Uplifting Syrian Women

امرأة من التاريخ

Adila Bayhum Al-Jazairi

امرأة من التاريخ: عادلة بيهم الجزائري

Adila Bayhum Al-Jazairi

امرأة من التاريخ: عادلة بيهم الجزائري

من من نساء سورية الرائدات استحقت لقب "أميرة الرائدات العربيات في القرن العشرين"؟

عادلة بيهم الجزائري، رائدة الحركة النسائيّة في سوريا وحاملة لقب "أميرة الرائدات العربيات في القرن العشرين" [1]

 لا يمنح من قبل باحثين تاريخيين إلا إن كان لصاحبة هذا اللقب إنجازات عظيمة وحقيقية.
في زمن اعتادت النساء لأن تنظر فيه لحقّها في التعلّم، والعيش الكريم كإحسانٍ وليس حق، ظهرت امرأةٌ لم تكتف بأن تأخذ حقوقها بل حاربت لتعطي أكبر قدرٍ ممكن من النساء حقوقهنّ.

من هي عادلة بيهم الجزائري؟

ولدت عادلة بيهم الجزائري في بيروت عام 1900 في منزلٍ مثقّف ومتنوّر. [2]

ونالت قسطها من التفاعل المجتمعي في زمنٍ شهد الاحتلال العثماني في آخر أيّام عزّه والطغيان التركي في أشدّه.
خلال نشأتها ضمن أسرة مثقّفة تحترم الفكر تلّقت تعليمها في معهد "الدياكونيز" الألماني وكان أستاذها في اللغة العربيّة العلّامة الشيخ عبدالله البستاني. [2]

تزوّجت من الأمير عبد القادر الجزائري واتّخذت من دمشق مسكناً لها وعاشت فيها. [2]
أنجبت ولدين أمل وزين العابدين. [3]
ولكن ذلك لم يوقف عزم عادلة بيهم على المقاومة بل عززّه آملاً بأن تترك العالم أفضل لأبنائها.

لجأت إلى الصحافة والأدب لتحارب المحاولات الاستعمارية لطمس اللغة العربيّة ومحاولات التتريك والفرنسة فيما بعد، وكذلك لتقاوم كل أشكال الاضطهاد والعنف. كتبت سطوراً من النضال ضد الظلم وسلب الحقوق بشكل عام، وناشدت بحقوق المرأة بشكل خاص.

لم تكتف بالنضال على مستوى محليّ بل توسّعت أعمالها لتشمل العالم العربي والدوليّ، لتكون مقصد الكثير من المناضلين وروّاد التحرر بهدف التعاون لتحقيق الهدف الموحّد.

أهم محطات حياة عادلة بيهم الجزائري

شاركت منذ عمرٍ صغير في المسير نحو الهدف الأسمى. اندفعت وهي ابنة الستة عشر عاماً كمتطوعة لخدمة المنكوبين تقدم لهم الغذاء والدواء والكساء، وانخرطت في مجتمع أنهكه الانحطاط والاستبداد عبر الجمعيات السرية تنادي للعروبة. [3]

نالت عادلة العلم في مجتمع لمّا يؤمن بعد بأهميّة تعليم المرأة أو حتّى ضرورته، لذلك وفي عام 1915 أسست مع رفيقاتها المناضلات جمعيّة "يقظة الفتاة العربيّة". [2]

كان هدفهنَّ نشر الوعي القومي والعربي النسوي، والمطالبة بتعليم الفتيات اللواتي حالت الظروف بينهم وبين تعليمهنّ. كتبت عادلة بيهم الجزائري مقالاتها في جريدتي الفتى العربي والمفيد، ووقّعتها تحت اسم " الفتاة العربيّة".

