لمَ يوجد اليوم الدولي للتسامح وما القصة وراء هذا اليوم؟ دعونا نكتشف معاً.
”التسامح هو جزءٌ من العدالة.“
- جوزيف جوبير. [1]
إن أردنا إعطاء التسامح مرادفات أُخرى فهو يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا. ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا. ويتعزز هذا التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد. وإنه الوئام في سياق الاختلاف، وهو ليس واجباً أخلاقياً فحسب، إنما هو واجب سياسيٌّ وقانونيٌّ أيضاً.
والتسامح هو الفضيلة التي تيسّر قيام السلام، وتسهم في إحلال ثقافة السلام بدلاً من ثقافة الحرب. إن التسامح مسؤوليةٌ تشكل عماد حقوق الإنسان والتعددية (بما في ذلك التعددية الثقافية) والديمقراطية وحكم القانون. وهو ينطوي على نبذ الدوغماتية والاستبدادية. كما يثبت المعايير التي تنص عليها الصكوك الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
تلتزم الأمم المتحدة بتدعيم التسامح من خلال تعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات والشعوب. وتكمن ضرورة هذا الالتزام في جوهر ميثاق الأمم المتحدة، وفي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كذلك. وهي أكثر أهميةً الآن من أي وقت مضى. خصوصاً في هذه الحقبة التي تشهد زيادة التطرف العنيف واتساع الصراعات التي تتجاهل الحياة البشرية.
في عام 1996 دعت الجمعية العامة الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم الدولي للتسامح في 16 نوفمبر. من خلال أنشطةٍ ملائمةٍ موجهةٍ نحو كلٍّ من المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور (القرار 51/95، المؤرخ 12 ديسمبر). وجاء ذلك الإجراء في أعقاب إعلان الجمعية العامة في 1993 سنة 1995 بوصفها سنة الأمم المتحدة للتسامح. وفي المؤتمر العام لليونسكو في 16 نوفمبر 1995، اعتمدت الدول الأعضاء إعلان المبادئ بشأن التسامح وخطة عمل لمتابعة سنة الأمم المتحدة للتسامح.
وقد أصدرت جمعية الأمم المتحدة "جائزة اليونسكو - مادانجيت سنغ لتعزيز التسامح واللاعنف". تم إنشاء هذه الجائزة في عام 1995 بمناسبة الاحتفال بسنة الأمم المتحدة للتسامح وبذكرى مرور 125 عاماً على ميلاد المهاتما غاندي. وفي ذلك العام اعتمدت الدول الأعضاء في اليونسكو إعلان المبادئ بشأن التسامح. وقد تم استلهام إنشاء الجائزة من المُثل العليا الواردة في الميثاق التأسيسي لليونسكو. ينص الميثاق على أنه "من المحتم أن يقوم السلام على أساسٍ من التضامن الفكري والمعنوي بين بني البشر".
ويتم منح الجائزة كل سنتين خلال احتفالٍ رسميٍّ بمناسبة اليوم الدولي للتسامح (16 نوفمبر). بوصفها مكافأة لشخصياتٍ أو مؤسساتٍ أو منظماتٍ امتازت بمبادراتٍ جديرةٍ بالتقدير على وجه خاص. كما ترمي إلى تعزيز التفاهم وتسوية المشكلات الدولية أو الوطنية بروح من التسامح واللاعنف. [2]
بمناسبة العيد الخمسين لليونسكو في 16 نوفمبر 1995، اعتمدت الدول الأعضاء إعلان مبادئ بشأن التسامح. والذي يؤكد على أن التسامح لا يعني التساهل أو عدم الاكتراث. بل هو احترام وتقدير للتنوع الغني في ثقافات هذا العالم وأشكال التعبير وأنماط الحياة التي يعتمدها الإنسان. فالتسامح يعترف بحقوق الإنسان العالمية وبالحريات الأساسية للآخرين. وبما أن الناس متنوعون بطبيعتهم، فوحده التسامح قادرٌ على ضمان بقاء المجتمعات المختلطة في كل منطقةٍ من العالم.
يحدد الإعلان مسألة التسامح ليس فقط كواجبٍ أخلاقي، ولكن أيضاً كشرطٍ سياسيٍّ وقانونيٍّ للأفراد والجماعات والدول. كما أنه يربط قضية التسامح في الصكوك الدولية لحقوق الإنسان التي تم وضعها على مدى السنوات الخمسين الماضية. والتي تؤكد على أهمية قيام الدول بصياغة تشريعاتٍ جديدةٍ عند الضرورة لضمان المساواة في المعاملة وتكافؤ الفرص لجميع الفئات والأفراد في المجتمع.
يعتبر التمييز والتهميش، إلى جانب الظلم والعنف الصارخَين، أحد الأشكال الشائعة للتعصب. لذلك يجب أن تهدف قيمة التربية من أجل التسامح إلى درء التأثيرات التي تولد الشعور بالخوف من الآخرين واستبعادهم. كما ينبغي أن تساعد الشباب على تطوير قدراتهم لإصدار الأحكام المستقلة وتحفيز التأمّل الناقد والتفكير الأخلاقي. ولا يجدر بتنوع الديانات واللغات والثقافات والإثنيات في عالمنا أن يشكّل حجةً لنشوب الصراعات. بل هو بالأحرى كنزٌ تغتني منه البشرية جمعاء. [2]
لطالما تعرضت المرأة لحالات عدم المساواة في كافة المجالات. لذلك جاء اليوم الدولي للتسامح كأحد الحلول للتوعية للتسامح ما بين الجنسين. وهذا الأمر ساعد في دعم المساواة الجندرية ودعم قضايا اللاعنف وخصوصاً مع المرأة. وكل ذلك بهدف التسامح والسلام.
وبعض الأمثلة عن مشاركة المرأة في حملات التسامح هو مشاركة بعض النساء في مفاوضات كولومبيا للدعوة إلى التسامح والسلام. [3]
ولأن مبادرتنا تهدف لبناء مجتمع متماسكٍ وقويٍّ ومتناغمٍ بأفراده واختلافاتهم. ونظراً لإيمانها أن هذا الهدف يتحقق بالسلام. وأن التسامح ركنٌ أساسيٌّ لتحقيق السلام والانسجام بين الأفراد. نرى أن اتباع التسامح في حياتنا يساهم بسمو مجتمعنا وكل أفراده.
اقرأ أيضاً:
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر
[1] Hekam
[2] UN
[3] UN Women