اليوم الدولي للتعليم، مناسبةٌ يتم إقامتها كلّ عامٍ بهدف إحياء أهميّة التعليم ودوره في بناء الشعوب. يوضّح هذا اليوم أهميّة التعليم في بناء التنمية العالمية وتحقيق السلام. إنّ الحصول على التعليم الجيد حق من حقوق الإنسان. إضافةً إلى ذلك فهو يبني شخصيّة فرديّة ومجتمعيّة تساهم في تحقيق مستقبلٍ مستدام.
"من الواجب علينا أن نعمل أكثر على تكثيف الجهود من أجل النهوض بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، الداعي إلى ضمان التعليم الجيد المُنصف والشامل للكلّ وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع."
- الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.[1]
1- قررت الجمعيّة العامة للأمم المتحدة إعلان يوم (24/يناير) يوماً دوليّاً للتعليم. احتفاءً بالدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية.[2]
2- قرّرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 3 ديسمبر عام 2018 اعتماد اليوم الدولي للتعليم. إذ تمّ الاحتفال باليوم الدولي للتعليم لأوّل مرّة في 24/يناير/2019.[3]
كما كان استمراراً واضحاً للهدف الرابع من أهداف التنمية المُستدامة والذي ينصّ على "ضمان توفير تعليم جيد وشامل وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع". وفقاً لتقرير مستقبل التعليم العالمي لليونسكو، يتطلّب تحويل المستقبل إعادة إيجاد التّوازن في علاقاتنا مع بعضنا البعض. وأيضاً علاقتنا مع الطبيعة وكذلك مع التكنولوجيا التي تتغلغل في حياتنا. والتعامل مع فرص الاختراقات العلميّة العديدة والتي تجلب معها أيضاً مخاوف جدّية بشأن المساواة والإدماج والمشاركة الديمقراطية.[4]
لا شكّ أنّ الأيّام العالميّة الّتي يتمّ الاحتفال بها من قبل الأمم المتّحدة والمنظّمات العالميّة ما هي إلّا انعكاسٌ لأهميّة الموضوع المُقرّر الاحتفال به. إضافةً إلى ذلك، فإنّ وجود الأيام العالميّة يهدف إلى تشجيع العالم على تحقيق أهداف هذه الأيام.
وبالحديث عن الأهداف، هذه بعض من أهداف اليوم الدولي للتّعليم:
التعليم حقٌّ من حقوق الإنسان. وفي اليوم الدولي للتعليم نسلّط الضوء على أهمّ حقوق الإنسان وهو (التعليم). ويهدف هذا إلى نشر التعليم في الدول النامية وعدم احتكاره للمجتمعات المتقدّمة فقط. كما أنّ الحقّ في التعليم هو حقّ تنصّ عليه صراحة /المادة 26/ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. والتي تدعو إلى التعليم الابتدائي المجاني والإلزامي. وتذهب اتفاقية حقوق الطفل -المُعتمدة في عام 1989- إلى أبعد من ذلك فتنصّ على أن يُتاح التعليم العالي أمام الجميع.[1]
سيكون الاحتفال باليوم الدولي للتعليم لهذا العام بمثابة منصّة لعرض أهمّ التحوّلات التي يجب تطويرها بغية إنقاذ الحقّ الأساسي للجميع في التعلّم، وبناء مستقبلٍ يتّسم بقدر أكبر من الاستدامة والإدماج والسلم.
وسوف يثير الاحتفال بهذا اليوم نقاشات بشأن كيفيّة تعزيز التعليم بوصفه عملاً عاماً ومنفعة عامة. وكيفية توجيه التحوُّل الرقمي، ودعم المعلمين، وصون كوكب الأرض. وأيضاً إطلاق الطّاقات الكامنة لدى كلّ شخص لكي يتمكَّن من الإسهام في تحقيق رفاهنا الجماعي والحفاظ على بيتنا المشترك.[2]
تكمن أهميّة التعليم في كونه يشكّل طريقاً للخروج من الفقر والتمكن من إيجاد مستقبلٍ واعد. لكن يوجد ما يقارب (265 مليون) طفل ومراهق في العالم لا تُتاح لهم الفرصة للدراسة أو حتّى إكمالها. ويوجد (617) مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة أو إجراء العمليّات الحسابيّة الأساسيّة. كما أنّ أقلّ من 40% من الفتيات في أفريقيا -جنوب الصحراء- استطعن إكمال التعليم الثانوي. فضلاً عمّا يقارب أربعة ملايين من الأطفال والفتيان والفتيات في مخيّمات اللجوء غير ملتحقين بالمدارس. وكل هذا يعتبر انتهاك لحقّ التعليم لكلّ أولئك الأفراد وهذا أمرٌ مرفوض.
إنّ انتهاك حقّ التعليم وعدم تأمينه سوف يؤثّر سلباً على البلدان النامية التي تشقّ طريقها نحو مستقبل أفضل. كما أنّه سيشكّل حلقة من عدم المساواة بين الجنسين وعدم إتاحة فرص تعليمية شاملة ومتساوية.[1]
يصوّر تقرير اليونسكو الخاص بمستقبل التعليم واقع التقنيّات الرقميّة وتغيّر المناخ والتراجع الديمقراطي والاستقطاب المجتمعي ومستقبل العمل. كما يحثّ على تشجيع كلّ فرد من أفراد المجتمع على العمل لتحقيق التغيير الجذري المنشود في مستقبل التعليم والتربية. كذلك يمكننا الاستفادة من ملايين الأعمال الفرديّة والجماعيّة الموسومة بالشجاعة والقيادة والمقاومة والإبداع.
للاطلاع أكثر على تقرير اليونسكو الخاص بمستقبل التعليم من هنا: تقرير اليونيسكو.
إنّ أحد أهداف المبادرة الرئيسية هو تأمين فرص تعليميّة للشابّات والشباب عبر دورات مجانيّة تُقام عن طريق الإنترنت. وتسعى المبادرة عن طريق هذه الفرص إلى تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة جنباً إلى جنب مع هدف المساواة بين الجنسين. ولا يسعُنا في هذا اليوم إلا أن نركّز على أهميّة التعليم في بناء مجتمعٍ سالمٍ ومستدامٍ.
إنّ اليوم الدولي للتعليم هو السلّم الذي نتمكّن من خلاله من دفع عجلة التعليم في العالم. كما أنّه الطريق الموحّد والوحيد لحلّ مشكلة الفقر والجهل وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ندعو في هذا اليوم الجميع إلى التفكير بأهمية التعليم وجمع الأصوات للمناداة بالعلم.
اقرأ أيضاً:
المصادر
[1] UN
[2] UNESCO
[3] MOE
[4] UNESDOC