Uplifting Syrian Women

التنمية المستدامة

Reduced Inequalities – Sustainable Development Goals in Syria

الحد من أوجه عدم المساواة - أهداف التنمية المستدامة

باتت قضية الحد من أوجه عدم المساواة ضرورةً ملحةً في جميع بلدان العالم لسد الفجوة السائدة بين أفراد المجتمع. إضافةً إلى تمكين فئة الأقلية بهدف الاستفادة من طاقتها، وبالتالي نحصل على مجتمع متكافل يحترم الجميع ويضمن حقوقهم الإنسانية. تكمن الأهمية الجوهرية في تقليل فرص حدوث النزاعات داخل المجتمعات، ما يؤدي إلى ترسيخ السلام والاستقرار بين الشعوب.

حقائق توضح أوجه عدم المساواة

تُعدّ ظاهرة عدم المساواة ظاهرة في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء، وأوجه هذه الظاهرة عديدة. إذ تتمثل بما يلي: الفوارق في الدخل، والموقع الجغرافي، والجنس، والعمر، والعرق. إضافةً إلى القصور الجسدي والنفسي، أو حتى الميل الجنسي والمعتقد الديني.

حسب منظمة الأمم المتحدة، يعيش نحو 70% من السكان في بلدان متفاوتة الدخل إلى حدٍّ كبير في الوقت الحالي. ما يزيد من فجوة عدم المساواة بين الشعوب!¹ وخلال العقود الثلاثة الماضية؛ نجا أكثر من مليار شخص من الفقر المدقع. ومن ناحية أخرى، هناك النصف الأفقر من السكان ممن لم يتغير دخلهم خلال هذه الفترة. ذلك ورغم أنّ الناتج الاقتصادي العالمي تضاعف ثلاث مرات منذ 1990!².

أهمية الحد من أوجه عدم المساواة

يساعد الحد من عدم المساواة على ترسيخ العدالة بين الأفراد وحمايتهم من الظلم. فعند اختيار الأشخاص المناسبين للعمل على أساس الخبرات التي يملكونها -بصرف النظر عن الاختلافات الجسدية والجنسيَّة- ستتشكل بيئة عادلة لجميع الأفراد. الأمر الذي يمكِّنهم من توجيه خبراتهم في المجال الصحيح الذي يخدم مصلحة الجميع. 

يساعد هذا الإجراء البسيط في بناء مجتمعٍ جديد تنتهي فيه أشكال انعدام الأمن والأمان، وتنتفي فيه الأسباب التي تُشعل النزاعات. وكما أنه يزيد فرص اكتساب المهارات ما يسهّل الوصول إلى الازدهار الاقتصادي والاجتماعي، ويقلل من عدم المساواة بين الأفراد.

علاوةً على ذلك، ستتوقف أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، وزرع السلام والرحمة والتفاهم بين الأفراد. هذه الأسباب جميعها تؤدي إلى الارتقاء بالمجتمع ما يزيدُ من متوسط الأعمار المقدرة وجودة الحياة.

انتشار عدم المساواة في سوريا

بعد معاناة دامت أكثر من عشر سنوات من نقص الموارد وتدني الاقتصاد؛ تدهورت القدرة على تحقيق المساواة في مختلف المجالات. وزاد هذا الأمر من التمييز بين الجنسين، إضافةً إلى مساهمته في ترسيخ الفجوات والفوارق بين الأفراد.

أهم أوجه عدم المساواة الظاهرة بوضوح في المجتمع السوري هي:

  1. عدم المساواة الطبقية: يعيش نحو 80% من سكان سوريا تحت خط الفقر، وبمعدل بطالة بلغ 55%. وهذا انعكاس واضح لصعوبة الحصول على فرص عمل. فبينما تكافح غالبية السكان في سبيل تأمين لقمة عيشها، نجد هناك فئة رجال الأعمال الذين يحتكرون ما يقدر بنحو 75% من الاقتصاد في سوريا.³
  2. عدم المساواة بين الجنسين: تعاني المرأة السورية قيود اجتماعية سببها العادات والتقاليد. معيقةً إياها في حياتها ومسيرة تنميتها. إضافةً إلى الحرب التي زادت الأمر سوءاً. فنجدها تأثرت بصورة غير منصفة مقارنةً مع الرجل، وتحملت مسؤوليات إضافية على عاتقها. ومن هذه المسؤوليات: إعالة أسرتها وحدها بعد فقدان شريكها في الحرب، ورعاية الأطفال وأفراد العائلة الآخرين. وقد ازداد خطر تعرضها للعنف القائم على النوع الاجتماعي، وازدادت مستويات فقرها مقارنةً مع الرجل.⁴

الجهات التي تعمل للحد من أوجه عدم المساواة في سوريا

  1. مبادرة Uplifting Syrian Women:
    مبادرة رقمية تسعى لتحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة عن طريق تقديم تدريبات وورشات عمل تعليمية. تؤمّن هذه التدريبات تكافؤ الفرص بين الجنسين، وبذلك تنعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي والمعيشي في سوريا.
  2. مشروع أحمد الإنساني:
    مشروع طبّي إنساني يساعد الفئة ذات الدخل المحدود على تلقي الرعاية الصحية بتكاليف منخفضة أو مجاناً. يعمل المشروع على خلق مجتمع سليم صحياً دون النظر إلى الخلفية الطبقية، وبذلك يحد من أوجه عدم المساواة في المجتمع.
  3. مبادرة ضوء:
    مبادرة مستقلة غير ربحية، تسعى لتوفير فرص تعليمية عادلة للمكفوفين. أيضاً توفر المحتوى العلمي بتنسيقات تناسب هذه الأشخاص، وذلك لضمان استكمال تعليمهم على مراحل عدة.

إنً الإنسان الفاقد لإحدى حواسه، أو من يعاني قصورٍ جسدي ما، لا يقلُّ أهمية عن الإنسان كامل الحواس. إذ إنّ أهمّ ما يميزنا بكوننا بشراً هو إنسانيتنا وعقولنا ومهاراتنا، وأساس تقدم أيّ مجتمع يبدأ بالعدل وضمان الحقوق الإنسانية. لذلك علينا أن نبدأ بأنفسنا نحن الأفراد، وأن نتقبل الآخرين ونحترمهم بغض النظر عن الاختلافات الجسدية، والعرقية، والثقافية، وأن نتعامل برحمةٍ وتسامحٍ مع جميع إخوتنا في الإنسانية.

اقرأ أيضاً:

المصادر

  1. UN Development
  2. UN
  3. MEI
  4. UN Women

Reduced Inequalities – Sustainable Development Goals in Syria قراءة المزيد »

Responsible Consumption and Production

Responsible Consumption and Production – Sustainable Development Goals in Syria

Responsible Consumption and Production

الاستهلاك والإنتاج المسؤولان- أهداف التنمية المستدامة في سوريا

يتمّ تصنيف الكائنات الحيّة كمنتِجٍ ومستهلِكٍ في عمليّة التوازن البيئي. ومتى ما حدث خلل في أنماط الاستهلاك والإنتاج، يختلّ التوازن وتسود الفوضى.

أمّا بالنسبة للجنس البشريّ على كوكب الأرض، فإنّ استمرار وجوده واستقراره يرتبط بتحقيق التنمية المستدامة وأهدافها. ومن هذه الأهداف "الاستهلاك والإنتاج المسؤولان".

ماذا يعني "الاستهلاك والإنتاج المسؤولان"؟

يشير مصطلح "الاستهلاك والإنتاج المسؤولان" إلى قدرة المجتمعات البشريّة على البقاء وفقَ مسارٍ ثابتٍ وتصاعديّ. وذلك فيما يتعلّق بتحقيق التنمية الشاملة التي تؤدي بدورها إلى تطوّر وتقدّم المجتمعات.

وتتعلّق أنماطه بتشجيع الكفاءة في الموارد والطاقة، واستدامة الهياكل الأساسيّة، وتيسير الحصول على الخدمات الأساسيّة. إضافةً إلى إتاحة فرص العمل الصديقة للبيئة، وتحسين جودة الحياة فيما يعود بالنفع على الجميع. كما يساعد تطبيقها في إنجاز خطط التنمية الشاملة، وخفض التكاليف الاقتصاديّة والبيئيّة والاجتماعيّة مستقبلاً. وأخيراً، سوف تساعد في توطيد القدرة التنافسيّة الاقتصاديّة، وخفض حدّة الفقر.¹

ماذا يحقق الالتزام بهدف "الاستهلاك والإنتاج المسؤولان"؟

تقود أنماط الاستهلاك والإنتاج غير المستدامين إلى تدهور سريع في الموارد الاقتصاديّة والبيئيّة. الأمر الذي يعطّل عمليّة التنمية الشاملة. وإذا كان هذا الهدف يقوم حول فكرة "إنجاز المزيد بطريقةٍ أفضل واستهلاك مواردٍ أقلّ" فهو يتطلب ضرورة الفصل المنهجيّ بين النمو الاقتصاديّ من جهة، وتنامي استخدام الموارد والتدهور البيئيّ من جهة أخرى.

