عند الحديث عن العمل اللائق؛ فإن توافر البيئة المناسبة التي تحتضن الإنسان وتقدر جهوده من أبسط الشروط التي يجب توفيرها. وعلى الرغم من أننا وصفناها للتو بأنها "بسيطة" ، إلا أن تحقيقها يضمن إنتاجية عالية للأفراد وتحسينًا لاقتصاد الدول. ومن هنا يعتبر "العمل اللائق" أحد أهداف التنمية المستدامة. حيث أن هذا الهدف يضمن تحقيق اقتصاد منتج ومستدام في حال أن العمل ينفذ الحد الأدنى من مكونات الرزق لموظفيها / أصحابها.
العمل اللائق مفهومٌ واسع يشير إلى تحقيق النُّمو المُستدام والشَّامل، والذي يمكن أن يتيح فرصاً للجميع ويساعد الكثيرين على التَّخلص من الفقر. كما يشير إلى النُّمو الاقتصادي الذي يوفر عمالةً كاملةً ومُنتجةً، مع توفير ظروفِ عملٍ لائقةٍ.
إذ تشمل هذه الظروف: تحقيق السَّلامةِ والأمنِ الوظيفيّ، والمساواةِ في الظُّروف بين النِّساء والرِّجال. كما يشير العمل اللائق إلى النُّمو الذي يحمي البيئة ويضمن الاستغلال المُستدام للموارد.¹
وفقاً لمعايير منظمة العمل الدوليّة، تقيس الأبعاد التالية مستوى العمل اللائق:
لا يزال الافتقار إلى فرص العمل اللائق يشكّل تحديّاً رئيسيَّاً تعاني منه الاقتصادات النَّاشئة والنَّامية. وإنَّ فهم الحواجز التي تحدُّ من الحصول على عملٍ لائقٍ له أهميَّة قصوى للتمكن من مواجهتها. ولهذه الحواجز أسبابٌ مُتعدِّدَةٌ، قد تكون:
تسعى المنظمات السُّورية لتوفير العمل اللائق، كما تتوجه العديد من المنظمات السُّوريَّة للمساعدة في توفير فرص عمل لائقة ومناسبة. مما يُتيح للأفراد العمل ضمن ظروفٍ وبيئاتٍ مناسبةٍ.
ومن هذه المنظمات "كاريتاس سوريا - Caritas Syria": إذ تقوم بتوفير الكثير من الخدمات للسُّوريين، مثل تقديم المُساعدة للفئات الأكثرُ ضعفاً بُغية الوصول إلى سوقِ العمل وتقديم عملهم الخاصّ.⁴
حتَّى يومنا هذا لا تزال العديد من الشُّعوب تُكافح للحصول على فرص عملٍ تُتيح لها الوصول لأدنى مقوماتِ الحياةِ الجيدة. وهذا ما يدفعُ الكثير منهم للتَّمسك بوظائفٍ لا تُلبّي حتَّى أبسط حقوقِ الإنسان وبأجورٍ زهيدةٍ لا تُناسب العمل والجهد المبذول، الأمر الذي يخلق المزيد من العجز لديهم.
لذا انطلاقاً من ذلك ومن إيمان مبادرة Uplifting Syrian Women بأهميَّة توفير عملٍ لائقٍ وتحقيق المساواة في الوصول لفرص العمل، تُقدِّم المبادرة ورشات تدريبيَّة مجانيَّة.
وتُتيح فُرصَ التَّعلم والتَّدريب للجميع عن بعد وبشكلٍ متساوٍ ممَّا يُهيئهم للدُّخول إلى سوق العمل. وكمثال عليها سلسلة ورشات "العمل الحر" التي أقامتها المبادرة والتي عرفت من خلالها المستفيدين على اختصاصات العمل الحر وكيفية الدخول في هذا العالم.
اقرأ أيضاً:
المصادر