Uplifting Syrian Women

امرأة من التاريخ

Maryana Marrash

Maryana Marrash- A Woman of History

Maryana Marrash

ميانا مراش- امرأة من التاريخ

سنسردُ قصة إبداع الأديبة مريانا مراش حلبيّة الأصل التي سعت بكلِّ طاقتها إلى تطوير المرأة والمجتمع السوريّ.

تعرضت المرأة السورية مؤخراً لتشويه صورتها في العصور السابقة ووصِفت بالانغلاق والافتقار للعلم والثقافة والأدب. لكن ولحسن الحظ كان التاريخ منصفاً لها وشاهداً على مواكبتها لجميع التطورات التي تخدم مجتمعها.

لذلك سنتحدث في هذا المقال عن أول امرأة سوريّة وعربيّة نشرت ديواناً شعريّاً، وأول امرأة دعت إلى الاجتماعات الأدبيّة.

من هي مريانا مراش؟

مريانا فتح اللّه مراش، كاتبة وشاعرة سوريّة حلبيَة. ولدت في شهر يوليو عام 1848 وتوفيت عام 1919 عن عمرٍ ناهز السبعين عاماً. 

عاشت مراش في مجتمع كان يمنع العلم على الفتيات، ويحظر اختلاط النساء في المجتمع لأيّ سببٍ كان، نتيجةً للحُكم العثمانيّ. فعانت النساء في تلك المرحلة الزمنيّة الجهل في شتّى مجالات الحياة العمليّة والعلميّة، إذ كان العلم محصوراً في الشّباب. ومع ذلك فقد عاش المجتمع الحلبيّ عموماً ازدهاراً أدبيّاً وثقافيّاً مهمّاً في تلك المرحلة.

عاشت عائلة مريانا مراش من عملها في التجارة، كما ناهضت كثيراً في سبيل تطوير المرأة والمطالبة بحقّ تعليمها. أصر والد مريانا مراش أن يعلّم أبناءه الثَّلاثة (فرنسيس، عبد الله، مريانا). فأسّس لهم مكتبة ضخمة في منزله أسماها المكتبة المراشيّة؛ ليكتسبوا منها العلوم المختلفة.

بداية حياة مريانا مراش

مثل إخوتها، ذهبت ماريانا إلى المدرسة. اشتهر إخوتها بعملهم الثقافي. تأثر شقيقها فرنسيس بالكواكبي وطاهر الجزائري. ودعا إلى تطبيق الدستور وشجع الليبرالية وكان من أوائل العرب في صفوفها. لقد أثر بشكل كبير على ماريانا. لقد أحزنها موته بشدة فقامت بتأليف رثاء حزنًا على وفاته"فحزنُ يعقوبَ لا يكفي لندبك يا ندباً تفرَّد بالأجيال والعصر". وكان شقيقها عبد الله صحفياً متمرداً ينشر مقالاته في الصحف الأجنبية (الصحف الفرنسية والبريطانية).

كما أنّ منزل العائلة كان بمثابة مزار لعددٍ من أدباء ومثقفي حلب. وإحاطتها بهذا الجو الثقافي أعطاها دافعاً أكبر لاكتساب العلوم، وتطوير مهاراتها الأدبيّة. تعلّمت مريانا مراش -بفضل والدها- في مدارس فرنسيّة في حلب في وقتٍ كان فيه تعليم الفتيات أمراً مُستهجَناً. انتقلت بعدها إلى بيروت لمتابعة تعليمها في المدارس الإنجيليّة.¹

تلّقت مريانا مراش علومها باللّغة الفرنسيّة في حلب، وكذلك كان الأمر خلال دراستها في بيروت، فأحبّت اللّغة الفرنسيّة جدّاً. عليه تعرّفت مراش إلى المجتمع الفرنسيّ من أدبه وعلومه. كما تعلّقت بالمبادئ الثوريّة في الأدب والحياة الفرنسيّة، وحلمت بأن تزور فرنسا، وبأن تنقل المبادئ الثقافيّة إلى المجتمع العربيّ.

ومن ناحيةٍ أخرى، تفوّقت مريانا مراش موسيقيّاً، فغنّت بصورةٍ جميلة، وعزفت على آلتي القانون والبيانو. وعليه نلحظ أنّ احتضان عائلة مراش لها، وإصرار والدها على تعليمها وتطوير مهاراتها الأدبيّة والعلميّة والموسيقيَة، أغنى المجتمع السوريّ والعربيّ على حد سواء.

أعمال مريانا مراش الأدبية

عملت مريانا مراش على تحرير المرأة ثقافيّاً وفكريّاً حتّى تنهض بالمجتمع العربيّ عامّةً. فنقلت الكثير من الفِكَر التحريريّة الأدبيّة التي لاحظتها في فرنسا.

  • الصالون الأدبي: 

إذ كان اجتماع الرجال والنساء في صالون واحد في تلك الحقبة من الأمور المعيبة. لكنّ مراش جمعتهم في صالونٍ أدبيّ، فكانت أول من طبّق هذه الفكرة في المجتمع العربيّ، وبدأت حلقات الفكر تتطوّر. ومن أبرز الحاضرين في تلك الاجتماعات الثقافيّة نذكر: رزق الله حسون، وقسطاكي الحمصي، وجبرائيل دلال، وكامل الغزي، والكثير من مثقفي حلب من الجنسين، إضافةً إلى دبلوماسيين أجانب.

وكان زوار الصالون الأدبيّ من زوار منزل عائلة مراش، فلم تتعذّب مراش كثيراً في دعوتهم. ناقش الصالون الأدبي الفكر الموسيقيّ والاجتماعيّ والسياسيّ والأدبيّ، وتضمن لعب الشطرنج والورق. 

من الموضوعات التي تمّ مناقشتها: المعلّقات، وأعمال فرانسوا رابليه.

 

  • المقالات الصَّحفيَّة:

تعدّ مريانا مراش من أوائل النساء العربيّات اللواتي نشرن في المجلات العربيّة باسمهنّ الصريح. كان أول مقال لها (شامة الجنان)² في مجلّة الجنان عام 1870، في العدد الخامس عشر في عامها الأول من النشر. طرحت فيها موضوعات نقديّة للأعمال الأدبيّة في تلك الحقبة.

ثمّ تتالت مقالاتها في مجلَّة (لسان حال) إذ تطرَقت إلى موضوعات مجتمعيّة. حثّت فيها أبناء شعبها وبناته على التخليّ عن مظاهر الجهل في العادات والتقاليد السائدة. ونشرت دعواتها المُحقَّة في تعليم المرأة، إضافةً إلى دعوتها إلى اقتباس المظاهر الحضاريّة المفيدة من الأمم المختلفة للنهوض بالمجتمع السوريّ.

لم تكن مقالات مريانا مراش بدائيّة، بل كانت لغتها لغة أديبةٍ مُبدعةٍ. تحثّ القارئ على الاستلهام من المقال، واستخلاص المُفيد، وناقشت القارئ بطريقة واقعيّة لتصل إلى مرادها. إضافةً إلى تقديمها صور حضاريّة مختلفة، تحثّ فيها أبناء بلدها على الاقتداء لتطوير المجتمع فكريّاً وثقافيّاً واجتماعيّاً.

أعمال مريانا الفكرية

كان لمريانا مراش أعمال تنوعت بين الأدبيّة والفكريّة. إذ من يعيش في عائلة زادها العلم والثقافة، وروادها من أهل الفكر، لا بدّ له أن ينضح علماً وأدباً وفكراً صافياً.

وكانت من أوائل الشاعرات العربيّات، وطبعت ديوانها الأول والوحيد في بيروت تحت عنوان (بنت فكر)³ الَّذي صدر عام 1893.

أول مجموعة شعريّة لامرأة سوريّة، سمّته (بنت فكر) لأنَّها ناتجة عن فكرٍ متنوع غريزيّ يكون لدى كلّ إنسان. دعت فيه إلى الحب والتفكير والتحرّر من السائد المتخلف، وأهدت مراش ديوانها الشعريّ إلى السلطان عبد الحميد الثاني. وذكرت في الديوان لتصف حالها، وما تعرّضت له من مضايقات بسبب فكرها المنفتح:³ "فلو كانت الأيَّام تنصف أهلها لما كان بينُ شتت الشَّمل بالبُعد"

ونذكر أيضاً من أعمالها الفكريّة (تاريخ سوريا الحديث) الذي تحدّث عن تاريخ سوريا في أواخر حكم العهد العثمانيّ لها.

إن الرائدات السوريّات تفوقن في مجالات متعدّدة، وأوصلن أصواتهنّ بقوّة إلى العالم بأسره. وما رائدتنا مريانا مراش إلّا نجمةً في سماءٍ سوريّة أنارت العالم بكلّ قوتها، ولا يزال أثرها واضحاً وجليَّاً إلى يومنا هذا.

وكما قالت مراش: ”فما لنا لا نخلع عنا أثواب التَّواني والكسل. ونلبس أثواب النّشاط ونُقدم على العمل. ونحن من بنات القرن التاسع عشر الذي فاق في التمدّن كلَّ قرون البشر. كيف لا نُبيّن للرجال لزوم دخول النساء إلى جنَّات العلوم الأدبيَّة.“⁴

اقرأ أيضاً:

المصادر

  1. History of Arab journalism
  2. A novel called Syria
  3. Cheri3a
  4. Kenana Online

 

Maryana Marrash- A Woman of History قراءة المزيد »

Ulfat Idlibi

Ulfat Idlibi – A Woman of History

Ulfat Idlibi

ألفة الإدلبي- امرأة من التاريخ

ألفة الإدلبي هي كاتبة سورية من مدينة دمشق، وهي واحدة من أهم الشخصيّات الأدبيّة في سوريا والعالم العربي بشكلٍ عام.

