Uplifting Syrian Women

Clean and Affordable Energy

طاقة نظيفة وبأسعار معقولة - أهداف التنمية المستدامة في سوريا

بصفتنا وَرثة لكوكب الأرض علينا أن نحفظ حق الأجيال القادمة بالطاقات الغير متجددة على هذا الكوكب.. من هنا انطلقت فكرة الاستدامة، وهذه الفكرة حتماً ليست من أولويات البلدان التي تعاني من ظروف قاسية كسوريا. إذ تأتي المشاكل البيئية عموماً في أسفل قائمة الأولويات. لكن نظراً لأنّ المشاكل البيئية تعدّ من أكثر مشاكل القرن الحالي إلحاحاً وخطورةً تمّ إدراجها ضمن أهداف التنمية المستدامة في سوريا. إذ ينصّ الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة في سوريا على: تأمين طاقة نظيفة ومتجدّدة بأسعار معقولة.

تتوارد إلى أذهاننا الآن تساؤلات كثيرة تتعلّق بالطاقة النظيفة مثل التالي:

  1. ما هي الطاقة النظيفة؟
  2. ما الحاجة إلى تأمين طاقة نظيفة في ظلّ المشاكل الملحّة الأخرى؟
  3. ما هي الخطط السوريّة لتحقيق هذا الهدف؟

وسنجيب عن هذه التساؤلات جميعها.

ما هي الطاقة النظيفة؟

الطاقة النظيفة والمتجدّدة هي تلك التي لا تضرّ بالبيئة. كما تكون متجدّدة غير قابلة للنفاذ، على عكس معظم مصادر الطاقة الحالية مثل الوقود الأحفوري، والغاز المُعرَّض للنفاذ في المستقبل. أمّا أشيع مصادر الطاقة النظيفة فهي المياه، والرياح، والطاقة الشمسيّة. كما تحاول بعض الدول استخراج الطاقة النظيفة من باطن الأرض.¹

تشمل مصادر الطاقة النظيفة القابلة للتطبيق في سوريا: الطاقة الشمسيّة وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية. لكن المشكلة تكمن في أنّ عمليّة التحوّل للاعتماد على هذه الطاقات عمليّة مكلفة جداً. لذلك كان تأمينها بأسعار معقولة هو جزء من الهدف. ونظراً للتكلفة الكبيرة الناتجة عن التحوّل نحو الطاقة المتجدّدة، فقد كان يجب إنجازه على خطوات تدريجيّة وعلى مدار سنين طويلة، وهذا ما تحاول سوريا القيام به.

ما هي أهمية هذه الطاقة؟

في كلّ أنحاء العالم، هناك مشكّكون في أهميّة المشاكل البيئيّة والاستثمارات المُوجَّهة لحلّ هذه المشاكل. وفي سوريا تحديداً تكثر هذه الشكوك لاعتقادهم بوجود مشاكل أكثر أهميّة وأكثر أحقيّة من ناحية الاستثمار، مثل التوجّه نحو إعادة الإعمار. لذا وجب التنويه بشأن ضرورة الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجدّدة، وبشأن حجم المشكلة البيئيّة في سوريا.

تعاني سوريا كغيرها من دول العالم من مظاهر الاحتباس الحراريّ، وتغّير المناخ الذي يزداد مع كلّ عام. كما صرّح مدير مكتب "الفاو" (منظمة الأغذية والزراعة) في سوريا أنّ البيئة السوريّة تعاني معاناة شديدة من ظاهرة طبيعيّة تتمثل في موجات الجفاف المتزايدة في المساحات الواسعة من البلاد. خاصّة المناطق الوسطى في البادية. كما تعاني البيئة من آثار تتعلّق بالنشاطات البشريّة كالصيد الغير منظم وقطع الأشجار وهدر الموارد المائية وانبعاث غازات سامّة من المصانع وغيرها الكثير من الممارسات التي تضر البيئة. ويظهر جزء من هذه المشكلات في فقدان التنوع الحيوي، وفقدان المواطن الطبيعيّة، واستنزاف الموارد الطبيعيّة، وبعض الممارسات الزراعيّة المضرّة بالبيئة.²

إضافةً إلى المشاكل البيئيّة التي يعاني منها العالم بأجمعه، كالاحتباس الحراريّ الناجم عن الانبعاثات الغازيّة التي يسبّبها عادةً استخراج الطاقة غير المتجدّدة واستخدامها حول أنحاء العالم. كان للحرب السوريّة في 2011 دور كبير في مفاقمة المشاكل البيئيّة التي تعاني منها البلاد. إذ ظهرت مشاكل جديدة مثل الاستخدام الجائر للموارد الطبيعيّة، وإزالة الغابات واستخدامها للتدفئة في ظلّ نقص الوقود. إضافةً إلى الاستخدام الجائر للمياه الجوفية غير المُخطّط له. فضلاً عن مشكلة التلوث الناتج عن عمليات تكرير النفط غير الشرعية التي ينتج عنها تلوث المياه الجوفية. وأخيراً التلوث الناتج عن الألغام وبقايا الحرب غير المتفجرة.²

يمكننا أن نستنتج ممّا سبق أنّ المشاكل التي تهدّد البيئة في سوريا كثيرة. وبالطبع لا يمكن أن تُحلّ جميعاً باستخدام الطاقة النظيفة والمتجدّدة. إلّا أّنها خطوة مهمّة يمكنها حلّ جزء كبير من الأزمة البيئيّة، والحدّ من الغازات المنبعثة التي تسبّب الاحتباس الحراريّ، والتقليل من التلوث المائيّ والجوّي.

