Uplifting Syrian Women

Eating disorders

اضطرابات الأكل

اضطرابات الأكل أو الشهية.. لعلها المرض الخفي لهذا العصر. لطالما كان هناك معيار معين للجمال وخاصة للإناث، واختلف هذا المعيار خلال التاريخ. إلّا أنّ واقع إسقاط هذا المعيار على كل فتاة وقبولها أو رفضها حسب توافقها معه لم يختفِ. بل أصبح أكثر خطراً وجدية نتيجة العمليات التجميلية المتاحة.

بالإضافة إلى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي تروج بشكل مباشر وغير مباشر للمعايير الجمالية المتغيرة. وفي كثير من الأحيان هذه المعايير صعبة التحقيق وغير صحية بل مضرة على المدى الطويل. وقد يشكل هذا عند الفتاة اليافعة أو المراهقة رغبة بأن تحاول الالتزام بهذه المعايير على حساب صحتها العقلية والجسدية.

لمحة عن اضطرابات الأكل

اضطرابات الأكل هي اضطرابات نفسية خطيرة ومعقدة، تتظاهر بسلوكيات مؤذية تجاه تناول الطعام. تبدأ عادةً خلال فترة المراهقة أو سن الشباب إلّا أنّها قد تظهر في أعمار أخرى أيضاً. وبالتأكيد، إنّها تؤثر سلباً على صحة المصاب الجسدية والنفسية، كما يمكن أن يمتد تأثيرها ليشمل جوانب أخرى مهمة في حياة الفرد.¹

وكغيرها فإنّ لاضطرابات الأكل عدة أنواع، بعضها شائع وبعضها نادر مثل (اضطراب التطهير، ومتلازمة الأكل الليلي.) ³ فلنتعرف على الشائعة منها.

أنواع اضطرابات الأكل

  • أولاً.فقدان الشهية العصبي (أنوركسيا نرفوزا). يعرف بمصطلح "أنوركسيا". يخاف المصاب من اكتساب الوزن ويسعى للتحكم بوزنه وشكل جسده بكل الطرق، حتى الخطيرة منها. فقد يلجؤون لممارسة الرياضة بشكل مكثف، أو يستخدمون المسهلات (الملينات) أو حبوب خاصة للحمية. طبعاً بالإضافة إلى الحد من السعرات الحرارية اليومية المستهلكة. فقد يحاولون التقيؤ بعد الأكل أو حرم أنفسهم من الأكل وقد يصل بهم الحد إلى تجويع أنفسهم حتى الموت. وبالتالي نرى المصابين بهذا الاضطراب منخفضي الوزن، كما قد يكون لديهم مشاكل صحية.¹
  • ثانياً.الشره/النهم المرضي العصبي (بوليميا نرفوزا). يتميز هذا النوع من اضطرابات الأكل بحدوث نوبات، إذ قد يأكل المصابون كمية كبيرة من الطعام في وقت قصير ومن ثم يحاولون "تصحيح خطئهم". فقد يتقيؤون أو يستخدمون المسهلات (الملينات) وغيرها من الطرق لخسارة السعرات الحرارية "الزائدة". كل ذلك نتيجةً لشعورهم بالذنب والخجل من وزنهم أو شكلهم. علماً أنّ المصابين يتمتعون غالباً بوزن طبيعي أو فوق الطبيعي بنسبة بسيطة.¹
  • ثالثاً.اضطراب نهم الطعام (الشراهة). يأكل المصابون كميات كبيرة من الطعام بشكل منتظم ومستمر. فقد يأكلون بسرعة أو كمية أكبر مما يريدون حتى في حالة الشبع أو عدم الجوع. وتختلف هذه الحالة عن بوليميا نرفوزا بأنّ المصابين هنا لا يحاولون تصحيح سلوكهم. إلّا أنّهم يشعرون بالذنب والخجل أو حتى الاشمئزاز من أنفسهم فقد يحاولون إخفاء شراهتهم. عادةً، يكون المصابون وزنهم طبيعي أو زائد حتى مرحلة السمنة، وتحدث نوبة شراهة مرة واحدة في الأسبوع على الأقل.¹
  • رابعاً.اضطراب الاجترار. ويحدث ارتجاع للطعام بشكل متكرر ومستمر بعد الأكل، وهذا ليس نتيجة حالة طبية، كما قد لا يكون الاجترار مقصوداً. وأحياناً يتم إعادة مضغ الطعام المجتر وإعادة بلعه أو بصقه. قد يحدث نتيجة سوء التغذية أو في حال أكل المصاب لكميات قليلة جدّاً لتجنب حدوث الاجترار. وتكرار حدوث اضطراب الاجترار أكثر شيوعاً عند الأطفال أو الأفراد الذين يعانون من إعاقة ذهنية.¹
  • خامساً.اضطراب تجنُّب/تقييد تناول الطعام. لا يتجنب المصاب بهذا النوع من اضطرابات الأكل تناول الطعام بسبب خوفه من زيادة الوزن. فقد يفقد الاهتمام بالأكل فيتجنب مواد غذائية معينة أو قد يكون السبب هو القلق على عواقب تناول الطعام (مثل الخوف من الاختناق). لذا لا يحصل على أدنى حد من الاحتياجات الغذائية اليومية مما يعرضه لمشاكل صحية. كما يؤدي لخسارة كبيرة بالوزن أو عدم اكتساب الوزن بمرحلة الطفولة.¹