أغنت أعمالها، من شعر وقصص وروايات، التاريخ السوريّ بذخيرة أدبيّة مميزة، كما تحول البعض منها لمسلسلات وأفلام. فكانت تلك الشابة الواعدة المُحبّة للأدب، والتي أمضت الكثير من وقتها في هذا المجال حتى أصبحت امرأة ناضجة مثقفة ومطّلعة على أعمال الأدب العربي والعالمي.

كانت تعتبِر أنّ الأدب مرآة الواقع، وأداة التغيير في المجتمع. كما كانت بعض أعمالها تتناول قضايا المرأة وحقوقها في المجتمع، وقد نالت تلك الأعمال إعجاب الجمهور العربي. كما حظيت ألفة بشهادة الكثير من الأدباء السوريين ككاتبة ملهمة ومؤثرة في الوطن العربي.

من هي ألفة الإدلبي؟

ألفة عمر باشا الإدلبي هي كاتبة سورية، ولدت في عام 1912 في دمشق - حي الصالحية. كانت الابنة الوحيدة بين خمسة أخوة ذكور. والدها عمر باشا الأدلبي الذي يعود نسبه إلى عائلة دمشقيّة أصيلة، وأمها نجيبة الداغستاني التي يعود أصلها الى أسرة داغستانية. أمّا جدها محمد الحلبي فقد عاش في داغستان حتى نفاه السلطان العثماني محمود الثاني وقسره لمغادرة وطنه واستقرّ في سوريا.¹

في عمر التاسعة أصابتها الحمى التيفية وعانت منها، حتى أنّها تأخرت بالالتحاق بالمدرسة سنةً كاملةً بسببها. ثمّ التحقت بمدرسة "العفيف" التي كانت بجانب بيتها. برزت موهبة ألفت الإدلبي بعمرٍ صغير، من خلاب حبّها للدراسة وتفوقها فيها.

نالت في عام 1927 شهادة الابتدائي. وانتقلت بعدها إلى دار المعلّمات وتلقت تعليمها فيها على يد كِبار الأساتذة مثل صادق النقشبندي ومحي الدين السفرجلاني. وكانت هذه المدرسة تضمّ عدد قليل من الطلاب والطالبات في كلّ صف.

ماذا عن رؤية ألفة الإدلبي في الأدب؟

أحبّت ألفة الأدب منذ الصغر، كما تنبأ أحد أساتذتها بأنّها ستصبح أديبة، فكان ذلك حقاً. علاوةً على تفوقها في المدرسة فقد كانت قارئةً نهمة وكثيرة الاطّلاع على الكتب الموجودة في مكتبة والدها. وبعد إنجاب طفلها الأول في عام 1932 مرضت لمدة عام، وبقيت في هذه الفترة تروح عن نفسها ومرضها بالمطالعة والمعرفة.

قرأت كتب الأدب العالمي والعربي مثل مؤلفات ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران وطه حسين وغيرهم. وقد ساهم ذلك بتشكيل أسلوبها في كتابة القصص والروايات، والذي كان مميز وبسيط.

منت ألفة الإدلبي بالأدب كوسيلة تستطيع من خلاله تحسين المجتمع في الوقت الذي كانت فيه دمشق تعاني من ويلات الاحتلال وبداية التوجه نحو محو الأميّة. إذ انتشرت في تلك الفترة محبّة العلم والاطّلاع على ثقافات الشعوب الأخرى. فبرز في ذلك الوقت أدباء كِبار وسطع ضوء ألفة الإدلبي بما تركته من قصص ودراسات أدبيّة وروايات.

ما أهم إنجازات ألفة الإدلبي؟

انتسبت الأديبة للعديد من الجمعيات الخيريّة والثقافيّة، كجمعيّة الدوحة وجمعيّة الندوة. حتى أنّها كانت تقيم ندوات شهريّة في منزلها تجمع فيها أدباء دمشق وأديباتها ومثقفيها ويتبادلون الآراء والأفكار من خلالها.²

بدأت بإنشاء إرثها الأدبي بكتابة أول قصّة لها عام 1947 بعنوان "القرار الأخير". وتوالت بعدها الإنتاجات الأدبيّة، فأصدرت في عام 1953 قصّتها الثانية "الدرس القاسي"، والعديد من المؤلفات الأخرى مثل: "المنوليا في دمشق" والمجموعة القصصية "يضحك الشيطان" ورواية "حكاية جدي".

وقد لاقت أعمال ألفة الإدلبي في ما بعد شهرة عالميّة وانتشرت بلغات أخرى كالإيطالية والإسبانية والألمانية والروسية.³ كما تمّ تدريس البعض من قصصها في العديد من الجامعات العالميّة.

فازت عام 1947 بجائزة الإذاعة البريطانية عن أفضل قصّة عربية عن مجموعتها القصصية "قصص شامية". كما نشرت مجلة "الرسالة" المصرية قصّتها "الدرس القاسي".

قد نالت أعمالها استحسان كِبار الأدباء الذين شهدوا على براعة ألفة الإدلبي. نذكر منهم الأديب المصري محمد المندور الذي قال عن مجموعتها القصصية الأولى: "هذه القصص طراز خاصّ وخاصيّة مستقلة".

قال الأديب مارون عبود عنها: "أنا أؤمن بالذاتية وعلى هذا الأساس بنيت تقديري لها".³

ما تأثير ألفة الإدلبي في الأدب النسوي؟

كانت ألفة من أوائل من حملن راية النسوية في سوريا، ومن النساء القلائل اللواتي استطعن إثبات مكانة المرأة في المجتمع وفي التعلّم وحقّ العمل آنذاك. فرأت أنّ المرأة ليست فقط الأمّ بل تسطيع أن تعطي من ذاتها للعمل والدراسة وحبّ العلم والأدب.

كما اختصتّ بذكر مشاعر المرأة في جزء كبير من كتاباتها في عهد الاحتلال الفرنسي. ففي رواية "دمشق يا بسمة حزن" التي تناولت من خلالها محور الثورة والمرأة والمجتمع مع التركيز على المرأة ومعاناتها. إذ كانت بطلتها فتاة اسمها صبرية، الفتاة المثقفة، الطموحة والتي عانت من تعصّب أبيها وأخويها في وقت لم يكن يسيراً على النساء بشكلٍ عامّ.

تحولت الرواية عام 1992 إلى مسلسل بعنوان "بسمة حزن". وفي عام 2008 تمّ تحويلها إلى فيلم يحمل نفس العنوان وقد لقيا نجاحاً ملحوظاً آنذاك.⁴

قالت ألفة الأدلبي عن المرأة: "أفليست المرأة منبع الإلهام الحقيقي، وسحر الوجد، وغبطة الأزمنة؟!"

إنّ ألفة الإدلبي من النساء المميّزات في خمسينيات القرن الماضي، وشهد على براعتها كِبار الأدباء في سوريا ومصر. كما أنّها دافعت عن حقوق النساء في سوريا وأكدت على ضرورة مشاركتهنّ في مسار التعلّم والعمل. 

اقرأ أيضاً:

المصادر

  1. Resala Post
  2. Syrian Modern History
  3. Abdae Alaealami
  4. Suhir

Ulfat Idlibi – A Woman of History قراءة المزيد »

Sabat Islambouli

سبات اسلامبولي- امرأة من التاريخ

Sabat Islambouli

سبات اسلامبولي- امرأة من التاريخ

ما فعلته سبات إسلامبولي في زمنها كان غير عادي، حيث كان من المُعتَقَد أنّ النساء اللّاتي يدرسنَ يصبنَ بالهيستيريا. هل يمكنك تخيّل الجرأة المطلوبة للهجرة ودراسة الطب؟

نشرت طبيبة أمريكيّة صورة عائدة لعام 1985 لثلاث نساء يرتدين زيّ تقليديّ يمثل بلدانهن على مدونتها. وتمّ تسليط الضوء عليهنّ بعد أن تبين أنّهن من أوائل الطبيبات في العالم، وإحداهنّ الطبيبة السوريّة "سبات إسلامبولي".

من هي سبات إسلامبولي؟

وُلِدت سبات إسلامبولي في دمشق عام 1867، وكانت يهوديّة من أصل كردي واختلف الكثيرون على نطق اسمها. إذ يمكن أن يتمّ لفظه "ثبات" أو "تبات" واختلاف مشابه رافق كنيتها إذ قد تكون "إستانبولي" أو "إسلامبولي".

درست إسلامبولي في كليّة الطب النسائيّة في بنسلفانيا في أمريكا. ومن المعروف أنّ هذه الكليّة كانت أول كليّة في العالم لتدريب النساء على معالجة الأمراض النسائيّة المختلفة. حصلت على شهادة الطب عام 1980، ومن المُعتَقَد أنّها من أوائل النساء السوريّات الحاصلات على شهادة الطب إن لم تكن أولهنّ.¹

على الرغم من كونها امرأة ناجحة ومناضلة خاطرت بحياتها لتحقيق حلمها إلّا أنّها غير معروفة تاريخيّاً ولم يتمّ توثيق الكثير عن حياتها. فلا توجد معلومات عن خلفيتها أو نشأتها أو رحلتها للوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ما نعرفه عنها أنّها كانت تنتمي إلى عائلة ثريّة كونها كانت معروفة بارتدائها قفطان من الحرير وتزيّنها بمختلف المجوهرات.²

كيف كانت حياة سبات إسلامبولي، وما هي إنجازاتها؟

لا نعرف الكثير عن حياة سبات إذ أنّ جميع المعلومات عنها محصورة بما تمّ كتابته في سجلّها الجامعيّ وكتاب الخريجين الخاصّ بجامعتها. لكن من البديهيّ أنّها ناضلت وعانت كثيراً للوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الطب.