أمّا في عام 1916 ترأسّت لجنة تشرف على دار الصناعة، شاركت في تقديم وجبات مجانية لحوالي 1800 عاملة يعملن في صناعات عدة كالنسيج والغزل والأشغال اليدوية. [3]
ثمّ في عام 1920، ومع احتدام الأوضاع من احتلال فرنسي لحرب ميسلون، ركّزت كامل جهودها في المطالبة بالاستقلال التام للبلاد العربيّة لذلك وقفت عادلة بيهم إلى جانب المقاومة بكل الوسائل المتاحة تلك التي استطاعت الإفصاح والكتابة عنها، وتلك اتخذت السريّة ستاراً لها. 

شاركت في الكثير من المظاهرات، وساهمت في تأمين الغذاء والكساء والعلاج للثوّار المناضلين. بالرغم من نيران الاحتلال والانتداب وعدم الاستقرار على جميع الجبهات، لم تغفل عادلة بيهم الجزائري عن حقّ المرأة -تلك الطرف المستضعف- وحاربت خلال النزاعات وخلال الانتصارات لتحصل المرأة على حقوقها.

خلال السنوات التالية أسست بمساعدة نظيراتها من المناضلات الكثير من الجمعيّات والمنظّمات، وافتتحت المدارس. ألقت الندوات وساهمت في حوارات مع مناضلين ورؤساء جمعيّات أخرى حول إفساح المجال للمرأة لتأخذ مكانتها المستحقّة من المجتمع بكامل الأعباء المترتّبة على ذلك، سواء أكانت الاقتصاديّة أم العسكريّة أم المجتمعيّة.

من أبرز أعمالها

وضعت نواة الاتحاد النسوي العربي وانتخبت رئيسة له، وذلك لإتقانها اللغتين الفرنسيّة والألمانية. طالبت عادلة بيهم الجزائري بحق المرأة في الانتخاب، والتصويت والترشيح.

رفعت مذكّرة للرئيس جمال عبد الناصر طالبت فيه بإعداد المرأة عسكريّاً. مثّلت سوريا في لجنة حقوق المرأة التابعة للأمم المتحدّة أكثر من مرّة. [1]

المناضلات اللّواتي ناصرن عادلة بيهم في قضيّتها

تلك الفترة الزمنيّة كانت مليئة بالنضال والاندفاع لنيل كامل الحقوق استعادة كامل الأراضي، وتحرير كل الموقوفين. لذلك اندفعت جميع المناضلات بحثاً عن وسيلة لتُسمع أصواتهن، وأكثر من ساند عادلة بيهم الجزائري في نضالها كانت ابنتها أمل الجزائري. وذلك لأنّها وقفت إلى جانب أمها وكانت رفيقة دربها بل وأكملت مسيرة النضال من بعدها. ثم كان هناك بالطبع نازك العابد، المناضلة العظيمة التي وقفت في وجه كلاً من الاحتلالين العثماني والفرنسيّ. وسيّدات المجتمع المثقّفات كالسيّدة “بديعة أورفلي” “جيهان الموصلي” “ريمة كرد علي العظمة” “سعاد حلبي” “ألفت إدلبي” وأخريات كثر من أديبات ومقاومات. [1]

الاعتراف بفضلها وجهودها

في عام 1975 نالت السيّدة عادلة بيهم الجزائري وسام الاستحقاق السوريّ من الدرجة الممتازة تقديراً لأعمالها ونضالها في مجال حقوق المرأة ونهضة المجتمع المحلّي. ترافق ذلك مع إقرار العام الدوليّ للمرأة، ولكن المنيّة قد وافتها قبل تسلّم الوسام فتسلمته نيابة عنها ابنتها وشريكتها في النضال الاجتماعي السيدة أمل الجزائري هواش خلال الحفل التأبيني الكبير.