علينا جميعاً أن ندرك أنّ المشاكل البيئيّة تؤثر على حياتنا وحياة الأجيال المقبلة. إذ أنّ المشاكل والمخاطر المرتبطة بالتدهور الناتج عن التغيّر المناخي تشكّل تحديّاً كبيراً في عملية التنمية المستدامة وبلوغ أهدافها. وذلك لما لها من تأثير مباشر على سبل الحياة وصحّة الإنسان.²

إضافةً إلى أنّ التوجّه نحو حلّ المشاكل البيئيّة والاستثمار في الطاقات النظيفة تترتب عليه الكثير من الآثار الجانبيّة الإيجابيّة. مثل توفير فرص عمل جديدة، وحلّ كثير من المشاكل الخدمية في مجتمعنا خاصّة مشكلة الكهرباء في ظلّ نقص الوقود. يمكننا أن نقول إذاً أنّ الاتجاه نحو الطاقة النظيفة وتوفيرها بأسعار معقولة ستنتج عنه نتائج إيجابيّة على المستويات جميعها.

ما هي الإجراءات المُتخذة في سبيل تأمين طاقة نظيفة بأسعار معقولة في سوريا؟

على الرغم من أنّ الطريق ما زال طويلاً لتحقيق هذا الهدف، إلّا أنّه لا يمكن نكران الجهود المبذولة في سبيل تأمين طاقة نظيفة حتى الآن في سوريا. في ظلّ الحرب السوريّة كان القطاع الكهربائي من أكثر القطاعات تضرراً، إذ تضرّرت العديد من محطات توليد الكهرباء. إضافةً إلى نقص الوقود اللازم لتشغيل هذه المحطات، والنتيجة: معاناة سوريا حالياً من أزمة كهرباء.

وجدت سوريا في هذه الظروف طريقاً للبدء من جديد، والاعتماد على الطاقات النظيفة في سبيل حلّ الأزمتين الكهربائيّة والبيئيّة. إذ صرّح رئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس "لا يجب أن تقتصر عمليّة إعادة التأهيل والتحديث للقطاع على العودة إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الحرب، بل يجب العمل على إعمار القطاع وفق أسس عصريّة وحديثة تواكب التطورات العالميّة التي يشهدها هذا القطاع وفق الحدود الممكنة، لا سيّما ما يتعلّق بالطاقات الكهربائية النظيفة والطاقة المتجدّدة".

انطلاقاً من هذا الهدف، يتمّ العمل حالياً على العديد من المشاريع المتعلّقة بتوفير الكهرباء من الطاقات الكهروضوئيّة. إذ أوضح وزير الكهرباء السوريّ أنّ وزارته وضعت خطة لإضافة 2000 ميغا واط من مصادر الطاقة المتجدّدة حتى عام 2030. ويتمّ العمل كذلك على تنفيذ محطات توليد كهرضوئيّة في مختلف المدن السوريّة، منها: حلب وحمص ودمشق بهدف تغذية المدن الصناعية.³ تُعتبر هذه المشاريع بداية واعدة لتحقيق هذا الهدف من أهداف التنمية المستدامة.

ومن أجل دعم المشاريع كلّها التي تهدف لاعتماد الطاقة النظيفة سواءً كانت في القطاع المنزلي أم التجاري أم الصناعي أم الزراعي أم الخدمي، أصدرت الرئاسة السوريّة قانوناً ينصّ على استحداث صندوق لدعم استخدام الطاقات المتجدّدة، ورفع كفاءة الطاقة بهدف الإسهام في التوسّع بمشروعات الطاقة المتجدّدة ودعمها.

يقدّم الصندوق قروضاً دون فوائد لدعم المشروعات المتعلّقة بالطاقة النظيفة في القطاعات كلّها، إذ سيحدّ في النهاية من استهلاك المشتقات النفطية.⁴ كما يصبّ هذا الصندوق في الجزء الثاني من هذا الهدف؛ فهو سيقدم التسهيلات المالية الممكنة للحصول على الطاقة النظيفة بأسعار معقولة. توضّح هذه الخطوات والمشاريع جميعها مدى اهتمام سوريا بالاعتماد على الطاقة النظيفة وتحقيق هذا الهدف. وهي أيضاً خطوات واعدة للوصول إلى بلد يعتمد على الطاقات النظيفة والمتجدّدة.

إنّ المشاكل البيئيّة لا تقلّ أهميّة عن غيرها من المشاكل التي يواجهها المجتمع السوري، ولكل فرد منّا بالمجتمع دور هام في الحفاظ على البيئة. إذ يبدأ التأثير الحقيقي من خطوات بسيطة يقوم بها كل فرد مثل تنظيم استهلاك البلاستيك والشراء المنظم وعدم الإفراط في الاستهلاك بالإضافة إلى إعادة التدوير.

نحن كمبادرة Uplifting Syrian Women نشجّع جميع الأفراد على التقليل من الممارسات التي تضر بالبيئية والحفاظ على جميع الموارد المخصصة لهذا الهدف، آملين تحقيق هذا الهدف والعيش في مجتمع آمن ومناسب للجميع.

اقرأ أيضاً:

المصادر 

[1] ALCSE

[2] Alahed News

[3] Attaqa

[4] Attaqa