كانت ممارسة الطب -في زمن نشأتها- مقتصراً على الرجال حتى بما يتعلّق بالأمراض النسائيّة. إذ كان من المُعتَقَد أنّ النساء اللاتي يدرسن مُعرضات للإصابة بأمراض عصبيّة بأمراض في الرحم والهستيريا، كما أنّه لا يمكن لجهازين عند الأنثى العمل معاً بشكلٍ صحيح. أيّ عليها ألّا تنشغل فكريّاً للحفاظ على سلامة جهازها التناسليّ. لذلك من الممكن القول أنّ سبات إسلامبولي كانت جريئة وطموحة وواجهت قدراً من المصاعب من أجل تحصيل شهادتها.³

من المفترض أنّها عادت بعد تخرجها إلى دمشق لتمارس مهنتها كطبيبة، لكن لا يوجد حقائق موثقة عن عملها كطبيبة هناك. إذ كانت تقتصر ممارسة الطب في ذلك الزمان على البيمارستانات القديمة وزيارة الطبيب للمريض في منزله.

ذكر موقع الجامعة أنّها ذهبت إلى القاهرة بعد وقت من عملها في دمشق. وسجّلت إدارة التمريض المصريّة وثائق عن وجودها هناك كممرضة عام 1919. كما سجّل كتاب صادر عن كليتها عنوانها هناك عام 1926، لكن آثارها اختفت بعد ذلك.²

كيف توفيت سبات ؟

توفيت سبات إسلامبولي عام 1941 في القاهرة ويعيش البعض من سلالتها في كندا حاليّاً. على الرغم من عدم وجود الكثير من المعلومات عنها إلّا أنّها أصبحت ملهمة للكثيرين بعد انتشار صورتها مع طبيبتين أخرتين. 

كما انصدم العالم بأكمله من تاريخ الصورة إذ لم يكن معروفاً وجود طبيبات في ذلك الزمان. قدّمت سبات مثالاً يُحتذى به بحبها للعلم، واجتهادها لتحصيله، وتخطي العديد من التحديّات لتحقيق حلمها.

ما يزال هناك حتى يومنا هذا الكثير من المهتمين بسبات اسلامبولي والذين يجمعون معلومات عنها. وذلك بهدف معرفة نشأتها وطريقها للولايات المتحدة الأمريكية وممارساتها الطبيّة، عسى أن نجد الإجابات للأسئلة الكثيرة المتعلّقة بهذه الطبيبة.

لنا الفخر لوجود امرأة كهذه في تاريخنا، أثبتت أنّ النساء قادرات على تحصيل الشهادات وممارسة مختلف المهن. ونؤمن بشدّة أنّه كان لسبات إسلامبولي أثر كبير في إلهام غيرها من النساء للدراسة. بل وكان لها دور في كسر الصور النمطيّة القديمة عن النساء، وسيستمر إنجازها ملهماً ومذهلاً للكثير من الأجيال القادمة.

اقرأ أيضاً:

المصادر

  1. Marefa
  2. E Syria
  3. Huff Post

سبات اسلامبولي- امرأة من التاريخ قراءة المزيد »

Najwa Othman

Najwa Othman- A Woman of History

Najwa Othman

نجوى عثمان- امراة من التاريخ

"لم يخطر في بالي يوماً أنَّ هذه الفتاة المحجبة الخجولة ستسافر إلى القيروان لاستكمال بحثها، لكنَّها فعلت."
- د. محمد فيصل الرفاعي المشرف على رسالة الدكتوراه للباحثة نجوى عثمان (1954-2009) في جامعة حلب.¹

الدّكتورة "نجوى أحمد عثمان" إحدى النَّجمات اللَّامعات في سماء الإنجازات السُّوريَّة، والَّتي أغنتها علماً وعطاءً. الدّكتورة نجوى أحمد عثمان حاضرةٌ على غيابها، إذ تركت لنا نتاجاً علمياً يُعادل نتاج مؤسسَّات بحالها أغنت به المكتبة العربيَّة والعالميَّة، إضافةً إلى إهدائها مكتبتها الخاصَّة لطُّلاب العلم.

تعريف بالدُّكتورة نجوى عثمان

الدُّكتورة نجوى عثمان من مواليد منطقة "الباب" في محافظة حلب عام 1954. عالمةً مُتخصِّصةٌ في تاريخ الهندسة والعمارة. نشاطها العمليُّ الواسع؛ جعلها معروفةً كباحثةٍ في تاريخ العلوم على مستوى سوريا والبلدان العربيَّة والعالم.

إنَّ الدُّكتورة كانت شغوفةً في الثَّقافة العربيَّة التُّراثيَّة والمعماريَّة والفكريَّة، فأغنتها بالأبحاث والدِّراسات في حياتها، وبعد رحيلها أهدت كُلّ ما جمعته حولها في مكتبتها الخاصَّة إلى المكتبة الوقفيَّة في مدينة حلب ليطلع عليها كُلّ المهتمين.

نشأة الدكتورة نجوى عثمان

نشأت الدكتورة نجوى عثمان في منزل علمٍ وأدب، فكان والدها "أحمد الحمود عثمان" عالماً في النحو يقصده كل من صعبت عليه مسألة في النَّحو، وأنشأ كلُّ أبنائه على حبِّ العلم، حتَّى نالوا شهاداتٍ علميَّة عالية تتراوح بين البكالوريوس والدُّكتوراه وغدت هذه الأسرة منارةً علميَّةً.² أمَّا عن الدُّكتورة نجوى عثمان، فدرست الابتدائيَّة والإعداديَّة في مدينة الباب مسقط رأسها، ثمَّ التحقت بثانويَّة معاوية للبنات ونالت الشَّهادة الثَّانوية عام 1973م.¹

نالت إجازة في الهندسة المدنيَّة في جامعة حلب عام 1978، ثمَّ عملت محاضرةً في قسم التَّاريخ والآثار فيها، وبعد ثلاث سنواتٍ من عملها في اختصاصها، انصرفت إلى دراسة التُّراث العربي الإسلامي فالتحقت بمعهد التُّراث العلميّ العربيّ ونالت فيها درجة الماجستير في "تاريخ العلوم عند العرب" وقدمت بحثاً تحت عنوان "الهندسة الإنشائيَّة في مساجد حلب" عام 1991. نالت درجة الدُّكتوراه في دراسة علميَّة بحثيَّة وميدانيَّة أجرتها في مدينة القيروان تحت عنوان "دراسة مقارنة بين المساجد القديمة في حلب ومدينة القيروان في تونس" عام 1998.

أعمال ومؤلَّفات الدُّكتورة نجوى عثمان

إنَّ نتاج الدُّكتورة نجوى عثمان في المجال الميداني والفكريّ مهمٌّ وكبيرٌ، ويُمكن أن نذكر:

  1. أهمِّ أعمالها الميدانيَّة:
  • عضو الجمعية السورية لتاريخ العلوم.
  • جمعيَّة العاديات.
  • الاتحاد العام للآثاريين العرب.
  • هيئة تحرير مجلة هندسة.
  • هيئة تحرير "مجلة العاديات".
  • رئيس لجنة الدِّراسة الفنيَّة لمشروع "الأوابد التاريخيَّة في حلب وكلس وغازي عينتاب".
  1. أهم أعمال الدكتورة نجوى عثمان الفكريَّة: من مؤلفاتها المطبوعة:
  • حلب في مئة عام (1850-1950)، تألَّف من 3 أجزاء، طُبِعَ في جامعة حلب عام 1993، (بالاشتراك مع المرحوم الأستاذ محمد فؤاد عينتابي).
  • مساجد القيروان، طُبِعَ في دمشق عام 2000.
  • النَّقل الدَّاخليّ بحلب في القرن العشرين، طُبِعَ في دمشق عام 2004.
  • مكابدات لطيفة ومواقف طريفة في أحياء حلب والقيروان، طُبِعَ في حلب 2004 (والذي كان نتيجةً لتجوالها فيها).

مؤلفات الدكتورة نجوى عثمان الَّتي كانت قيد التَّحرير عند رحيلها: 

  • الزَّوايا والمدارس الأثرية في القيروان. 
  • تاريخ العمارة الإسلاميَّة. 
  • الرنوك على العمائر المملوكيَّة في سورية. 
  • النقائش بمدينة حلب في العصر العثماني. 
  • أبنية وشواهد قبور (بالمشاركة مع فريق عمل).
  • الآثار والأوابد التَّاريخيَّة في حلب وكلس وغازي عينتاب.

الجوائز والتَّكريمات الَّتي نالتها الدكتورة نجوى عثمان

حصلت الدكتورة نجوى عثمان على جوائز وتقدير لإسهاماتها ، منها:

  • جائزة الباسل للإنتاج الفكريّ في حلب عام 2004.
  • شهادة تقدير كمهندسة مبدعة في مجال الدِّراسات التُّراثيَّة في نقابة المهندسين عام 2004.
  • درع جامعة عين شمس عام 2004.
  • كُرِّمَت في مناسبة يوم المرأة العالمي كامرأةٍ متميزة في آذار 2007.

تأثير الدكتورة نجوى عثمان

أغنت الدُّكتورة نجوى عثمان المكتبة العربية بأبحاثها ودراساتها المتميزة، التَّي بلغت 35 بحثاً ودراسةً علميةً، إضافةً إلى مشاركتها في العديد من المؤتمرات والنَّدوات وحلقات البحث العلميَّة.