ذلك الحفل الذي أقامه الاتحاد النسائي لها على مدرج جامعة دمشق بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاتها. [3]
وتخليداً لذكرى السيّدة عادلة بيهم الجزائري أمر الرئيس حافظ الأسد بإطلاق اسمها على ثانوية البنات الجديدة في حي المهاجرين بالقرب من مكان سكنها سابقاً. [2]

ونحن في مبادرة Uplifting Syrian Women ننظر لمسيرة عادلة بيهم الجزائري النضاليّة وننظر لواقع الحال في الوقت الحاضر نجد أنّ جهودها وجهود أمثالها التي بذلت في سبيل أن نصل إلى ما نحن عليه لا يجب أن تضيع مع الرياح. لذلك نسعى من خلال منصّتنا أن نساهم في دفع القافلة وتوجيه المسير نحو الأهداف التي رسمتها جهودهن.

اقرأ أيضًا: جوليا دومنا.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] SWD

[2] Marefa

[3] Wikipedia

امرأة من التاريخ: عادلة بيهم الجزائري قراءة المزيد »

Julia Domna

امرأة من التاريخ: جوليا دومنا

Julia Domna

امرأة من التاريخ: جوليا دومنا

هل يمكن لامرأةٍ سوريةٍ أن تحمل صفة امبراطورةً على روما؟
نعم، إنها جوليا دومنا.

لعلّك سمعت بهذا الاسم مصادفةً في مكانٍ ما، فهل تعرف من تكون؟ هي إحدى رموز المرأة في التاريخ السوري التي لا تقل أهميةً عن غيرها من الملكات كزنوبيا، وصورة مشرفة للمرأة السورية في كل العصور.
لطالما كانت المرأة السورية مبدعةً وملهمةً ومتقنةً لكل ما تقوم به، أماً كانت أو زوجة أو حتى قائدة، فكيف إذا قامت بكل هذه الأدوار امرأة واحدة.

فمن هي جوليا دومنا؟ ومتى ولدت؟ وأين؟ 

ولدت جوليا دومنا ضمن عائلة عريقةً ونبيلة من الأسياد في مدينة تتوارث كهنوت عبادة الإله إل اجبل (أيل الجبل). حيث كان والدها جوليوس باسيان، الكاهن الأعظم لهذه العبادة في حمص وفي الامبراطورية الرومانية. تاريخ ولادتها غير معروف على وجه التحديد. إلا انه من المرجح أن يكون بين عامي 166م أو 170م، في مدينة (إميسا) حمص في سوريا. [1]

ماذا عن الحياة الخاصة لجوليا دومنا؟

سمع سبتيموس سفروس -الذي كان قد تولى العديد من المناصب الرفيعة في الإمبراطورية الرومانية- عن امرأة من حمص تنبأوا لها بالزواج من ملك. كانت هذه المرأة جوليا دومنا، وهكذا تمت خطبتها لسبتيموس. بينما تقول بعض الروايات أنها كان في مهمة في منطقة سوريا الحالية، وهناك قابلها فأعجب بها ثم تزوجها. [2]

أنجبت منه ولدين هما كركلا (قرة الله) عام 188، وغيتا 189م. قد تنقلت الأسرة بين سوريا وليون وروما ثم كارنوتوم بين عامي 191-193م في النمسا شرق فيينا، حيث نادى به الجنود هناك ليصبح القيصر. وفي التاسع من حزيران ذلك العام دخل روما، ونالت جوليا دومنا لقب المعظمة. [1]

اقرأ أيضاً: امرأة من التاريخ: أسمهان.