أمّا الالتزام به فسيثمر عن: استخدام الخدمات والمنتجات التي تلبي الاحتياجات الأساسيّة وتحقيق جودة حياة أفضل. وذلك عن من خلال استخدام أدنى حدّ من الموارد الطبيعية والمواد السّامة التي تنبعث من النفايات والملوثات على مدى دورة حياة الخدمة أو المنتَج. وذلك حتى لا تتعرّض احتياجات الأجيال المقبلة للخطر.²

ما غايات هذا الهدف؟

منذ اعتماده من قبل الأمم المتحدة كهدفٍ من أهداف التنمية المستدامة ال17 عام 2015 تمّ وضع خارطة طريق ضمنَ إطار عملٍ عالميّ لحثّ البلدان المتقدمة والنامية إلى التوجه نحو تحقيق أنماطه. وكانت غاياته هي:

  1. تنفيذ الإطار العشريّ للبرامج المتعلقة بأنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة. مع قيام جميع البلدان باتخاذ الإجراءات اللازمة وتوليها دور الريادة، ومراعاة مستوى التنمية في البلدان النامية وقدراتها.
  2. تحقيق الإدارة المستدامة والاستخدام الكفؤ للموارد الطبيعية بحلول عام 2030.
  3. تخفيض نصيب الفرد من النفايات الغذائيّة العالميّة على صعيد أماكن البيع بالتجزئة والمستهلكين للنصف. والحدّ من خسائر الأغذية في مراحل الإنتاج وسلاسل الإمداد، بما في ذلك خسائر ما بعد الحصاد بحلول عام 2030.
  4. تحقيق الإدارة السليمة بيئياً للمواد الكيميائيّة والنفايات طوال دورة عمرها، وفقاً للأطر الدوليّة التي تمّ الاتفاق عليها. والحدّ من إطلاقها في الهواء والماء والتربة للتقليل من آثارها الضارّة على صحّة الإنسان والبيئة بحلول عام 2020.
  5. الحدّ بدرجة كبيرة من إنتاج النفايات، من خلال المنع والتخفيض من رمي النفايات عشوائياً، وإعادة التدوير وإعادة الاستعمال بحلول عام 2030.
  6. تشجيع الشركات، ولا سيما الكبيرة، على اعتماد ممارسات مستدامة، وإدراج معلومات الاستدامة في دورة تقديم تقاريرها.
  7. تعزيز ممارسات الشراء العموميّ المستدامة وفقاً للسياسات والأولويات الوطنية.
  8. ضمان توافر المعلومات اللازمة للناس في كلّ مكان، والتوعية بالتنمية المستدامة وأنماط العيش في وئام مع الطبيعة بحلول عام 2030.
  9. دعم البلدان النامية لتعزيز قدراتها العلميّة والتكنولوجيّة للمضي قدماً نحو تحقيق أنماط الاستهلاك والإنتاج الأكثر استدامة.
  10. وضع وتنفيذ أدوات لرصد تأثيرات السياحة المستدامة التي توفر فرص العمل وتعزز الثقافة والمنتجات المحليّة في التنمية المستدامة.
  11. . ترشيد إعانات الوقود الأحفوري غير المتسمة بالكفاءة التي تشجع على الاستهلاك المسرف. وذلك من خلال القضاء على تشوهات الأسواق، وفقاً للظروف الوطنيّة. بما في ذلك إعادة هيكلة الضرائب والتخلص بالتدريج من الإعانات الضارة، حيثما توجد، لإظهار آثارها البيئية. على أن يتمّ مراعاة كامل الاحتياجات والظروف الخاصّة للبلدان النامية، والتقليل إلى أدنى حدّ من الآثار الضارة التي قد تنال من تنميتها. وعلى نحو يكفل حماية الفقراء والمجتمعات المحليّة المتضررة.³

ما الشركات السوريّة للطاقات البديلة؟

برزت في السنوات الماضية شركات سوريّة تعمل في مجال الطاقات البديلة. إذ قدمت نموذجاً لتطبيق هدف "الاستهلاك والإنتاج المسؤولان" من تقليل استعمال الوقود والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعيّة. خصوصاً في ظلّ أزمة انقطاع الكهرباء واللجوء إلى الطاقات النظيفة كالشمس والرياح.

منها شركة"WDRVM" للطاقات البديلة، إذ يعمل مصنعها حاليّاً على تلبية احتياجات السوق المحليّة حصراً. ووفقاً لخطّة وزارة الطاقة، يخطّط لتركيب حوالي ألفي توربين رياح في البلاد بحلول عام 2030، بقدرة إجمالية تبلغ 5 آلاف ميغاواط سنوياً. وهذا يمثل حوالي 80% من احتياجات سوريا بالكامل.⁴ منها شركة"WDRVM" للطاقات البديلة، إذ يعمل مصنعها حاليّاً على تلبية احتياجات السوق المحليّة حصراً. ووفقاً لخطّة وزارة الطاقة، يخطّط لتركيب حوالي ألفي توربين رياح في البلاد بحلول عام 2030، بقدرة إجمالية تبلغ 5 آلاف ميغاواط سنوياً. وهذا يمثل حوالي 80% من احتياجات سوريا بالكامل.⁴.

إنّ اعتياد الأفراد في المجتمعات البشريّة على ممارسات سلوكيّة تؤدي لاستدامة الاستهلاك والإنتاج ضروريّ لتحقيق هذا الهدف. إذ تسهم المبادرات الفرديّة والجماعيةّ حول العالم في تحقيقه، مهما كانت بسيطة. من خلال تدوير المخلفات، وإنتاج الطاقة النظيفة، والحفاظ على البيئة والموارد المائيّة والطبيعيّة، والتقليل من استخدام البلاستيك الضارّ سوف نحقق هذا الهدف.

فقد يتخيّل الفرد أنّه غير قادر على المشاركة في التغيير لتحقيق التوازن، ولكن للأفعال الصغيرة اليوميّة تأثير مهمّ وفعّال.

لا شيء مستحيل إن عملت الشعوب والحكومات معاً لحفظ موارد الحياة للأجيال القادمة وضمان استمرار الحياة البشريّة على كوكب الأرض.

اقرأ أيضاً:

المصادر 

  1. Arab SDGs
  2. UN
  3. Informea
  4. Asia News

Responsible Consumption and Production – Sustainable Development Goals in Syria قراءة المزيد »

Industry, Innovation, and Infrastructure

Industry, Innovation, and Infrastructure – Sustainable Development Goals in Syria

Industry Innovation and Infrastructure

الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية - أهداف التنمية المستدامة في سوريا

إن وجود "الصناعة والابتكار" جنباً إلى جنب ليس أمراً غريباً. في الحقيقة، يولَدُ الإبداع من رحمِ الخيال ليصبح واقعاً، وينطبق ذلك على مختلف المجالات والقطاعاتِ. فما الصناعة دون الابتكار؟ يضع الابتكار بصمتَه بدءاً من حلّ المشكلات الحياتية البسيطة إلى توجيه الكوكب في مسار الاستدامة.

تحتلّ الصناعةُ في سوريا المرتبةَ الثانيةَ من ناحيةِ الأهمية الاقتصاديّة. فقد بلغت نسبة نمو الناتج المحلي في القطاع الصناعي عام 2010 نحو 23.7%،¹ وكانت سوريا قد وجهت الجهود نحو تطوير الصناعة ومواكبة التكنولوجيا والابتكار، بما يتلاءم مع أهداف الأمم المتحدة للقضاء على الفقر وتحقيق العيش الكريم، لكن الحرب أدّت إلى تراجع هذا القطاع وعادت لمراحل البناء.

الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية

"الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية" هو الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة؛ إذ جعلته الأمم المتحدة أحد أهدافها لأهميته في النمو الاقتصادي والازدهار والقضاء على الفقر،² من خلال توفير فرص العمل وتحسين سبل العيش. إضافةً إلى أنّ العولمة والتطوّر الكبير في التكنولوجيا يدعوان للابتكار والبحث عن وسائل متقدمة مناسبة مثل الطاقات المتجددة ووسائل الإنتاج المستدامة. وأيضاً الحاجة إلى أرضيّة وبنى تحتيّة متينة من طرقٍ وجسور وصرف صحيّ وغيرها.

مع ذلك، لا تزال العديد من الدول النامية تعاني نقصاً حاداً في هذه الموارد ما يحول بين التطور في قطاع الصناعة والنمو الاقتصادي. لذلك رأت الأمم المتحدة أنّه لا يمكن تحقيق هذا الهدف دون توفير الموارد بغير قيود في المدن النامية بصورة خاصة.

يتضمن الهدف التاسع العديدَ من التوصيات المرتبطة بالركائز الثلاث للتنمية المستدامة وهي: البيئة، والتنمية الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية. وتكون متصلة مع باقي الأهداف مثل الهدف الثالث الذي ينص على "ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية و برفاهية في جميع الأعمار"، والهدف السادس وهو "المياه النظيفة والتعقيم"، والسابع "الطاقة النظيفة وميسورة الكلفة".

دور المنظمات في ترميم البنية التحتية في سوريا

أدتِ الحرب التي واجهت سوريا إلى خلخلة البنية التحتية وخروج كثير من محطات الكهرباء والمياه عن الخدمة، إضافةً إلى تراجع سلبي في المدارس والرعاية الصحية والصرف الصحي وخلل في قطاع الصناعة.

قد أشارت التقديرات إلى تضرّر أكثر من 50% من البنية التحتية.³ ما أدى إلى تحرّك دولي وجهود حثيثة لتدارك الوضع، وسعتِ المنظمات العالميّة إلى إصلاح البنى التحتية. ومن الأمثلة عن بعض هذه المنظمات ونشاطاتها في تحسين الصناعة والابتكار:

  1. أولاً: عملت منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة عام 2022 على إعادة تشغيل محطة ضخ المياه في "القطاع السابع للري" في محافظة دير الزور. وذلك بعد توقفِها عن العمل لأكثر من عشر سنوات. إذ تُعدّ من المحطات المهمة بسبب تزويدها لأكثر من 7500 هكتار بمياه الري، وتغذيتها حوالي 10000 أُسرة زراعية.⁴
  2. ثانياً: أشرفت منظمة أوكسفام بالتعاون مع مجلس بلدية "دوما" على إصلاح شبكة الصرف الصحي في المدينة. إذ تدمّرت هذه الشبكة بالكامل ما أدى إلى اختلاطها مع المياه التي تُضخ للسكان وأثرت سلبًا لصورة غير مباشرة على قطاع الصناعة في المنطقة. فأرسلت المنظمةُ بالتنسيق مع محافظة ريف دمشق ومجلس المدينة فريقاً مختصاً لإصلاحها في العديد من أحياء المدينة.⁵
  3. ثالثاً: قامت منظمة "DRC أو المجلس الدنماركي للاجئين" بمشروع ترحيل الأنقاض الناجمة عن ترميم الناس لمنازلهم من شوارع الزبداني. فرحّلت أكثر من 25 ألف متر مكعب من الأنقاض.⁶

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ودوره في تحقيق هدف الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو شبكة الأمم المتحدة المعنية بالتنمية العالمية، وهو منظمة تدعو إلى التغيير وربط البلدان بالمعارف والخبرات والموارد بهدف مساعدة الشعوب على بناء حياة أفضل.