لم يسعف الوقت الدُّكتورة نجوى عثمان لإكمال الكثير من مشاريعها العلميَّة ولمتابعة مشوارها العلميّ المُتميّز، إذ كانت الدُّكتورة تُعطي كلّ بحثٍ حقَّه من العمل والجهد والبحث النَّظريّ والعمليّ فكانت تُسافر إلى عدَّة مناطق لإنجاز دراستها وإغنائها بالصُّور والقرائن الماديَّة ونذكر منها على سبيل المثال: "الآثار والأوابد التاريخية في حلب وكلس وغازي عينتاب". ومن الجدير بالذكر أنَّ جامعة حلب طبعت هذا الكتاب بعد وفاتها مُترجَماً إلى التُّركيَّة (صفحة بالعربيَّة وصفحة بالتركيَّة) عام 2009.

بعض ما قيل في الدُّكتورة نجوى عثمان

كتب أخوها الدُّكتور الجامعي حسن عثمان:

"أرتني خطاباً وصلها من جامعة كامبريدج في بريطانيا يعرض عليها التعاقد لتُدرّس فيها تاريخ الهندسة براتبٍ شهريٍ عالٍ جدّاً إلّا أنّها رفضت العرض. علماً أنّ جامعة كامبريدج من أرقى ثلاث جامعات على مستوى العالم. سألتها: لماذا؟، فأجابت: "لقد تعبتُ كثيراً في تحصيل العلم، أريد أن أنفع به أهل بلدي".

وكتب المهندس بسَّام العموري، رئيس لجنة الإعلام والنَّشر في فرع النَّقابة: "إنّ رحيلها المبكر عنَّا ترك فراغاً كبيراً يصعب على شخصيَّة غيرها أن تملأه؛ لأنّ عطائها كان بلا حدود وإخلاصها منقطع النَّظير، وتفهمها واسعٌ لمهنة الهندسة والتراث وغيرها من المجالات الأدبية والإعلامية".³

وفاة الدُّكتورة نجوى عثمان

توفيت في التاسع من شباط عام 2009 إثر حادث سير قرب مدينة "سراقب" على طريق "حلب/حمص" بعد أن انقلبت الحافلة، وأودى الحادث بحياة كُل ركابها الحافلة ومن بينهم باحثتين جزائريتين كانتا برفقة الدكتورة نجوى عثمان في رحلة بحثيَّة إلى مدينة "جبلة" في السَّاحل السُّوري.²

كفريق عمل Uplifting Syrian Women نفخر بكلِّ امرأة لمعت في مجالها وأتقنته، وغدت منارةً لكل ساعٍ إلى العلم، والدكتورة نجوى عثمان تمثِّل صورة عن المرأة السُّوريَّة المثابرة التي اختارت العلم طريقاً لتسمو بنفسها وببلدها.

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] Syrian Modern History

[2] E Syria

[3] City Albab

Najwa Othman- A Woman of History قراءة المزيد »

Nabila Al-Nabulsi

نبيلة النابلسي- امرأة من التاريخ

Nabila Al-Nabulsi

نبيلة النابلسي- امرأة من التاريخ

نبيلة النّابلسي، الأمّ النبيلة في فصول الدراما السورية.

بوجهِها الممتلئ وعينيها الحانيتين، تركت نبيلة النابلسي في ذاكرة السوريين أثر الأم العطوف المطمئنة لكل من يراها. جسدت النابلسي حالة فنية عظيمة متفرّدة في تاريخ الدراما السورية بأدوارٍ عدّة، وإطلالاتٍ مدروسة ممزوجة بين الاحترافية وصدق المشاعر، التي وصلت من قلبها إلى قلب جمهورها.

نبيلة النابلسي، حضورٌ آسر منذ البداية

وُلدَت نبيلة النّابلسي عام 1949. ¹ فقدت والدها في عمر صغيرٍ، ممّا دفعها لخوضِ مشاقّ الحياةِ باكراً. إذ عمِلَت ممرضة، ولاحقاً على الآلة الكاتبة، إلى أن دخلت مجال الإعلانات في كلية الفنون الجميلة في دمشق.

بدايات نبيلة النابلسي في عالم السينما والتلفزيون

عاصَرت النابلسي بدايات المسرح السوري. ورغم ظهورها المتواضع في فرقة المسرح الحرّ تحت إشراف الفنان الراحل "عبد اللطيف فتحي"، إلّا أنّها لفتت نظر المخرج الكبير "نبيل المالح" بجمالها وموهبتِها. فرشحها لبطولة فيلم "المخاض"، أحد أفلام ثلاثية الأجزاء "رجال تحت الشّمس" عام 1970. ¹

ثمّ مثلت مع الثّنائي المشهور دريد ونهاد، في العام التالي، في فيلم "امرأة تسكن وحدها". وفي عام 1975 شاركت نبيلة النابلسي في "فيلم العندليب".² غابَت نبيلة النّابلسي عن الوسط الفني لعشر سنوات، لتُبني عائلتها وتنشئ أطفالها.

عادت نبيلة النابلسي إلى السينما بفيلمين. إذ قدّمها المخرج "غسان جبري" في أولى أدوارها التّلفزيونية في مسلسل "دموع الملائكة". لتتوالى بعدها أعمالها الفنية التّلفزيونية تباعاً.

 تقرّبت نبيلة النّابلسي للناس أكثر من خلال التلفزيون، ورغم أنّها لم تكن الأم الحنون في جميع أدوارها، فقد قدمت أدواراً متنوّعة. إذ أثبتت أنّها قادرة على الخروج من إطار الشخصيات المعتادة مؤدية الكوميديا على سبيل المثال، في مسلسل "قانون ولكن". بالإضافة إلى دورها الذي كسر النمطية في مسلسل "دمشق يا بسمة حزن"، المُقتبس عن الرواية الشّهيرة للكاتبة إلفة الإدلبي.

الأم البطلة أينما حلّت

ما يجعل للنابلسي أثراً قويّاً وجميلاً إلى هذا الحدّ، كونها تشكّل انعكاساً لكل امرأة نراها حولنا. كما لو أنّها اختصرت المرأة السورية في شخصها بطريقة ما. ولَم تعد الأمّ السوريّة التي طرحتها نبيلة محصورة بنمطها التقليديّ المُعتاد، بل أظهرت الأم بصورة الإنسانة القويّة المؤثّرة. وتجسّد ذلك في الكثير من أدوارها كـ"الفصول الأربعة" و"ليسَ سراباً".

هذه الأعمال محفورة في ذاكرتنا رُغم الموت الذي غيّب الفنانة الكبيرة منذ سنوات. إذ ملامِحها اللطيفة باقية وصَوتها القوي الحنون ثابت، وهو باقٍ إلى الأبد كتجسيد لأمهاتنا، وللسوريات جميعهن.

أهمّ أعمال نبيلة النابلسي

تنوعت مسيرة الفنانة الرّاحلة نبيلة النابلسي بالعديدِ من الأعمال، وبرزت في أنماط تمثيلية مختلفة. ففي المسرح، كان أبرز ما قدمته: "لحظة من فضلك"، "مطلوب مسؤول"، "الناس اللي تحت"، "شباب آخر زمن" و"خيوط العنكبوت".

في السينما التي أبرزت موهبتها وكانت نقطة تحول بارزة في حياتها، قدمت إضافة إلى الأعمال المذكورة في هذا المقال: "العار"، "وجه آخر للحب"، "نساء للشتاء"، "باسمة بين الدموع"، "شباب في محنة"، "بنات الحب"، "دمعي ودموعي وابتسامتي"، "ناجي العلي"، "أمونة تسكن وحدها"، و"غوار جيمس بوند".

أمّا في الدراما فقد كان للراحلة نبيلة النابلسي فيض من الأعمال ولا يسعنا ذكرها جميعاً، لكننا سنقدم لكم بعضها تقديراً واحتراماً لها.

قدمت نبيلة النابلسي تقريباً جميع ألوان الدراما من مسلسلات البيئة الشامية. مثل "حمام القيشاني"، و"ليالي الصالحية". إضافةً إلى الأعمال الدرامية المختلفة، مثل: "كهف المغاريب"، "الفراري"، "الأرجوحة"، "أحلام لا تموت"، "الحلم البرتقالي"، "اليتيم"، "بيت العيلة"، "قلوب في الميزان" و"أحقاد خفية". وبكل تأكيد دورها الذي لا يُنسى في مسلسل "الفصول الأربعة"، كما عملت الفنانة نبيلة النابلسي في العديد من الأعمال الإذاعية.

رحيل نبيلة النابلسي

رحلت الفنانة نبيلة النابلسي بتاريخ التاسع والعشرين من شهر يونيو عام 2010، عن عمر ناهز 62 عاماً بعد معاناة من المرض.³ واعتبر رحيلها خسارة كبيرة للعالم العربي والفن السوري، وما زالت أعمالها تُعرَض حتى الآن على الشاشات.

نبيلة النابلسي الراحلة باقية أبداً بجمالها وملامحها الدافئة القريبة من قلوبنا، وموهبتها التي واكبت نضوج التجربة الدّرامية السورية، ووصَلت معها إلى قمّة العطاء دراميّاً وإنسانيّاً.

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] Daily Syria

[2] Marefa

[3] Mada Post

نبيلة النابلسي- امرأة من التاريخ قراءة المزيد »

Mayada Bseliss

ميادة بسيليس- امراة من التاريخ

Mayada Bseliss

ميادة بسيليس- امراة من التاريخ

على مرّ التاريخ كان للمرأة مثل ميادة بسيليس مساهمات عظيمة في مختلف المجالات سواء كانت علميّة أو عمليّة أو فنيّة. وضعت بها لمساتها وجعلت التاريخ يتغنّى بذكرها، والأجيال تتناقل إرثها جيلاً تلوَ الآخر. 

