اضطرابات الأكل أو الشهية.. لعلها المرض الخفي لهذا العصر. لطالما كان هناك معيار معين للجمال وخاصة للإناث، واختلف هذا المعيار خلال التاريخ. إلّا أنّ واقع إسقاط هذا المعيار على كل فتاة وقبولها أو رفضها حسب توافقها معه لم يختفِ. بل أصبح أكثر خطراً وجدية نتيجة العمليات التجميلية المتاحة.
بالإضافة إلى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي تروج بشكل مباشر وغير مباشر للمعايير الجمالية المتغيرة. وفي كثير من الأحيان هذه المعايير صعبة التحقيق وغير صحية بل مضرة على المدى الطويل. وقد يشكل هذا عند الفتاة اليافعة أو المراهقة رغبة بأن تحاول الالتزام بهذه المعايير على حساب صحتها العقلية والجسدية.
اضطرابات الأكل هي اضطرابات نفسية خطيرة ومعقدة، تتظاهر بسلوكيات مؤذية تجاه تناول الطعام. تبدأ عادةً خلال فترة المراهقة أو سن الشباب إلّا أنّها قد تظهر في أعمار أخرى أيضاً. وبالتأكيد، إنّها تؤثر سلباً على صحة المصاب الجسدية والنفسية، كما يمكن أن يمتد تأثيرها ليشمل جوانب أخرى مهمة في حياة الفرد.¹
وكغيرها فإنّ لاضطرابات الأكل عدة أنواع، بعضها شائع وبعضها نادر مثل (اضطراب التطهير، ومتلازمة الأكل الليلي.) ³ فلنتعرف على الشائعة منها.
التشخيص يعتمد على عدة تقييمات واختبارات. منها الفحص البدني، لتأكيد أو نفي وجود مسببات أخرى لمشاكل الأكل التي تعانون منها. وأيضاً التقييم النفسي بالإضافة لاختبارات للتحقق من أيّ مضاعفات مرتبطة باضطراب الأكل لديكم.²
اضطرابات الأكل تصيب كلا الجنسين إلّا أنّ الأنثى -بمرحلة المراهقة وبداية مرحلة الرشد- أكثر عرضة للإصابة بمرض فقدان الشهية أو الشره/النهم المرضي.¹ وكبقية الأمراض النفسية، لا يوجد سبب واحد دقيق ومحدد لاضطرابات الأكل. من الأسباب وعوامل الخطورة المحتملة:
نظراً لأنّ اضطرابات الأكل تبدأ عادةً بسن المراهقة سوف نركز على الأطفال إلّا أنّ هذه النصائح تنطبق على نفسكِ أو أي شخص حولكِ.
"ما رأيك في أن تأكلي همبرغر؟"، "عليكي اكتساب الوزن."، "يا لأردافها الكبيرة."، "إنك سمينة مثل البقرة!". لعل كل فتاة سمعت إحدى هذه الجمل أو ما يشبهها، حتى ولو كانت غير صحيحة. ورغم ثقة الفتاة من نفسها إلّا أنّها سوف تتأثر بشكل أو بآخر بهذه التعليقات. ورغم أنّ اضطرابات الأكل ليست نتيجة مباشرة لهذه التعليقات والمعايير الجمالية المنتشرة إلّا أنّها تساهم في حدوثها.
علينا جميعاً التعاون للحد من سيطرة هذه المعايير الغير واقعية أو منطقية على أطفالنا وشبابنا. فهذه مواجهة صعبة وغير عادلة بحقهم لذا علينا مساندتهم وتقديم الدعم لهم.
عزيزتي الفتاة، أنتِ أكثر من مجرد جسد. أنتِ جميلة مهما كانت قياساتكِ أو وزنكِ. أنتِ إنسانة قبل كلّ شيء. لديكِ أفكاركِ ومواهبكِ الخاصة. لا تدعي العالم يجرّمك وأنتِ بريئة. لا تخافي ولا تقلقي من شيء، اسعي وراء ما ترغبين به ولا تدعي شيئاً يقف في وجهكِ، مبادرتنا معكِ.
اقرأ أيضاً:
المصادر
[1] Mayo Clinic
[2] Mayo Clinic
[3] Labayh