يأتي اليوم الدولي للتأهب للأوبئة كتذكيرٍ لنا لنستعد حقاً لما هو آتٍ. فقد أصبح هذا اليوم مهماً بعد آخر جائحة واجهها العالم وهي جائحة كوفيد-19. سببت هذه الجائحة تغيير ملامح العالم، وامتد أثرها إلى نواحي الحياة الأخرى غير الصحية (مثل الناحية الاقتصادية والاجتماعية).
"جائحة كوفيد-19 لن تكون آخر جائحة تواجهها البشرية الأمراض المعدية. حيث ستبقى خطراً حاضراً وواضحاً لكل بلد. كوننا مسؤولين عن الاستجابة للأزمات الصحية يترتب علينا أن نتحضر لما هو آت. وهذا يعني: زيادة الاستثمارات، الإدارة الجيدة، والإدراك السريع وخطط الاستجابة السريعة."
- أنتونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة 2021. [2]
علم الأوبئة: هو الدراسة العلمية والمنهجية والقائمة على بيانات التوزيع، والمحددات للحالات، والأحداث المتعلقة بالصحة (وليس الأمراض فقط). حيث تتم هذه الدراسة في في مجموعات سكانية محددة. ويتم تطبيق هذه الدراسة للسيطرة على المشاكل الصحية. [3]
الجائحة: هي انتشار وباء معين في جميع أنحاء العالم. إذ يعبر الحدود الدولية، ويؤثر على عدد كبير من الناس. [1]
الأمراض المعدية: هي اضطرابات تَحدُث بسبب كائنات صغيرة مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أو الطفيليات. تعيش العديد من الكائنات الدقيقة في أو على أجسامنا وعادةً ما تكون ضارة أو نافعة. لكن في ظل ظروف معيَّنة، فإنّ بعض الكائنات الدقيقة قد تُسبِّب الأمراض. [4]
في هذا القرن وحده، شهد العالم تفشي إقليمي مميت للإيبولا -متلازمة الشرق الأوسط التنفسية- وفيروس كورونا من بين العديد من الحالات الأخرى. تأثّر كلّ شخص تقريباً على كوكبنا بالتأثيرات المباشرة أو الثانوية لفيروس كورونا. [1]
تتكاثر الكائنات الحيّة الدقيقة الممرضة بسرعة كبيرة. كما أنها تتميز بأنّ مادتها الوراثية غير محمية بشكلٍ كافٍ. هذا ما يجعلها عرضة للإصابة بالطفرات أو التغيرات وهذه التغيرات هي سبب المشكلة.
في البداية، يحدث خلل في منظومة ما من الكائنات الحية المسببة للوباء مثلاً الفيروسات أو الجراثيم أو الطفيليات. هذا ما يستدعي استجابة مختلفة من أجسامنا أو من أجسام الكائنات الحية الأخرى عند التعرض لها. الحيوانات أو النباتات -غالباً الحيوانات- هي التي تسبب انتقال هذه الأمراض إلى البشر. أمام هذه الحادثة هناك احتمالان:
يعتبر اليوم الدولي للتأهب للأوبئة هو السبب في زيادة الوعي بمعرفة الأوبئة وانتقالاتها وكيفية للتصدي لها. فعند انتقال العامل الممرض من إنسان لآخر فإنّ هناك حالات عدّة تساعد هذا الانتقال وتسهله نذكر منها:
بعد الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي واعتبارها كمصدر سريع للمعلومات والأحداث الشائعة أو ما يسمى "بالترند"، لجأ البعض إلى نشر محتوى مضلل وغير دقيق وواضح حول الأوبئة المنتشرة مؤخراً مثل جائحة كورونا. لكن مواقع مثل تويتر أقرّت بأنّ المحتوى المضلل أو غير الدقيق سيتم إزالته وجاء ذلك تزامناً مع ما أعلنه كل من فيسبوك ومايكروسوفت. [5]
هنا يبرز دور اليوم الدولي للتأهب للأوبئة في جعل هذه المعرفة الوبائية منتشرة بين الجميع. كما أنه يبين لنا أهمية الاستماع إلى الأخبار من مصادرها الصحيحة وعدم الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي.
الخطوة الأولى وبذرة النجاح هي التخطيط. يجب أن نخصص من وقتنا وجهدنا ما يستحقه أمر التخطيط للتصدي للأزمات الصحية الطارئة مثل الأوبئة والتي قد يتحول بعضها إلى جائحة. بذلك نخفف من الخسائر التي قد نتكبدها عند حدوث الوباء بدون تخطيط لاجتيازه.
أول ما يجب أن نركز عليه هو المجتمعات التي تبدي أول استجابة عند وقوع الكوارث. بالتالي فإن ضرورة رفع الوعي والثقافة وآليات الاستجابة الفعالة والصحيحة عند وقوع الأوبئة هي ضرورة لا مفر منها. يلي ذلك الاهتمام بالقطاع الصحي وبذل الجهد في تطويره ودعمه وتأهيله للتصدي للأوبئة. حيث أنه من الحكمة أن نخصص تدريبات لفئة نسميها مستجيبي الطوارئ المتخصصين وتدريبهم بدورات تخصصية في علم الأوبئة والتصدي لها. وأخيراً وليس آخراً الانفاق بسخاء على قطاع البحث العلمي والتجارب والأبحاث التي تقوم على تطوير العلاجات واللقاحات والتقانات الحيوية.
يدعو اليوم الدولي للتأهب للأوبئة إلى الوعي بالعامل المسبب للوباء والتثقف حول تفاصيله. بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالإرشادات التي توجهها إلينا الوزارات والجهات المعنية بالأمر. كما أنه من المهم أخذ المعلومات من مصادرها الموثوقة وعدم نشر الذعر بالشائعات والمعلومات المضللة. بالإضافة إلى الابتعاد عن أي أمر سيؤدي إلى زيادة تفشي هذا الوباء.
إن الوعي بإيجاد بدائل لإكمال عجلة الحياة التي نعيشها أخد أهداف اليوم العالمي للأوبئة. حيث أن أقرب مثال للبدائل هو اللجوء إلى إنجاز الأعمال والتعلم عن بعد خلال جائحة كورونا. إن اليوم الدولي للتأهب للأوبئة هو التحذير الذي يرسله لنا العالم من أجل زيادة الوعي حول الوباء ومخاطره الجسيمة. في مبادرة الارتقاء بالمرأة السورية نأمل أن يكون مجتمع النساء السوريات واعياً كفاية لمواجهة الأخطار الصحية ونشر الوعي تجاه هذه المواضيع بشكل فعال.
اقرأ أيضاً:
المصادر
[1] IFRC
[2] UN
[3] CDC
[4] Mayo Clinic
[5] BBC