وكما قالت الكاتبة السورية غادة السمان: "الفن وحدَه يُنقلنا من الجنون".¹
من عذوبة صوتِها وُلد الجمال ومن نقاء روحها وُلد الحبّ، جعل اللّه لها صوتاً عذباً وأداءً باهراً. لم تكن ابنة القدود الحلبية الملتزمة ولا ابنة سوق "الفيديو كليب" السريع، قدمت فنّاً مميّزاً حاضراً بقوّة. فمن منا لم تطرب مسامعه أغنية "كذبك حلو". والتي كانت في يوم من الأيام اختباراً صوتياً لكثيرين ممن أرادوا التعبير عن نقاء واتزان أصواتهم. فأن تغني "كذبك حلو" بطريقة جيدة هذا يعني أنّ صوتك جيد. 

من هي ميادة بسيليس؟ 

وُلدت الفنانة السورية ميادة بسيليس عام 1967 في مدينة حلب بسوريا. تلقّت علومها الابتدائية والمتوسّطة والثانوية فيها واحترفت الغناء منذ صغرها من خلال الترانيم والتراتيل الكنسية. ميادة بسيليس ابنة لعائلة مُحافِظة، فكانت بداياتها في مجال الغناء والموسيقى تقتصر على التراتيل والترانيم الدينية. ولم تكن انطلاقتها الفعليّة حتّى تزوّجت بالموسيقار سمير كويفاتي.²

بداية ميادة بسيليس الفنيّة 

بدأت مسيرتها الفنيّة في حوالي التاسعة من عمرها، وسرعان ما تدرّجت على سلّم الغناءِ العربيّ حتّى أصبحت من أهم وأشهر الأصوات العربية إلى أن وافتها المنية.

شكّلت مع زوجِها الموسيقار سمير كويفاتي ثنائيّاً فنيّاً راقياً لحوالي أربعينَ عاماً متتاليًاً، لطالما نظرَ له الجمهور العربي بأعينٍ لامعةٍ وقلوبٍ ممتنّة لتلك الأصالة والصدق والثبات في تقديم الفن الراقي. أصدرت ميادة بسيليس خلال هذه الأعوام العديد من الألبومات الغنائية وشاركت بالعديد من الحفلات والمهرجانات المحليّة والدوليّة والأغاني الخاصّة والشارات الدرامية التلفزيونية الشهيرة.³

المسيرة الحياتيّة والفنيّة الحافلة لميادة بسيليس

صُدر للفنانة ميادة بسيليس 14 ألبوم منذ عام 1986. فكانت البداية مع ألبوم "يا قاتلي بالهجر" وهي أغنية من الفلكلور السوري القديم. وتعتبر أغنيتها "كذبك حلو" التي حازت على الجائزة الذهبيّة كأفضل أغنية عربية عام 1999 بمثابة جواز سفرها نحو عالم الشهرة. وفي عام 2010 صُدر لها ألبوم بعنوان "إلى أمّي وأرضي" وهو عملٌ تأخر موعد صدوره كثيراً، لكنه جاء بالمستوى الذي أمله واعتاده الجمهور من ميّادة. كما قامت ميّادة أيضاً خلال مسيرتها الفنية بغناء العديد من الشارات لمسلسلات كبيرة مثل: "إخوة التراب" و"أيام الغضب". 

أيضاً أحيت الكثير من الحفلات في مختلف المحافل، من أبرزها: 

  • حفل في مجمع "قصر الفنون الجميلة" في سان فرانسيسكو، الولايات المتحدة. 
  • بالإضافة إلى حفلتيها في دار الأوبرا في مدريد وفي دار الأوبرا المصرية عام 1998.³

أهم إنجازاتها الفنية

  • في منتصف السبعينات كانت أوّل مشاركة فنية عامّة لميادة بسيليس من خلال أحد برامج الهُواة في إذاعة حلب، إذ حصلت على المرتبة الأولى. لتُشارِك بعدها وتحديداً في عام 1978 بأوبريت ملكة القطن والشمس الذي نالت من خلاله كأس أجمل صوت في مهرجان الطلائع. إضافةً لمهرجان بغداد للناشئين الذي حازت من خلاله على جائزتين؛ الأولى هي جائزة أفضل صوت والثانية جائزة أفضل أداء.³
  • في عام 1982 شاركت في أوبريت عروس القلعة. كما أحيَت العديد من الأغاني والأناشيد القديمة من خلال إعادة توزيعها من قِبَل الموسيقار سمير كويفاتي وأدائها من جديد. مثل "سُليمى" و"يا زائري في الضُحى" وغيرها الكثير.³
  • عام 1986 صدر أوّل ألبوم خاص لها بعنوان "يا قاتلي بالهجر"، وكان أيضاً بالتعاون مع السيّد سمير كويفاتي. والذي لحَّنَ ووزّع بعضاً من الأشعار والقصائد العربية القديمة من خلال هذا الألبوم.³
  • في عام 1995 شاركت ميادة بسيليس في مهرجان الأغنية السورية الثاني وحفل افتتاح الفضائية السورية. وبعد ذلك بفترة قصيرة أطلقت ألبوم "حنين". والذي ضمّ 10 أغاني من بينها أغنية للفنان حسام تحسين بيك وهي "نتالي"، إلى جانب كل من أغنية "كذبك حلو" و"يا طيوب" و"فقدت السحر" و"حنَينة" وغيرها الكثير. كان لهذا الألبوم انتشاراً واسعاً على المستوى المحلّي والدولي.³
  • في عام 1998 شاركت بالليلة السورية في دار الأوبرا المصرية. كما قدَّمت عدّة حفلات في قصر الفنون الجميلة في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية. بالإضافة إلى حفلتين في مدينة مدريد في إسبانيا.³
  • وفي عام 1999 استلمَت ميادة بسيليس جائزة أفضل أغنية عربيّة لهذا العام عن أغنية "كذبك حلو" المطروحة سابقاً.³
  • وأصدرت فيما بعد ألبوم "يا غالي" الذي ضمّ 9 أغانٍ. أشهرها "هوى تاني" التي حازت على الجائزة الذهبية كأفضل أغنية مصوَّرة -أفضل كليب أغنية- ضمن الجوائز الصادرة من مهرجان البحرين عام 2001. وحازت أيضاً هذه الأغنية على جائزة الأورنينا الذهبية كأفضل أغنية وأفضل لحن.³
  • في عام 2002 أصدرت ألبومًا خاصاً يضمّ 9 أغانٍ وطنية عامةً وأغانٍ تخصّ القضية الفلسطينية خاصةً وكان بعنوان "أجراس بيت لحم". من أغانيه "صمتاً صمتاً" و"القدس" و"باقيين" و"يا جبل ما يهزّك" و"زفّة الشهيد" وغيرها، كما شاركت بمهرجان المحبة.³
  • في عام 2016 أصدرت آخر ألبوماتها الموسيقية بعنوان "إنت بقلبي" وضمّ 10 أغاني. منها "الشهيد"، و"حلب"، و"ما بخاف"، و"وسختوا الصابون"، و"يضلّوا" وغيرها.³
  • وفي نوفمبر عام 2020 أصدرت أغنية منفصلة (أو "سينغل") تحت عنوان "دخلك لا تشرح". وهي من كلمات الشاعر السوري سمير طحّان وألحان وتوزيع سمير كويفاتي.³
  • إلى جانب الإصدارات الخاصّة والحفلات والمهرجانات المحليّة والدولية، فلطالما اعتُبرت ميادة بسيليس من أهم وأشهر مؤديّي الشارات الدرامية عند غالبية الجمهور السوري.³

وفاة الفنانة ميادة بسيليس

مع منتصف ليل يوم الأربعاء، وفي الساعات الأولى من صباح يوم الخميس الواقع في 18 مارس 2021، تُوفيَت السيّدة ميادة بسيليس. وذلك بعد صراعٍ مريرٍ مع مرض السرطان الذي كان قد كُشف عنه حديثاً للعلن. ليشكِّل غيابها فاجعة كبيرة في الوسط الفنّي منذ اللّحظات الأولى. عبّر غالبية نجوم سوريا والعديد من جماهير السيّدة ميادة عن حزنهم بكلماتٍ مؤثّرة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي.³

من افتتن بعذوبة الصوت وجماله لن ينساه، ستبقى الأغاني الجميلة حاضرةً يتغنّى بها النّاس، فموت الفنانة ميادة بسيليس "كذبة بس مو حلوة".
والسؤال هنا للناس، هل يستطيع أياً كان أن يملأ فراغ ميادة بسيليس؟ 

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] Hekam

[2] Marefa

[3] Arageek

ميادة بسيليس- امراة من التاريخ قراءة المزيد »

Antoinette Najib

Antoinette Najib: A Woman of History

Woman of History: Antoinette Najib

Antoinette Najib: A Woman of History

ارتبطت مسيرة الفنانة الراحلة أنطوانيت نجيب بالعديد من السمات المميزة، فإن أردنا وصفها لباغتتنا كلماتنا دوماً. قدمت الفنانة الراحلة مشواراً حافلاً بالأعمال الفنية، خلفَ أكثر من 150 عملاً متنوعاً، ما بين المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما.

