قصة نجاح: سالي غنوم
قصة نجاح: سالي غنوم
"الاستمرار هو النجاح، الصمود بحد ذاته نجاح كبير."
سالي غنوم السيدة السورية التي تم اختيارها كواحدة من أبرز الشخصيات المؤثرة في مدينة أنتويرب. وتقديراً لدورها وُضعت صورتها في نفق Sint Anna Voetgangerstunnel مع صورة رئيس بلدية أنتويرب وبعض الشخصيات الناجحة والمؤثرة.
من هي سالي غنوم؟
فنانة سورية، مخرجة أفلام سينمائية، ناشطة إنسانية وسيدة أعمال في مدينة أنتويرب في بلجيكا. هاجرْتُ مع زوجي المهندس والشاعر عصام يوسف وابني آندي من سورية في نهاية 2015.
كيف بدأتِ خطواتك الأولى؟
في صيف عام 2013 وقع جذع شجرة الدلبة الكبيرة في مشتى الحلو. لجأتُ أنا وزوجي وصديقنا المحامي وائل صباغ إلى النحات السوري العالمي علاء محمد. ليصنع منحوتة من جذع شجرة الدلبة وأسميناها منحوتة الولادة. خلال فترة العمل على المنحوتة كنا نغني ونعزف الموسيقا حول الدلبة وندعو كل المارة للانضمام إلينا. ومنذ ذلك الوقت تأسس ملتقى الدلبة الثقافي في مشتى الحلو في سورية.
عندما وصلتُ إلى بلجيكا مع عائلتي عام 2015، قررتُ متابعة دراستي في الإخراج السينمائي. وحصلْتُ على منحة في جامعة إخراج أميركية في مدينة أنتويرب وتفوّقتُ بدرجة امتياز. ثم أخرجْتُ فيديو كليب "حلوة يا بلدي" وفيلم التخرج القصير "Red Wine".
كيف بدأتْ فكرة تأسيس مطعم الدلبة؟
أثناء إخراج فيلم التخرج قدم زوجي الطعام السوري لفريق العمل. وقد أعجبهم طعامنا السوري جداً واقترحوا علينا افتتاح مطعم سوري على سبيل المزاح. لكنّ هذه الفكرة علقتْ في أذهاننا وقررنا فعلاً أن نفتتح مطعماً سورياً أصيلاً أسميناه مطعم الدلبة.
من خلال المطعم أُتيحت لي الفرصة للعمل مع أكبر مسارح أنتويرب. وكان أول عملٍ لي في مسرح Toneelhuis. والذي قدمْتُ فيه عملاً مشتركاً بين بلجيكا والنمسا وإيطاليا مع المخرج العراقي مخلد راسم بمسرحية أغنية "أم". ومن بعدها قّدمتُ أمسياتٍ موسيقيةً سوريةً تراثيةً عدّة في مسارح مهمّةٍ مثل مسرح Arenbergschouwburg.
ما الصعوبات التي واجهتك وكيف تجاوزتيها؟
بعد افتتاح مطعمنا الصغير الأول "فلافل الدلبة"، إذ كنا نعمل لمدة 14 ساعة في اليوم، وكان العمل مرهقاً جداً وبمدخول سيء. عانينا من الوضع المادي والضرائب المرتفعة بسبب عدم نزاهة محاسبنا واستغلاله. ونتيجةً لمرض زوجي اضطررنا إلى إغلاق المطعم بعد سنة و7 أشهر.
بعد ذلك بفترة اقترح أحد زبائننا أن نتواصل مع شركة ميكروستارت التي تقدم قروضاً للأعمال الصغيرة. وهذا ما فعلناه، وهنا تغيرت حياتنا وأصبح لدينا استشاري متطوع أيضاً من ميكروستارت.
أخذنا موقعاً جيداً وبدأ النجاح وزارنا العديد من السياسيين ورجال وسيدات الأعمال والفنانين المهمين. وأصبحتُ سيدة الأعمال المؤثرة لشركة ميكروستارت ودُعيتُ إلى مؤتمرات وورشات عمل كثيرة. وحين اتضح مسار جائحة كورونا وآثارها بعض الشيء افتتحنا مطعمنا الثاني في مدينة أنتويرب.
كيف ساهمتْ الموسيقا في نجاحكِ؟
رغم التعب والعمل الشاق في المطعم لم أترك الموسيقا وأحييتُ أمسيات موسيقية عديدة. مما دفعنا أنا وزوجي إلى افتتاح ملتقى الدلبة الثقافي في مدينة أنتويرب بتمويل من مطعميّ الدلبة في عام 2020.
بالنسبة لي من خلال لقاءاتي وبعض المؤتمرات وورشات العمل لسيدات الأعمال، أشجّعُ النساء على افتتاح أعمالهن الخاصة والنظر إلى المستقبل بطريقة مختلفة. الدنيا في تغير مستمر ونحن كبشر لا أقول أنّ علينا الانحراف عن التيار. ولكن علينا أن نتصرف بحكمة وعقلانية كي نجتاز أية محنة في الحياة. ليس هناك حياة مثالية في أي مكان في العالم ولكن نحن من نحدث الفرق.
ما هي نصائحكِ لكلّ من لا يزال يبحث عن طريقه؟
لا يمكن أن نضعف أمام الأزمات، علينا أن نتكاتف ونتعامل بحكمة وعقلانية وقوة لنصمد. بالنسبة لي من خلال لقاءاتي وبعض المؤتمرات وورشات العمل لسيدات الأعمال، أشجّعُ النساء على افتتاح أعمالهن الخاصة والنظر إلى المستقبل بطريقة مختلفة. الدنيا في تغير مستمر ونحن كبشر لا أقول أنّ علينا الانحراف عن التيار. ولكن علينا أن نتصرف بحكمة وعقلانية كي نجتاز أية محنة في الحياة. ليس هناك حياة مثالية في أي مكان في العالم ولكن نحن من نحدث الفرق.
ما الفرق بين الشخص الناجح والعادي؟
لا يكمنُ النجاح في البداية فقط، فالاستمرار هو النجاح، والصمود بحدّ ذاته نجاح كبير. يجب أن يكون لدينا رؤيا واضحة لما نريده وأن يكون الهدف واضحاً ونسعى لتحقيقه. ليست هنالك ظروف مثالية للنجاح، فالأزمات لن تنتهي.
الزمن، والظروف تتغير وعلينا أن نتمتع بالمرونة بطريقة لا تفقدنا هويتنا وإنما تطورنا وتصقلنا.
ماهي أهدافكِ القادمة؟
هدفي أن أترك بصمة في هذا العالم قبل أن أرحل منه فالإنسانية مبتغاي. أتمنى أن أعمل حتى آخر نفس لي في هذه الحياة، وأكبر وأتوسع كفروع شجرة الدلبة في جميع أنحاء العالم. من هذه القصة المؤثرة نتعلم عدم الاستسلام. نتعلم الوقوف بعد كل فشل. نتعلم أن نجد الفرص أو نخلقها إن لم توجد. لا تترددوا أو تخافوا من السعي خلف أهدافكم، بادروا وحاولوا حتى لو أخفقتم.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
قصة نجاح: سالي غنوم قراءة المزيد »