سعت النفس الإنسانية منذ أن وجدت على هذه الأرض إلى تأمين حياة مريحة وهانئة سواء على صعيد المسكن والغذاء والعلاج والتواصل والتعليم.
وهي تجدد نفسها دائماً، وفي كل مرة تتقولب في صيغة جديدة تناسب وضعها الراهن، فقبل ست سنوات تضافرت جهود الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لتجدد الأمل -خاصة بعد الثورة التقدمية والصناعية القوية التي أحدثت شرخاً طبقياً كبيراً في المجتمعات- فوضعت مجموعة من الأهداف، سميت بأهداف التنمية المستدامة (SDGs) أو الأهداف العالمية، باعتبار أنها نداء عالمي للقضاء على الفقر والجوع، وتهدف لأن يتمتع كل الأفراد على الكوكب بحياة مريحة وسليمة.
وفي ترتيب أهداف التنمية المستدامة نجد "القضاء على الفقر" في مقدمتها.
القضاء على الفقر أول أهداف التنمية المستدامة.
أصعب ما يمكن أن يواجه الإنسان هو الفقر، الذي يجعله عاجزاً وغير قادرٍ على فعل شيء تجاه مصاعب الحياة، قال غاندي: "يجب أن يعيش الأغنياء ببساطة أكثر حتى يستطيع الفقراء أن يعيشوا".
من منطلق إنساني وسعياً للارتقاء اعتمدت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في عام 2015 أهداف التنمية المستدامة التي تعتبر دعوة عالمية لضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار بحلول عام 2030، من خلال التعهد بعدم ترك أي شخص في الخلف.
التزمت البلدان بتسريع التقدم لأولئك الذين في الخلف (البلدان النامية وبلدان المجتمع الثالث)، وهذه الأهداف عبارة عن سبعة عشر هدفاً أولها القضاء على الفقر الذي هو أكبر تحدٍّ تواجهه البشرية.
وعلى الرغم من انخفاض عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع إلى أقل من النصف، (من 1.9 بليون إلى 836 مليون نسمة)، فإن الكثيرين لا يزالون يكافحون من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية، وظهور جائحة كورونا العام الفائت دفعت ما بين 143 و163مليون شخصاً إلى براثن الفقر في هذا العام فقط، ناهيك عن الحرب التي عشناها في سوريا والتي ضاعفت بدورها معدل الفقر ليرتفع من 3.8% إلى 7.2%.
ينص الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة:
حيث يمثل الهدف الأول التزاماً جريئاً بإنهاء الفقر بجميع أشكاله وأبعاده، ويشمل استهداف الفئات الأكثر ضعفاً، وزيادة فرص الوصول إلى الموارد والخدمات الأساسية، ودعم المجتمعات المحلية المتضررة من النزاعات والكوارث المرتبطة بالمناخ.
نجد أن التنمية المستدامة بأهدافها المختلفة تدور حول الحفاظ على الإنسان أياً كان، من دون النظر للجنس أو العرق أو اللون، لينعم بحياة أفضل ومستقبل آمن فمن حق الجميع أن يعيش ضمن بيئة سليمة معافاة من جميع الأمراض الجسدية والنفسية والاجتماعية.
♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.