قال المخرج السوري محمد زهير رجب في رثائها: «حبيبة الكل وصاحبة القلب الطيب». وذلك بعد أن أُعلن عن وفاتها في دمشق بتاريخ 17 أغسطس 2022، بعد مسيرةٍ فنيةٍ طويلة شاركت فيها بالعديد من المسلسلات والمسرحيات والأفلام. [2]

من هي أنطوانيت نجيب؟

الفنانة الراحلة أنطوانيت نجيب البالوع، ممثلة سورية من مواليد مدينة درعا وزوجة الفنان الراحل يوسف شويري. بدأت حياتها الفنية بعد أن انضمت لنقابة الفنانين السوريين عام 1968. شاركت في العديد من الأعمال خلال مسيرتها الفنية الطويلة، إذ برعت في أداء أدوار الأم الطيبة التي تسهر على راحة أولادها، كما قدمت عدة أعمال فنية على المسرح وفي الإذاعة السورية. [1]

أنطوانيت نجيب وبدايتها السينمائية

إن الفيلم الأول الذي دخلت به الراحلة عالم الفن هو عاريات بلا خطايا. أُنتج عام 1967 في سوريا، وتدور أحداثه هناك وتتمحور قصته حول ثلاث فتيات شقيقات تقسو عليهن الحياة بعد وفاة والدهن فيأخذوا مسارات وقرارات خاطئة تقودهن للعمل في الدعارة.

كان للراحلة مشاركات سينمائية خلال مسيرتها: منها فيلم الرابعة بتوقيت الفردوس، وفيلم Fake أب؛ الذي لم يُعرض بعد وهو من بطولة الفنان أيمن زيدان إلى جانب نخبة من الممثلين السوريين.

ماما نعيمة

لقد كان لدور الأم في مسلسلاتها بصمة خاصة تميزت به الراحلة أنطوانيت نجيب. فمن منا لا يستطيع تذكر اسم الراحلة إلا ويستحضر شخصية ''نعيمة'' في مسلسل الفصول الأربعة بجزأيه؟. نعيمة التي لم تكن أماً في الحقيقة ولم تستطع تكوين عائلة، لكنها كانت حاضرة في حياة كل بيت من بيوت شخصيات الفصول الأربعة. تفرح لفرحهم، وتحزن لحزنهم، وتحاول حل المشاكل وإبداء رأيها بما تراه مناسباً بصفتها أم وإنسانة ذات خبرة واسعة في الحياة. ولو أنها كانت تعيشها بين جدران مطبخ مالك بيك الجوربار.

لقد كانت أماً مُخلصة لعائلتها ولمشروعها الفني ولكل من عرفها في الوسط الفني وفي حياتها الخاصة. وكما نعاها نقيب الفنانين السوريين محسن غازي حينما قال: «إن رحيل الأم الكبيرة بقلبها وحنانها -أنطوانيت نجيب- ترك حزنًا كبيرًا في الوسط الفني على كافة الأصعدة، فهي سيدة الإبداع والأم الوفية المُخلصة لمشروعها الفني». [4]

أثر وإرث أنطوانيت نجيب يعيشان للأبد

تدهورت صحة الفنانة الراحلة أنطوانيت نجيب قبل وفاتها، فخضعت لجلسات غسيل كلى، ودخلت المشفى بحالة حرجة قبل وفاتها لإصابتها بانصباب الرئة.

رحلت تاركةً وراءها إرثاً فنياً كبيراً وأثراً إنسانياً لامس كل من كان معها أو قريباً منها. وبروحها الحاضرة رغم الغياب والمكانة العالية والبصمة المتميزة في مجال الفن، سيبقى اسم أنطوانيت نجيب مُخلداً في ذاكرة السوريين وتاريخ الفن السوري.

The Most Prominent Works

بين بداية تلفزيونية قوية وراسخة في مسلسل صح النوم من بطولة الفنان دريد لحام، ومسلسل الفصول الأربعة. وخلال أكثر من ربع قرن، قدمت الفنانة الراحلة عروضاً فنيةً مليئةً بالشغف ومتخمةً بالإحساس الصادق، والذي لا يستطيع أي فنان أو ممثل نقله للمشاهد ما لم يكن متمكناً من أداء دوره. سواءً أكانت أدواراً بطولية أو ثانوية أو حتى بصفة ضيف شرف.

لتعود الفنانة الراحلة أنطوانيت نجيب وتكمل مسيرتها الفنية -والتي استمرت قرابة نصف القرن وأكثر- وتقدم فيها سلسلة مثيرة من الأعمال الفنية المتنوعة. من أهم أعمالها في المسرح: مسرحية حط بالخرج، ومسرحية شغلة فاينة، ومسرحية الأشجار تموت واقفة، ومسرحية سراديب الصنايعية، ومسرحية سهرة مع أبو خليل القباني. [3]

بينما كانت أبرز أعمالها التلفزيونية: الدبور، وأحلام لا تموت، والجوارح، وأخوة التراب، وأيام الغضب، وبيت جدي، وحمام القيشاني، والخوالي، ورياح الخماسين، ودنيا، وروزانا، والفصول الأربعة وغيرها الكثير. [3]

إن أرث الفنانة أنطوانيت نجيب سيبقى حاضراً وتخلده الذاكرة في جميع الأعمال الفنية القادمة. هذا ما تعودناه من الفن السوري الأصيل على مر العصور. مروراً بأول الأعمال المسرحية وحتى الأعمال التلفزيونية الحالية. على أمل أن يبقى التلفزيون السوري في المقدمة.

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] Elcinema

[2] Sky News

[3] Marefa

[4] Sana

Antoinette Najib: A Woman of History قراءة المزيد »

Wahida Al-Azma

امرأة من التارخ: وحيدة العظمة

Wahida Al-Azma

امرأة من التارخ: وحيدة العظمة

كما الكثير من النساء السوريات المؤثرات، كانت وحيدة العظمة جزءاً من تاريخنا السوري. حيث نقل لنا التاريخ أخباراً عدّة عن شخصيات أثرت بشكلٍ قويّ على حياة البشر في العالم. لا يزال الناس ينتفعون من اختراعات هؤلاء الشخصيات وأعمالهم ومبادئهم حتى يومنا هذا. عانت هذه الشخصيات الكثير من الفشل والإحباط. لكنّ ذلك لم يثبط عزيمتهم وإصرارهم على المواصلة لتحقيق أسمى الأهداف.

حيث كان هدفها النجاح بقوة وترك بصمةٍ في حياة العديد وذكرٍ يخلّده التاريخ. كانت وحيدة العظمة من هذه الشخصيات. امرأة سورية عملت جاهدة على إيصال العلم إلى أعلى مراتبه. سنتحدث في هذا المقال عن هذه الشخصية الخالدة التي تركت بصمة إصرار ونجاح لتكون ممن يذكرهم التاريخ ليومنا هذا.

"قليل من العلم مع العمل به، أنفع من كثير من العلم مع قلة العمل به." 
- أفلاطون. [1]

من هي وحيدة العظمة؟ 

هي امرأة سورية من مواليد مدينة دمشق تنتمي لأسرة دمشقيّة عريقة. ساعدها فكر والدها على تجاوز الكثير من العقبات إذ اختار لأبنائه وبناته مدرسة مختلطة. أتمّت وحيدة العظمة دراستها على مقاعدها في كافّة المراحل التعليمية، وتخرّجت منها حاملةً للشهادة الثانوية السورية والفرنسية. [2]

الدراسة الجامعية والمسيرة العلمية الحافلة لوحيدة العظمة

كانت تطمح "وحيدة العظمة" لأن تكون كاتبة أو عالمة نظراً لحبها للأدب وتفوقها في مجال العلوم. لكن طموحاتها لم يكن مقدراً لها أن تتحقق. فالجامعة اقتصرت على فرعيّ الطب والحقوق في ذلك الوقت. إضافةً إلى خيار الالتحاق بمدرسة المعلمات والعمل في مجال التربية والتعليم.

لكن وحيدة اختارت دخول مدرسة الطب، إذ سبقتها إليها العديد من بنات جيلها. كان من المُعتَقَد بأنّها كانت الأولى في ممارسة مهنة الطب ميدانياً. كما أنّ عدد الطلاب في الجامعة كان محدوداً لا يتجاوز السبعين طالباً، وكانت هي الطالبة السورية الوحيدة.

استغرقت دراسة وحيدة العظمة للطب سبع سنوات في مرحلتيه الأولى النظرية، والثانية السريرية. كانت قاعات التدريس موجودة في التكية السليمانية، بالقرب من بناء تمّ تخصيص بعض أقسامه لاستضافة الجثث الضرورية لدراسة علم التشريح. كانت وحيدة العظمة تمقت منظر الهياكل العظمية برائحة الفورمول المعروضة للبيع في ساحة المشرحة. إلا أن حصص الدروس السريرية كانت أكثر إثارة من النظرية بالنسبة لها، لما فيها من معرفة وخبرة.

تخرّجت وحيدة العظمة كطبيبة من كلية الطب في دمشق عام 1949. وقبل تخرجها بسنة كانت تعالج الجرحى في مستشفى المزّة العسكريّ خلال الحرب ضدّ العدو الإسرائيليّ عام 1948. [2]

وحيدة العظمة - حياة عملية مليئة بالإنجازات

عندما أعلنت قيادة الجيش عن مسابقة لقبول أطباء عسكريين، تقدمت العظمة للمسابقة. حيث تم تعيينها بوظيفة طبيبة برتبة ملازم أول في الجيش العربي السوري عام 1950. وأصبحت بذلك أول طبيبة برتبة ملازم أول في الجيش.

لاحقاً، تم إيفادها إلى فرنسا من قبل قيادة الجيش للتخصص في مجال طب الأطفال. حصلت على شهادة اختصاص في طب الأطفال من جامعة باريس. بعد ذلك، حصلت على شهادة اختصاص في طب الأطفال الاجتماعي من المركز الدولي للطفولة في باريس. بعد ذلك عادت لسوريا لتعمل في مستوصفات وزارة الدفاع كرئيسة أطباء وطبيبة أطفال.