جوليا كإمبراطورة والمناصب التي شغلتها

إلى جانب زوجها القوي أسست جوليا دومنا سلالة حاكمة داخل الإمبراطورية الرومانية حكمت طيلة 42 عاماً. كانت جوليا دومنا قد حازت ألقاباً كثيرة مثل "أمّ الوطن" و "أمّ الشيوخ" و"أمّ المعسكرات والجنود"، وغيرها الكثير من الألقاب. حتّى قيل إنها حصلت على ألقاب أكثر من أي إمبراطورةٍ أخرى في روما. وربما يعود هذا إلى أن زوجها لم يكن الوحيد من أقربائها المباشرين الذين يحكمون الإمبراطورية الرومانية. فقد كانت أختها "جوليا ميسا" جدّة لإمبراطورين من الحكام. [2]

شاركت جوليا دومنا عام 208 م زوجها في حربه ضد بريطانيا، حيث بقيت في الجبهة مدة ثلاث سنوات وحضرت توقيع اتفاقية السلام عام 211 م. [3]
يذكر أنها كانت ذات ثقافةٍ عاليةٍ واهتمام كبير بالأدب والفلسفة من خلال عقد حلقاتٍ للأدباء والفلاسفة في قصرها. من هؤلاء الكتّاب الكاتب فلافيوس فيلوستراتوس الذي ألف كتاباً -بناء على طلب جوليا دومنا- عن حياة الفيلسوف الفيثاغوري أبولونيوس. [1] 
في عام 204 عقدت في روما دورة الألعاب التي كانت تقع مرة واحدة فقط كل مئة وعشر سنوات برئاسة جوليا دومنا. [3]

رافقت جوليا دومنا زوجها في المعارك التي خاضها في الشرق ونالت لقب الشرف أم المعسكر (mater castrorum). على الرغم من وقوف القائد بلاوتيان في وجهها ومنعها من تحقيق النفوذ، إلا أنها على يد كركلا استطاعت أن تمارس دورها كحاكمةٍ إلى جانب زوجها. لكن في السنين اللاحقة زاد الخلاف بين ولديها كركلا وغيتا، بعد أن توجب أن يحكما معاً وفق إرادة والديهما. [1]

فكانت لكركلا الكلمة الفصل كونه الأكبر سناً. قام كركلا في الحادي عشر من كانون الثاني 211م بقتل أخيه غيتا الذي كان قد دعاه إلى لقاء مصالحة. قضى غيتا بين أحضان جوليا دومنا التي أصيبت فيما تحاول حمايته. وبالطبع تركت هذه الحادثة أثراً ليس بالقليل في نفس جوليا دومنا وفي علاقتها مع ولدها كركلا. إلا أن ذلك لم يغير من مكانتها في الإمبراطورية فظلت تعامَل بفائق الاحترام وكانت المسؤولة عن الشؤون الإدارية في الإمبراطورية. أما كركلا فركز جهوده على الناحية العسكرية والمعارك. [1]
وفي الثامن من نيسان عام 217 م قتل ابنها الثاني كركلا أثناء تواجده في الرها في شرق سوريا، إذ قتله أحد الحراس بتحريضٍ من القائد الروماني مكرينوس الذي أصبح قيصراً من بعده. [1]

كيف كانت نهاية هذه الملكة المميزة؟

ليس هناك تحليلٌ واحدٌ بخصوص نهاية جوليا دومنا، فالبعض يقول أنها أرادت الانتحار جوعاً. بينما هناك روايةٌ أخرى تقول إن الإمبراطور الجديد أبقى لها حاشيتها ووضعها المعنوي في الإمبراطورية، لكنها أرادت تدبير انقلاب عليه. وهنا عاقبها بالموت، ولكن غير معروفٍ بالضبط كيف ماتت. [2]

ولفت المؤرخ السوري الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر في المديرية العامة للآثار والمتاحف أنه اكتشف في سوريا العديد من القطع الأثرية التي تصور الملكة جوليا دومنا. منها قطعة نقدية مصنوعة من معدن الفضة تؤرخ بالفترة الواقعة ما بين القرن الثاني والثالث الميلادي. صوّر على وجه القطعة صورة نصفية للإمبراطورة جوليا دومنا بوضع جانبي. والنقد الأثري الفضي محفوظٌ حالياً في متحف دمشق الوطني. [3]

