يُعتبر مرض هشاشة العظام أكثر الأمراض انتشاراً عند النساء بعد سن انقطاع الطمث والذي يمكن أن يؤثر على جودة الحياة.¹ تعرّف منظمة الصحة العالمية "سن انقطاع الطمث" على أنّه 12 شهراً متتالياً من انقطاع الطمث لأسباب غير مرضية. خلال الفترة الانتقالية لانقطاع الطمث يمكن أن تعاني النساء العديد من الأعراض المزعجة، مثل الهبّات الساخنة، التعرق الليلي، وتقلبات المزاج.
هشاشة العظام أو تخلخل العظام هو اضطراب استقلابي متعدد العوامل يصيب العظام. يتمّ ملاحظة انخفاض كثافة المعادن في العظام وتدهور دقيق لبنية أنسجة العظام فيه، ممّا يؤدي إلى ضعف بنية العظام وتخلخلها.¹ وتكون العظام في هذه الحالة أكثر عرضة للإصابة بكسور.
يُطلق على هشاشة العظام اسم "المرض الصامت" لأنّ ضعف العظام وفقدها لبنيتها يحدث في البداية دون أيّ أعراض. فعادةً، لا يدرك مرضى هشاشة العظام أنّهم مصابون به حتى تصبح عظامهم ضعيفة لدرجة أنّ الإجهاد المفاجئ أو النتوء أو السقوط يؤدي إلى كسر أو انهيار في إحدى الفقرات. في البداية، يمكن الشعور بالفقرات المنهارة أو ملاحظتها عن طريق الشعور بآلام شديدة في الظهر، أو فقدان الطول، أو تشوهات العمود الفقري مثل وضعية الانحناء.²
انقطاع الطمث، هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بهشاشة العظام. لذلك يعتبر مرض هشاشة العظام أخطر وأكثر شيوعاً لدى الإناث. تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بتخلخل العظام بعد سن انقطاع الطمث بسبب التغيرات الهرمونية التي تمرّ بها النساء بعد انقطاع الطمث لاستيعاب التغيرات الطبيعية التي تحدث في الجسم. يترافق تقلّب الهرمونات هذا مع تقلّب مستويات هرمون الأستروجين حتى تنخفض. ويعتبر هرمون الأستروجين من الهرمونات التي تساعد في الحفاظ على صحة العظام عن طريق إبطاء الانهيار الطبيعي للعظام. لذا عندما يقلّ بعد انقطاع الطمث فذلك يسرّع بشكل كبير من فقدان العظام.³
مع مرور الوقت بعد انقطاع الطمث يمكن أن يؤدي انخفاض نسبة بعض الهرمونات في الجسم (مثل هرمون الأستراديول) إلى الإصابة بمرض تخلخل العظام. يحدث ذلك وفق مرحلتين:
يمكن البدء باتخاذ تدابير وقائية من مرض تخلخل العظام الذي يصيب النساء بعد سن انقطاع الطمث ابتداءً من عمر الطفولة أو المراهقة. وتشمل التدابير الوقائية ما يلي:
بعض التغيرات المتعلقة بنمط الحياة قد تساعد في تجنب الإصابة بهشاشة العظام. منها:
أمّا بالنسبة للعلاج فهناك العديد من الأدوية والعلاجات الهرمونية للحدّ من فقدان العظام وتحفيز تكوين عظام جديدة، نذكر منها ما يلي:
وغيرها الكثير من الأدوية العلاجية التي أثبتت فعاليتها في الحدّ من آثار مرض تخلخل العظام لدى النساء وتقليل خطر الإصابة بكسور ناتجة عنه.
يتمّ تحديد الدواء والجرعة المناسبة من قبل الطبيب، لذلك لا ننصح بأخذ أيّ أدوية دون استشارة طبيب العظمية الخاص بك.
في حال كنتِ أحد المصابين بتخلخل العظام، من المهم جداً تجنّب أيّ سقوط يمكن أن يؤدي إلى الكسر. يمكن تجنب السقوط داخل المنزل من خلال:
وأيضاً لتجنب تدهور الحالة من المهم متابعة الحالة لدى الطبيب لأخذ الأدوية الضرورية، واتباع النظام الغذائي المناسب، وممارسة بعض الأنشطة الرياضية التي قد يوصي بها الطبيب.
في حال كنت تعيش مع شخص يعاني من هشاشة العظام أو تعرف من يعاني منه، يمكنكم مساعدتهم بالطرق التالية:
نحن كمبادرة Uplifting Syrian Women نشجّع الجميع وخاصة النساء على اتخاذ التدابير الوقائية لتجنب الإصابة بتخلخل العظام بعد سن انقطاع الطمث كونه مرضاً شائعاً جداً. كما ننصح النساء اللاتي يمررن بمرحلة انقطاع الطمث بإجراء الفحوصات اللازمة كفحص كثافة العظام بشكل دوريّ.
وأخيراً ننصح المصابين بتخلخل العظام بالبقاء على الاتصال مع طبيبهم المشرف على حالتهم والالتزام بكافة تعاليمه وتوصياته. نتمنى الشفاء للجميع.
اقرأ أيضاً:
المصادر
[1] NIH
[2] Web MD
[3] Endocrine
[4] Women’s