يهدف البرنامج إلى المساعدة في استقرار المجتمعات، وتوفير الخدمات الأساسية للحفاظ على الحياة الجيدة والبنية التحتية السليمة وتطويرالصناعة والابتكار. وذلك من خلال المساهمة في الوصول لأهداف التنمية المستدامة (3-6-7-9) التي تتحقق عن طريق تقديم خدمات عديدة. مثل:

  • أولاً: إدارة النفايات الصلبة والمخلفات.
  • ثانياً: تأهيل شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء وإصلاحها.
  • ثالثاً: تأهيل الأسواق والمحلات التجارية.
  • رابعاً: دعم حلول الطاقة المتجددة.
  • خامساً: إعادة تأهيل البنية التحتية الاجتماعية، كالمدارس والمرافق الطبية.⁴

يُعدّ قطاع الصناعة في سوريا من القطاعات الهامة التي تساهم في زيادة الناتج المحلي. وتعمل الدولة على دعمه بما توفره من خدمات للقطاعَين العامّ والخاصّ من خلال الوزارات، وما تقدمه من تسهيلات لدعم البنية التحتية ووسائل الطاقة والتكنولوجيا.

اقرأ أيضاً:

المصادر 

  1. Web Archive 1
  2. Web Archive 2
  3. UNDP Syria
  4. UN Syria
  5. Athr Press
  6. Cham Times

Industry, Innovation, and Infrastructure – Sustainable Development Goals in Syria قراءة المزيد »

Decent Work

Decent Work and Economic Growth- Sustainable Development Goals in Syria

Decent Work

العمل اللائق ونمو الاقتصاد - أهداف التنمية المستدامة في سوريا

عند الحديث عن العمل اللائق؛ فإن توافر البيئة المناسبة التي تحتضن الإنسان وتقدر جهوده من أبسط الشروط التي يجب توفيرها. وعلى الرغم من أننا وصفناها للتو بأنها "بسيطة" ، إلا أن تحقيقها يضمن إنتاجية عالية للأفراد وتحسينًا لاقتصاد الدول. ومن هنا يعتبر "العمل اللائق" أحد أهداف التنمية المستدامة. حيث أن هذا الهدف يضمن تحقيق اقتصاد منتج ومستدام في حال أن العمل ينفذ الحد الأدنى من مكونات الرزق لموظفيها / أصحابها.

ما هو العمل اللائق؟

العمل اللائق مفهومٌ واسع يشير إلى تحقيق النُّمو المُستدام والشَّامل، والذي يمكن أن يتيح فرصاً للجميع ويساعد الكثيرين على التَّخلص من الفقر. كما يشير إلى النُّمو الاقتصادي الذي يوفر عمالةً كاملةً ومُنتجةً، مع توفير ظروفِ عملٍ لائقةٍ.

إذ تشمل هذه الظروف: تحقيق السَّلامةِ والأمنِ الوظيفيّ، والمساواةِ في الظُّروف بين النِّساء والرِّجال. كما يشير العمل اللائق إلى النُّمو الذي يحمي البيئة ويضمن الاستغلال المُستدام للموارد.¹

متى يكونُ العمل لائقاً؟ 

وفقاً لمعايير منظمة العمل الدوليّة، تقيس الأبعاد التالية مستوى العمل اللائق:

  • توافر فرص العمل والأرباح الكافية: وذلك بتوفير فرص مناسبة لكلّ الأفراد الراغبين والقادرين على العمل. وبأجرٍ كافٍ يمكِّنهم من عيشِ حياةٍ كريمةٍ، ويتناسب مع أسعار السلع والخدمات التي يحتاجها الأفراد.
  • الاستقرار والأمن في العمل: وذلك يتضمن حماية واستقرار العمالة بما يتفق مع المتغيّرات الاقتصادية، والحماية من الفصل التعسفي. إذ أنّ فقدان الوظيفة يمثّل حدثاً خطيراً بالنسبة لمعظم الناس.
  • تكافؤ الفرص والمعاملة في العمل: يجب أن يضمن العمل اللائق فرصاً متساوية للرجال والنساء دونَ أيّ نوع من التمييز في الفرص أو المعاملة. ويعكس تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية المساواة بشكل كبير، ممّا يؤدي إلى إحداث تحسينات ملموسة ومُستدامة في العمل.
  • الحماية الاجتماعية: ويشير ذلك إلى الإجراءات العامة التي يتمّ اتخاذها استجابةً لمستويات الضعف والمخاطر والحرمان التي تُعتبر غير مقبولة اجتماعياً داخل نظام أو مجتمع معيّن. وتشمل هذه التدابير تدخلات سوق العمل، وشبكات الأمان الاجتماعيّة والمعاشات التقاعديّة. 
  • مكافحة للعمل الذي يجب أن يُلغى: تُعبّر عبارة "مكافحة العمل الذي يجب أن يُلغى" عن الحماية من التمييز والسُخرة وعمل الأطفال، وأنّه يجب اختيار العمل بحريّة من دون جبر الأفراد عليه. يجب علينا القضاء على هذه الممارسات على النحو المتفق عليه في الإعلانات ومعايير العمل الدولية.²

يضاف إلى ذلك:

  • بيئة العمل الآمنة: إذ لا يمكن أن يكون العمل لائقاً إلّا إذا كانت بيئة العمل آمنة وصحيّة. أيّ يجب علينا التأكيد على منع الإصابات والحوادث المتصلة بالعمل والأمراض والوفيات المهنيّة. وإن وجود نظام تفتيش فعّال عنصراً أساسيّاً لتعزيز العمل اللائق لضمان حقوق العمال.
  • وقت العمل اللائق، والتوازن بين العمل والأسرة والحياة الشخصيّة: إنّ قضيّة "وقت العمل" مهمة لمنظمة العمل الدولية منذ تأسيسها. وفي الواقع، فإنّ التوازن بين العمل والأسرة والحياة الشخصيّة يرتبط عادةً بزيادة الإنتاجيّة بشكلٍ كبير. والمساهمة بتحقيق هذا الأمر يحسن استقطاب الموظفين الجدد والاحتفاظ بالموظفين الحاليين.
  • الحوار الاجتماعي وتمثيل أصحاب العمل والعمال: ويشمل جميع أنواع التفاوض والتشاور وتبادل المعلومات بين ممثلي الحکومات وأصحاب العمل والعمال بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك فيما يتعلق بالسياسات الاقتصاديّة والاجتماعيّة. الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الإنتاجيّة والإحساس بالانتماء إلى مکان العمل، وتجنب المنازعات في مکان العمل.²

ما هي التحديات؟

لا يزال الافتقار إلى فرص العمل اللائق يشكّل تحديّاً رئيسيَّاً تعاني منه الاقتصادات النَّاشئة والنَّامية. وإنَّ فهم الحواجز التي تحدُّ من الحصول على عملٍ لائقٍ له أهميَّة قصوى للتمكن من مواجهتها. ولهذه الحواجز أسبابٌ مُتعدِّدَةٌ، قد تكون: 

  1. الفجوة بين الجنسين: من ناحية تحقيق المهارات اللَّازمة، والمساواة في الأجور، والتَّحيُّز وعدم المساواة المهنيَّة. فضلاً عن التَّمييز والقوالب النَّمطيَّة في مكان العمل. 
  2. انتشار البطالة في المجتمع. 
  3. ضعف أنظمة التَّأمين الاجتماعيّ والفقر بين العمال.
  4. التحديات التكنولوجية في سوق العمل، بما في ذلك تطوّر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) والذَّكاء الاصطناعيّ والرُّوبوتات. والَّتي تتطلب وجود برامج تدريبيَّة تسمح للعمال بمواكبة هذا التقدم الهائل.³ 

المنظمات السُّورية

تسعى المنظمات السُّورية لتوفير العمل اللائق، كما تتوجه العديد من المنظمات السُّوريَّة للمساعدة في توفير فرص عمل لائقة ومناسبة. مما يُتيح للأفراد العمل ضمن ظروفٍ وبيئاتٍ مناسبةٍ. 

ومن هذه المنظمات "كاريتاس سوريا - Caritas Syria": إذ تقوم بتوفير الكثير من الخدمات للسُّوريين، مثل تقديم المُساعدة للفئات الأكثرُ ضعفاً بُغية الوصول إلى سوقِ العمل وتقديم عملهم الخاصّ.⁴

حتَّى يومنا هذا لا تزال العديد من الشُّعوب تُكافح للحصول على فرص عملٍ تُتيح لها الوصول لأدنى مقوماتِ الحياةِ الجيدة. وهذا ما يدفعُ الكثير منهم للتَّمسك بوظائفٍ لا تُلبّي حتَّى أبسط حقوقِ الإنسان وبأجورٍ زهيدةٍ لا تُناسب العمل والجهد المبذول، الأمر الذي يخلق المزيد من العجز لديهم.