إن مبادرتنا تفخر بوجود نساءٍ رائداتٍ ويحتذى بهن في الماضي وفي الحاضر على حدٍّ سواء. ونأمل بأن تبقى صورة المرأة السورية مشرقةً وملهمة، ورمزاً لا يستهان به في القوة والعلم والثقافة.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] Marefa

[2] Arabic Post

[3] SANA

امرأة من التاريخ: جوليا دومنا قراءة المزيد »

Asmahan

امرأة من التاريخ: أسمهان

Asmahan

امرأة من التاريخ: أسمهان

أسطورة الأغنية العربية أسمهان، الروح التي لم تكن تجربتها الأرضية طويلة، لكن صوتها بقي ذكرى طويلة الأمد، كان ومازال قادراً أن يعبّ عمّا نخبئه في قلوبنا، وما نحمله من رسائل في عقولنا، ذلك الصوت بقي ليذكّرنا بجمال وعمق ورقي الأغنية العربية.

لمحة عن حياة أسمهان

آمال فهد الأطرش، أميرة الطرب، وُلدت في عرض البحر وماتت غرقاً، الابنة الوحيدة التي كتبت لها الحياة في عائلة متوزعة جغرافياً في أكثر من بلد. يعود نسب عائلتها إلى آل الأطرش في سورية الذين كان منهم رجالٌ لعبوا دوراً مهماً في الحياة السياسية ومنهم سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي، أما والدها فهد الأطرش عمل كمدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، وعلى إثر خلاف وقع بينه وبين السلطات التركية انتقلت العائلة من تركيا للعيش في سوريا، وفي أثناء هذه الرحلة وُلدت أسمهان على متن الباخرة في عُرض البحر المتوسط.

استقرت العائلة في جبل الدروز في سورية إلى حين اندلاع الثورة السورية الكبرى والتحاق الأمير بالثورة، فاضطرت والدتها الأميرة علياء منذر إلى مغادرة جبل الدروز في سورية والتوجه بأولادها إلى مصر، وبعد الحياة السعيدة التي عاشتها العائلة في جبل الدروز، بدأت المعاناة من البؤس والفقر في مصر، الأمر الذي دفع بالأم إلى العمل في الأديرة والغناء في حفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها الثلاث. [1]

بدايات أسمهان

لم تكن لأسمهان بداية، إذ خُلقت بصوتٍ تقشعر له الأبدان، وصداه كان عميق التأثير منذ نعومة أظفارها، فقد كانت تغني في البيت والمدرسة مقلدة أم كلثوم ومرددة أغاني عبد الوهاب وشقيقها فريد الأطرش.

في أحد الأيام شاء القدر بأن يسمع صوتها أحد كبار الموسيقيين في مصر عندما استقبل فريد في منزل عائلته الملحن داود حسني، فأثار انتباهه صوت آمال التي كانت تغني في غرفتها، فطلب أن تأتي وتغني من جديد، وعندما غنت أمامه أُعجب بصوتها وقال لها "كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالاً وصوتاً توفيت قبل أن تُشهر لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان". [2]

اقرأ أيضاً: ثريا الحافظ.

إنجازات أسمهان

شاركت أخاها فريد الغناء في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين، حيث سبق لها تجربة ذلك مع والدتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية.
دأت أسمهان بعدها بصوتها السخي والناضج (كما وصفه عبد الوهاب) تسطع في سماء الأغنية العربية. بعد ذلك انقطعت عن الفن لمدةٍ عند زواجها من ابن عمها الأمير حسن الأطرش، حيث اشترط ذلك عندما انتقلت إلى سوريا، لكن أميرة الطرب لم تلبث طويلاً لتعود مجدداً إلى حياة الفن حينما انفصلت عنه وعادت إلى القاهرة.
حُسن أسمهان وجمال صوتها أتاح لها باب الدخول إلى عالم السينما، فكان فيلمها الأول "انتصار الشباب" عام 1941 مع أخيها فريد الأطرش، وغنت فيه "إيدي في إيدك تسير" و "الشمس غابت أنوارها" والعديد من الأغاني الأخرى.

