الهدف العاشر من أهداف التنمية المستدامة ينادي للمساواة ما بين البلدان وفي داخلها. وكما رأينا في بقية أهداف التنمية المستدامة أن جميع الأهداف مدروسة لتصب في مصلحة واحدة وهي تحقيق السلام والأمن الدوليين.
"لن تنجو الأمة أخلاقياً ولا اقتصادياً عندما القليل يملك الكثير جداً، في حين أن الكثير لا يملكون سوى القليل."
-بيرني ساندرز. [1]
يسعى الهدف العاشر إلى الحدّ من انعدام المساواة بين وضمن الدول. هذا الهدف ينشد تقليل انعدام المساواة في الدخل والأجور بالإضافة إلى تلك المتعلقة بالعمر والجنس والعجز والعرق والمنشأ والدين والوضع الاقتصادي أو أية حالةٍ أخرى ضمن البلد. يتطرق هذا الهدف أيضاً إلى عدم المساواة بين الدول بما في ذلك انعدام المساواة المتعلقة بالتمثيل والهجرة والمساعدة الإنمائية. [2]
على الرغم من جميع الجهود المبذولة دولياً لإنقاذ الناس من الفقر والتقدم الملحوظ في هذا الصدد إلا أنه ما زال هناك العديد من الدول والمجتمعات التي ما زالت تعاني من الفقر وصعوبة تأمين المستلزمات الصحية والتعليم الجيد وغيرها من مقوّمات التطور، مما يعني استمرار انعدام المساواة على نطاقٍ واسعٍ ما يؤكد حاجتنا إلى هذا الهدف.
ينطوي تحت هذا الهدف عشرة أهدافٍ فرعيةٍ ومنها ما يلي:
اقرأ أيضاً: أهداف التنمية المستدامة- الهدف التاسع.
للحدّ من عدم المساواة، يجب أوّلاً أن نفهم أسبابه وعواقبه، والتي يمكن أن تكون معقّدةً ومتجذّرةً بعمقٍ في النظم والموارد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية. لذلك فإن نهج الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال متعدد الجوانب. فهو يدعم ويدعو إلى إجراءاتٍ مثل:
باتخاذ وتحقيق هذه الإجراءات التي قد تبدو بسيطةً لكن تتطلب الكثير من العمل و أعواماً من التخطيط والتنفيذ، يمكن تحقيق المساواة على نطاقٍ واسعٍ في المجتمعات. بينما لتحقيق المساواة ما بين الدول يمكن اتخاذ إجراءاتٍ مثل تأمين تعليمٍ أفضل في مختلف الدول، تقديم الإعانات المالية، زيادة الحوافز للابتكار، و تحسين السياسات التجارية.
من الجدير بالذكر أن العالم كان يحرز تقدماً ملحوظاً في سبيل الهدف العاشر إلا أن جائحة كورونا أعاقت ذلك بشكلٍ ملحوظ. بسبب الجائحة تأثر التنقل والهجرة بشكلٍ كبيرٍ من خلال إجراءات الإغلاق مع تكاليف بشريةٍ واقتصاديةٍ كبيرة، كما تسبب الوباء في أزمةٍ اقتصاديةٍ ذات أبعادٍ كبيرةٍ مع زيادة التأثير على البلدان النامية مما وضع عدداً كبيراً من الناس في حالة فقر، للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود يتزايد الفقر. كما أن العواقب الاقتصادية كبيرةٌ وواسعة النطاق، تؤثر على جميع مجالات الاقتصاد، بما في ذلك تدفقات رأس المال والعمليات التجارية و التوظيف والوظائف. [5]
ما زال أمامنا الكثير للتعافي من آثار الجائحة لكن نأمل أنّ ذلك لن يقف في طريق تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 وهناك الكثير من الجهود الدولية المبذولة في سبيل ذلك.
اقرأ أيضاً: أهداف التنمية المستدامة- الهدف الثامن.
الهدف العاشر له صلةٌ وثيقةٌ مع جميع أهداف التنمية المستدامة الأخرى؛ مثل القضاء على الفقر والجوع (الهدفان 1 و 2)، والصحة الجيدة والرفاهية (الهدف 3) ، والتعليم الجيد (الهدف 4)، والمساواة بين الجنسين (الهدف 5) ، والمياه النظيفة والصرف الصحي (الهدف 6)، والطاقة المعقولة التكلفة والنظيفة (الهدف 7)، والعمل اللائق والنمو الاقتصادي (الهدف 8) والبنى التحتية المرنة والتصنيع الشامل (الهدف 9) وكذلك المدن الأكثر شمولاً (الهدف 11) والنظم البيئية المستدامة (الهدف 15). [4]
هذا ما يؤكد أن جميع أهداف التنمية المستدامة تصب في هدفٍ كبيرٍ واحدٍ هو تأمين مجتمعاتٍ متطورةٍ ومتوازنةٍ للأجيال الحالية والمقبلة.
نحن كمبادرةٍ نحاول بذل جهودنا كي لا نترك أحد خلفنا ونسعى جاهدين للمساعدة في كل الأشكال الممكنة محاولين بذلك الحد من مظاهر عدم المساواة المختلفة في مجتمعنا.
فلنحاول جميعاً الحد من عدم المساواة أيضاً من خلال نشر الوعي والمساعدة بما هو بمقدورنا.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر
[1] Bernie Sanders
[3] SDG Tracker
[5] Springer Link