لذا انطلاقاً من ذلك ومن إيمان مبادرة Uplifting Syrian Women بأهميَّة توفير عملٍ لائقٍ وتحقيق المساواة في الوصول لفرص العمل، تُقدِّم المبادرة ورشات تدريبيَّة مجانيَّة.

وتُتيح فُرصَ التَّعلم والتَّدريب للجميع عن بعد وبشكلٍ متساوٍ ممَّا يُهيئهم للدُّخول إلى سوق العمل. وكمثال عليها سلسلة ورشات "العمل الحر" التي أقامتها المبادرة والتي عرفت من خلالها المستفيدين على اختصاصات العمل الحر وكيفية الدخول في هذا العالم.

اقرأ أيضاً:

المصادر 

  1. SDG Plus
  2. Egyptian Journal
  3. International Labour Organization
  4. مؤسسة Caritas Syria

Decent Work and Economic Growth- Sustainable Development Goals in Syria قراءة المزيد »

Clean and Affordable Energy

Clean and Affordable Energy- Sustainable development goals in Syria

Clean and Affordable Energy

طاقة نظيفة وبأسعار معقولة - أهداف التنمية المستدامة في سوريا

بصفتنا وَرثة لكوكب الأرض علينا أن نحفظ حق الأجيال القادمة بالطاقات الغير متجددة على هذا الكوكب.. من هنا انطلقت فكرة الاستدامة، وهذه الفكرة حتماً ليست من أولويات البلدان التي تعاني من ظروف قاسية كسوريا. إذ تأتي المشاكل البيئية عموماً في أسفل قائمة الأولويات. لكن نظراً لأنّ المشاكل البيئية تعدّ من أكثر مشاكل القرن الحالي إلحاحاً وخطورةً تمّ إدراجها ضمن أهداف التنمية المستدامة في سوريا. إذ ينصّ الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة في سوريا على: تأمين طاقة نظيفة ومتجدّدة بأسعار معقولة.

تتوارد إلى أذهاننا الآن تساؤلات كثيرة تتعلّق بالطاقة النظيفة مثل التالي:

  1. ما هي الطاقة النظيفة؟
  2. ما الحاجة إلى تأمين طاقة نظيفة في ظلّ المشاكل الملحّة الأخرى؟
  3. ما هي الخطط السوريّة لتحقيق هذا الهدف؟

وسنجيب عن هذه التساؤلات جميعها.

ما هي الطاقة النظيفة؟

الطاقة النظيفة والمتجدّدة هي تلك التي لا تضرّ بالبيئة. كما تكون متجدّدة غير قابلة للنفاذ، على عكس معظم مصادر الطاقة الحالية مثل الوقود الأحفوري، والغاز المُعرَّض للنفاذ في المستقبل. أمّا أشيع مصادر الطاقة النظيفة فهي المياه، والرياح، والطاقة الشمسيّة. كما تحاول بعض الدول استخراج الطاقة النظيفة من باطن الأرض.¹

تشمل مصادر الطاقة النظيفة القابلة للتطبيق في سوريا: الطاقة الشمسيّة وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية. لكن المشكلة تكمن في أنّ عمليّة التحوّل للاعتماد على هذه الطاقات عمليّة مكلفة جداً. لذلك كان تأمينها بأسعار معقولة هو جزء من الهدف. ونظراً للتكلفة الكبيرة الناتجة عن التحوّل نحو الطاقة المتجدّدة، فقد كان يجب إنجازه على خطوات تدريجيّة وعلى مدار سنين طويلة، وهذا ما تحاول سوريا القيام به.

ما هي أهمية هذه الطاقة؟

في كلّ أنحاء العالم، هناك مشكّكون في أهميّة المشاكل البيئيّة والاستثمارات المُوجَّهة لحلّ هذه المشاكل. وفي سوريا تحديداً تكثر هذه الشكوك لاعتقادهم بوجود مشاكل أكثر أهميّة وأكثر أحقيّة من ناحية الاستثمار، مثل التوجّه نحو إعادة الإعمار. لذا وجب التنويه بشأن ضرورة الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجدّدة، وبشأن حجم المشكلة البيئيّة في سوريا.

تعاني سوريا كغيرها من دول العالم من مظاهر الاحتباس الحراريّ، وتغّير المناخ الذي يزداد مع كلّ عام. كما صرّح مدير مكتب "الفاو" (منظمة الأغذية والزراعة) في سوريا أنّ البيئة السوريّة تعاني معاناة شديدة من ظاهرة طبيعيّة تتمثل في موجات الجفاف المتزايدة في المساحات الواسعة من البلاد. خاصّة المناطق الوسطى في البادية. كما تعاني البيئة من آثار تتعلّق بالنشاطات البشريّة كالصيد الغير منظم وقطع الأشجار وهدر الموارد المائية وانبعاث غازات سامّة من المصانع وغيرها الكثير من الممارسات التي تضر البيئة. ويظهر جزء من هذه المشكلات في فقدان التنوع الحيوي، وفقدان المواطن الطبيعيّة، واستنزاف الموارد الطبيعيّة، وبعض الممارسات الزراعيّة المضرّة بالبيئة.²

إضافةً إلى المشاكل البيئيّة التي يعاني منها العالم بأجمعه، كالاحتباس الحراريّ الناجم عن الانبعاثات الغازيّة التي يسبّبها عادةً استخراج الطاقة غير المتجدّدة واستخدامها حول أنحاء العالم. كان للحرب السوريّة في 2011 دور كبير في مفاقمة المشاكل البيئيّة التي تعاني منها البلاد. إذ ظهرت مشاكل جديدة مثل الاستخدام الجائر للموارد الطبيعيّة، وإزالة الغابات واستخدامها للتدفئة في ظلّ نقص الوقود. إضافةً إلى الاستخدام الجائر للمياه الجوفية غير المُخطّط له. فضلاً عن مشكلة التلوث الناتج عن عمليات تكرير النفط غير الشرعية التي ينتج عنها تلوث المياه الجوفية. وأخيراً التلوث الناتج عن الألغام وبقايا الحرب غير المتفجرة.²

يمكننا أن نستنتج ممّا سبق أنّ المشاكل التي تهدّد البيئة في سوريا كثيرة. وبالطبع لا يمكن أن تُحلّ جميعاً باستخدام الطاقة النظيفة والمتجدّدة. إلّا أّنها خطوة مهمّة يمكنها حلّ جزء كبير من الأزمة البيئيّة، والحدّ من الغازات المنبعثة التي تسبّب الاحتباس الحراريّ، والتقليل من التلوث المائيّ والجوّي.

علينا جميعاً أن ندرك أنّ المشاكل البيئيّة تؤثر على حياتنا وحياة الأجيال المقبلة. إذ أنّ المشاكل والمخاطر المرتبطة بالتدهور الناتج عن التغيّر المناخي تشكّل تحديّاً كبيراً في عملية التنمية المستدامة وبلوغ أهدافها. وذلك لما لها من تأثير مباشر على سبل الحياة وصحّة الإنسان.²

إضافةً إلى أنّ التوجّه نحو حلّ المشاكل البيئيّة والاستثمار في الطاقات النظيفة تترتب عليه الكثير من الآثار الجانبيّة الإيجابيّة. مثل توفير فرص عمل جديدة، وحلّ كثير من المشاكل الخدمية في مجتمعنا خاصّة مشكلة الكهرباء في ظلّ نقص الوقود. يمكننا أن نقول إذاً أنّ الاتجاه نحو الطاقة النظيفة وتوفيرها بأسعار معقولة ستنتج عنه نتائج إيجابيّة على المستويات جميعها.

ما هي الإجراءات المُتخذة في سبيل تأمين طاقة نظيفة بأسعار معقولة في سوريا؟

على الرغم من أنّ الطريق ما زال طويلاً لتحقيق هذا الهدف، إلّا أنّه لا يمكن نكران الجهود المبذولة في سبيل تأمين طاقة نظيفة حتى الآن في سوريا. في ظلّ الحرب السوريّة كان القطاع الكهربائي من أكثر القطاعات تضرراً، إذ تضرّرت العديد من محطات توليد الكهرباء. إضافةً إلى نقص الوقود اللازم لتشغيل هذه المحطات، والنتيجة: معاناة سوريا حالياً من أزمة كهرباء.

وجدت سوريا في هذه الظروف طريقاً للبدء من جديد، والاعتماد على الطاقات النظيفة في سبيل حلّ الأزمتين الكهربائيّة والبيئيّة. إذ صرّح رئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس "لا يجب أن تقتصر عمليّة إعادة التأهيل والتحديث للقطاع على العودة إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الحرب، بل يجب العمل على إعمار القطاع وفق أسس عصريّة وحديثة تواكب التطورات العالميّة التي يشهدها هذا القطاع وفق الحدود الممكنة، لا سيّما ما يتعلّق بالطاقات الكهربائية النظيفة والطاقة المتجدّدة".

انطلاقاً من هذا الهدف، يتمّ العمل حالياً على العديد من المشاريع المتعلّقة بتوفير الكهرباء من الطاقات الكهروضوئيّة. إذ أوضح وزير الكهرباء السوريّ أنّ وزارته وضعت خطة لإضافة 2000 ميغا واط من مصادر الطاقة المتجدّدة حتى عام 2030. ويتمّ العمل كذلك على تنفيذ محطات توليد كهرضوئيّة في مختلف المدن السوريّة، منها: حلب وحمص ودمشق بهدف تغذية المدن الصناعية.³ تُعتبر هذه المشاريع بداية واعدة لتحقيق هذا الهدف من أهداف التنمية المستدامة.