بعد ذلك عام 1944 مثلت فيلمها الثاني والأخير "غرام وانتقام" وسجلت فيه مجموعة من أجمل أغانيها وأشهرها "ليالي الأنس في فيينا"، حيث عبرت فيها بدفئ صوتها عن سحر اللحظات التي نحظى بها بالنعيم عندما غنت "أدي الحبايب عالجنبين ايه اللي فاضل عالجنة"، كما غنت أيضاً "امتى هتعرف"،" أنا اللي أستاهل"، "مواكب العز"، "أيها النائم" و"يا مين يقولي قهوة". لسوء الحظ، هذا العمل الذي قدم لنا أجمل أغانيها شهدت نهايته نهاية حياة أسمهان.

سجلت أغنية "محلاها عيشة الفلاح" في فيلم يوم سعيد، وهي من ألحان محمد عبد الوهاب الذي سجلها بصوته في ما بعد، كذلك سجلت أغنية "ليت للبراق عيناً " في فيلم ليلى بنت الصحراء. ;كما شاركت محمد عبد الوهاب الغناء في أوبريت "مجنون ليلى" كما غنت العديد من الأغاني من ألحان محمد القصبجي وهي "يا طيور" و" اسقنيها" و" كلمة يا نور العين" و"فرق ما بينا الزمان" و" كنت الأماني" و"هل تيم البان". [3]

مسلسل أسمهان

على الرغم من أن مسيرتها الفنية لم تكن طويلة، إلى أنها بقيت حاضرةً في عقول الأجيال التي أتت بعدها، إذ تم إخراج مسلسل تلفزيوني عن حياة أسمهان من تأليف نبيل المالح وإخراج التونسي شوقي الماجري، ولعبت الممثلة السورية سُلاف فواخرجي دور أسمهان وأحمد شاكر عبد اللطيف بدور فريد الأطرش وورد الخال بدور الأم. بعض الآراء كانت معارضة بشدة للمسلسل، حيث اعتُبرَ بأنه يشوِّه السيرة الذاتية لأسمهان وصورتها في أذهان جمهورها، ومنهم من اعتبر المسلسل بأنه قريب للحقيقة. [4]

روايات عن أسمهان

تناقلت بعض الروايات حول عملها كجاسوسة، لكن يُرجح بأنها رفضت الاستمرار في أداء المهام الموكلة إليها وتراجعت عن ذلك. كما قيل بأنها أحبت البذخ، وأحبّت عمل الخير أيضاً.
ما أرادت أسمهان الغناء لكسب المال، بل غنت لأجلها، ولأجل أمها ولأجل من تحبّهم. استطاعت بفنها أن تصل إلى المشاعر المكنونة في صدورنا، وصوتها بقي إرثاً للأغنية العربية.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] ERTU

[2] Marefa

[3] Arageek

[4] Syrian Researcher

امرأة من التاريخ: أسمهان قراءة المزيد »

Thuraya Al-Hafiz

امرأة من التاريخ: ثريا الحافظ

Thuraya Al-Hafiz

امرأة من التاريخ: ثريا الحافظ

ابنة شهيد وزوجة أحد قادة الثورة ضد الإنكليز في العراق، رائدة العمل النسائي، تركت لنا إرثاً فكرياً ونضالياً يُضيء هذا الدرب في سورية، الروائية والأديبة السورية ثريا الحافظ.

نشأة ثريا الحافظ

ولدت في دمشق سنة 1911 لأسرةٍ مناضلةٍ ومجاهدةٍ ضد الاستعمار الفرنسي، فهي ابنة المناضل أمين لطفي الحافظ أحد شهداء السادس من أيار عام 1916 الذي أُعدم شنقاً. [1]
درست في دمشق وقادت مع رفيقاتها النضال والمظاهرات ضد الاستعمار الفرنسي للضغط عليه للإفراج عن السجناء جميعهم بما فيهم زوجها منير الريّس. [2]
عملتْ معلّمةً في مدارس دمشق، ثمّ مديرةً لعدّة مدارس، وبعدها اُحيلت إلى التقاعد. [3]

اقرأ أيضاً: قصة نجاح- ليلى ديب.

