"هناك الكثير من الأحلام وستبقى الأحلام حاضرة" بهذه الكلمات وصفت نادره ربيع عن رحلتها التي لم تنتهِ بعد في درب النجاح ولن تنتهي مادامت الروح موجودةً كما أردفت لاحقاً، فسوريا تحتضن الكثير من النساء الناجحات اللواتي يجب الحديث عنهن لأنهن مصدر للإلهام والأمل والثقة، فلكل مجتهدٍ نصيب والحدود هي وليدة أفكارنا وحسب.
سيدةٌ سورية من مدينة حلب. درست علم الاجتماع بين عامي 2006-2010 في جامعة حلب وفي عام 2013 تابعت دراسة الماجستير. عملت مرشدةً اجتماعيةً في عدة مدارس تابعة لمديرية التربية، وبين عامي 2015- 2017 أصبحت مدربة دعم نفسيٍّ اجتماعيٍّ ضمن الفريق المحلي لوزارة التربية السورية ومرشدةً اجتماعيةً نفسيةً في عدة جمعياتٍ أهليةٍ منها جمعية التعليم وجمعية كفالة الطفولة.
في عام 2017 كانت أحد مؤسسي فريق "سبل" للتنمية بمشاركة جهود مجموعةٍ من الشباب الفاعلين في حلب بهدف المسؤولية المجتمعية التطوعية. سنة 2018 تسلمت الإشراف على متابعة وتقييم عدّة مشاريع في مجال التماسك المجتمعي لدى مكتب الأمم المتحدة الإنمائي في حلب.
حالياً هي مديرة مشروع "زخرف" لتمكين المرأة للعمل في مهنة العجمي (الدهان الدمشقي)، والمديرة العامة لمبادرة منهجيات في حلب التي تعنى بتمكين الجمعيات والأفراد والمؤسسات على المتابعة والتقييم وأدوات البحث المجتمعي والجودة ومعرفة الأثر الحقيقي للمشاريع.
مشروع زخرف هو أحد مشاريع سبل للتنمية، بدأ العمل فيه عام 2018 بالقيام ببحثٍ عن أهم المهن المهددة بالاندثار وتم اختيار مهنة العجمي وتدريب النساء في محافظة حلب على هذه المهنة من الصفر.
تم العمل بهذا المشروع على عدة مراحل، الأولى تجسدت بإخضاع السيدات وأزواجهن لجلساتٍ من شأنها التوعية بالقانون وبأهمية عمل المرأة بالنسبة لهن ولعائلاتهن، إضافةً لإقامة معارضَ وبيعٍ لمنتجاتهن.
المرحلة الثانية بدأت بفتح نوافذ البيع وورش عملٍ للسيدات ضمن بيئةٍ آمنةٍ ضمن حلب القديمة. يواجه المشروع العديد من التحديات كضعف القدرة الشرائية لهذا النوع من المنتجات وتبدل أسعار المواد الأولية.
تكمن أهمية مشروع زخرف في المساهمة بإحياء التراث اللامادي (العجمي) المهدد بالاندثار بهذه المدينة القديمة،
بالإضافة إلى تمكين السيدات بمهنة تقدم لهن مردوداً اقتصادياً وتساعدهن على إعالة عائلاتهن.
استطاع مشروع زخرف إضفاء الحداثة والابتكار على هذه المهنة بإدخال تصاميمَ خشبيةٍ وزخرفيةٍ وألوانٍ تلائم روح العصر إليها.
إنّ كل صعوبة مرّت بها شكلت نقطة عبورٍ لتطورٍ جديدٍ لدى نادره، فعند تخرجها وحماسها بالإنطلاق وبناء ذاتها اندلعت الحرب وظروفها القاسية والصعبة في حلب. فاجتاحها القلق الشديد والخشية من التوقف عن تحقيق الأحلام، فوجدت بالعمل والسعي المتواصل وخلق البدائل دائماً والحرص على استغلال كل الفرص من حولها واستثمارها سبيلاً للنجاة.
وفي تجربة الأمومة ومنذ لحظاتها الأولى ظهرت بمواجهتها بيئةٌ تجبرها على التوقف عن العمل والتطور حتى بلوغ طفلتها سناً معينة. فكان تنظيم الوقت وترتيب الأولويات مع عدم الاكتراث لنظرة الآخرين واستنكارهم لمرافقتها طفلتها إلى العمل وحضورها لدوراتٍ أو اجتماعات.
وتقول نادره: "تجربتي هذه رسالة مناصرةٍ للأم العاملة والطَموحة، والحمدلله الفترة الذهبية لتطور عملي وخبراتي هي فترة الأمومة ".
"ابحث وحدد ما هو شغفك في الحياة، وإن كان من الصعب بلوغه في الوقت الراهن اجعله حاضراً دائماً في تفكيرك واعمل من أجله وستجد أنك تذهب باتجاه تحقيقه بطريقة ما دون إدراك منك."
"لا يختلف الشخص الناجح عن أي شخص عادي إلا بامتلاكه للشغف والإصرار والصدق في العمل، أما من الناحية العائلية فهو رضا الوالدين."
"هناك الكثير من الأحلام وستبقى الأحلام حاضرةً بإذن الله مادامت النفس موجودة. حلمي أن أكون عنصراً إيجابياً و أن أترك بصمةً بناءة في أي مكان أتواجد فيه."
من عائلة (Uplifting Syrian Women) نتمنى لنادره ألا تتوقف عن الحلم وأن تحول كل تلك الأحلام لحقيقة، كما نتمنى لها المزيد من النجاح والتألق.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.