ومن أجل دعم المشاريع كلّها التي تهدف لاعتماد الطاقة النظيفة سواءً كانت في القطاع المنزلي أم التجاري أم الصناعي أم الزراعي أم الخدمي، أصدرت الرئاسة السوريّة قانوناً ينصّ على استحداث صندوق لدعم استخدام الطاقات المتجدّدة، ورفع كفاءة الطاقة بهدف الإسهام في التوسّع بمشروعات الطاقة المتجدّدة ودعمها.

يقدّم الصندوق قروضاً دون فوائد لدعم المشروعات المتعلّقة بالطاقة النظيفة في القطاعات كلّها، إذ سيحدّ في النهاية من استهلاك المشتقات النفطية.⁴ كما يصبّ هذا الصندوق في الجزء الثاني من هذا الهدف؛ فهو سيقدم التسهيلات المالية الممكنة للحصول على الطاقة النظيفة بأسعار معقولة. توضّح هذه الخطوات والمشاريع جميعها مدى اهتمام سوريا بالاعتماد على الطاقة النظيفة وتحقيق هذا الهدف. وهي أيضاً خطوات واعدة للوصول إلى بلد يعتمد على الطاقات النظيفة والمتجدّدة.

إنّ المشاكل البيئيّة لا تقلّ أهميّة عن غيرها من المشاكل التي يواجهها المجتمع السوري، ولكل فرد منّا بالمجتمع دور هام في الحفاظ على البيئة. إذ يبدأ التأثير الحقيقي من خطوات بسيطة يقوم بها كل فرد مثل تنظيم استهلاك البلاستيك والشراء المنظم وعدم الإفراط في الاستهلاك بالإضافة إلى إعادة التدوير.

نحن كمبادرة Uplifting Syrian Women نشجّع جميع الأفراد على التقليل من الممارسات التي تضر بالبيئية والحفاظ على جميع الموارد المخصصة لهذا الهدف، آملين تحقيق هذا الهدف والعيش في مجتمع آمن ومناسب للجميع.

اقرأ أيضاً:

المصادر 

[1] ALCSE

[2] Alahed News

[3] Attaqa

[4] Attaqa

Clean and Affordable Energy- Sustainable development goals in Syria قراءة المزيد »

Clean Water and Sanitation

Clean Water and Sanitation- Sustainable development goals in Syria

Clean Water and Sanitation

المياه النظيفة والنظافة الشخصية - أهداف التنمية المستدامة في سوريا

إن العلاقة بين المياه النظيفة والنظافة الشخصية علاقة متينة. فلا وجود للنظافة بدون وجود الماء. لذلك، ما من شيء على سطح الأرض يضاهي الماء أهمية، فهو عصب الحياة وسر الوجود. إضافةً إلى ارتباط نشوء الحضارات بتوفر المياه، إذ إنّ أعظم الحضارات قامت على ضفاف الأنهار لترتبط استمراريتها بوفرة المياه النظيفة للطعام والشراب، وكذلك مياه السقاية للحيوانات والأرض. كان الحفاظ على الماء شيئاً جوهرياً وأساسياً منذ القدم، ولا يزال إلى يومنا هذا.

المياه النظيفة والنظافة الشخصية وعوامل التنمية

على الصعيد العالمي، انخفض عدد الأشخاص المحرومين من الحصول على مصدر مياه محسّن -مياه نظيفة خالية من أيّ تلوث خارجي- إلى النصف على مدار الخمسة وعشرين عاماً الماضية. وذلك من خلال سعي البلدان الأكثر فقراً لتوفير مياه نظيفة وصرف صحي ملائم لجميع مواطنيها بصورة مستدامة. ونتيجةً لذلك حصل ما يتجاوز ربع السكان في البلدان منخفضة الدخل وما يتجاوز نصف السكان -من الشريحة الدنيا- في البلدان متوسطة الدخل على مرفق صرف صحي محسّن عام 2015.

إن توصيل إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي ليس مجرد تحدٍّ لتأمين مصدر محسّن. بل يرتبط ارتباطاً جوهرياً بتغير المناخ، وإدارة موارد المياه، وندرة المياه النظيفة، وجودة المياه. إذ يعتبر حصول الإنسان على مياه نظيفة وخدمات صرف صحي ملائمة حق من حقوقه الأساسية. كما يدعم بشكل كبير المجالات التنموية الأخرى المرتبطة بالزراعة والاقتصاد والطاقة على سبيل المثال.

لهذا ينص الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة على أنّ الإدارة الناجحة والمستدامة للمياه تتعدى فكرة توصيل إمدادات المياه أو الصرف الصحي. بل تشمل أيضاً معالجة سياق المياه الأوسع، مثل:

  • جودة المياه.
  • إدارة مياه الصرف.
  • ندرة المياه.
  • كفاءة الاستخدام.
  • إدارة موارد المياه.
  • حماية النظم الإيكولوجية المتصلة بالمياه وترميمها.¹

تحقيق التوازن بين الطلب على المياه النظيفة والموارد المتاحة

كثير من بلدان العالم تواجه خطر قلة المياه النظيفة، الأمر الذي يكثف الدعوات إلى ترشيد استخدام المياه. ويتزامن ذلك مع التزايد المستمر للطلب على المياه. هذا وقد انخفض نصيب الفرد من إمدادات المياه العذبة بحوالي النصف على مدار الخمسين عاماً الماضية. واليوم تُصنف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا ضمن المناطق التي تعاني من الإجهاد المائي. إذ يتاح لكل شخص أقل من 1700 متر مكعب من المياه سنوياً.¹ أيضاً يزيد استخدام المياه في الزراعة ولأغراض توليد الطاقة من حدة المنافسة على استخدام المياه. إذ يستحوذ قطاع الزراعة على أكثر من 70% من سحب المياه العذبة عالمياً.¹

من المتوقع أنّه بحلول عام 2050 سيصبح توفير المياه لكوكب يعيش على الاستهلاك المتزايد تحديّاً صعباً للغاية. إذ تُشير التقديرات أيضاً إلى أنّ الطلب على توليد الطاقة -وهو نشاط تُستخدم فيه المياه بكثافة- سيزداد، بالتالي سوف يزداد معه سحب المياه لأغراض توليد الطاقة بنسبة 20% على مدار العقدين المقبلين.¹ أيضاً، كما من المتوقع أن يقود تغير المناخ إلى تفاقم الوضع عن طريق زيادة الإجهاد المائي في المناطق القاحلة، وزيادة وتيرة الظواهر المناخية المتطرفة وحجمها.

وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يعاني نصف سكان العالم الإجهاد المائي.¹ أما من أجل الحفاظ على النمو الاقتصادي وحماية واستعادة النظم الإيكولوجية المتصلة بالمياه، على الكثير من البلدان -بما فيها البلدان مرتفعة الدخل- إلى إدارة مواردها المائية بمزيد من الفعالية.

كما يفرض زيادة استهلاك المياه العذبة والتلوث ضغوط متزايدة على نظم المياه العذبة، ما يؤدي إلى تهديد استدامة مورد المياه نفسه وقيمته للبشر وللنظم الإيكولوجية. بالمقابل، قلّلت استثمارات البنية التحتية الضخمة -لا سيما في البلدان الثرية- بطريقة كبيرة من تهديد الأمن المائي البشري (من ناحية جودة المياه على الأقل).

إضافةً إلى أنّ حماية النظم الإيكولوجية المتصلة بالمياه وترميمها يتطلبان إجراء تحسينات كبيرة في إدارة الموارد المائية، لا سيما في البلدان النامية. كما يتطلب ضخ استثمارات ضخمة في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء. وهذا يعتبر أمر أساسي لحماية قاعدة الموارد اللازمة لتوفير مياه نظيفة للجميع.¹

فرص الحصول على مياه نظيفة للشرب

في عام 2015 حصل 91% من سكان العالم على مصدر مياه محسّن، متجاوزاً بذلك مقصد الهدف الإنمائي للألفية البالغ 88%.¹ إلّا أنّه لا يزال أكثر من 660 مليون شخص محرومين من الحصول على مياه نظيفة (معظمهم في المناطق الريفية أو جنوب الصحراء في أفريقيا).¹ كما يُنفق أكثر من 250 مليون دولار من الناتج الإجمالي المحلي سنوياً، وذلك في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط بلا فائدة ملموسة، ويرجع ذلك لعدم ملاءمة إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي، وقد يمثل هذا الرقم حوالي 7% من الناتج الإجمالي المحلي على مستوى بلد ما.¹

حتى من يحصل على المياه، فغالباً ما تكون الخدمة غير ملائمة أو مستدامة، كما تكون المياه الواردة من مصدر محسّن غير آمنة للشرب.

فرص الحصول على مرافق صحية للنظافة الشخصية

يحصل 68% فقط من سكان العالم على مرافق صرف صحي محسّنة للنظافة الشخصية، وهذا يقل عن مقصد الهدف الإنمائي للألفية والبالغ 77%.¹ يسعى الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة إلى ضمان حصول الجميع على خدمات الصرف الصحي الملائمة. بالإضافة إلى وضع حد لاستخدام العراء ليكون مرفقاً صحياً، والذي يؤدي بدوره إلى تلويث المياه ونشر الأمراض، مثل الكوليرا، الإسهال، والزحار.