النشاط النسوي لثريا الحافظ

شاركت في أول مظاهرةٍ نسائيةٍ ضد الاستعمار الفرنسي، وعملت على مكافحة الأميّة ولا سيما أميّة المرأة العربية، وتشغيل الأيدي العاملة، ورعاية الأيتام، كما ساهمت في تأسيس أول جمعيةٍ نسائيةٍ شعبيةٍ، وفي تأسيس جمعية "خريجات دور المعلمات" التي تسلّمت أمانة سرّها، "و "جمعية نقطة الحليب" و "جمعية الفنون السورية"، وكانت عضواً في "النادي العربي"، و "جمعية نساء العرب القوميات" و"نقابة المعلمين"، و "الاتحاد القومي" أثناء وحدة سورية ومصر. [3]

وفي ظل ذلك النضال والكفاح المستمر، كان لا بد من وجود من يشجعها على الاستمرارية، فقام بهذا الدور زوجها الذي كان نصيراً لها وداعماً في كل المواقف.
شاركت زوجَها في تأسيس جريدة "بردى"، وأصبحت تكتب مقالاً أسبوعياً تطالب فيه بحقوق المرأة الاجتماعية والسياسية، وفي نفس العام 1945، قامت بتأسيس "دار كفالة الفتاة" من أجل مساعدة بنات شهداء العدوان الفرنسي على البرلمان السوري. [1] [2]

استمرت في نضالها من أجل حق المرأة السورية في الانتخابات، وبذلك تكون أول امرأةٍ سوريةٍ ترشح نفسها للانتخابات، وأيضاً كانت أول امرأةٍ سوريةٍ تحمل سلاحاً ضد الاستعمار الفرنسي.

علاقة ثريا بالكتابة والأدب

كانت متأثرةً جداً بحفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم، سكينة التي أنشأت أول صالونٍ أدبي في الإسلام، دفعها ذلك لإنشاء منتداها الذي أطلقت عليه اسم "منتدى سكينة الأدبي"، حيث أسّسته في منزلها في دمشق، وقد اُفتتح في مقر النادي العربي عام 1953، ساهم تأسيسه في نشر الأدب والفن وعالج القضايا القومية والوطنية، ورفع مستوى الحياة الاجتماعية. [2]

كان من أُسرة المنتدى السيدات: زاهدة حميد باشا، مرزية القوتلي، وماوية الشيخ فضلي، وألفة عمر باشا الأدلبي، وأمل جزائري، عزيزة هارون، وعناية رمزي التي كانت أمينة سرّ المنتدى. [3]

مؤلفات ثريا الحافظ

لّفت ثريا كتابين أدبيين، الأول بعنوان "حدث ذات يوم" عام 1961، تحدثت فيه عن نضالها وحياتها بشكل عام، أما الثاني فحمل عنوان "الحافظيات" عام 1980، وفيه تحدّثت عن تاريخٍ كاملٍ لسيرةٍ مليئةٍ بالكفاح والإخلاص والمعتقدات التي كانت تتبناها آنذاك، وقد أهدت ذلك الكتاب لمجاهدات تحرير فلسطين. [2]

انتهى ذلك النضال والكفاح عام 2000، حيث رحلت عنّا بجسدها في ذلك العام، تاركةً منتدياتها ومؤلفاتها واسمها مخلداً عبر التاريخ.

♀مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] Dampedia

[2] Raseef22

[3] Archive Alsharekh

امرأة من التاريخ: ثريا الحافظ قراءة المزيد »