ما "الانتباذ البطاني الرحمي"، وكيف يؤثر في سيرِ الحياة اليومية للنساء. ما أعراضه؟ وكيف يمكن للنساء التعايش معه أو الوقاية منه؟
يعبرُّ الألمُ عن نفسه في جسم الإنسان بصوّرٍ مختلفة، وتتنوع شدةُ احتمالِ الألم بين شخصٍ وآخر؛ تبعاً لما يُعرف ب"عتبة الألم"، التي تعتمد بدورها على تواتر التعرض للألم، إضافةً إلى اختلاف العمر، وتكرار المنبّه المؤلم. رجالاً كنّا أم نساء، فنحن نعاني عند الألم بدرجات متفاوتة. فبعضُ النساءِ مثلاً، يمتلكن "عتبة ألم" تجعلهن أكثر مرونة وتكيف مع آلام الدورة الشهرية.
قد تعاني المرآة آلام شديدة تدفعها إلى أخذ إجازة من العمل. ولكن لا داعي للاستغراب إن علمنا أنها تعاني من أعراض ما يسمى بـ "الانتباذ البطاني الرحمي".
خلال فترة الدورة الشهريّة وعندما لا يتمّ استيعاب الجنين في الرَّحم تذوبُ البطانة وتُفْرَزُ من الجسم مع الحَيْض. لكن في الحالة المرضيّة المُسمّاة "الانتباذ البطاني الرحمي" تكون هنالك أنسجة تشبه بطانة الرّحم، لكنّها تكون خارج الرّحم. وعادةً ما تكون في تجويفِ البطنِ، إذ تستجيب هذه الأنسجة الموجودة خارج الرّحم لتغيّرات الدورة الشهريّة. تماماً كما تستجيب لها بطانة الرّحم الحقيقيّة، ولكن خارج الرحم.¹
لداء "الانتباذ البطاني الرحمي" أعراضاً مرضيةً. أبرزها:
آلامٌ في أسفل الظهر والبطن، وتكون شديدةً أثناء الدورة الشهريّة بصورة تمنع المرأة من ممارسة الأنشطة اليوميّة الاعتيادية. إضافةً إلى الشعور بالغثيان والإقياء، وتعاني من فترات نزيف خارج أوقات الحيض. وتعاني السيدات المصابات به إمساك أو إسهال، وصعوبة في الحمل.
هنالك عدة نظريات وفرضيات محتملة غير مؤكدة علمياً حول أسباب الإصابة ب"الانتباذ البطاني الرحمي". ومن أبرز هذه النظريات:
وتوجد عدّة عوامل تزيد من خطر الإصابة بـ انتباذ بطانة الرحم، مثل:
يُعدّ "الانتباذ البطاني الرحمي" من الأمراض المزمنة. إذ إنّ جميع العلاجات المرتبطة به، تهدف للسيطرة على أعراضهِ والتخفيفِ من آثاره الجانبيّة. بصفتنا نساء، ليس بالأمر السهل علينا التعايُش مع آلامٍ مزمنةٍ، تشتدّ علينا في أيّامٍ معيّنةٍ شهريّاً، تعيقنا من ممارسة نشاطات حياتنا اليوميّة. ولكن لا بدّ للمصابات بهذا المرض اتّباع بعض الطرق والأساليب العلاجيّة.
قد يُعالج المرض بالأدوية أو بالجراحة، بحسب الأعراض، والآفات، والنتيجة المرجوّة، واختيار المريض. كما تُعدّ الستيروئيدات المانعة للحمل، والأدوية غير الستيروئيديّة المضادّة للالتهابات، ومسكنات الألم، من العلاجات شائعة الاستخدام لهذا المرض. وينبغي أن تُوصف جميعهاً بدقّة، ومراقبتها بعناية، لتجنّب الآثار الجانبيّة المُحتملة التي قد تسبّب مشاكل. وتركز المعالجات الطبيّة للانتباذ البطاني الرحمي، إمّا على خفض هرمون "الأستروجين"، أو رفع هرمون "البروجسترون". وذلك من أجل تغيير البيئات الهرمونيّة التي تعزّز الانتباذ البطاني الرحمي.⁴
أما بالنسبة للنساء اللواتي لا قدرة لهن على العلاجات الطبية، وممن شُخِّص لديهن "الانتباذ البطاني الرحمي البسيط". يمكنهن اللجوء لبعض العلاجات المنزلية البسيطة والمساعدة على التخفيف من آلام الحوض والشعور بالارتياح من خلال ما يلي:
إنْ كان درهمُ وقايةٍ خيرٌ من قنطارِ علاج بالنسبة للنساء المعرّضات للإصابة ب"الانتباذ البطاني الرحمي"، فيرتبطُ أمرُ الوقاية لديهنّ، بضرورة التشخيص المبكر للمرض. أيضًا، يرتبطُ بزيادةِ الوعي حولهُ، والاهتمام بالصّحة النسائيّة للحيلولة من تطوّرهِ غير الطبيعيّ.
وختاماً تجدرُ الإشارةُ إلى ضرورةِ إيلاءِ مؤسسات وشركات العمل المختلفة؛ العنايةَ بالصحّة العامة للعاملين فيها من النساء. عبر توفير البيئة الآمنة والمريحة في العمل، ومراعاة ظروفهم الصحية الطارئة، عملاً بالأنظمة والتشريعات المتعلقة بحقوق النساء في العمل.
اقرأ أيضاً:
المصادر
[1] Webteb
[2] Mayo Clinic
[3] WHO
[4] Wikipedia