بحسب الأرقام الدولية، يموت نحو 842 ألف شخص سنوياً، وذلك نتيجة الإسهال (لشرب مياه غير نظيفة)، أو لسوء خدمات الصرف الصحي أو غياب الصحة العامة.¹ وتظهر المشكلة على نطاق واسع في المناطق الريفية في جنوب آسيا وأفريقيا (جنوب الصحراء)، إذ يعيش 7 من كل 10 أشخاص مفتقرين للمرافق الصحية المأمونة في مناطق ريفية، أغلبهم في أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا.¹

إضافةً إلى ذلك، فإنّ التحول والتطور الحضري السريع يسهم في عدم حصول أكثر من 700 مليون شخص من قاطني المناطق الحضرية على خدمات صرف صحي. إذ تُعالج 10% فقط من مياه الصرف الصحي بالمناطق الحضرية من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. ومع زيادة كمية مياه الصرف الصحي، كذلك يرتفع التأثير على الصحة العامة.¹

الجهود الحثيثة لتوفير المياه النظيفة والنظافة الشخصية

إنّ توفير المياه النظيفة للجميع حاجة ضرورية وملحة ومن الأساسيات المهمة للعالم الذي نريد أن نعيش فيه. إذ يوجد لدينا كميات كافية من المياه العذبة لتحقيق هذا الهدف. وعلى الرغم من ذلك فإنّ ضعف عجلة الاقتصاد يؤدي إلى موت الملايين سنوياً ومن بينهم الأطفال.

لذلك تبذل غالبية البلدان -ومن بينها سوريا- كل جهودها لضمان توفير المياه النظيفة، وضمان النظافة الشخصية. كما تشارك في عدة مؤتمرات عالمية سنوية من بينها: مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، و مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة، للوقوف على خطوات تأمين المياه النظيفة.

هذا والتزمت سوريا بوضع الآليات التي تكفل تنفيذ الأنشطة المتعلقة بمشاركة مختلف مكوّنات الشعب السوري في تحقيق أهداف التنمية المستدامة جميعها. وهنا لا يمكن إغفال دور الجهات الداعمة مثل "إنصاف للتنمية"، التي تعتبر منظمة إنسانية مقرها سوريا، تعمل في مجالات الخدمة والتعليم والمجتمع. إذ تقدم كثيراً من الجهود في سبيل تأمين المياه النظيفة لجميع الناس. كما تقدم منظمة "الرؤية العالمية" الخدمات والأنشطة لمساعدة كثير من المتضررين، أو ممن يعانون من نقص في الحاجات الأساسية.²

الحفاظ على الماء من أهم القضايا التي تسعى الدول لإيجاد حلول لها في ظلّ انتشار الجفاف من خلال العمل على الأصعدة كلها. وتوفر الماء مرتبط ارتباطاً مباشراً بالحياة والبقاء. ولو حدث واندثر وجود الماء على الأرض ستنتهي الحياة بلا شك. إذ أنّه كما وصفه العرب قديماً: "الماء أهون موجود وأعزّ مفقود". تظهر المعاناة الشديدة لدى الكثير من الدول التي تُعاني من شح الأمطار، وانعدام وجود المصادر المائية مثل البحار والأنهار والينابيع. وهذا بحدّ ذاته يُشكل التحدي الأكبر بالنسبة إلى الدول والحكومات.

فهل ستتمكن الدول من إيجاد الحلول اللازمة والكافية؟ والسؤال الأهم: كيف سيحل الناس مشكلة نقص المياه النظيفة وتدبر أمور النظافة الشخصية لحين وضع الحلول المناسبة؟

اقرأ أيضاً:

المصادر 

[1] World Bank

[2] UNESCWA

Clean Water and Sanitation- Sustainable development goals in Syria قراءة المزيد »

Gender equality

Gender Equality- Sustainable development goals in Syria

Gender equality

المساواة بين الجنسين- أهداف التنمية المستدامة في سوريا

هل يعدُّ تكافؤ الفرص الحل الوحيد لتحقيق المساواة بين الجنسين؟ أم أنَّ هذا المقصد قد أصبح يعترض تحقيقه عدد أكبر من المشكلات والقضايا؟

حقيقةً، يعتبر تحقيق المساواة بين الجنسين تحدٍ عالميّ. إذ صرَّح الأمين العام للأمم المتحدة أنَّ ”تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات هو عمل غير مكتمل في عصرنا، وأكبر تحدٍ لحقوق الإنسان في عالمنا.“ ¹

وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته سوريا في ظل المتغيرات الدولية على صعيد المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من التعليم والعمل، إلّا أنّه لا يزال العنف ضد المرأة يشكل عقبة في تحقيق التنمية وبناء السلام في المجتمع.

الهدف الخامس: المساواة بين الجنسين

إنَّ المساواة بين الجنسين ليست مجرد حقّ أساسي من حقوق الإنسان. بل هي قاعدةُ أساسٍ ضرورية لعالمٍ مسالمٍ ومزدهرٍ ومستدام. ²

لكن تُشكل الأعراف الاجتماعية وأشكال العنف المختلفة الموجهة ضدّ المرأة عائقاً في طريق تحقيق هذه المساواة. كما تُشكل ضغطاً على الجهود الرامية لتفعيل دور المرأة وتمكينها. لذلك كانت مقاصد الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة ترمي إلى:

  1. القضاء على جميع أشكال التمييز ضدّ النساء والفتيات في كل مكان.
  2. القضاء على جميع أشكال العنف ضدّ جميع النساء والفتيات.
  3. ضمان مشاركة المرأة مشاركةً كاملةً وفعَّالة. إضافةً إلى تكافؤ الفرص المتاحة لها للقيادة على قدر المساواة مع الرجل على جميع مستويات صنع القرار في الحياة السياسية والاقتصادية والعامة.
  4. ضمان حصول الجميع على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية وعلى الحقوق الإنجابية.
  5. القيام بإصلاحات تمنح المرأة حقوقاً متساويةً في الموارد الاقتصادية.
  6. تعزيز استخدام التكنولوجيا التمكينية، وبخاصة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من أجل تعزيز تمكين المرأة.

تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة

إنّ توفير تكافؤ الفرص أمام المرأة في الحصول على التعليم، الرعاية الصحية، والعمل اللائق بالإضافة لاتخاذ أدوار سياسية واقتصادية يمثل عمود التنمية المستدامة. كما أنَّ تمكين المرأة ضمن مجتمعها يلعب دوراً أساسياً في تقدم المجتمع وريادته.

في سوريا، يوجد العديد من المبادرات الشبابية والمجتمعية تسعى إلى تحقيق المساواة بين الجنسين. بالإضافة للجهات الحكومية والجمعيات الأهلية التي تسعى -من خلال أنشطتها وأهدافها- إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع.

ومنها مؤسسة موج، وهي مؤسسة محلية مدنية غير ربحية، تعمل بشكل تشاركي على معالجة قضايا مجتمعية وتنموية وتربطها بمحتوى إعلامي ينطلق من الواقع ويسعى لخلق حالة من التغيير. كما تسعى مؤسسة موج لتحقيق التوازن الجندري بتغطيتها الإعلامية لتجاوز التمييز الموجه ضد المرأة ولتحقيق المساواة بين الجنسين من خلال أنشطتها المجتمعية والتنموية. ³

The Role of Education in achieving equality

إنَّ المساواة بين الجنسين تقتضي اعتماد نهجٍ يكفل انتفاع الفتيات والفتيان، والنساء والرجال، في مراحل التعليم وإتمامها. إضافةً إلى تعزيز قدراتهم على نحو متساوٍ في التعليم. ⁴

إلّا أنَّه توجد فجوة مجتمعية تحرم عدداً كبيراً من الفتيات من ممارسة حقهنّ في التعلم أو ممارسة التعليم، وذلك على أرضية من أسباب مختلفة مثل: الفقر أو الزواج أو الحمل الباكر. إضافةً لأثر العنف القائم على النوع الاجتماعي في تحديد وتنميط دور المرأة.

لذلك تعدُّ تنمية استراتيجيات التعليم ليصل لمختلف فئات المجتمع دون تمييز حلقة مهمّة وفعّالة في سبيل المساواة بين الجنسين. من هذا المنطلق ترمي خطط واستراتيجيات المؤسسات الحكومية والمجتمعية في المجالات التعليمية والمهنية إلى توفير فرص تعليم متناسبة مع الفئات المجتمعية، بالإضافة إلى تكافؤ الفرص لتحقيق المساواة بين الجنسين.

دور مبادرة USW في تحقيق الهدف الخامس

تهدف مبادرة Uplifting Syrian Women إلى النهوض بالمجتمع مجدداً عبر النهوض والارتقاء بنسائه. وذلك عبر مساندة هذه النساء والسير معهنّ خطوة بخطوة حتى يحققهن أهدافهنّ المنشودة. وهذه من الخدمات والأنشطة المختلفة التي تقدمها المبادرة في سبيل تمكين المرأة في المجال التعليمي والاقتصادي والمهني والاجتماعي. والتي تعدّ علامةً فارقةً في تحقيق المساواة بين الجنسين في المجتمع السوري.

اقرأ أيضاً:

المصادر 

[1] UN- Global Issues

[2] UN- Sustainable Development

[3] Mauj Foundation

[4] UNESCO

Gender Equality- Sustainable development goals in Syria قراءة المزيد »

Quality Education

Quality Education – Sustainable development goals in Syria

Quality Education

التّعليم الجيّد - أهداف التنمية المستدامة في سوريا

إن التعليم الجيد بحسب العديد من المنظمات العالمية، لا يقتصر فقط على توفير المادة التعليمية. بل يحتاج التعليم الجيد إلى بيئات مستدامة في جميع الأصعدة. ولا شكّ في أنّ خلق مجتمع مُتكامل هو عمليّة طَويلة الأمد تعتمد على بذل الجُهود لإنشاء بيئة تعليم صحيّة قادرة على استثمار جميع القدرات والطّاقات وتوجيهها في المكان الصحيح. ولعلّ واحدة من أهم العقبات التي قد يواجهها أيّ مجتمع هي عدم حصول الفئات اليافعة على الخدمات التعليميّة والاستفادة منها.

