تسعى التنمية المستدامة إلى خلق عالم أكثر قدرة على مواجهة التحديات التي تقف في طريقه. خاصة التحديات التي تتمثل بالفقر والجوع وعدم المساواة. بهدف حماية كوكب الأرض لأطول وقت ممكن وبشكل مستدام. أحد هذه الأهداف هي جعل المدن والمجتمعات والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود.
يعيش نصف البشر والبالغ عددهم 3.5 مليار نسمةٍ في المدن التي تشغل 3% من كوكب الأرض، مستهلكة ما بين 60 - 80% من الطاقة، ومولدة ما يصل إلى 70% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي مصدرها أنشطة البشر. [1]
على الرغم من أن المدن قد أصبحت المراكز الأساسية للتعليم، التجارة، الثقافة، التنمية والإنتاج. إلا أنها على الجانب الآخر باتت عرضةً لمشاكل كبيرةٍ كالتغير المناخي والكوارث الطبيعة وانتشار الأمراض السارية وأقربها كوفيد-19. هذا هو السبب الذي يجعل "جعل المدن والمجمعات البشرية مستدامةً وشاملةً للجميع وآمنةً وقادرة على الصمود" الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة. التي تسعى الأمم المتحدة لتحقيقها قريباً.
بالتخطيط الحضري الحديث والمستدام بداية بحل مشكلات المدن مثل:
إذاً ما هو المصدر الرئيسي للتلوث وما وسائل الحد منه؟
سؤال إجابته ليست بعيدة عن أذهاننا، الكمية الهائلة من انبعاثات الغازات من وسائل النقل، حيث يعزز التحول إلى النقل المستدام الاقتصاد واحترام البيئة وقضايا مثل الصحة والعدالة الاجتماعية والصلة بين المناطق الحضرية والريفية للحفاظ على إنتاجيتها.
إن السعي وراء تحقيق مدنٍ مستدامةٍ يعني: تحقيق استخدام الطاقة المستدامة في نظم النقل مثلاً القطارات التي تعمل بالطاقات البديلة. توفير بيئة جذابة وآمنة ومخصصة لسير المشاة لخفض نسب وفيات الحوادث من الأطفال وكبار السن. دعم وتشجيع المجتمعات المحلية على استخدام الدراجات الهوائية والمشي الصحي. [1]
على الرغم من الدور الذي تؤديه المساحات الخضراء والأماكن العامة، إلا أنها تتعرض للخطر إثر تحويلها إلى مبانٍ سكنيةٍ وأعمال حرة. وبدون التزامٍ صارمٍ من الحكومات بالحفاظ على هذه الأماكن وحمايتها وتقدير قيمتها فستضيع إلى الأبد.
لذلك فإن توفير سبل استفادة الجميع من المساحات الخضراء بجعلها آمنةً وشاملة للجميع ولا سيما للنساء والأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة لتوفر فرصاً لتحسين الصحة وجودة حياة الأشخاص في المدن لتحسين صحتنا النفسية، وتعزيز مجتمعاتنا المحلية، وجعل مدننا وأحيائنا أكثر جاذبيةً للعيش والعمل. إضافة إلى تحقيق غاية الحد من الإصابة بالأمراض غير السارية الواردة في إطار الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة (توفير حياة صحية) من خلال توفير أماكن يمارس فيها الناس الأنشطة البدنية.
ويمكن للمساحات الخضراء، أن تُسهم في تحقيق الهدف السابع (ضمان حصول الجميع على الطاقة) من خلال خفض درجة الحرارة في المدن. إذ تساعد على تحقيق التوازن من خلال: تبريد الهواء، وتوفير الظل، وامتصاص الملوثات الجوية. [2]
المدن هي التي ستحدد ما إن كنا سنحقق نمواً اقتصادياً شاملاً للجميع أو سنستسلم إلى مزيد من انعدام المساواة. فالمدن حيث سيبحث الناس عن فرص التعليم العالي والعمل، ستكون هي التي تحدد ما إذا كنا سنستمر في استخدامنا المتزايد باضطرادٍ لموارد العالم أو ما إذا كان بإمكاننا تحقيق نموٍّ أكثر استدامة. ختاماً لأن تكلفة التغيير ضئيلة بالمقارنة مع الفوائد، على سبيل المثال: هناك تكلفة لإنشاء شبكة نقلٍ عامٍّ وظيفية، ولكن الفوائد ستكون ضخمة من حيث النشاط الاقتصادي، ونوعية الحياة، والبيئة، والنجاح العام لمدينة متصلة وذات صلة بالأرياف كذلك. [1]
اقرأ أيضاً: أهداف التنمية المستدامة - الهدف العاشر.
السويد والتي تعتبر مثالاً على تحقيق النقل المستدام باستخدام الحافلات والقطارات والقوارب والتي تعتمد في تحريكها على الطاقات المتجددة. مدينة göteborg غوتنبرغ السويدية، أكبر مدينة ساحلية في منطقة اسكندنافيا تقف خلف هذه المبادرة وذلك من خلال التعاون بين Business Region Göteborg Volvo Cars و RISE Research Institutes of Sweden لتُنشئ أول منطقة خالية تماماً من الانبعاثات الضارة.
هذه هي "منطقة مدينة غوتنبرغ الخضراء" Gothenburg Green City Zone" مبادرة بدأت عام 2021 تهدف إلى إنشاء مناطق مختارة داخل ثاني أكبر مدينة في السويد، لتكون خالية تماماً من الانبعاثات بحلول عام 2030. لتحقيق ذلك، تستخدم غوتنبرغ مجموعةً متنوعةً من وسائل النقل المحايدة مناخياً والبنية التحتية الذكية. بعض أمثلة التقنيات التي سيتم اختبارها:
ترى مبادرتنا حلّاً في الرؤية الريادية الشبابية التي تقترح بدائل حقيقية وفعالة لتلافي مشكلات المدن. كالنقل المستدام الذي يتلاءم مع طبيعة المدينة، إعادة التدوير، الصناعات الحيوية البديلة.
وتشجع النساء على الالتزام بنهج أنماط الحياة الصحية والتي تؤثر فعلاً حتى لو كانت فردية، فيما لو وحدنا جهودنا جميعاً. الأهم من ذلك كله أن المبادرة تسعى بمجهودها لتعزز الموارد البشرية وتبني قدرات الأفراد، بوصفها خطوة أولى في تقديم أي حلول.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
[1] UN- Sustainable Development
[2] UN- Chronicle
[3] Going Green