بهدف القضاء على التمييز العنصري تم إقرار اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري. يتم في هذا اليوم تقديم حقوق الإنسان بشكل أسمى بما يتناسب مع الاحترام لكل العروق والألوان والأجناس.
”كم سيكون العالم مملاً ورتيباً لو أنَّ كلَّ البشر فُصِّلوا من قطعة القماش ذاتها. ولو أنَّهم يفكرون ويعيشون جميعهم على نسقٍ واحدٍ! فكيف لنا أن نُثري أنفسنا من غير اكتشاف أيّ جديدٍ لدى الآخرين؟“³ هذا ما قاله الكاتب والشَّاعر "أمادو هامباطي با" في التَّنوع البشري. ولكن حتى يومنا هذا ما يزال الكثير من الناس ينظرون لتّنوع العروق نظرةً تملؤها العنصريّة والتَّمييز.
تعريف التَّمييز العنصريّ
هو أيّ تمييز أو استثناء أو تقييد يقوم على أساس العرق أو اللَّون أو النَّسب أو الأصل القوميّ. ويؤدي إلى تعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسيَّة. أو حتى التَّمتع بها أو ممارستها على قدم المساواة في الميدان السياسيّ أو الاقتصاديّ أو الاجتماعيّ أو أيّ ميدانٍ من ميادين الحياة.⁴
أشكال التَّمييز العنصريّ
1- العنصريَّة بين الأشخاص: الحُكم المُسبق أو التَّحيّز أو التَّمييز من قِبَل فردٍ أبيضٍ تجاه شخصٍ مُلونٍ.
2- العنصريَّة المؤسسيَّة: سياسات وممارسات وإجراءات وثقافة -مؤسسات أو أنظمة- تعمل بشكلٍ أفضلٍ لصالح العرق الأبيض. وتسبّب أيضاً أضراراً للأشخاص الملونين سواءً كانت عن قصدٍ أو عن غير قصد.
3- العنصريَّة الهيكليَّة: التَّاريخ والثَّقافة والواقع الحاليّ للعنصريَّة عبر المؤسسات.
4- العنصريَّة الدَّاخليَّة: تبنّي قوالب وصور نمطيَّة وقيم عنصريَّة يديمها المجتمع الأبيض المهيمن حول المجموعة العرقيَّة.
5- الدُّونية العرقيَّة الدَّاخليَّة: القبول والتَّصرف من تعريفٍ أدنى للذَّات مُتجذِّر في التَّسميَّة التَّاريخيَّة لعرق الفرد على مدى أجيال عديدة.
6- التَّفوق العرقيّ الدَّاخليّ: القبول والتَّصرف من تعريفٍ متفوقٍ للذَّات مُتجذِّر في التَّسميَّة التَّاريخيَّة لعرق الفرد على مدى أجيالٍ عديدةٍ. مع وجود صُورةٍ ذاتيَّةٍ مُبالغٍ بها قائمةٍ على أساس العرق.²
السَّبب في اختيار 21 مارس يوماً دوليَّاً للقضاء على التَّمييز العنصريّ
في هذا اليوم عام 1960م، أطلقت شرطة جنوب أفريقيا الرَّصاص على مظاهرة في شاربفيل. وكانت المظاهرة لمناهضة "قوانين إقرار الفصل العنصريّ". ورغم أنَّ المظاهرة سلميَّة إلَّا أنَّ نيران الشُّرطة سلبت حياة 69 شخصاً. لتصبح هذه الحادثة انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان وقائماً على أساس التَّمييز العنصريّ، الَّذي لطالما عانت منه جنوب أفريقيا والكثير من الدول الأخرى.¹
الهدف من إعلان هذا اليوم الدولي
في عام 1966م، أعلنت الجمعيَّة العامّة 21 مارس يوماً معبّراً عن النّضال من أجل وضع حدٍّ لسياسات الفصل العنصريّ في جنوب أفريقيا. وأيضاً كدعوةٍ للمجتمع الدُّوليّ إلى مضاعفة جهوده من أجل القضاء على جميع أشكال التَّمييز العنصريّ.
كما يُشكّل هذا اليوم فرصةً إلى تركيز الاهتمام على العقد الدُّوليّ للمنحدرين من أصل أفريقيٍّ، وهم من أكثر المجموعات فقراً وتهميشاً حول العالم. وتقييم ما أنجزته البلدان وتحديد الإجراءات التي يجب اتخاذها بهدف تحسين حالة حقوق الإنسان للمنحدرين من أصلٍ أفريقي.¹
على الرغم من التَّقدم الذي حقّقه العالم في مختلف المجالات، إلَّا أنَّ العقليَّة الرَّجعيَّة القائمة على التَّمييز العرقيّ ما تزال مُتجذِّرة في الكثير من العقول. كما يتمّ توارثها عبر الأجيال، مُشكّلةً حلقة مُفرغة من التَّعصب والانتهاكات والنِّزاعات اللَّامتناهية.
مبادرة Uplifting Syrian Women تُؤكد على رفضها لجميع أشكال التَّمييز العنصريّ ودعمها لمبادئ المساواة واحترام التَّنوع العرقيّ. وذلك انطلاقاً من إيمانها بأنَّ الاختلاف مصدرٌ للثراء والقوة في العالم.
اقرأ أيضاً:
المصادر
[1] OHCHR
[2] Seattle
[3] UNESCO
[4] OHCHR