تعريف التعليم الجيّد

التعليم الجيد أحد أهداف التنمية المستدامة، وبحسب وصف منظّمة الأمم المتّحدة هو ضمان "التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة".¹

تحقيق أهداف SDG 4

تتضمّن بعض الشّروط التي تدرجها الأمم المتحدة لتحقيق الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة (التعليم الجيد) ضمان حصول الأطفال على:

  1. التّعليم قبل الابتدائي.
  2. تعليم ابتدائي وثانوي مجاني.
  3. الوصول إلى التعليم التّقني والمهني والتّعليم العالي بأسعار معقولة (مثل الكلية والجامعة).¹

لكن لا يكفي أن يكون التّعليم مُتاحاً فحسب، بل يجب أيضاً أن يضيف قيماً مهمة إلى حياة الطلاب. إذ إنّ ارتفاع معدل الالتحاق بالمدارس لا يعني امتلاك الطّلاب للمهارات الحياتيّة الأساسيّة. وهذا يتركهم غير مستّعدين لسوق العمل، ولا يمنحهم سوى أمل ضئيل للغاية في كسر حلقة الفقر.¹

 التحديات في سوريا

إنّ الحرب التي شهدتها سوريا، والتّدني الاقتصادي الكبير الذي تعيشه البلاد تسببا في خروج نحو 2,5 مليون طفل من إطار التّعليم في المدارس.²

إضافةً إلى أنّ التّعليم في سوريا يواجه العديد من التحديات. منها:

  1. عدم كفاية الموارد المستخدمة في التّعليم.
  2. عدم إعطاء الأولوية لمراقبة الجودة ورصد نتائج التعلم.
  3. سوء إدارة البيانات وتصنيف المعلومات لكلّ منطقة. مما يؤدي إلى إجراء تقييمات أقل دقة لاتجاهات التّعليم الجيد واحتياجاته في جميع أنحاء سوريا.²

الجهات التي تهتمّ بتحقيق التّعليم الجيّد في سوريا

تعمل اليوم العديد من الجهات لتقديم الخدمات التعليمية في سوريا، سعياً للوصول إلى مستوى تعليمي جيّد والنّهوض بالبلاد. من هذه الجهات :

  • مبادرة Uplifting Syrian Women:
    وهي مبادرة تعمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي على رفع حصيلة الوعي في المجتمع. وذلك من خلال نشر مقالات توعوية في مختلف المجالات، إضافةً إلى تقديم ورشات عمل وتدريبات مجانية. سعياً لتمكين المرأة السورية وإتاحة الفرصة للتعليم الجيد بشكل متساوٍ للجميع.
  • مؤسسة تجمع الشباب السوري (SYA):
    هي مؤسسة غير ربحية تهتم بتنمية قدرات الشباب السوري حول العالم. وذلك عبر البرامج التعليمية التي تؤمن العديد من المنح التي تتيح للطلاب التعلم على منصات التعليم العالمية بشكل مجاني.
  • منظمة الطائرات الورقية - Paper Airplanes:
    وهي منظمة تهتم بتوفير التعليم الجيد للأفراد المتضررين من النزاع. عن طريق تأمينها لكورسات وورشات التعليم المجانية عبر الإنترنت. وتتضمن الكورسات تعليم اللغة الإنجليزية بالاضافة لتعليم النساء تقنيات الحاسوب.
  • مؤسسة Caritas Syria:
    هي مؤسّسة إغاثة عالمية تقدم العديد من الخدمات التعليمية: كدفع أقساط المدارس الخاصة، وإقامة دورات تقوية للطلاب. بالإضافة إلى تقديم قسائم لحقائب وقرطاسية من أجل طلاب المدارس، وشيكات مصرفية للطلاب الجامعيين، وغيرها من الكثير الخدمات.
  • الجمعيّة الألمانيّة السّورية للبحث العلمي (DSFG):
    هي منظمة غير ربحيّة تقوم بدعم الطلاب والباحثين السوريين في دراساتهم وعملهم. وتدعم أيضاً الحصول على المنح الدراسية ذات الصلة حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم العلمية في ألمانيا.
  • الجمعيّة السورية للمعلوماتيّة (SCS):
    تبنّت هذه الجمعية كثيراً من الأهداف التنموية. منها: التعاون مع الجهات التربوية والتعليمية على تطوير مناهج تعليم النظم المعلوماتية، واستخدامها في تطوير المناهج التربوية الأخرى. وتقيم أيضاً العديد من المشاريع والدورات المجانية في مجال تقنيات المعلومات واستخدام الحاسوب.
  • فريق سند التنموي:
    ريق شبابي يعمل على تمكين الشباب وتنمية مهاراتهم. إذ يعمل على التشبيك بين ذوي الأفكار والطموحات من الشباب مع رؤوس الأموال والشركات. ويساعد الشباب في الحصول على فرص دراسية أو تدريبية وفرص عمل. بالإضافة لتعريف الطلاب باختصاصهم الأكاديمي بشكل عملي. كما يقيم برامج تدريبية تخصصية.

تؤمن مبادرة Uplifting Syrian Women بأنّ التعلم حق للجميع وهو الأساس في بناء الإنسان. من هذا المنطلق، تؤكد المبادرة على تقديم كامل الدعم للمنظمات والمؤسسات الفعالة في تقديم الخدمات التعليمية للمجتمع السوري.

اقرأ أيضاً:

المصادر 

[1] Concern USA

[2] MEI

Quality Education – Sustainable development goals in Syria قراءة المزيد »

Good Health and Well-being

Good Health and Well-being – Sustainable development goals in Syria

Good Health and Well-being - The Third Goal of Sustainable Development Goals

Good Health and Well-being - Sustainable development goals in Syria

إن الحصول على الصحة الجيدة والرفاه مشكلة العالم الحديث. حيث أنه من الصعب المحافظة على صحة جيدة في عالم مليء بالملوثات. نَعلَم جميعاً أنّ الكائنات الحيّة بما فيها الإنسان، لكي تَعيش برفاهيّة يَجب أن تكون بصحّةٍ جيّدةٍ. حتّى إنّ إنتاجيّتها ومقاومتها للظروف الصّعبة تعتمد على صحّتها الجيّدة. ولا تأتي الصحّة الجيّدة إلّا من التّغذية الجيّدة. وفي سَعينا لتحقيق التنمية المُستدامة، ندرك أنّها لن تتحقّق دون وجود أهداف واقعيّةٍ لهدف الصحّة الجيّدة والرّفاه.

الصحة الجيدة والرفاه وتحقيقهما

يتمّ التّعبير عن نجاح هذا الهدَف من خلال انخفاض الوفيّات من المواليد والأطفال دون سنّ الخامسة، وذلك عبر:

  1. إدراج مَواضيع كالتغطية الصّحية الشّاملة في الخطّة الإنمائيّة.
  2. التوعية والتثقيف حول الصحّة الجنسيّة والإنجابيّة.
  3. تدريب القوى العامِلة في مجال الصّحة.

في سوريا، تمّ تحقيق تحسّن محلوظ في مجال الصحّة انطلاقاً من عام (2010) ولغاية (2015). شمَل ذلك العُمر المتوقّع عند الولادة وتراجع وفيّات الأطفال النّاجم عن تحسّن الأوضاع الغذائيّة، وزيادة الاهتمام بمقوّمات الصّحة الإنجابيّة والأمّهات الحوامل، وبأخذ اللقاحات. إضافةً إلى عوامل أخرى ساعدَت على ذلك، كانتشار التّعليم وبروز مؤشّر الوعي البيئيّ، ومكافحة الأمراض المُعدية.

ما هي مؤشرات هدف الصحة الجيدة والرفاه؟

إنّ المُؤشرات الأربعة لهذا الهدف هي:

  1. خَفض النسبة العالميّة للوفيّات النّفاسية.
  2. خَفض معدل وفيّات الرضّع ووفيات الأطفال دون سنّ الخامسة.
  3. وضع نهاية للأوبئة مثل الإيدز والسّل والملاريا.
  4. خَفض الوفيّات المبكرة النّاتجة عن الأمراض غير المُعدية.

حققت سوريا جزءاً كبيراً من مؤشرات الصحة الجيدة والرفاه، وتمّ اعتبارها خاليةً من الملاريا. كلّ ذلك كان قبل أن تُواجه الحرب وآثارها. لكن في ظلّ الوقت الذي غابت فيه الرّقابة الطبيّة والعناية الصّحية عن كثير من المناطق التي كانت بأمسّ الحاجة إليها، أدّى إلى تَراجع تلك الإنجازات. [1]

هل المنظومة الصحية في سوريا كافيه لتحقيق هذا الهدف؟

لا تَزال المنظومة الصحيّة في سوريا تحاول جاهدةً مواصلة عملها الآن. وذلك رُغم الخسارة الكبيرة في البنى التحتيّة من مَشافي ومراكز صحيّة وهجرة أو خسارة المختصّين. وذلك في توفير الخدمات الصحيّة المجانيّة حسب الإمكانيّات، وبدعم من مؤسسات وجمعيّات لهذه المحاولات. فالخدمات الصحية الأوليّة بالإضافة لخدمات التّثقيف الصّحّي والخدمي وخدمات الدّعم النّفسي -التي تواصل جمعيّة رعاية الطفولة تقديمها في محافظة اللاذقيّة- تساهم بشكلٍ أو بآخر بتحقيق هذا الهدف ودعمه. [2]

كذلك مؤسسة الآغا خان للخدمات الصّحيّة في سوريا تسعى لتقديم الخدمات الصّحية. من ضمنها استشارات بمختلف الاختصاصات والعمل على تقوية الأنظمة الصحيّة القائمة وتطوريها. بالإضافة إلى تمكين الأفراد ليلعبوا دوراً فعّالاً تجاه صحّتهم من خلال نشر وتبنّي أنماط الحياة الصّحّيّة. [3]

وغيرها الكثير من الأمثلة التي تحاول تقديم الدّعم الصّحّي حسب إمكانياتها. لأنّنا في الظروف الراهنة نحتاج حقّاً إلى سدّ الثّغرة الصّحيّة التي تكوّنت نتيجة الحرب والحصار الاقتصاديّ. والذي يحتّم منع استيراد مواد وأدوات طبيّة تعدّ ضروريّة للإكمال في تحقيق هدف الصّحّة الجيّدة والرّفاه.