أسهمت وحيدة العظمة في تأسيس جمعية أطباء الأطفال السورية. كما كانت عضوة في هيئة تحرير المجلة الطبية السورية الصادرة عن نقابة الأطباء السوريين لمدة ربع قرن. بالإضافة إلى ذلك شاركت في تحرير مجلة الطبيب الصادرة في باريس باللغة العربية لمدة خمس سنوات. كما أنها ساهمت بتأسيس جمعية تنظيم الأسرة عام 1974 وكانت عضو متطوع فيها لمدة 25 سنة. وتم انتخابها عضواً في اللجنة التنفيذية لإقليم العالم العربي في الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة. [3]

وحيدة العظمة واسعة الثقافة وكاتبة للعديد من المؤلفات

قامت العظمة بترجمة بعض الكتب التثقيفية من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية. كما قامت بنشر عدد كبير من الأبحاث حول موضوعات صحية تهم الأسرة. بالإضافة إلى ترجمة مواضيع ذات صلة غير مباشرة بتنظيم الأسرة، منها الانفجار السكاني في العالم، والتربية السكانية.

كما وألفت كتب عدّة حول الأمومة والطفولة وصحة الأسرة بتكليف من مديرية محو الأمية في وزارة الثقافة. استهدف المشروع شريحة اجتماعية تحتاج إلى التوعية حول هذه المواضيع بشكل ملحّ. إذ حاولت وحيدة العظمة من خلال هذه المؤلفات إعطاء المعلومة الطبية الصحيحة بأسلوب بسيط وشيّق. [2]

العائلة عند وحيدة العظمة 

هي ابنة لأسرة تتحدر من أسرتين تعتبران من أعرق الأسر الدمشقية. فوالدها ضابط من أسرة "العظمة" المحافظة التي تولى عدد كبير من أفرادها مناصب كبيرة في الدولة العثمانية. أمها تنحدر من أسرة "المهايني" الذين عرفوا بالميل إلى الانفتاح وحب الثقافة والعلم.

عاشت وحيدة العظمة حياة مليئة بالأحداث والقصص والإنجازات. ففي البداية لا بدّ من ذكر أنّ تباين العائلتين اللتين خرجت منهما الدكتورة "وحيدة" كان دافعاً قوياً وراء تميزها. إذ كانت عائلة "العظمة" معروفة بصرامتها ومحافظتها وميلها الشديد إلى التفوق والعلم. هذا ما أثّر على الطفلة "وحيدة" التي تمتعت منذ نعومة أظافرها بقوة الشخصية والتفوق، فكانت أول طبيبة تعمل في "الجيش العربي السوري".

وفاة والدة وحيدة العظمة وهي لا تزال يافعة رتّب عليها عبء العناية بأخواتها السبعة لكونها الابنة الأكبر سناً. كانت الهموم كثيرة والعبء ثقيل إلا أن ثقتها بنفسها وسعيها وراء هدفها أعطياها قوة للتغلب على المحن. تعايشت مع الحياة الرتيبة داخل المنزل واستطاعت التغلّب على كلّ السلبيات الموجودة.

تزوجت الطبيبة "وحيدة" في عام 1953 من أحد زملائها الأطباء. سافرت معه إلى المملكة العربية السعودية وبقيت هناك لمدة عام ونصف تعمل كطبيبة. رافقت زوجها لحين مرضه المفاجئ ووفاته عام 1956. ثم عادت إلى دمشق وهي تحمل في أحشائها طفل، وهو ابنها الوحيد والذي أصبح طبيباً أيضاً. توفيت وحيدة العظمة في مدينة دمشق عام 2020. [2]

من يراجع السيرة الطويلة للدكتورة وحيدة العظمة يعرف مدى إصرارها وتفانيها في عملها ووفائها لكل ما كانت تؤمن به حتى آخر لحظات حياتها. إن النجاح لا يتحقق بوجود الرغبة والطموح فقط بل يتطلب إرادة قوية وأفعال مؤثرة. فالعالم مليء بالعديد من الشخصيات المؤثرة التي تركت بصمات واضحة على صعيد المستويات كافة.

نحن في مبادرة Uplifting Syrian Women نسعى للتذكير بالشخصيات السورية المؤثرة من النساء ليكن قدوة لكل من تجرؤ على الحلم وتسوغ لها نفسها الإصرار على النجاح وتحقيق الهدف.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] Mawdoo3

[2] E Syria

[3] Alalam

امرأة من التارخ: وحيدة العظمة قراءة المزيد »

Najah Saati

امراة من التاريخ: نجاح الساعاتي

Najah Saati

امراة من التاريخ: نجاح الساعاتي

نجاح الساعاتي ككثيرٍ من النساء السوريات خلدت أثراً لا يُنتسى في تاريخ هذا البلد. حضاراتٌ عريقةٌ انطلقت وقامت وتهدمت؛ وولد عظماءٌ وماتوا وولد غيرهم وتم نسيان آخرين.

لكن أعرق الحضارات وأعظم العظماء كانوا هنا؛ في أرض الشام... أرضٌ ولّادةٌ لا تنجب سوى التميز وروّاد المراتب العليا وأوائل المنجزين والمفكرين شاغلي الصفوف الأمامية على مر الزمن. وليس بغريبٍٍ أن النساء السوريات على امتداد العصور برزوا وكانوا قدوةً لأقرانهم ومثالاً يحتذى به، كنجاح الساعاتي.

السيدة التي ناضلت واجتهدت حتى حققت أكبر الإنجازات وأهم الأحداث المفصلية في حياة المرأة العربية والسورية على وجه الخصوص.

من هي نجاح الساعاتي؟

هي امرأةٌ سوريةٌ من مواليد مدينة حمص عام 1925 لأسرةٍ ميسورة الحال. عاشت فيها متممةً مرحلة التعليم الابتدائي في مدرسة الروم الأرثوذكسية. نالت الشهادة الإعدادية السورية والفرنسية برتبة جيد. بعدها انتقلت إلى العاصمة دمشق وحصلت على أول شهادةٍ ثانويةٍ لها بتقدير جيد. ونالت الشهادة الثانوية الثانية في الفلسفة وحدها وهي خارج المدرسة. [1]

 دراستها الجامعية ومسيرتها العلمية الحافلة

 درست نجاح الصيدلة في الجامعة السورية وهي أول جامعةٍ حكوميةٍ في الوطن العربي (جامعة دمشق حالياً). ترأس الجامعة حينها الدكتور منيف العائدي أكبر داعمي الدكتورة نجاح. تخرجت منها عام 1949 متزينةً بوسام الصيدلانية الأولى في سوريا والوطن العربي. الحدث الذي شغل أقلام الصحفيين والعناوين العريضة في صفحات الجرائد فرحاً وفخراً.[1]

شوقها وشغفها للعلم جعل لطموحها حدوداً أبعد من السماء. إذ حصلت على درجة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي من جامعة موسكو. مناقشةً رسالةً بعنوان (خصائص تطور رأس المال في سوريا) ونالت لاحقاً شهادة الدكتوراه في الفلسفة.

حياة نجاح الساعاتي العملية

دخلت نجاح الحياة المهنية من أوسع أبوابها بعملها سنةً كاملةً لدى أكبر صيدليةٍ في حمص. ما لبثت بعدها أن صنعت لنفسها عملها الخاص مفتتحةً صيدلية النجاح عام 1950 في شارع الحميدية ضمن مدينة حمص القديمة.

 تم انتخابها كأول عضوةٍ سيدةٍ في نقابة صيادلة حمص وأول أمينة سر للنقابة. إلى جانب ممارسة مهنتها عملت كمدرّسةٍ في مدرسة تجهيز البنات في حمص.

إتقانها اللغة الفرنسية وممارستها لها واطّلاعها الواسع على الثقافة الفرنسية ساعدها على ترجمة الكتب الفرنسية القيمة. الأدبية منها والعلمية. أغنت الدكتورة نجاح المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات والترجمات المهمة. تجاوز عددها الخمسة عشر كتاباً في مواضيعَ مختلفةٍ ومميزةٍ إنسانيةٍ واجتماعية.

وكان لقلمها وقعه المميز في العديد من المجلات مثل مجلة الينبوع ومجلة المرأة وجريدة النور. [2]

نجاح الساعاتي ناشطةٌ اجتماعيةٌ وسياسيةٌ على مستوىً رفيع

شخصيّةٌ كنجاح ليس غريباً عنها أن تمقت الاحتلال وترفضه مترأسةً أول مظاهرةٍ نسائية عام 1943 ضد الانتداب الفرنسي آنذاك. وكانت أول من رفعت الحجاب في حمص. كما كانت سكرتيرةً لجمعية إعانة الطالبات الفقيرات في مدرسة التجهيز.

 تم انتخابها في لجنة الأمهات العالميات الدائمة وساهمت في تشكيل رابطة النساء السوريات. انتسبت إلى جمعية الهلال الأحمر في حمص وتم انتخابها عام 1951 عضواً إدارياً فيها.

شاركت في مؤتمر الأمهات العالمي الذي نظمه حينها الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في سويسرا عام 1955. وأصبحت عضواً في مجلسه. افتتحت مع زوجها دار (ابن الوليد) للنشر في حمص. أسست دار (الجماهير الشعبية) للنشر في دمشق مهتمةً بالكتب ذات الطابع الوطني والاجتماعي. أغلقت دار النشر هذه لاحقاً وأهدت كل ما فيها للحزب الشيوعي السوري الموحد.

