّ بها بلدي، تضاءلت مساحةُ الأحلام وباتت تنحصر في خط واحد يجمع كل أطياف الشعب السوري بتجاوز هذه الازمة التي نمر بها جميعاً، لذا يمكنني القول بأني أحلم أولاً أن أتجاوز الكتابة عن الهموم والقهر. ربما علينا في هذا العمر أن نتجاوز مرحلة الأحلام فالحلم يجعلنا أكثر كسلاً ربما، علينا أن نجعل من الحلم طموحاً قصير الأمد، نسعى لتحقيقه بلا تلكؤ. أما في هذه المرحلة، أطمح أن يكون لي خطي الخاص في الكتابة، و أن أنشر كتابي الرابع عربياً.

من مبادرة Uplifting Syrian Women

نشكر تغريد على إغنائنا بقصتها ونفخر بمسيرتها الناجحة والملهمة والغنية بالإنجازات الأدبية (على قيد الحب), (اعترافات عشتار), (برغل ناعم)ونتمنى لكتابها الرابع أن يبصر النور قريباً، ننصح الجميع بالاطلاع على القصص الرائعة التي تحاكي مشاعر كل منا. ونحن نشدّ على يد تغريد فالعمل بشغف وحبّ، يعطي نتائج مذهلة يلمسها الجميع ويثني عليها، أيّاً كان المجال.

اقرأ أيضاً:

قصة نجاح: تغريد قطريب قراءة المزيد »

Yali Bagh

قصة نجاح: يالي باغ

Yali Bagh

قصة نجاح: يالي باغ

لا يوجد مصعد للقمة لتستقله، عليك صعود الدرج. ما من شيء في الحياة "مستحيل" فكل شيء ممكن مع وجود الإرادة والإصرار والخطوات الصحيحة.

يالي باغ فتاة سورية آمنت بنفسها وتخطت الصعاب وسعت حتى وصلت إلى هدفها، وعلى الرغم من أن الطريق لم يكن سهلاً لكنها تحلت بالصبر واجتهدت.

من هي يالي باغ؟ كيف تحبين أن تقدمي نفسك لمجتمع Uplifting Syrian women؟

يالي باغ فتاة سورية، خريجة كلية الإعلام قسم العلاقات العامة والإعلان بدرجة امتياز، ومديرة منصات التواصل الاجتماعي في Remedial Jobs.

كيف بدأتِ خطواتك الأولى؟

بعد تخرجي من الجامعة حصلت على فرص تدريب في أهم المؤسسات الإعلامية في دولة الإمارات. من خلال مبادرة دعم الشباب العربي المتميز في مجال الإعلام، لتبدأ بعد ذلك رحلتي المهنية مع Remedial Jobs.

بدأت مع Remedial كمتطوعة بقسم السوشال ميديا، ولم تكن لي أي تجارب عملية سابقة. فحقيقةً كانت الفترة الأولى صعبة قليلاً، لكن خطوة بعد خطوة أصبحت مديرة منصات التواصل الاجتماعي في الشركة. إذ توليت مسؤولية الإشراف على كافة المنصات والقيام بمختلف الحملات التسويقية وإعداد الدراسات والتقارير الشهرية. 

وهنا لا بد أن أتوجه بالشكر لجميع فريق Remedial على دعمهم وتشجيعهم المستمر لي وإيمانهم بي وبقدراتي. وأخص بالذكر مؤسسي ريميديل السيد علي نزار علي والسيد محمد خليل اسماعيل.

ما الصعوبات التي واجهتك وكيف تجاوزتيها؟

بشكلٍ عام الحياة مليئة بالصعوبات، وكل شخص معرض لعثرات وأيام صعبة. قد يبدو للبعض أن العمل في مجال إدارة منصات التواصل الاجتماعي سهل ويمكن لأي كان القيام به، إلا أنه حقيقةً مجال واسع. وبالتالي يتطلب مهارات وإمكانيات عالية من الإبداع واللغة والتواصل الجيد مع العملاء. بالإضافة إلى الصبر والتواجد المستمر على مدار اليوم، حتى في ساعات الليل المتأخرة.

عانيت في بداية عملي من عدم القدرة على الموازنة بين العمل والدراسة والحياة الشخصية والأصدقاء والعائلة. لكن بقليل من تنظيم الوقت تمكنت من التغلب على الأمر. بالإضافة إلى ذلك، كثيراً ما أعاني من حالات فقدان الشغف وعدم الرغبة في فعل أي شيء، لكن دوماً أذكر نفسي بأهدافي الحالية وما أسعى إليه مستقبلاً. وهذا كفيل بإعادة شغفي والإصرار على المضي قُدماً وعدم الاستسلام. فمن وجهة نظري، الإنسان الطموح والناجح لا يمكن أن يسمح للصعوبات بالتغلب عليه، ودائماً يجد طريقة لتخطيها وهذا ما يجعله "ناجحاً" في المقام الأول. 

ما نصائحك لكل من لا يزال يبحث عن طريقه؟

ألّا يستسلم أبداً، وأن يعمل جاهداً لإيجاد شغفه في الحياة. والتذكر بأنه ليس من الخطأ أن يفشل الإنسان أو أن يجرب عدة أشياء قبل أن يقرر ما يريد أن يفعل بحياته، لكن الأهم ألّا يستسلم حتى يجد ضالته.

ما الفرق بين الشخص الناجح والعادي؟

برأيي، الشخص الناجح هو الذي ينظر إلى الأمور بإيجابية، وهذا شيء أؤمن به شخصياً حتى أني ألاحظه في كل الأشخاص الناجحين. إذ دائماً ما يكونون إيجابيين ومتفائلين حتى عند الوقوع في الخطأ أو الفشل. فهم لا يسمحون لذلك الفشل بالتأثير عليهم وعلى مسيرتهم. بل ينهضون ويبدؤون من جديد مستفيدين من تجاربهم السابقة، حيث يعتبرونها مصدر إلهام.

ما هي أحلامك وأهدافك القادمة؟

الأحلام لا تنتهي، ودائماً ما أطمح إلى الأفضل والارتقاء علمياً وعملياً. أنا مؤمنة بشدة برؤية مؤسسة ريميديل الغير ربحية. كما أطمح أنا وكل فريق العمل إلى تحقيق هدف ريميديل على نطاق أوسع والوصول لفئات أكبر من الشباب العربي. وذلك لتحقيق هدفنا الأساسي وهو مساعدة الشباب على إيجاد فرص عمل في ظل هذه الظروف الصعبة.

عن Remedial Jobs

ريميديل جوبز هي وكالة إعلانية مقرها دبي، الإمارات العربية المتحدة. مُرخصة رسمياً من التنمية الاقتصادية في إمارة دبي. تهتم ريميديل بنشر إعلانات فرص العمل في الإمارات وسوريا. إضافة إلى المتابعة مع المتقدم أثناء التقديم للتصدي لأي عائق أو مشكلة تعترض عملية التقديم. وذلك بهدف مساعدة الشباب لإيجاد فرصة العمل المناسبة. إذ تهدف ريميديل بشكل أساسي إلى الحفاظ والارتقاء بخبرات ومهارات الشباب العربي من خلال توظيفها في المكان المناسب.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

قصة نجاح: يالي باغ قراءة المزيد »