يجد مريض اضطراب الاكتناز القهري صعوبة كبيرة في التخلص من ممتلكاته، حتى لو سببت له الفوضى. والحق يقال جميعنا نتعلق عاطفيّاً ببعض الأشياء والمقتنيات ذات القيمة المادية أو المعنوية ويعزّ علينا التفريط بها. لكن ماذا لو وصل بنا الأمر للاحتفاظ بكلّ ما نملك من أشياء مهما قلّت أهميتها، بل وقد ينتابنا الخوف من فقدانها؟
يعتبر الأخصائيون هذا الاضطراب حالة نفسية جدية، حيث لها أسبابها وأعراضها وعلاجها الخاص. وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
اضطراب الاكتناز القهري هو أحد الاضطرابات النفسيّة التي تدفع المرء إلى الاحتفاظ بكلّ مقتنياته الماديّة. إذ يواجه صعوبة في التخلّي عنها لاعتقاده أنّه بحاجة ماسة للاحتفاظ بتلك الأشياء.¹ ² عادةً ما يظن الشخص المُصاب بالاضطراب أنّه طبيعي ولا يلاحِظ أنّ لديه أيّ مشكلة، هذا ما يجعل إقناعه بالخضوع للعلاج أمراً صعباً.
يبلغ معدّل الانتشار الإجمالي لاضطراب الاكتناز القهري حوالي 2.6%. كما تزداد المعدلات عند الأشخاص الذين فوق الستين عاماً أو الذين تمّ تشخيصهم باضطرابات نفسيّة أخرى.² إضافةً لذلك، شدّة الإصابة تتراوح من الدرجة الطفيفة إلى الشديدة.
فلنوضح أعراض الاضطراب وأسبابه وعلاجه.
تظهر الأعراض غالباً بدءاً من سنّ المراهقة وحتى سنوات البلوغ الأولى. وتتضمن أعراض اضطراب الاكتناز القهري ما يلي:
ما تزال الأسباب غير معروفة بدقّة. لكن تُعتبَر الخصائص الوراثيّة ووظائف الدماغ وأحداث الحياة المُسببة للتوتر أسباباً مُحتمَلة لهذا الاضطراب.
يحتفظ الشخص المصاب بالأغراض لعدّة أسباب، منها:
يتمثل العلاج الأساسي لاضطراب الاكتناز القهري في العلاج السلوكي المعرفي (CBT). وهو علاج يستند على تنمية مهارات وسلوكيات لتدريب المصاب على التأقلم والتعامل مع مختلف المشاكل التي قد يواجهها. قد يصف الطبيب بعض الأدوية، خصوصاً عند الإصابة بالقلق أو الاكتئاب إلى جانب الإصابة باضطراب الاكتناز القهري.²
إنّ كلّ سلوك زائد عن الحدّ الطبيعي، يسيطر عليك ولا تسيطر عليه، ويعيق حياتك اليوميةّ، هو مشكلة نفسية من المفترض حلّها ولا يمكن التعامل معها على أنّها حالة طبيعيّة. يندرج تحت هذا اضطراب الاكتناز القهري الذي يلقي بك بحلقة مفرغة من التعلّق بالأشياء وثمّ الفوضى والشعور بالضيق.
لذا فإنّ إدراك المشكلة النفسيّة وتحديدها ثمّ التعامل معها بجدية واللجوء لأساليب العلاج المناسبة لها وكسر دوامة الحالة.
دمتم بخير مع مساحة أكثر سلاماً وتنظيماً على كلّ الأصعدة. من فريق Uplifting Syrian Women نتمنى لكم أياماً مريحة، بازدحام أقلّ، وراحة أكبر.
اقرأ أيضاً:
المصادر