تم اختيار نجاح الساعاتي عضواً في (المجلس الوطني لقياد الثورة) الذي تأساس بين عامي (1965- 1966) برئاسة منصور الأطرش. شغلت دوراً أساسياً على صعيد المداولات وكانت عضواً في لجنة الشؤون العربية والخارجية في المجلس. وكان لها اسمها في أهم اللجان البرلمانية. [2]

حياة الساعاتي العائلية وإرث عريق من المقاومة والتصدي

 نجاح الساعاتي ابنة الصحفي المخضرم أديب الساعاتي المناضل ضد الانتداب الفرنسي. واحدٌ من الثوار الذين انتفضوا ضد فرنسا والتحق بصفوفهم من عام (1924-1928).

أصدر أديب الساعاتي صحيفة (الشرق) في حمص التي كانت من أهم الصحف المعارضة للمحتل الفرنسي. عمل الاحتلال الفرنسي بدوره على تعطيلها وسحب ترخيصها. اضطر الساعاتي إلى إصدار صحيفةٍ أخرى باسم (فتى العرب). والتي عانت من السلطات الفرنسية كسابقتها مما دفعه لمغادرة حمص والعمل في الصحيفة الدمشقية.

 عمّها سليمان الساعاتي الذي تم اغتياله على يد الاحتلال الفرنسي وتم دفنه في حلب. لها شقيقان هما صلاح وزياد وشقيقةٌ واحدة.

تزوجت من بدر الدين السباعي. لم تنجب أولاداً نتيجة حادثٍ تعرضت له عام 1956.كان هذا الحادث أثناء العدوان الثلاثي على مصر إثر اشتراكها في المقاومة الشعبية وحقل التدريب. مما أدى إلى إجهاض جنينها وحرمانها القدرة على الإنجاب بعده.

وافتها المنية بسلامٍ يوم الثلاثاء 14 شباط سنة 2017 عن عمرٍ ناهز الاثنين وتسعين عاماً. تم دفنها بمقبرة (تل النصر) في حمص سوريا. [3]

مبادرة Uplifting Syrian women تفتخر دوماً بالمرأة السورية العظيمة. تلك الحديدية الناجحة والمقاومة شاغلة المراتب الأولى في كل المجالات. وخير مثالٍ نجاح الساعاتي التي كانت ومازالت مضرب مثلٍ وقدوةً لكل فتاةٍ طموحةٍ وسيدةٍ ناجحة.

اقرأ أيضاً: جيهان الموصلي.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] Syrian Modern History

[2] Syrian Women For Democracy

[3] Alwatan

امراة من التاريخ: نجاح الساعاتي قراءة المزيد »

Jihan al-Mosli

امرأة من التاريخ: جيهان الموصلي

A Woman of History: Jihan al-Mosli

امرأة من التاريخ: جيهان الموصلي

جيهان الموصلي أو كما ذكرتها الصحفية ابتسام بوسعد بالبرلمانية المتمردة [1]، التي تحدّت العادات والتقاليد كامرأةٍ سورية، فمارست العمل التربوي والسياسي، والاجتماعي وامتهنت المحاماة بدرجةٍ عاليةٍ من الكفاءة والإحساس بالمسؤولية. تعتبر جيهان الموصلي إحدى أوائل السيدات اللواتي دخلنّ البرلمان السوري من أجل تعديل قوانين الأحوال الشخصية والمطالبة بحقوق المرأة. كانت سيرة حياة جيهان مليئة بالنضال والكفاح بهدف تحسين واقع التعليم وحقوق المرأة والطفل وخصوصاً حقوق المرأة العاملة.

إن وجود جيهان في تاريخ سوريا هو ما يدفعنا نحو الأمل لتحقيق وصولٍ جذريٍّ للمرأة إلى العالم السياسي، وهو ما يجعلنا مؤمنين أن دور المرأة يبقى فعالاً مهما كانت مشاركتها بسيطة.

السيرة الذاتية لجيهان الموصلي

ولدت جيهان الموصلي عام 1908 في بيتٍ دمشقيٍّ في حي الميدان. كانت جيهان المولودة السادسة في البيت بعد أختٍ كبرى وأربعة من الذكور. توفيت والدتها بعد ثلاث سنوات من ولادة جيهان.تلقت رعايةً واهتماماً كبيرين لقدرتها العالية على حفظ القرآن بالرغم من صغر سنها.

فيما بعد تم إرسالها إلى مدرسةٍ ابتدائيةٍ محليةٍ للبنات. نالت جيهان شهادة البكالوريا في كلية تدريب المعلمين، ثم انتقلت في دراستها إلى كلية المعلمين العليا ونالت شهادة دار المعلمات العالي. أصبحت فيما بعد مدرّسة، ثم مديرةً في المرحلة الإعدادية والثانوية لمدرسة البنات. [2]

إنجازات جيهان الموصلي

من الواضح أن عملها كمديرةٍ لمدرسة هو ما جعلها تنتهز فرصة لتحقيق رسالتها التربوية والوطنية، ولتثبيت أفكار تحرر المرأة بلغةِِ ترسخ في أذهان طالباتها.

شاركت جيهان موصلي في مظاهرةً نسائية عام 1928 لدعم الكتلة الوطنية المطالبة بحقوق المرأة في الترشح للانتخابات. ترأست جمعية الندوة الثقافية عام 1941. [3]

في عام 1944 أصبحت سكرتيرةً لرابطة الجمعيات النسائية. بعد ثلاث سنوات حصلت على إجازة في القانون.

وفي عام 1960 تم تعيين جيهان بجانب وداد هارون في الجمعية الوطنية للجمهورية العربية المتحدة.

إلا أن أول وصول للمرأة لأحد البرلمانات في سورية كان في حقبة الوحدة السورية المصرية (1958 إلى 1961 ) حيث ضم برلمان الوحدة المعروف باسم ( مجلس الأمة ) والمكون بمجموعه من 600 عضواً، 200 منهم من الإقليم الشمالي (سورية) و 400 عضواً من الإقليم الجنوبي (مصر). ولأول مرة في تاريخ سورية تدخل المرأة في عضوية المجالس التشريعية، إذ كان في عداد ممثلي القطر السوري سيدتان هما جيهان الموصلي ووداد هارون. [4]

كتبت جيهان العديد من الكتب في المحاماة والقانون من أهمها: (الإفلاس في القانون)، (الحقوق الدولية العامة)، (الصلح الواقي من الإفلاس). [5]

أهم مدخلات جيهان الموصلي في الدستور

يتوضح مشاركة جهان موصلي في العديد من القضايا، أبرزها عضويتها في اللجنة التحضيرية لوضع الدستور، حيث نجد أنه في الجلسة الثانية عشرة يوم الثلاثاء في 7 شباط 1961 تم انتخاب اللجنة التحضيرية لوضع مشروع الدستور من 90 عضو، وجاء اسم جهان موصلي في لائحة المرشحين لعضوية اللجنة التحضيرية لوضع مشروع الدستور (53 عضو من سورية). بالاطلاع على مدخلاتها يبدو جلياً متابعتها لقضايا الأسرة والطفل، ومطالبتها بحقوق المرأة العاملة في الإقليم الشمالي. [6]

في الجلسة الثالثة عشرة في 8 شباط 1961، حيث كان مجلس الأمة اجتمع برئاسة أنور السادات، وقد تولى أمانة السر محمد حامد محمود ومحمد طه حداد، تقدمت جهان الموصلي بسؤال موجه الى السيد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل المركزي حسين محمود الشافعي، وهذا نصه: "ماهي المراحل التي قطعتها الوزارة للعمل على تنفيذ الفقرة (أ) من المادة السادسة من قرارات المؤتمر العام للاتحاد القومي للجمهورية (باب النشاط النسائي) والمتعلقة بالتوسع في إنشاء دور الحضانة في الأحياء التي تكثر فيها الأمهات العاملات بالنسبة للجمعيات النسائية وبالنسبة للمصانع؟". [6]

وكذلك كانت مداخلات جهان موصلي تصب في مجال التربية، فقد تقدمت في الجلسة السابعة في 26 نيسان 1961 باقتراح "برغبة باتخاذ التدابير اللازمة لعدم تأخير طبع الكتب الدراسية ومراعاة عدم تعديلها قبل مضي ثلاث سنوات"، وأُحيلت الى لجنة شؤون التربية والتعليم. [6]

بالإضافة إلى ذلك كانت قضايا حقوق المعلمات أيضاً في صميم مداخلات جهان موصلي، فقد تقدمت في الجلسة الرابعة عشرة 15/5/1961 بسؤالٍ إلى وزير التربية والتعليم المركزي عن إتاحة الفرصة للمعلمات وموظفات المدارس للعمل نصف الوقت بنصف الراتب، بحضور نائب وزير التربية والتعليم المركزي محمد علي حافظ. [6]

من خلال استعراض وتوثيق مداخلات جهان موصلي يمكننا أن نستخلص بأنها كانت تتقدم بطروحاتٍ تطالب بتوحيد القوانين بين الإقليمين. بالإضافة إلى أسئلةٍ تدور محاورها حول شؤون التربية وحقوق المرأة والطفل، وحقوق المعلمين والمعلمات، لاسيما حقوق المرأة العاملة في الإقليم الشمالي.

لطالما امتلكت المرأة السورية القدرة على إحداث التغيير في العديد من المجالات، حتى في السياسة والدستور. حيث أن دور جيهان الموصلي كان له الأثر الكبير على التعليم والتربية والارتقاء بحقوق المرأة. نحن في USW نسعى دائماً للإضاءة على القدوة النسائية في التاريخ السوري، ودور المرأة في النهوض بالمجتمع.

اقرأ أيضاً: عادلة بيهم الجزائري.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] E Syria

[2] Wikipedia

[3] Aleppo Business Women

[4] Hewar

[5] Etmam Ala3lam

[6] Parliament

امرأة من التاريخ: جيهان الموصلي قراءة المزيد »