في حديثنا عن السلام، إننا نقف على أعتاب حاجةٍ ملحّةٍ ومفقودةٍ، لأن السلام لن يكون مجرد غيابٍ للحرب، إنما يعني الكرامة والرفاه للجميع.
السلام حسب ما أشار الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون في منتدى رفيع المستوى حول ثقافة السلام أنّه: الوصول إلى التعليم والصحة والخدمات الأساسية، خاصةً للفتيات والنساء.
وإعطاء كل شابٍّ وشابّة فرصةً للعيش كما يختارون؛ والتنمية المستدامة وحماية التنوع البيولوجي لكوكب الأرض. [1]
انطلقت نواة عمليات حفظ السلام عام 1948 مع إنشاء أول بعثةٍ لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة. [2] [3]
وعلى تطورها فإن أهدافها لا تزال هي ذاتها، إذ كانت ترمي بشكل أساسي إلى وقف إطلاق النار، واستقرار الأوضاع على أرض الواقع، وحل الصراع بالوسائل السلمية عن طريق التسوية والتفاوض من خلال بذل الجهود على المستوى السياسي.
مع ازدياد حدة النزاعات وتأجج الخلافات والاشتباكات وعمقها، نرى ضرورة وجود عمليات حفظ السلام والعاملين فيها، كوسيلة أثبتت فاعليتها في التعامل مع العديد من الصراعات بين الدول.
اقرأ أيضاً: اليوم الدولي للتنوع الثقافي..
قد يتساءل القارئ ما الذي تقوم به قوات حفظ السلام لإعطائها صفة تحقيق الأمن؟ تسعى قوات حفظ السلام إلى مساعدة الأطراف المتنازعة في إيجاد حلولٍ سلميةٍ، مراقبة حقوق الإنسان وتمكين المرأة بتقديم الدعم الميداني، إصلاح القطاع الأمني، نزع السلاح، إزالة الألغام وحماية المدنيين وغيرها. [4]
في سعيها المستمر لتمكين المرأة، شجعت ودعت الأمم المتحدة بعد القرارات الصادرة من مجلس الأمن التابع لها إلى ضرورة وجود المرأة في عملية حفظ السلام، وتكافؤ نتاجها مع العاملين معها من الذكور. [2]
بنتيجة الأمر؛ وجود المرأة في عملية حفظ السلام، يحقق وصولاً أعلى إلى المدنيين وخاصة من النساء والأطفال وهذا ما يفيد في جمع البيانات الدقيقة والإحصائية، المشاركة في اتخاذ القرارات والتخطيط مما يساهم بتحسين جودة العمل، بناء الثقة والأمان مع المستهدفين في عمليات حفظ السلام، خاصة من المدنيين والضحايا. أخيراً خلق توليفةٍ يحتذى بها من النساء اللاتي يمثّلن القوة والعطف في آنٍ واحدٍ.
أمّا بالنسبة للنساء السوريات ودورهنَّ في حفظ السلام بشكلٍ عام، فإنهنَّ يشكّلن أمثلةً ملهمةً للمرونة والقدرة والتصميم، ويلعبن أدواراً حاسمةً في الاستجابة الإنسانية وبناء السلام وحل النزاعات.
لكنَّ تأطير العمل والجهد الذي يقمن به، أدى إلى بقاء معرفته على المستوى المحلي، حتى أنه لم يُعرف بين أطرف النزاع ذاتها.
إنْ كنا حقاً بصدد تحقيق سلامٍ مستدامٍ في سورية، فلا بدَّ من إشراك النساء بشكلٍ فعّالٍ، وضمان قيادتها وانخراطها ومشاركتها الكاملة في محادثات السلام وجهود بناء السلام من قبل الجهات الفاعلة الدولية وشركاء التنمية. [2]
في التاسع والعشرين من مايو، اليوم الدولي لحفظ السلام تسعى مبادرة الارتقاء بالمرأة السورية بجهدها المستمر إلى الارتقاء بالمرأة السورية ومساعدة المهتمة من النساء السوريات في الانخراط في بناء السلام وتحقيقه في سوريا، بالتعليم والتمكين والتثقيف وتكافؤ الفرص.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.