الأمر ليس كما تظن، أن تعيش تحت الماء ليس من أهداف الأمم المتحدّة، ربّما بعض كتّاب روايات الخيال العلمي، أو بعض الباحثين ظنوا ذلك. لكن المعنى الحقيقي لهذا الهدف، يصب في أهداف الأمم المتحدّة الجوهريّة، وهو تقديس الحياة بكافّة أشكالها ومنها الحياة البحريّة. الحدّ من تلوّث المياه وإعادة التوازن لتلك الطبيعة.
"إن موارد المياه والأرض مستنفدةً حقاً، وما يقارب 87 مليون شخصاً يفتقرون إلى مياه الشرب".
- رولا دشتي، المديرة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا. [1]
النظام البيئي يحافظ قدر ما أمكن على مكوناته متوازنةً، ويجمعها معاً في تناغمٍ ولطفٍ ونقاء. ولكن عندما تدخل يد الإنسان المخرّبة على أعمال البيئة، بالطبع تعيث بها فساداً. فنشاهد تلوّث الماء والهواء، والمشاكل التي تنتج عنها من انقراضٍ واحتباسٍ حراري. حفظ المحيطات والبحار والموارد البحريّة واستخدامها على نحو مستدام، هذا هو المعنى الحقيقي للهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة.
لأن الحياة البحريّة والتنوّع البيولوجي تمثّل سبيل عيشٍ أكثر من ثلاثة ملياراتٍ من سكان الأرض. ولكننا نشهد استغلالاً مفرطاً لحوالي ثلث الأرصدة السمكيّة في العالم. [2]
ما يميّز هذه الموارد عن غيرها بأنّها متجددة، أي يمكننا استخدامها بشكلٍ مستدامٍ ولكن الاستخدام المفرط لها يحول دون ديمومتها. الحياة البحريّة كنزٌ حقيقي. عنصر ثمين من التوازن البيئي والإخلال به، أو بمصدر عيش هذه الكائنات من تلويث المياه، والصيد الجائر، سيؤدي لأضرارٍ لا تحمد عقباها.
المشكلة أنّ التلوّث وما ينتج عنه لم تحدث بين ليلةٍ وضحاها. بل تراكمت وتعاظمت عبر الوقت، والاستخدام غير الواعي والجائر لخدمات الطبيعة، وكنوزها التي قدمّتها لنا.
هل كنت تعلم بأنّ المحيطات تغطّي 70%من الكرة الأرضيّة ، ويتواجد ضمنها ما يقارب ال200000 نوع حيّ؟ بالمقابل 40% من المحيطات تتأثر بالتلوث وصيد الأسماك الجائر فهي مصدر الغذاء والدخل لأكثر من 10%، وغيرها من الأنشطة البشريّة. [2]
يجب علينا أّن نسعى لتحقيق ما يلي:
لقد أثّرت جائحة COVID_19 سلباً على جهود الدول العربيّة لتحقيق الهداف الرابع عشر من أهداف التنميّة المستدامة. فإن انخفاض الطلب على منتجات الأغذية البحريّة وتعطّل حركة التجارة الدوليّة وحركة الأشخاص. تلك الأمور ألحقت أضراراً بمصدر رزق الكثير من العاملين بقطّاع المصائد. كما لوحظ استخدام المنتجات البلاستيكيّة أحاديّة الاستعمال والرامية لمكافحة الجائحة إلى زيادة التلوّث في قاع البحر وعلى الشواطئ. بالإضافة للضائقة الماليّة أحد الأضرار الجانبيّة للجائحة، التي حالت دون بذل الجهود الكافيّة في مواجهة التلوّث البحري والخطر الذي يهدد حياة الكائنات البحريّة. [4]
ليس علينا أن ننسى البيئة؛ فهي كنزٌ أحاط الإنسان نفسه بخيراته من القدم، عاش من الغذاء الذي كوّنته عناصر الطبيعة. في مبادرة Uplifting Syrian Women نرى بأن الحياة مقدّسةٌ بكل أشكالها، وأن الطبيعة ليست حقاً لأي أحد، فهي أمانةٌ استلمناها من جيلٍ سبقنا، لنحافظ عليها ونحميها ونسلّمها لجيلٍ يلينا. لذلك من غير العادل أن نعيث فيها فساداً وندمّرها.
اقرأ أيضاً: أهداف التنمية المستدامة-الهدف 13..
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.
المصادر
[1] UN
[2] Humans of Taiz
[4] UNESCWA