نحن في مبادرة الارتقاء بالمرأة السورية نسعى دائماً إلى تشجيع المرأة السّورية على الاهتمام بصحّتها على كافة الأصعدة. وكذلك على الاهتمام بتعليمات الرّعاية الصّحية التي يجب أن تتثقّف وتلتزم بها.

اقرأ أيضاً:

المصادر 

[1] Arab Development Portal

[2] Child Care Association

[3] AKHS

Good Health and Well-being – Sustainable development goals in Syria قراءة المزيد »

The First and Second Goals of Sustainable Development Goals.

End Poverty in all its Forms and End Hunger – Sustainable development goals in Syria

End Poverty in all its Forms and End Hunger -Sustainable development goals in Syria

أول ما تبنته التنمية المستدامة من أهداف كان القضاء على الفقر والقضاء التام على الجوع. نظراً لأن هذه الأهداف هي أحد أهم المشاكل التي يعاني منها نصف سكان العالم. فهَل ندرك حقيقة الفاجِعة التي تودي بحياة أكثر من نصف سُكّان العالم؟ السكان الّذين لا يستطيعون الحصول على احتياجاتهم الأساسية بسبب الفقر. بل هل نعي تفاقُم المشاكل المتشعّبة عن الفقر كالجوع، وأثرها في التّنمية البشريّة؟

"يتزايد الفقر والجوع. يعكسان عقوداً من التّقدم، ويرفعان مستويات عالية بالفعل من عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها"
- الأمين العام للأُمم المتحدة، أنطونيو غيوتيريش. [1]

إنّ تضخّم مشاكل الفقر والجوع ينعكس أثره مباشرةً في البلدان النّامية بشكل خاص وفي المجتمع الدّولي بشكل عام. كما يُعدّ سبباً لعرقلة عملية التّنمية المُستدامة وبرامج الحماية المُجتمعية. لذلك تتسارع الجهود الدّولية والمحليّة إلى تطوير خططها للقضاء على الفقر والقضاء التام على الجوع والحدّ من آثارهما. 

القضاء على الفقر 

يرمي هذا الهدف إلى القضاء على الفقر في جميع أشكاله في كل مكان. إذ إنّ الفقر لا يتمثّل فقط بانعدام الدخل المادي وافتقار موارد العيش البسيطة، بل يظهر أيضاً في الجوع وسوء التّغذية. بالإضافة إلى الحِرمان من فُرص التّعليم والحرمان من الحصول على الخدمات الأساسيّة. تتمحور غايات هدف القضاء على الفقر فيما يأتي:

  • أولاً. القضاء على الفقر المُدقع بالناس أينما كانوا. بالإضافة إلى خفض نسبة من يعانون من الفقر بجميع أبعاده وفقاً للتعاريف الوطنية بمقدار النصف على الأقل. سواء أكانوا رجالاً، نساءاً أو أطفالاً بمختلف الأعمار. بالإضافة إلى ضمان تمتّعهم بنفس الحقوق والخدمات الأساسية مثل كل الناس.
  • ثانياً. استحداث نُظم وتدابير حماية اجتماعية، وتحقيق تغطية صحيّة واسعة للفقراء والضعفاء.
  • ثالثاً. بناء قُدرة الفقراء والفئات الضعيفة على الصمود، والحدّ من تأثرها في الكوارث الطبيعيّة.
  • رابعاً. تسريع وتيرة الاستثمار في الإجراءات الرّامية للقضاء على الفقر. [2]

"لن يدوم الصراع والصراع المدني طويلاً إذا تمّ القضاء على العامل الأساسي وهو الفقر"  
- رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تيجاني محمد باندي. [1]

القضاء التّام على الجوع

هو الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة. تتنوع المظاهر لمشكلة الجوع والآثار السلبية المترتبة عليها؛ كسوء التّغذية وتدني مستويات الصحّة الجسديّة والنفسيّة. هذا ما دفعنا إلى التّفكير في آليّات تنمية الغذاء وتقاسمه واستهلاكه.

يتضمن هدف القضاء التّام على الجوع ما يلي:

  • أولاً. القضاء على الجوع وضمان حصول الجميع على ما يكفيهم من الغذاء المأمون والمغذّي.
  • ثانياً. مضاعفة الإنتاجيّة الزّراعية ودخل صغار مُنتجي الأغذية.
  • ثالثاً. ضمان وجود نظم إنتاج غذائي مستدام. بالإضافة إلى تنفيذ ممارسات زراعية متينة تؤدي إلى زيادة الإنتاجية والمحاصيل وتعزز القدرة على التكيّف مع تغيّر المناخ. 
  • رابعاً. زيادة الاستثمار. عن طريق التّعاون الدّولي المعزّز، في البنى التحتيّة الريفية، وفي البحوث الزراعيّة وخدمات الإرشاد الزراعي، كما يزداد الاستثمار عن طريق تطوير التكنولوجيا وبنوك الجينات الحيوانية والنباتية.
  • خامساً. منع القيود المفروضة على التجارة وتصحيح التشوهات في الأسواق الزراعية العالمية. [3]

ما هي أهميّة القضاء على الفقر؟

لا يزال أكثر من 700 مليون شخص يعيشون في حالة من الفقر المدقع. كما يكافحون من أجل تلبية أبسط الاحتياجات مثل الصّحة والتّعليم والحصول على المياه والصّرف الصحي، على سبيل المثال لا الحصر. [4]

بالإضافة لكون الفقر يمتدّ ليشمل أبعاد واسعة كالبطالة والتشرّد والإقصاء الاجتماعي ممّا يؤدي لضعف التّماسك المُجتمعي. ينتج عن الفقر خلل في الصحّة العامّة الجسديّة والنفسيّة. كما أنّه يُشكل عائقاً في تحقيق العدالة والتمتّع بالحقوق الأساسية بين الجميع. مُسبّباً تيّاراً من التّوترات السياسية والنّزاعات الاجتماعية؛ بسبب عدم المشاركة في اتخاذ القرارات. إن القضاء على الفقر سوف يجعل مهمة العيش في بلدان سالمة أسهل، ويساعد في تحقيق باقي أهداف التنمية المستدامة.

ما هي أهمية القضاء التامّ على الجوع؟

في الآونة الأخيرة ازداد معدل الجياع إلى واحد من بين كل تسعة أشخاص، ذلك وفقاً لتقرير منظمة الصّحة العالمية. [5]

لعبت الحروب والنّزاعات التي شهدتها المنطقة في أثناء المدّة الماضية دوراً في تفاقم هذه المشكلة. ذلك لتسارع حركات النّزوح والتشرد بَحثاً عن الأمان، ممّا أدّى إلى موجة شح في الموارد وصعوبة تأمين لقمة العيش. كما يسهم تضرّر الإنتاج الزراعي نتيجة التغيّرات المناخية في نقص توافر الغذاء. الأمر الذي تَرافق مع ارتفاع أسعار المواد الغذائيّة وضعف قدرة أصحاب الدخل المحدود في الحصول عليها بشكل جيد. أمّا فيما يتعلَّق بالمنحى الصحّيّ، يعدّ وضع سياسات وإجراءات من أجل القضاء التام على الجوع بمثابة خطوة فعّالة. تساعد على للقضاء على مظاهر سوء التغذية والسمنة والأمراض المرافقة لسوء التغذية.

كيف يتمّ تحقيق الأهداف السابقة؟

تعمل المنظّمات والمؤسسات على تفعيل استراتيجيات للقضاء على الفقر والقضاء التام على الجوع. يتم ذلك عن طريق خططها عبر فعاليّاتها وأنشطتها التي تشمل أصحاب الاحتياجات وتسعى إلى تلبيتها لهم.

تساعد الأنظمة الحكوميّة في سوريا حالياً على تأمين بيئة مولِّدة للعمالة المنتجة وخلق فرص عمل للفقراء وللمهمّشين. كما تسعى إلى وضع الاستراتيجيات والسياسات المالية التي تحفزّ النموّ لصالح الفقراء، والحدّ من المشاكل المُترتّبة على الفقر.

وطيعدّ دور الشباب الفاعل في صُنع القرار ذو تأثير مهم في تنمية هذه السياسات، ومشجع لابتكار الحلول الإبداعية وللطاقات الشبابية المؤثّرة في المجتمع. بالإضافة إلى دور العلوم والتّكنولوجيا في التعليم والتدريب والتجارب في خلق فرص عمل، وتعزيز الإمكانيات من أجل معالجة أزمات الواقع الزراعيّ والإنتاجيّ. وهكذا يمكن تلافي العديد من السلبيات من خلال التركيز على القضاء على الفقر والقضاء على الجوع كأولوية عالمية.

ويبقى الدور الأكبر ملقىً على حسّ المسؤولية المجتمعية لدى كل فرد في المجتمع، من أجل تحقيق شعار :"كي لا يتخلف أحد عن الركب". والذي مثلته سوريا في خططها للتنمية المستدامة في قمة الأمم المتحدة في عام 2020.

اقرأ أيضاً:

 

المصادر 

[1] UN

[2] UN- Hunger

[3] UN- Poverty

[4] UN- Sustainable Development 

[5] WHO

End Poverty in all its Forms and End Hunger – Sustainable development goals in Syria قراءة المزيد »