متى تعرف أنك تمتلك هذا الاضطراب؟

التشخيص يعتمد على عدة تقييمات واختبارات. منها الفحص البدني، لتأكيد أو نفي وجود مسببات أخرى لمشاكل الأكل التي تعانون منها. وأيضاً التقييم النفسي بالإضافة لاختبارات للتحقق من أيّ مضاعفات مرتبطة باضطراب الأكل لديكم.²

عوامل الخطر والأسباب المحتملة

اضطرابات الأكل تصيب كلا الجنسين إلّا أنّ الأنثى -بمرحلة المراهقة وبداية مرحلة الرشد- أكثر عرضة للإصابة بمرض فقدان الشهية أو الشره/النهم المرضي.¹ وكبقية الأمراض النفسية، لا يوجد سبب واحد دقيق ومحدد لاضطرابات الأكل. من الأسباب وعوامل الخطورة المحتملة:

  1. الخصائص الحيوية والعوامل الوراثية.
  2. تاريخ العائلة.
  3. الصحة النفسية.
  4. اتباع نظام غذائي والجوع.
  5. الضغط النفسي.¹

كيف أحمي طفلي من الإصابة باضطرابات الأكل؟

نظراً لأنّ اضطرابات الأكل تبدأ عادةً بسن المراهقة سوف نركز على الأطفال إلّا أنّ هذه النصائح تنطبق على نفسكِ أو أي شخص حولكِ.

  1. تجنبي اتباع نظام غذائي أمامه. فالطفل عادةً يتعلم ويأخذ عاداته من بيئته ومما يراه. لذا حاولي اتباع نظام غذائي متوازن وصحي واحرصي على تناول الطعام معه ومع كل العائلة.
  2. تحدثي إليه وعلميه عن الحميات ومخاطرها. لحمايته من المعلومات المغلوطة المنتشرة والتي تروج وتشجع على الجوع وفقدان الشهية لخسارة الوزن وكنمط حياة عموماً.
  3. اعملي على زرع صورة صحية وسليمة للجسم عنده. فلا توجهي أيّ ملاحظة سلبية تتعلق بحجمه أو شكله. وأيضاً تجنبي توجيه ملاحظات إيجابية عن شكله بشكلٍ مفرط إذ قد يظن أنّ هذا هو الشيء الإيجابي الوحيد لديه. وبالتأكيد تجنبي انتقاد جسمكِ أو جسم غيركِ أمامه.
  4. استعيني بمساعدة طبيب طفلكِ. فقد يتمكن من كشف علامات مبكرة لاضطرابات الأكل ويطرح أسئلة للتحقق من الأمر. وتشمل هذه الزيارات فحص نسب الطول والوزن ومؤشر كتلة الجسم (BMI).

"ما رأيك في أن تأكلي همبرغر؟"، "عليكي اكتساب الوزن."، "يا لأردافها الكبيرة."، "إنك سمينة مثل البقرة!". لعل كل فتاة سمعت إحدى هذه الجمل أو ما يشبهها، حتى ولو كانت غير صحيحة. ورغم ثقة الفتاة من نفسها إلّا أنّها سوف تتأثر بشكل أو بآخر بهذه التعليقات. ورغم أنّ اضطرابات الأكل ليست نتيجة مباشرة لهذه التعليقات والمعايير الجمالية المنتشرة إلّا أنّها تساهم في حدوثها.

علينا جميعاً التعاون للحد من سيطرة هذه المعايير الغير واقعية أو منطقية على أطفالنا وشبابنا. فهذه مواجهة صعبة وغير عادلة بحقهم لذا علينا مساندتهم وتقديم الدعم لهم.

عزيزتي الفتاة، أنتِ أكثر من مجرد جسد. أنتِ جميلة مهما كانت قياساتكِ أو وزنكِ. أنتِ إنسانة قبل كلّ شيء. لديكِ أفكاركِ ومواهبكِ الخاصة. لا تدعي العالم يجرّمك وأنتِ بريئة. لا تخافي ولا تقلقي من شيء، اسعي وراء ما ترغبين به ولا تدعي شيئاً يقف في وجهكِ، مبادرتنا معكِ.

اقرأ أيضاً:

المصادر

[1] Mayo Clinic

[2] Mayo Clinic

[3] Labayh