هل سمعت عن يوم الشباب الدولي؟ ولماذا ظهرت الحاجة لهكذا يوم؟
الشباب هم أصحاب المسؤولية في تخلف وتراجع وتواجد الفساد في المجتمعات، هذا ما يراه الكثيرون بسبب عدم الاهتمام بقضايا المجمع ورغبتهم في الهجرة خارج البلاد. متناسين أن الشباب في الوقت الحالي هم الفئة الأكثر تأثراً من كافة الأزمات العالمية، وذلك لعدم معرفتهم بأن الشباب هم الشريحة الأكثر قدرة على مقاومة وتحدي الظروف.
"لم تكن إلا سحابةً سوداء خيمت علينا، لقد غيرت الحرب حياتي تماماً، وغيرت مكان معيشتي وطموحاتي وخططي، بل وغيرت ذكرياتي." رامي، شاب سوري [1, ص2]
رغم أنه لا يوجد تعريفٌ عالمي متفق عليه دولياً للشباب حول العالم، إلا أن الأمم المتحدة تعرف الشباب على أنهم: "الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 حتى 24 عاماً".
تقوم الكثير من الدول بوضع معايير لتعريف الشباب ولا سيما فيما يخص العمر، إذ في كثيرٍ من البلدان يتم معاملة الشخص على قدم المساواة مع البالغين عند بلوغه سن 18 عاماً ويسمى "سن الرشد". مع ذلك فإن التعريف للشباب يختلف من بلدٍ لآخر بالاعتماد على بعض العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية لكل بلد.
يمثل الشباب حالياً 16% من عدد سكان العالم، إذ يوجد حوالي 1.2 مليار شخص حول العالم ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً. من المتوقع أن يصبح هذا العدد 1.3 مليار بحلول عام 2030. [2]
الشباب هم عماد الحاضر وقوة المستقبل والركيزة الأساسية في تقدم وبناء المجتمعات. لأن الشباب هم الشريحة الأكثر قدرةً على مقاومة وتحدي الظروف، كما أنهم الأكثر نشاطاً واندفاعاً وثقةً بالذات. وهم قادرون دائماً على تقديم أفضل الحلول للمشاكل في المجتمع الذي يعيشون فيه. ومن خلال التعاون فيما بينهم يستطيعون النهوض بالمجتمع وحث الآخرين على المساعدة في تطوره بالإضافة إلى زيادة تأثرهم وتأثيرهم بالآخرين.
يسهم الشباب في بناء وتطور المجتمعات من خلال عدة جوانب، أهمها مبادرات التطوع التي في كثير من الأحيان تسعى لتقديم حلول لمشاكل ضخمة في المجتمعات وتساعد في تقديم العون لبقية الأشخاص. بالإضافة إلى تقديم التبرعات والمشاركة في حملات التبرع بالدم وإنشاء ورشات العمل مختلفة المضمون من أجل توسيع دائرة المعارف. [3]
اقرأ أيضاً: اليوم العالمي لمكافحة الإتجار بالأشخاص.
في سوريا ونتيجة الحرب الدائرة منذ أكثر من عشرة أعوام، يعتبر من البديهيات أن الواقع الذي يعيشه الشباب السوري لا تنطبق عليه نفس المعايير التي تنطبق على بقية الشباب حول العالم. لذلك أصبحت مشاكله ومسؤولياته أكبر من التي تتحملها فئة الشباب، هذا الأمر نتج عنه أن فئة الشباب أصبحت الفئة الأكثر تأثراً بتداعيات الحرب، هذه الحرب التي خلفت جروحاً عميقة في جيلٍ كاملٍ من الشبان والشابات بسبب اضطرار الكثيرين منهم لمغادرة منازلهم أو الانقطاع عن دراستهم.
والتأثير الأهم كان نتيجة الحرب الفعلية إذ أصيب سبعة من كل عشر شبان بجروح نتيجة الحرب. بالإضافة إلى هذا الأمر أدت الحرب إلى انقطاع كامل للروابط الأسرية والاجتماعية بسبب فقدان الأشخاص نتيجة الحرب أو انقطاع التواصل.
على الصعيد النفسي كان التأثير كبيراً و بالغاً نتيجة لمعاناة عددٍ كبيرٍ من الشباب السوري من الاكتئاب أو اضطرابات النوم. على الصعيد الاقتصادي كانت المشكلة الكبرى هي صعوبة الحصول على الغذاء، إذ يكافح ثلاثة أرباع الشباب السوري من أجل تلبية احتياجات أسرهم. [1, ص4]
أدركت الأمم المتحدة أهمية الشباب للعالم بشكل عام. ذلك بسبب أحلامهم اللامحدودة وطاقتهم الحيوية التي تمثل وقوداً من أجل تطور ونماء المجتمعات. لذلك أقرت في عام 1965 "إعلان تعزيز المثل العليا للسلام بين الشباب والاحترام المتبادل والتفاهم بين الشعوب"
بعد ذلك احتفلت الأمم المتحدة عام 1985 بالسنة الدولية للشباب تحت عنوان "المشاركة والتنمية والسلام". وفي عام 1999 أقرت الأمم المتحدة يوم 12 أغسطس بهدف لفت المجتمع الدولي إلى أهمية الشباب وقدرتهم الفعالة على التغيير في المجتمعات.
بالإضافة إلى هذا الأمر فإن فئة الشباب ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأهداف التنمية المستدامة لعام 2030. لا سيما بالهدف الرابع الذي يمثل جودة التعليم، فإن التعليم هو حقٌ أساسيٌّ للشباب في كل مكان. لذلك يجب بذل جهود من أجل توفير تعليمٍ مجاني وجيد للشباب. يعد الوصول إلى هذا الهدف أمراً ضرورياً لإحداث نقلةٍ نوعيةٍ في المجتمع وتأمين فرص عمل للقوة العاملة وتحقيق فرص العمل المناسبة للشباب.
الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة "العمل اللائق والنمو الاقتصادي" يراعي الدعوة إلى توفير العمل اللائق للشباب، لأن انتشار البطالة ونقص العمالة أدى إلى تدهور الاقتصاد. [2]
تؤكد مبادرة Uplifting Syrian Women على أهمية الشباب ودورهم الأساسي في التغيير وتطور الدول والمجتمعات، وأنهم ليسوا السبب في تدهور وتخلف المجتمعات العربية بل هم الأكثر تضرراً من هذه الأزمات. كونها تشكل حاجزاً بينهم وبين تحقيق أحلامهم. لذلك لابد من الاهتمام بقضاياهم والسعي لحل مشكلاتهم من أجل توفير ظروفٍ جيدةٍ لهم تمكنهم من التطور وبناء أنفسهم والتحول إلى قادة يقودون مجتمعاتهم إلى التطور في كافة المجالات.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر
[1] ICRC
[2] UN
[3] Mawdoo